الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

دراسة أبرز القواعد الإيرانية  في الجنوب السوري

انضموا إلى الحركة العالمية

دراسة .. أبرز القواعد الإيرانية ( التلول الاستراتيجية) في الجنوب السوري؛ (التسليح، المواقع، والأعداد)

دراسة أبرز القواعد الإيرانية  في الجنوب السوري

دراسة أبرز القواعد الإيرانية  في الجنوب السوري

كتب الباحث ضياء قدور تقريراً في ما يخص بالقواعد الإيرانية كما يلي:

مقدمة:

دراسة أبرز القواعد الإيرانية  في الجنوب السوري – في الآونة الأخيرة, انتشرت الميليشيات الإيرانية في المنطقة الجنوبية من سوريا داخل القرى والبلدات، وأهمها ميليشيا “حزب الله ”, التي انتشرت في المنطقة الشرقية من مدينة درعا، وتحاول السيطرة على المنطقة بدءًا من حدود السويداء شرقًا وصولًا إلى نصيب جنوبا، كما أنها متواجدة الآن في مدن وبلدات ” الكرك الشرقي والمسيفرة، وكحيل، والسهوة، والمليحات” وعدة مناطق أخرى.

وعلى الرغم من الانسحاب الشكلي للإيرانيين وحزب الله اللبناني عسكرياً من الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية لسوريا، إلا أن هذه الأطراف عادت إلى التوغل في المنطقة ذاتها، على شكل نفوذ إداري ومخابراتي في الجنوب السوري.

ففي التفاصيل التي تم الحصول عليها من عدد من المصادر الموثوقة, فإن حزب الله اللبناني عاد للتوغل مع الإيرانيين في الجنوب السوري ومناطق قريبة ومحاذية للحدود مع الجولان السوري المحتل، ومناطق على الحدود مع الأردن، عبر موظفين يتبعون لحزب الله اللبناني والإيرانيين، مقابل رواتب مالية مغرية، حيث تحاول قوات حزب الله العودة مع الجانب الإيراني إلى المنطقة، على شكل خلايا تتبع لها وتزودها بالمعلومات وتفرض نفوذها في المنطقة.

ونتيجة لذلك, لم يكن حجم الضربات الإسرائيلية الواسعة في الآونة الماضية إلا دليلاً على حجم التواجد والتغلغل الإيراني الكبير في الجنوب السوري، هذا التواجد الذي أخذ شكلاً مختلفاً منذ مطلع عام 2014 بعد إنهاك القدرات القتالية والبشرية لدى ميليشيا النظام، واستلام المليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني زمام الأمور عسكرياً في العديد من المناطق الاستراتيجية قرب الجولان المحتل، وخاصة بالقرب من خط وقف إطلاق النار (المنطقة المعزولة السلاح سابقاً).

يتميز الجنوب السوري وخاصة محافظة القنيطرة ومحافظة درعا بوجود تلال عديدة ذات مواقع مهمة عسكرياً استخدمتها ميليشيا النظام في بداية الثورة، لتدمير أكبر قدر ممكن من القرى والبلدات التي ثارت حينها، وبعد تهالك ميليشيا النظام ساندتها مليشيات إيرانية متمثلة بعناصر قيادية من “حزب الله” في السيطرة على هذه التلول الاستراتيجية.

بالإضافة للأهمية التكتيكية والعسكرية لهذه التلول الاستراتيجية، وإشرافها على مساحة واسعة من المناطق المحيطة بها، فقد عمدت المليشيات الإيرانية للسيطرة على هذه التلول المرتفعة، لتحويلها لمقرات محصنة وأماكن لتخزين الأسلحة والصواريخ الإيرانية، من خلال قيام تلك المليشيات بحفر أنفاق كبيرة ومحصنة داخل تلك التلول، وذلك تخوفا من الهجمات الإسرائيلية (الصاروخية والجوية) المحتملة.

المليشيات الإيرانية وخاصة مليشيات حزب الله اللبناني قامت بنشر قواتها على جميع التلال الاستراتيجية المتواجدة في الجنوب السوري، كونها مواقع استراتيجية وقريبة من هضبة الجلان التي تحتلها اسرائيل، وقامت بتعزيز هذه النقاط بعدد من عناصر المليشيات مسلحة إياهم بمختلف أنواع العتاد الخفيف والمتوسط والثقيل، بما في ذلك الصواريخ ( قصيرة المدى أو التكتيكية، وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطيران).

