الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أبعاد تسونامي وباء كورونا ودوي الدعاية الحكومية

انضموا إلى الحركة العالمية

أبعاد تسونامي وباء كورونا ودوي الدعاية الحكومية

أبعاد تسونامي وباء كورونا ودوي الدعاية الحكومية

أبعاد تسونامي وباء كورونا ودوي الدعاية الحكومية

تسونامي وباء كورونا والنظام الحاكم في إيران

رد فعل الزمن: العقوبة الديناميكية

 

 

أبعاد تسونامي وباء كورونا ودوي الدعاية الحكومية – على مدى سنوات عديدة من الدعاية الجوفاء، تحولت سياسة الدعاية السائدة واللعب بمشاعر المجتمع إلى عقوبة ديناميكية على نظام حكم ولاية الفقيه برمته. وعندما نتحدث عن العقوبة الديناميكية فإننا لا نعني عملية تلقائية وغير قانونية. بل إنها قائمة على الفعل ورد الفعل، ففي هذه السنوات العديدة من الدعاية الجوفاء وسياسة اللعب بمشاعر المجتمع الإيراني (أي الفعل) وكانت الديمومة والتنوير ونضال الشعب والمقاومة الإيرانية (أي رد الفعل) هو الذي حقق العقوبة الديناميكية بشكل قانوني على ديكتاتورية ولاية الفقيه. وهي عقوبة يرد بها التاريخ والزمن. 

 

 والآن في أزمة تسونامي وباء كورونا، التي فرضها نظام حكم الملالي على الشعب الإيراني المغلوب على أمره بالتستر والأكاذيب والسرية الغادرة، نشاهد دوي العقوبة الديناميكية على نظام الحكم بأكمله في انعدام ثقة الشعب في هذا النظام بشكل مطلق.  ويجب اعتبار هذه العقوبة أشد العواقب على نظام الحكم الذي استولى على كافة الدعاية المكتوبة والمسموعة والمرئية على مدى 41 عامًا. لكن الآن، نجد نتيجة كل تلك الرياح التي تهب في جميع أنحاء إيران، وحتى في المنطقة، هي زيادة عدم الثقة من جانب 95 في المائة من الشعب وحتى نسبة كبيرة من المطلعين على بواطن الأمور في النظام. 

 

المجتمع، أول فيلتر يكشف عن الكذب

إن تسونامي وباء كورونا الذي يفرضه نظام الحكم القروسطي على المجتمع الإيراني، يعتبره الشعب الإيراني بمثابة دعاية كاذبة مفروضة من ناحية، وأصبح أزمة وعاصفة داخل النظام من ناحية أخرى.  أزمة تكشف النقاب عن حجم الشفافية الكاذبة التي ينتهجها هذا النظام الفاشي فيما يتعلق بمرض كورونا. ونقرأ جزءًا من العقوبة الديناميكية للتستر على الحقائق  وزيادة عدم ثقة الشعب والرفض الحاسم لجمهورية الملالي في الصحافة الحكومية، إذ ورد فيها مايلي:

 

– منذ سنوات عديدة، ويقود اللاوعي أذهان المسؤولين نحو عدم النزاهة وعدم الصراحة وعدم الأمانة نظرًا لتفضيل المصالح على الحقائق، وأدت فبركة الشعارات وحياكتها والأنانية إلى ألا يسمح الغرور بأن نعترف بأخطائنا.  فقد كشف فيروس كورونا عن التكوين والطبيعة الحقيقية للمسؤولين. وأظهر هذا الفيروس الخلوي أبعاد المجتمع الظاهرة والخفية على السطح”. (صحيفة “آرمان”، 3 مارس 2020)

 

– استخدام بعض العبارات والكلمات مثل” سوف نهزم كورونا “و” قمع كورونا ” وغيرها من العبارات لا هدف منه سوى إثارة المشاعر، ولا تعتبر علمية على الإطلاق”. (صحيفة “مردم سالاري، 3 مارس 2020 )  

 

وفي هذه الأيام، نجد زعماء النظام الفاشي بدءًا من خامنئي حتى روحاني والمتحدث باسم الحكومة دائمًا ما يدعون تمتع النظام بالشفافية التي لا نظير لها في عملية الإبلاغ عن تطورات وباء كورونا.  ونقرأ حجم شفافية نظام الحكم في المجتمع في صحيفة “آرمان” بتاريخ 3 مارس 2020، حيث جاء فيها ما يلي:

–  وجه المواطنون بعض الأسئلة الهامة للمسؤولين يستفسرون فيها عن أسباب ما يلي: 

1- الإبلاغ عن دخول فيروس كورونا البلاد بعد فوات الأوان.  

