الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

طلاب العراق يتحدون عقوبات وزارة التعليم ويقررون الاستمرار في المظاهرات

انضموا إلى الحركة العالمية

طلاب العراق يتحدون عقوبات وزارة التعليم ويقررون الاستمرار في المظاهرات

طلاب العراق يتحدون عقوبات وزارة التعليم ويقررون الاستمرار في المظاهرات

طلاب العراق يتحدون عقوبات وزارة التعليم ويقررون الاستمرار في المظاهرات

 

المصدر: بغداد بوست

 

طلاب العراق يتحدون عقوبات وزارة التعليم ويقررون الاستمرار في المظاهرات – يلعب الطلبة الدور الأكبر في إدامة زخم الثورة العراقية حيث  نظّموا أكثر من مرة مسيرات طويلة في كل المحافظات الوسطى والجنوبية بالإضافة إلى بغداد، متوجهين من جامعاتهم إلى ساحات الاعتصامات  لكن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هددتهم مؤخراً بالعقوبات.

ويقول أحد المتظاهرين من الطلاب “بالنسبة إليّ، مستعد للتضحية بعام دراسي حتى أعيش أعوامي المتبقية في نظام تعليمي إيجابي وفي بلد تُضمن فيه حقوقي”.

 

حسين علي، طالب في كلية الهندسة في جامعة وارث الأنبياء في محافظة كربلاء. يشارك منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في الثورة العراقية، “رغم الأعداد القليلة في البداية”.

يتذكّر كيف تعرض المتظاهرون للملاحقة ولعنف كبير “بحجة أننا نعيش في مدينة مقدسة”، وكيف طالبتهم السلطات بتأجيل التظاهرات إلى مابعد زيارة أربعين الإمام الحسين، واستجابوا للدعوة.

“إكراماً للشهداء”
و في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، عاد علي وعشرات الآلاف من الطلبة إلى ساحات الاعتصام، وكان هو أحد الذين أضربوا عن الدوام حتى اليوم. يقول لرصيف22: “إكراماً للشهداء أضربت عن الدوام”.

لا يزال علي حتى اليوم فاعلاً في الاعتصامات والتظاهرات. ويصف تهديد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بـ”معاقبة” المضربين، بـ”التعسفية التي يُراد منها إجهاض الثورة لأن الطلبة هم عمودها الفقري”.

وفي 15 كانون الثاني/ ديسمبر، نشرت جامعة البصرة أخباراً مفادها أن “اليونسكو قررت عدم اعتماد شهادات الجامعة للسنوات الأربع المقبلة ما لم يعد الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية قبل الـ25 من شباط/ فبراير المقبل”.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في  13 كانون الثاني/ يناير، بدء قرار تطبيق العقوبات ضد الطلبة المضربين عن الدوام، و”اعتبار الطالب راسباً في أي مادة أو درس، إذا تجاوزت غياباته 10 بالمئة من الساعات المقررة دون عذر مشروع، أو 15 بالمئة بعذر مشروع يقره مجلس الكلية أو المعهد”، لكنها أصدرت بعد يوم بياناً نفت فيه إصدار البيان الأول.

لم تنته القصة عند هذا الحد، فالوزارة “المُتخبطة” بحسب مراقبين، عادت بعد دقائق من بيان النفي إلى إصدار بيان جديد قالت فيه إن “البيان الأول كان صحيحاً”.

عراق مصغّر في قلب ساحة التحرير

في مقطع فيديو، يروي أحد الطلبة المعتصمين قصة لقاء جمعه بالسهيل، وكيف اتهمهم بـ”تلقي الدعم من لندن”، ووصفهم بـ”الجوكرية”، في إشارة إلى فيلم الجوكر الشهير الذي اعتبرت وسائل إعلام موالية للسلطة في العراق أنه “يحرّض على العنف”.

أحد النُشطاء من الطلبة المعتصمين يروي في هذا الفيديو لقائه مع وزير التعليم  والبحث العلمي قُصي السهيل، وكيف إتهمهم السهيل بـ”تلقي الدعم من لندن”، ووصفهم بـ”الجوكرية”.