في هذه الورقة سنستعرض بداية لمحة عن الوسائل القتالية التي تتسلح بها المليشيات الإيرانية وخاصة مليشيات حزب الله في الجنوب السوري, ومن ثم سنتطرق للكشف عن أبرز المواقع (التلول الاستراتيجية) التي تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية ومليشيات حزب الله في الجنوب السوري، وميزان تسليح تلك القوات وعددها وعتادها, ونتخم الورقة بقراءة للمواقف الدولية من الوجود الإيراني في الجنوب السوري (الموقف الإسرائيلي, الموقف الروسي, الموقف الأردني), ومجموعة من الخلاصات والتوصيات التي شأنها أن تساعد في تقليص النفوذ الإيراني في الجنوب السوري والقضاء عليه في نهاية المطاف.

الصواريخ الإيرانية التكتيكية الموجودة بيد المليشيات الشيعية في الجنوب السوري:

صواريخ “فجر”:

هو صاروخ إيراني الصنع بدعم صيني وكوري شمالي، ويتم إطلاقه من قواعد اطلاق وعربات متحركة، وتمتلك المليشيات الإيرانية وحزب الله منه سلسلة (فجر3) الذي يبلغ مداه حوالي 45 كم و(فجر4) و(فجر5) الذي يبلغ مداه حوالي 75 كلم.

صواريخ “رعد”:

هو صاروخ إيراني الصنع تكتيكي قصير المدى تم إنتاجه في عام 2004 بعد إخضاعه لعدد من التجارب وفق تصريح سابق لوزير الدفاع الإيراني علي شامخاني آنذاك. وهو صاروخ يعمل على الوقود السائل، وتبلغ نسبة دقته في إصابة الأهداف 75%, ناهيك عن أن صاروخ رعد ذو مهمة تدميرية ويستطيع حمل رأس متفجر بوزن 100 كغ.

صاروخ “زلزال ١و ٢”:

زلزال ١و ٢ هما صاروخان بالستيان، يعملان على الوقود الصلب، ويبلغان مدى يصل لحوالي (150 كم و200 كم) على الترتيب

ونظرا لمدى صاروخ زلزال, فإنه يستطيع الوصول إلى تل أبيب مما يجعله في منظومة الصواريخ المتطورة جدا، كما أنه يستخدم لضرب المواقع المهمة المتعلقة بالمدن والاتصالات وبالمواقع الحيوية، وبإمكان الصاروخ حمل رؤوس تحتوي على مواد متفجرة قد تصل إلى 600 كغ كحد أقصى.

ويمكن من خلال صواريخ زلزال أيضا، التسبب بأضرار كبيرة في مواقع حساسة، بما في ذلك محطات توليد الطاقة وقواعد القوات الجوية ومصافي النفط في حيفا ومفاعل ديمونا النووي وقاعدة “الكيرياه” في تل أبيب.

ولذلك تركز الجهد الإيراني على تحويل صواريخ (زلزال 2)، التي يبلغ مداها حوالي 200 كيلومتر، إلى صواريخ دقيقة قادرة على ضرب الأهداف بدقة عالية، وذلك كما أفادت تقارير استخبارية في وقت سابق.

الضربات التي نفذتها “إسرائيل” في سوريا، هدفت لإعاقة تهريب هذه المعدات إلى لبنان، ولذلك لجأت إيران لطرق تهريب جديدة، حيث تم تهريب قطع صغيرة من هذه المعدات على مراحل، بواسطة المركبات المسافرة بين سوريا ولبنان وأحيانا بواسطة المسافرين على متن الرحلات الجوية, وهذا يعتبر أكبر دليل على وجود مثل تلك الصواريخ بيد المليشيات الإيرانية في سوريا.

صواريخ “فاتح-110”:

هو صاروخ من نوع أرض-أرض إيراني الصنع (بمدى يصل ل ٢٠٠ كم), وقد جرب بنجاح عام 2002 في إيران, وظهر للمرة الأولى في عرض عسكري في طهران عام 2003.

