أحدها استهداف قادتهم.. ثلاث خيارات أمام واشنطن لردع ميليشيات إيران في العراق
أحدها استهداف قادتهم.. ثلاث خيارات أمام واشنطن لردع ميليشيات إيران في العراق – استهدفت سلسلة من الهجمات المصالح والقوات الأميركية في العراق، وحملت واشنطن فصائل موالية لطهران المسؤولية عنها، وكان آخرها هجوم على معسكر التاجي أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد، أميركيين وبريطاني، ما أثار تساؤلا: كيف يمكن أن تمنع الولايات مثل هذه الهجمات في المستقبل؟
التوتر القائم بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية تصاعد بشدة منذ أكتوبر الماضي، مع استهداف جنود ودبلوماسيين ومنشآت أميركية في العراق من قبل ميليشيات عراقية.
وقضت غارة أميركية في مطلع يناير على قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني في بغداد، ثم ردت إيران بعد أيام بهجوم أطلقت خلاله صواريخ بالستية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أميركية.
وردا على هجوم التاجي الأخير، دمرت غارات أميركية خمسة مواقع تابعة لميليشيا “كتائب حزب الله” في العراق، وأعلن قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي أنه يتم الاستعداد حاليا لنصب منظومة صواريخ باتريوت في العراق.
كان ماكنزي قد قال الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة بصدد إمداد العراق بأنظمة دفاع صاروخي باليستي تحمي القوات الأميركية في حال استهدافها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال البنتاغون إنه يسعى لتأمين موافقة عراقية لنشر هذه الصواريخ لتوفير حماية أفضل للقوات الأميركية المنتشرة هناك.
الباحث مايكل نايتس الذي عمل سابقا في العراق كتب في مقال خصصه لتوضيح كيفية منع مثل هذه الهجمات، أن ضربة “كتائب حزب الله” ضد القاعدة كانت “شديدة الدقة”، بالنظر إلى أن القاعدة تمتد على مساحة شاسعة (نحو 15 ميلا مربعا) ورغم ذلك فقد أصابت الهدف في “المكان والتوقيت الصحيحين”.
ويرى الكاتب الذي زار من قبل هذه القاعدة المترامية، أن هذه الضربات والضربات التي تلتها من قبل القوات الأميركية الجمعة، لن تكون نهاية هذه الحلقة من الأعمال الانتقامية من قبل الطرفين.
ويشير إلى أن أمام الولايات المتحدة ثلاثة خيارات للتعامل مع الموقف الحالي، الأول هو انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وهو ما تريده “كتائب حزب الله” والحرس الثوري الإيراني لكن ربما ستضطر الولايات المتحدة إلى العودة “لمحاربة عراق تحت سيطرة إيران”.
والخيار الثاني هو أن تلعب الولايات المتحدة مع إيران وميليشياتها بطريقتهم، باستهداف المزيد من عناصرهم، وهو ما قد يؤدي إلى “خفض كبير على المدى البعيد لنفوذ إيران في العراق”، لكن هذا الخيار قد “يزيد من مشاعر العداء للولايات المتحدة”.
أما الخيار الأخير فهو أن تلعب الولايات المتحدة “دور الضحية واللاعب المسؤول” في هذا الصراع وأن تقصر ردها على الضربات “الفورية والمتناسبة” التي تكون خارج حدود العراق إلى حد كبير كبير.
ويرى الكاتب أن الضربات التي حصلت الجمعة كانت أقرب إلى الخيار الثالث، ويقترح اتباع طريقا وسطا بين الخيارين الثاني والثالث وذلك بتنفيذ “هجمات سريعة وحاسمة ضد بعض كبار قادة الميليشيات العراقية لجعل القادة الآخرين يفكرون بجدية شديدة في مستقبلهم الشخصي”.
ويقترح نايتس شن ضربات “رادعة” ضد هؤلاء القادة متى كانوا متاحين لأنهم عادة ما يختفون بعد أي عملية يستهدفون فيها أميركيين.
وفي موازاة ذلك دعا الولايات المتحدة إلى أن ترسل “بهدوء” الأدوات التي تمكن من حماية القوات في العراق مثل صواريخ باتريوت وأي أنظمة دفاع مضادة للصواريخ دون الحاجة إلى مزيد من التشاور مع الحكومة العراقية.
ويقول نايتس إن بإمكان الولايات المتحدة أن تسمح للميليشيات بالاستمرار في الانتشار، وإظهار قادتها أنفسهم كديكتاتوريين تحت سيطرة إيران، بينما يواصل التحالف بقيادة الولايات المتحدة مساعدة العراق على هزيمة داعش.