تقول الوزارة إنها تتابع دوام الطلبة في الجامعات التي تشهد إضراباً من أجل استئناف الدوام وإنها تتابع موضوع غياب الطلبة لكنها لا تستطيع إرغامهم على الحضور وتكتفي بـ”اتخاذ إجراءات إدارية وفقاً للضوابط القانونية والتعليمات الامتحانية الجارية”.

غرفة الإنعاش
“الحكومة تتعامل معنا بمثل إجراءات غرفة الإنعاش، وتحاول السيطرة على الموقف لكن دون جدوى. هذه الحكومة ميته سريرياً وتحاول فرض إجراءاتها علينا ونحن لسنا عبيداً حتى تعاقبنا”… طلبة العراق مستمرون في انتفاضتهم ضد النظام ويتحدّون وزارة التعليم
في الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر كانت المرة الأولى التي تخرج فيها حنين لؤي، الطالبة في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد للاعتصام، وما زلت مُضربة عن الدوام حتى الآن.

تقول  “نحن مضربون عن الدوام لأن العصيان المدني الطلابي هو العمود الفقري لهذه الثورة، وهو وسيلة للضغط على الحكومة ورسالة بأن الطلبة جزء لا يتجزأ من هذه الثورة وبأن مطالب الثّوار تمثل مطالبنا ونحن متضامنون معها”.

تعتقد لؤي أن “الإضراب الطلابي حق مكفول وفق الدستور”، وأن “الإجراءات التي تتبعها وزارة التعليم تعسفية بحق الطلبة وتتنافى مع الحريات التي كفلها لنا القانون”، وتضيف: “نفكر بالاستمرار في الإضراب رغم وجود فئة أعلنت عودتها الى مقاعد الدراسة. نحن نحترم قرارهم الشخصي لكننا سنستمر”.

“قوات مكافحة الدوام”
يقول أستاذ في جامعة بغداد من رافضي استمرار العصيان إن “هناك مَن يستغل التظاهرات لترك الدراسة أو للتعبير عن موقف مناهض لأساتذة أو لإدارة كليته، فيعمل على أن يحقق ما يريد من خلال التظاهرات”.

قوات مكافحة الدوام
في العراق، ظهرت مجموعة في بعض المحافظات تطلق على نفسها تسمية “قوات مكافحة الدوام”، وهي مجموعة يقول معتصمون كثر إنهم لا يعرفونها، وتقوم في أحيان كثيرة بالدعوة إلى الإضراب والطلب من الجامعات والمدارس عدم فتح أبوابها.

نور محمد، وهي طالبة في كلية الطب في جامعة ميسان، تعتبر الإضراب وسيلة لرفضها سياسة الحكومة الحالية بشكل عام والنظام التعليمي الذي “وضع العراق في مرتبة متأخرة”.

وتقول  إن “وزارة التعليم تسخدم أسلوباً دكتاتورياً في محاولتها تخويفنا بالغياب رغم أنهم يدركون أن الكلمة الفيصل للطلبة وحدهم ولن يستطيعوا إجبارنا على شيء مطلقاً”.

أما صقر صلاح، فيستمر بالإضراب، ويقول  إنه “سيستمر حتى لو بقي لوحده”، ويرى أن “الطلبة هم نبض الثورة ومحركها الأساسي، ومن مساندتهم للثورة ستنتهي لأن الموظفين في العراق لا يعوَّل عليهم”.

ويضيف: “الحكومة تتعامل معنا بمثل إجراءات غرفة الإنعاش، وتحاول السيطرة على الموقف لكن دون جدوى. هذه الحكومة ميته سريرياً وتحاول فرض إجراءاتها علينا ونحن لسنا عبيداً حتى تعاقبنا”.

“إذا ضاع العام لا تتوقف الحياة. في الأيام القادمة سيكون هناك تصعيد. هذا ما تم الاتفاق عليه في اتحاد الطلبة وسيكون التصعيد مفاجئاً”، بحسب صلاح.