يزن الصاروخ ثلاثة أطنان ويحمل رأسا حربيا شديد الانفجار يصل وزنه إلى 500 كغ، أي أن القدرة التدميرية له غير معهودة بالنسبة إلى اسرائيل.

وما يميز فاتح إمكانية إطلاقه من منصة ثابتة أو من آلية متحركة ما يعطي الوحدات الصاروخية للمليشيات الإيرانية مرونة أكبر في التحرك والإطلاق.

ثانيا: وسائل قتالية من الصناعات الروسية:

صواريخ “كاتيوشا”:

هي صواريخ روسية بالأساس تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، وتشمل سلسلة من الأنواع التي يمكن إطلاقها بوساطة راجمة أو بوساطة منصة ثابتة يدوياً, أو حتى من دون الحاجة إلى وجود مشغل اعتمادا على التوقيت الذي يمكن ضبطه للانطلاق في وقت لاحق.

لا أهمية استراتيجية أو عسكرية كبيرة لهذه الصواريخ — رغم قدرتها التدميرية — بقدر ما هو الرغبة في إحداث هلع أو انهيار نفسي لدى الطرف الآخر, تمتلك المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري عدد كبير منها ومعظم تلك الصواريخ ضمن مدى (12- 25) كلم.

صواريخ مضادة للدروع:

صواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت وميتس الروسية الصنع، وهي صواريخ مضادة للدروع من الجيل للثاني.

صواريخ مضادة للطائرات:

صواريخ مضادة للطائرات من طراز (SA-7) و (SA-14) من إنتاج روسي, أو ما يعرف بصواريخ سام التي تحمل على الكتف وهي صواريخ أرض جو قصيرة المدى (٧ كم تقريبا).

بما أن المليشيات الإيرانية أصبحت هي اللاعب الرئيس في توزيع المواقع والمخطط الاول لأي عملية عسكرية في الجنوب السوري، قامت تلك المجموعات بزيادة التحصينات وتقوية المواقع في التلال الاستراتيجية التي سيطرت عليها مؤخرا في الجنوب السوري.

وفيما يلي سنستعرض أبرز المواقع (التلول الاستراتيجية) التي تتواجد فيها الميليشيات الإيرانية ومليشيات حزب الله في الجنوب السوري، وميزان تسليح تلك القوات وعددها وعتادها:

1- التلال الحمر

تقع هذه التلال في الريف الشمالي من محافظة القنيطرة، وكانت فصائل ثورية قد سيطرت عليها في أبريل من عام2014، بمشاركة العديد من الفصائل تحت غرفة عمليات جيش الحرمون.

تطل هذه التلال على قرية حضر، وتعد من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي كونها تربط بين ريف القنيطرة من جهة، والغوطة الغربية من جهة أخرى، ما شكل تهديداً كبيراً لميليشيا النظام سابقا، التي حاولت جاهدة السيطرة عليها, إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، ليأتي اتفاق بيت جن مع الاحتلال الروسي حيث سقطت من خلاله التلال بيد الميليشيات ما عزز وجود عناصر لـ”حزب الله” اللبناني ومن خلفه إيران بكل ثقلها الاستخباراتي والعسكري.

ونظرا لأهمية التلول الحمر الاستراتيجية، عمدت إيران لتسليح المليشيات هناك بأحدث أنواع الأسلحة والصواريخ ومنها صواريخ زلزال ورعد وفاتح ١١٠ بالإضافة للصواريخ المضادة للدروع والمضادة للطيران، وعملت على تنفيذ مشاريع أنفاق داخل تلك التلول الطويلة والممتدة على طول خط وقف إطلاق النار.

2- مشاتي حضر (تل الحمرية):

تقع بالقرب من قرية حضر, وهي منطقة مرتفعة تشرف على مناطق عديدة، لاسيما (تل الحمرية) الذي سيطرت عليه المليشيات الإيرانية بالقرب من (جباثا الخشب)، وتعتبر هذه المنطقة من المناطق التي تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها تأمن منافذ جديدة تصل للعمق في الجنوب اللبناني ما يعني الاتصال المباشر والبري مع “حزب الله” الذراع الأكبر في المنطقة.

