أبعد من الوقاحة، انقطاع الكهرباء ودخان المازوت في نفس الوقت!-في 11 يناير/كانون الثاني أعلن عيسى كلانتري نائب روحاني ورئيس منظمة حماية البيئة أنه “على المواطنين إما يرضخون لانقطاع الكهرباء أو يستنشقون دخان المازوت!” وما يمكن استنتاجه مما أطلقه من التهديد والتوعد في كلامه هو أن مسبب كل من تلوث الهواء وانقطاع الكهرباء هو المواطنون! ولكن وبكل استغراب وبعد بضعة أيام منذ الاحتجاجات العامة للمواطنين وحتى الصراعات بين الزمر النهابة والمتفردة بالسلطة، شاهدنا أنه لم يتلوث الهواء فقط وإنما انقطع التيار الكهربائي!
وينبغي وقبل المزيد من الإيضاح الاهتمام ببعض من معلومات أساسية:
– تحتل إيران المرتبة الثانية في العام من حيث احتياطات الغاز الطبيعي.
– تحتل إيران المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطات النفط العالم.
– تملك إيران 7بالمائة من مصادر العالم في حين تملك واحدًا بالمائة من عدد سكان العالم.
والآن وبين المفردات التي طرحها رئيس منظمة حماية البيئة في نظام الملالي المشؤوم الذي يحكم البلد “الأثرى” بوحده من أوروبا بأسرها، يمكن طرح المزيد من قضايا غير مطروحة وأسئلة بدون جواب:
– لماذا يعجز البلد الذي يحتل المرتبة الثانية من احتياطات الغاز الطبيعي في العالم، عن توفير الغاز لمواطنيه وصناعته؟
– لماذا لا تقدر إيران على توفير الوقود المناسب (سوى الغاز) لمحطاتها لتوليد الكهرباء؟
– لماذا يحتاج البلد الذي ينفق مبالغ هائلة على حساب المواطنين ومن جيوبهم من النووية و”إنتاج القنبلة الذرية” تحت يافطة “الحق الحتمي” أو “إنتاج الطاقة” إلى الوقود الاحفوری من أجل توليد الكهرباء؟
– لماذا النظام الذي يزعم بأنه صاحب آخر المستجدات العلمية والدراسية وهو “قائم على العلم”، يذعن أن المازوت الذي ينتجه يحتوي على الملوثات الكبريتة بـ7أضعاف أكثر من المعايير العالمية؟
– لماذا تلقون اللوم على “المواطنين وعجلاتهم الشخصية” بينما السبب الرئيسي لتلوث الهواء في المدن العملاقة هو الاستهلاك واستخدام مثل تلك الوقود في صناعة البلاد؟! (على سبيل المثال ولا الحصر، تذعن صحيفة آرمان الحكومية في 10 يناير/كانون الثاني بأن الوقود المستعملة في محطة منتظر القائم أكثر تلوثًا من الحد المسموح بـ120ضعفًا!)
– لماذا تعرضون “وبكل علم وتعمد” الملايين من المواطنين الإيرانيين للإصابة بالأمراض التنفسية والأمراض الأخرى والتسمم والموت التدريجي، ولكن بكل دجل وشعوذه تنهبون ثروات البلاد وتبددونها من أجل “المدينة الصاروخية و”القنبلة الذرية” وذلك تحت عنوان “حماية المواطنين والبلاد”؟!
– ولماذا لا تلتزمون بتهديداتكم الوقحة التي تطلقونها من أجل أخذ الإتاوة؟! أ لم تكونوا قد جعلتهم المواطنين يختارون بين “انقطاع الكهبراء أو دخان المازوت”؟ فلماذا وفي عاصمة البلد الزاعم بالتقدم والتطور، تجعلون المواطنين يتنفسون الهواء الملوث بل تقطعون الكهرباء عليهم؟!
إن هذه الأسئلة لا تنتهي، ولكن من الضروري الاهتمام بنقطة بين الأكاذيب الوقحة للملالي بشأن تلوث الهواء في طهران.
بينما مؤشر تلوث الهواء فوق 150 يعتبر “غير صحي” لجميع الفئات ومؤشر 200 يعتبر الحد “الأحمر” للتلوث، يجري حديثنا بشأن مؤشر تلوث الهواء أعلى من 400 أو حتى 500! وهو الرقم الذي تسجلها وتعلن عنها دائمًا وسائل الإعلام الحكومية، ولكن كبار المسؤولين في نظام الملالي لا يأبهون بذلك ويضربون الأمر عرض الحائط!
من أين تأتي جذور التلوث؟
ليس الأمر بحاجة إلى بحث غريب ومعقد! كما لا حاجة إلى مصادر “العدو” لحكم الملالي! ويكفي تقديم بضعة أخبار ومقالات وتقارير عن تلوث الهواء تنشرها وسائل الإعلام في نظام الملالي لأي مراقب محايد، وهو سرعان ما يشير إلى بيت العنكبوت لخامنئي زعيم نظام الملالي!
والحقيقة هي أن مشكلة في إيران اليوم لم تكن ناجمة عن السياسات اللاشعبية واللاإيرانية لحكم الملالي المشؤوم والمدمر للوطن. ولذلك لن ينتهي أي حل مؤقت أو مسكّن إلى العلاج، إلا أن تطهر أرض إيران وسماؤها من “التلوث الأول والأكبر” وهو الملالي الحاكمون.