2- حظر تردد الرحلات الجوية بين إيران والصين بعد فوات الأوان

3- عدم حجر عدة مدن صحيًا. 

4- أسباب احتكار وندرة الكمامات والمطهرات في البلاد .

 – هل كورونا أكثر خطورة أم عدم ثقة؟ في جميع البلدان التي ابتليت بفيروس كورونا، سواء كانت درجة الابتلاء منخفضة أو مرتفعة، فإنه من العادة أن تثق شعوب هذه البلدان فيما يقوله المسؤولون عن وضع فيروس كورونا في بلادهم، لكن أعضاء الأحزاب لا يوافقون على تقارير المسؤولين حول فيروس كورونا ويحاولون الاستماع إلى الأخبار والمعلومات والإحصاءات من القنوات الأخرى أيضًا، وغير ذلك من مصادر المعلومات. فعندما ننظر إلى قضية فيروس كورونا، نجد أنه من المؤلم جدًا أن الناس لا يثقون في المسؤولين. ولا بد أن ننتبه إلى أن عدم الثقة هذا لم يحدث بين عشية وضحاها. فمن المؤسف أن عدم الثقة له جذور عميقة وممتده . فما قاله المسؤولون على مدى سنوات متتالية ولا يتفق مع الحقائق بنسبة 100 في المائة أدى إلى أن بعض الناس  لم يصدقوا ما يقوله المسؤولون حتى لو كان ما يقولونه عين الحقيقة.  وأتمنى أن يجعل وباء كورونا المسؤولين أن يأخذوا عدم الثقة على محمل الجد. فالمراجع الفكرية لا مركزية لها.  فقد بات المجتمع يستقي المعلومات من المراجع الخارجية بدلًا من المراجع الداخلية”.  (المصدر نفسه، تعليق: صادق زيباكلام)

 

 خطورة الدعاية الإيرانية على العالم

لقد تجاوزت آثار الأكاذيب والتستر والدعاية الحكومية في تسونامي وباء كورونا الجغرافيا الإيرانية وأصبحت تهديدًا وخطرًا على العالم. فعلى سبيل المثال، أعلنت وكالة “بلومبرج” للأنباء، على لسان “بابي قاش” أحد أعضاء قسم التحرير، في 3 مارس 2020 : ” إن إهمال إيران في مكافحة فيروس كورونا يعتبر تهديدًا للعالم أجمع. فسوء إدارة الجمهورية الإسلامية ليس خطرًا على الإيرانيين فحسب، بل خطر على جميع أرجاء الشرق  الأوسط وآسيا الوسطى، بل وربما على العالم، نظرًا لطبيعة الفيروس “.

 

 أصل كل تسونامي يحدث في إيران

لذا فإن الدعاية الجوفاء، وسياسة الدعاية السائدة، واللعب بمشاعر المجتمع، التي أسفرت عن مخزون احتياطي من السجلات الجنائية،  لها الآن ردود فعل اجتماعية شاملة وإلى حد ما ردود فعل عالمية.

 

هذا وقد غيرت الجمهورية الإسلامية منذ البداية مهمة الحكومة تجاه الشعب وكذلك المفهوم القانوني والاجتماعي للدولة، بتبني سياسة المحافظة على النظام وتفضيلها على المصالح الوطنية والشعبية وعلى الحرية والعدالة الاجتماعية.  هذا هو أصل كل موجات تسونامي في إيران وهو المرآة التي يجب أن نرى فيها الآن جميع أحداث وأزمات كورونا السياسية والدعاية الحكومية ونفهم مغزاها.