3- تل القبع شمال خان أرنبة:

تسيطر المجموعات التابعة لإيران على (تل القبع) الذي يقع شمالي (خان أرنبة) مركز محافظة القنيطرة، والذي كان سابقاً أحد أهم النقاط لبعثة الأمم المتحدة (أندوف) التي دخلت خط وقف إطلاق النار بعد اتفاقية عام 1974.

وتتمركز عناصر تابعة لهذه الميليشيات في المباني الطابقة أو ما يعرف بـ المدينة العمالية، والتي لا تبتعد سوى واحد ونصف كليو متر عن خط وقف إطلاق النار، وتتخذ من الأقبية لهذه المباني مكانا لتخزين الأسلحة والمعدات.

ويعمل في هذه الموقع كل من ياسين الخبي ( قائد لواء صقور القنيطرة ), وخالد أباظة ( قائد عسكري في قوات درع القنيطرة ), ومحمد زهرة, ولديهم عناصر يتجاوز عددهم 150 عنصر, بالإضافة إلى عملهم المتواصل على تجنيد الشباب من أبناء مدينة درعا.

4- تل المقداد :

في وقت سابق, شكل تل المقداد الموجود بالقرب من بلدة محجة شمال درعا غرفة عمليات للحرس الثوري الإيراني, حيث كان يشارك فيها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وقيادات لميليشيا الحزب، للإشراف على الهجمات المرتقبة في المنطقة في وقت سابق، أما الآن فقد تحول تل المقداد لنقطة مراقبة يتواجد فيها حاليا 130 عنصر.

5- تل مسحرة :

تقع بلدة مسحرة شرق مركز محافظة القنيطرة بمسافة اثني عشر كيلو مترًا، وتبعد مسافة عشرة كيلو متر عن الجولان السوري المحتل.

وتأتي الأهمية العسكرية الكبيرة لبلدة مسحرة من كونها تقع على الطريق الواصل بين ريفي درعا الشمالي ووسط محافظة القنيطرة، حيث يمر من خلالها طريق الطيحة – مسحرة الممتد حتى ممتنة ونبع الصخر، كما تستمد أهميتها من وقوعها بين مجموعة من أهم تلال الجنوب وهي: تل الشعار وتل بزاق وتل كروم جبا وتل المال على اتجاه مثلث الموت.

على طرف هذه البلدة يقع التل الاستراتيجي المعروف باسم تل مسحرة على ارتفاع من 600 – 750 متر, الذي حولته حاليا المليشيات الإيرانية لنقطة مراقبة يتواجد فيها عدد من العناصر، (حوالي 30 عنصر).

6- التلال الحاكمة (تل الشعار وتل بزاق وتل الكروم):

في القوت الحالي, تتواجد عناصر قيادية من “حزب الله” في (تل الشعار) الواقع شمال شرق بلدة جبها في محافظة القنيطرة, حيث يعتبر هذا التل أحد أهم التلال الاستراتيجية.

أما بالنسبة لتل بزاق وتل الكروم فقد أسندت إلى الجماعات المسلحة الموالية للحزب من أبناء مدينة خان أرنبة ومدينة البعث.

7- تل غرابة أو ما يعرف بالكتيبة ١٠٢ :

تحول تل غرابة اليوم لغرفة عمليات مشتركة بين حزب الله والعقيد الركن نزار فندي قائد كتيبة الاقتحام في الفرقة التاسعة, والذي عرف عنه علاقته الوطيدة التي تربطه بميليشيا “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

يقود فندي كتائب الاقتحام في الفرقة التاسعة لجيش النظام أو ما يعرف بالكتيبة (102) والتي تتمركز في تل غرابة غربي مدينة الصنمين في شمال درعا.

ويعد ذاك التل أبرز نقاط تواجد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”، كما يتواجد فيه غرفة عمليات مشتركة لهم مع جيش النظام يقودها فندي وتضم غرفة العميات حوالي ٣٠ عنصرا.

الجدير بالذكر أن فندي هو اليد اليمنى للعميد “رمضان رمضان” قائد الفرقة التاسعة، والذي حاولت قوات المعارضة اغتياله عبر إطلاق النار على سيارته في مدينة الصنمين مطلع العام ٢٠١٨ الماضي .

8- تل الشحم:

يقع على طريق دمشق القنيطرة إلى الجنوب من بلدة سعسع, وهو يتبع للواء 90 الخاص بحماية العاصمة ومطل على قرية دير ماكر, ويحتوي التل على مركز لتدريب الاغرار الخاصة باللواء 90, بالإضافة إلى كتيبة مشاة وسرية دفاع جوي.

ويتواجد فيه قرابة (200) مقاتل, أما في حال وجود دورات تدريب للمقاتلين فان العدد يصل إلى قرابة (1000) مقاتل.

التل حاليا تحت اشراف علي شعيب ( الحاج ولاء ) مسؤول الاتصالات و المراقبة، وهو نقطة تعتبر غرفة اتصالات لحزب الله في منطقة مثلث الموت.

9- تل 121:

يعتبر مقر القيادة للمليشيات الإيرانية ويقدر عددهم بأكثر من (100) مقاتل

10- تل عريد:

يقع في ريف درعا الشمالي إلى الشمال من قرية دير العدس, ويبعد عنها قرابة (5) كم.

تتمركز على هذا التل قوات تابعة لحزب الله، واللواء 61، وهو لواء مستقل ويتواجد فيه حاليا قرابة (100) مقاتل من الميليشيات الشيعية وحزب الله.

11- تل الشيح:

يقع إلى الشرق من قرية كناكر, ويصل بين طريق كناكر خان دنون وطريق دير العدس زاكية, حيث يطل على قرية اركيس, ويعد تل الشيح من أحد مراكز القوة العسكرية التابعة للواء 121, حيث جهز بالعتاد الثقيل بعد اندلاع الثورة السورية.

12- تل القصارى:

تتواجد فيه سرية دفاع جوي( مضادات أرضية وصواريخ دفاع جوي), وتسمى سرية القصارى التي تقع إلى الجنوب من قرية كناكر مهمتها حماية اللواء 121 القريب منها.

13- تل مرعي:

هو مرتفع جبلي مؤلف من كتلتين, لذا أخذ عند أهل المنطقة هذين الاسمين (مرعي والأحمر), ويقع إلى الجهة الغربية الجنوبية من بلدة كناكر, ويبعد عنها حوالي 5 كم، وهو مشرف على قريتي الهبارية وإلى الشرق من قرية الدناجي.

في وقت سابق, سيطرت المعارضة السورية على هذا التل, إلى أن وصلت المليشيات الإيرانية واللبنانية, حيث قامت باقتحامه والتمركز فيه, ويتواجد فيه حاليا قرابة (150) مقاتل من حزب الله.

14- تل الحارة:

ويقع بالقرب من بلدة الحارة, ويتواجد فيه رادارات واتصالات وعربات لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ويتردد عليه ضباط كوريين وإيرانيين بين فترة وأخرى.

المواقف الدولية من الوجود الإيراني في الجنوب السوري (الموقف الإسرائيلي, الموقف الروسي, الموقف الأردني):

أولا: الموقف الاسرائيلي:

تثير ميليشيات إيران وأذرُعها العَسكريّة قلقا إسرائيليا بسبب قربها من الحدود، فهي تنظر إليها بارتياب شديد، وتحاول إبعادها والحد من نشاطها عبر قصفها وتدمير مواقعها.

وحقيقة, يشكل تواجد إيران وميلشياتها في الجنوب تهديدا محتملا بالنسبة لإسرائيل، خاصة أن الأذرع العسكرية التي شكلتها إيران في الجنوب السوري أصبحت تسيطر على معظم المنطقة, ناهيك عن أن عدد الشيعة، أو الذين تشيعوا في الجولان تجاوز رسمياً عدد الدروز والسنة، الأمر الذي يعتبر مؤشر خطير جدا بالنسبة لإسرائيل.

إن وجود المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري يضع سوريا في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على حساب الشعب السوري، بغض النظر عن وجود حل سياسي أو لا، لأن الوجود الإيران العسكري في الجولان هو مفتاح استمرار الدمار في سوريا.

ولذلك, وبشكل عام، ترى إسرائيل أن المواجهة مع إيران في الوقت الحالي أقل تكلفة من مواجهتها خلال السنوات المقبلة، إذ يتوقع أن تزيد طهران من قدراتها العسكرية, فإسرائيل تريد حاليا إجبار الإيرانيين على عدم تثبيت مواقع عسكرية في سورية تهدد أمنها.

ولكن النقطة المهمة في الموقف الإسرائيلي، هي أنه رغم علم إسرائيل بوجود مليشيات إيرانية تدعم نظام الأسد، لكنها لا ترى مشكلة في ذلك، فتركيزها منصب على القواعد الإيرانية التي تهدد أمنها، وتهدد ميزان القوى في المنطقة.

فإسرائيل مثلا، ترفض إنشاء إيران للمعامل التي تطور دقة الصواريخ، والمعسكرات الأخرى هناك.

وأكبر دليل على ذلك, أن الضربات الإسرائيلية العديدة ضد إيران في الجنوب السوري لم تركز على الأفراد بقدر تركيزها على “الإمكانيات والعتاد، وذلك لإلحاق ضرر طويل الأمد بالمؤسسة العسكرية الإيرانية في سورية، الأمر الذي سيحيج طهران إلى مزيد من الوقت لتعويضها.

الضربات كانت بمثابة رسائل إسرائيلية، ورسائل ضغط على إيران، ورسائل لروسيا لكي تضغط على إيران، ولنظام الأسد بأنه إذا لم يعمل على تهدئة الإيرانيين فالضرر سيلحق به أيضا.

ثانيا: الموقف الروسي:

من الناحية النظرية، من المنطقي أن تكون موسكو ضد التمدد الإيراني في سورية وخاصة العسكري، وأن تسعى للحفاظ على اليد الأمنية للنظام في دمشق، وتراعي مصالحها الاقتصادية والنفطية مع الدول العربية.

لكن ميدانيا، تبدو نظرية طرد روسيا لإيران من سوريا ضربا من الأوهام يتجاهل المعطيات الحقيقية على الأرض، ويبالغ في قراءة النفوذ الروسي، و يقلل في ذات الوقت من حجم الدور الإيراني.

إن طرد عشرات الآلاف من الميليشيات الموالية لإيران من سورية لن يحدث بضغطة زر من روسيا, وحتى لو أرادت روسيا طرد إيران من سوريا، ليس لديها الأدوات الكافية على الأرض لتحقيق ذلك، فإيران اليوم تغلغلت بكثافة عبر مليشيات أجنبية ومحلية داخل الأراضي السورية.

في حين أن روسيا ليس لديها هذا الحضور القوي على الأرض السورية، وعدد قواعدها العسكرية الموجودة على الأرض يكاد يكون محدودا.

روسيا تعتمد بشكل أساسي على السلاح الجوي، الذي لا يمكنه أن يحقق أي نصر على الأرض، بدون اليد الإيرانية الضاربة في سوريا، وأكبر دليل على ذلك، فشلها الأخير في معركة ادلب التي كان للمليشيات الإيرانية مشاركة معدومة فيها تقريبا.

من ناحية أخرى، نجد أن الحلف الثنائي (الروسي والإيراني) ما يزال ثابتا كما كان لحظة دخول موسكو في الصراع السوري في عام ٢٠١٥، وكل ما حدث من توترات بين الطرفين خلال السنوات الماضية ( في ريف حماه الشمالي ودير الزور مؤخرا) لا يمكن وصفها بمحاولات روسية جادة لإخراج إيران من سوريا.

وعلى الرغم من أن العلاقات الروسية-الإيرانية في سورية تمر ببعض التوترات بين الفينة والأخرى، لكن الطرفين يستفيدان من بعضهما البعض، ومن ضعف الموقف العربي والدولي.

فروسيا اليوم تنظر إلى إيران بوصفها ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب والعرب، في حين أن إيران بحاجة لروسيا لتعويمها وتعويم نظام الأسد معها دوليا.

ولأن موسكو لا تدرس فكرة إرسال قوات لها إلى سورية لاستبدال القوات الموالية لإيران، فلا نفع للكلام الإعلامي والاستهلاكي الذي تبيعه موسكو لواشنطن وتل أبيب حول دور إيجابي لها في طرد إيران من قرب الحدود الإسرائيلية.

فقد أثبت تواجد حزب الله في القصير مثلا -رغم اعتراض روسيا عليه- أن القرار الأخير هو للبندقية على الأرض وليس للديبلوماسية في قاعات جنيف وهلسينكي وغيرها.

ثالثا: الموقف الأردني:

الموقف الاردني من الملف السوري بشكل عام كان مترددا وحذرا جدا نظرا لأوضاعه الداخلية الحرجة، حيث ركزت عمّان على حل سياسي في سوريا منذ بداية الثورة السورية.

الأردن كان متخوفا من موضوع تغيير النظام ومن سيحل محلّه، لكن إذا ما نظرنا للاستراتيجية الحذرة التي اتبعها الأردن في تعامله مع الملف السوري وخاصة ملف الجنوب، نجد أنها لم تكن استراتيجية ناجعة أبدا، لأنها لم تؤدي لحماية أمن حدود الأردن الشمالية.

فاليوم إيران تنتشر وبكل ثقلها وميلشياتها في الجنوب السوري, إيران التي لطاما حاولت سابقا زعزعة استقرار الأردن، ولم يكن بينهما حدود مشتركة، ماذا ستفعل اليوم وقد أصبحت على مرمى حجر واحد من الحدود الأردنية الشمالية؟!.

سابقا حاولت ايران عبر حزب الله في نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 إدخال أسلحة وصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأردن، وقد اكتشف الأردن الموضوع حينها, وأحيلت القضية إلى المحكمة العسكرية.

وفي يناير 2015، أشار وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، بأنه سيستفيد من جميع الأوضاع الموجودة لتسليح الضفة الغربية، ولا شك أن المقصود من مثل هذه التصريحات هو الأردن.

وفي عام 2017، أعلن العميد محمد رضا نقدي قائد الباسيج الايراني انّ الباسيج سيكون لها حضور في الاردن كما حصل في لبنان وفلسطين.

لذلك لا يجب التقليل أبدا من مخاطر وجود الحرس الثوري وميليشياته بالقرب من الحدود الاردنية، وكان يجب على الاستراتيجية الأردنية أن تكون أكثر حزما في تعاملها مع ملف الجنوب السوري حصرا.

إن الهدف المستقبلي لإيران من تواجدها في الجنوب السوري هو الزحف والتغلغل نحو الداخل الأردني، وتحويل الأردن لممر لنقل السلاح.

وأكبر شاهد على ذلك، هو ما تحدثت به مصادر من الداخل السوري عن سعي ميليشيا “حزب الله” للسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن والجمرك القديم بدرعا البلد, حيث قام حزب الله بإدخال العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن والجمرك القديم بدرعا البلد على أنهم موظفون مدنيون للتخليص الجمركي.

التوصيات والخلاصة:

إن إعادة الساعة إلى الوراء في سورية بطرد عشرات الآلاف من الميليشيات الموالية لإيران ليس بهذه السهولة، ولن يحصل من خلال ضغطة زر واحدة, ومن دون مقاربة شاملة تتصدى لهذا النفوذ على الأرض عسكريا وسياسيا واقتصاديا، يبقى الجدل في دائرة الكلام الاستهلاكي والجعجعة الإعلامية، وأي حديث عن طرد إيران من سورية كبند في القاعات والقمم الدولية هو وهم لا يمكن ترجمته على الأرض، طالما أنه لم يقترن بخطوات جدية على الأرض.

في الوقت الحالي، الظروف الدولية والمحلية كلها مواتية لتنفيذ خطوات جدية على الأرض، من شأنها تقليص النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، وهذه الظروف يمكن اختزالها بالآتي:

أولا: سياسة الضغط الأمريكية القصوى، والعقوبات المميتة التي تهدف، كما يصرح الأمريكيون، لتغيير سلوك النظام الإيراني في المنطقة.

وبالفعل ساهمت تلك الضغوطات والعقوبات في تقليص حجم الدعم المالي الذي تقدمه إيران لميليشياتها في المنطقة، وخاصة حزب الله الذي يمر حاليا بضائقة مالية خانقة.

ثانيا: الوضع في الجنوب السوري قابل للانفجار أمنياً وعسكرياً، وسيطرة نظام الأسد على تلك المنطقة باتت ضعيفة، وخاصة بعد تخفيض روسيا من تواجدها العسكري هناك وانفراد إيران بالانتشار فيها.

فعلى الرغم من توقيع النظام اتفاقات المصالحات بعد سيطرته على درعا في تموز من العام 2018، إلا أنه تلقى أكثر من 30 هجوماً منذ ثلاثة أشهر حتى الآن فقط.

وكان ناشطون في عدة بلدات بدرعا قد دعوا في الأشهر القليلة الماضية عبر نشرهم قصاصات ورقية إلى الانتفاضة والقيام بعصيان ضد نظام الأسد، وحثوا الشباب على عدم الالتحاق بصفوفه، وعدم الاقتراب من الحواجز.

إذا، من دون قوة عسكرية بديلة قد تكون عربية أو من الداخل السوري، يصعب الحديث عن إخراج إيران وقواتها من الجنوب السوري، لذلك ما يجب عمله يمكن تلخيصه بالخطوات التالية:

أولا: العمل على تشكيل نوى للمقاومة الشعبية من أبناء منطقة الجنوب السوري، وهنا يجب التشديد على مصطلح المقاومة الشعبية لا الفصائلية التي أثبتت فشلها العسكري والسياسي والأمني الذريع خلال السنوات الماضية, وهذه النوى يجب أن تتبع لقيادة واحدة تقوم بتنظيم وتوجيه مراكز الانتفاضة ونوى المقاومة في الداخل السوري.

ثانيا: يمكن للأردن أن يلعب دورا مفصليا وحساسا في عملية طرد إيران من الجنوب السوري، فالأردن حاليا يؤوي أكثر من ٧٠٠ ألف لاجئ سوري معظمهم ( أكثر من ٥٠% منهم) من فئة الشباب القادرين على حمل السلاح ولديهم خبرات سابقة في القتال.

لذلك يجب العمل على تدريب هؤلاء الشبان من خلال إخضاعهم لدورات عسكرية مكثفة، ومن ثم يجري العمل على تشكيل جسد عسكري سوري ( كجيش التحرير الشعبي الذي شكلته منظمة مجاهدي خلق الإيرانية خلال فترة تواجدها في العراق) يعمل على تحرير الجنوب السوري من المليشيات الإيرانية المغتصبة، وإعادة الأهالي النازحين والمشردين لمناطقهم المحتلة من قبل إيران.

أما بالنسبة للمرحلة التي ستلي تحرير الجنوب السوري من المليشيات الإيرانية، يمكن لهذا الجيش التوجه من خلال قاعدة التنف لضرب القواعد الإيرانية المتواجدة في البوكمال ودير الزور، وبذلك يقطع طريق الامداد البري للمليشيات الإيرانية في سوريا، وينهي الحلم الفارسي في تشكيل الهلال الشيعي.

ثالثا: على الصعيد الدولي، يجب العمل على تشكيل منطقة آمنة في الجنوب السوري، من أجل تأمين عودة اللاجئين، ويجب لهذه المنطقة أن تتمتع بحماية دولية من الهجمات الانتقامية التي قد يشنها نظام الأسد بحق المدنيين هناك.

خاتمة:

إن السعي الإيراني للتغلغل أكثر في الجنوب السوري، وخاصة في منطقة القنيطرة والشريط الحدودي مع إسرائيل، وبناء قاعدة شعبية لها من خلال عمليات التشييع والتجنيد الواسعة التي يشرف عليها عناصر مقربون من إيران، هو مخطط إيراني لتحويل سوريا لورقة ضغط وورقة رابحة في المفاوضات المقبلة مع الولايات المتحدة أو أي تفاهمات دولية أخرى.

كما أن سيطرة إيران على تلك التلول الاستراتيجية المهمة، وتجهيز مقرات محصنة لها داخلها، متسلحة بعدد كبير من العتاد العسكري المتوسط والثقيل، وخاصة الصواريخ التكتيكية التي تمكنها من استهداف الأراضي الاسرائيلية بسهولة بالنظر لمداها القصير، يكشف عن أبعاد المخطط الإيراني في الجنوب السوري بشكل واضح.

من ناحية أخرى, ليس من مصلحة الأردن ولا دول الخليج العربي ولا أي دولة عربية أخرى أن يتحول الجنوب السوري لساحة يسرح ويمرح فيها الإيراني بحرية، لذلك يجب العمل وبسرعة على طرده منها, كمقدمة لطرده من كامل الأراضي السورية.