الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أخذ أسرارا إلى القبر حياة الظل تمنع نصر الله من لعب دور سليماني

انضموا إلى الحركة العالمية

"أخذ أسرارا إلى القبر".. "حياة الظل" تمنع نصر الله من لعب دور سليماني

أخذ أسرارا إلى القبر حياة الظل تمنع نصر الله من لعب دور سليماني

أخذ أسرارا إلى القبر حياة الظل تمنع نصر الله من لعب دور

سليماني
 

المصدر: الحرة

 

أخذ أسرارا إلى القبر حياة الظل تمنع نصر الله من لعب دور سليماني – عندما قتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، مطلع يناير الماضي، وجميع المقربين إليه الذين كانوا معه فضلا عن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في ضربة أميركية لم يتوقعها أحد، تسبب النبأ في إرباك كبير خلف الكواليس.

 

وقالت صحيفة الغارديان إن مقابلات أجرتها مع مصادر مطلعة على الأحداث المباشرة التي تلت الغارة الأميركية على موكب سليماني في مطار بغداد، بينها مسؤولون في إيران و

، كشفت عن فوضى وخلل بينما كان يجري تحديد هويات القتلى.

 

وقالت الصحيفة إنه خلال 17 عاما من التوترات التي شهدها الشرق الأوسط في فترة ما بعد صدام حسين، كان هناك قليل من الأحداث التي تستطيع مضاهاة تلك اللحظة.

 

مقتل سلماني والدائرة المقربة منه، أخرج زخم إيران في المنطقة عن مساره، وعرّض لضعف نادر فيلق القدس الذي اعتمدت عليه طهران لفرض نفوذها على مدى عقدين.

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر على علم بحالة الذعر التي تملكت النقاشات في أروقة صنع القرار صباح الثالث من يناير، قوله “نتحدث عن الحرم الداخلي برمته لفيلق القدس. لم يكن هذا مجرد قاسم وأبو مهدي. كان هذا كل من يهمهم في العراق وخارجه”.

 

مصدر استخباراتي غربي قال إن من قتلوا في الضربة الأميركية ربما كانوا أقل أهمية في الداخل الإيراني مما يظنه العراقيون.

 

القضاء على سليماني كشف أيضا عن العلاقة المعقدة بين القيادة الإيرانية والحكومة العراقية التي يسعى مسؤولون كبار فيها إلى إحياء مشاريع الرجل الإقليمية منذ مقتله.

 

وهناك مساع كذلك للتوصل إلى أفضل وسيلة لإعادة تنظيم الصفوف في ظل تبادل للاتهامات حول كيف قتل قائد فيلق القدس ومرافقوه أصلا في ظل وجود آلية معقدة للحيلولة دون سيناريوهات مماثلة.

 

أحد المصادر أوضح أن الحكومة العراقية خصصت أربعة أساطيل من السيارات للتعامل مع زيارات من هذا القبيل، مضيفا أن ذلك يكلف العراق ثروة وأن السيارات كانت مدربة على روتينات شبيهة بما حدث في القصف الأميركي.

 

وكان سليماني قد وصل إلى العراق عبر دمشق بعد قضائه أسبوعا في بيروت مع زعيم حزب الله حسن نصر الله.

 

سليماني ونصر الله يمثلان أقوى شخصيات في شبكة الوكلاء الموالين لإيران، والتي يحل حزب الله في مقدمتها، وفق الغارديان. وبعد مقتل سليماني، لجأت إيران إلى نصر الله، بحسب ما أفادت به مصادر الصحيفة.

 

وأُرسل محمد الهاشمي، المساعد الرئيسي لرئيس الوزراء العراق السابق عادل عبد المهدي، إلى بيروت في محاولة لإقناع نصر الله بالتقدم لملء الفراغ الذي تركه قائد فيلق القدس.

 

نفس الزيارات قام بها أعضاء في الجماعات العراقية الشيعية إلى بيروت، وبعد أسبوع اتفقوا على وقف النزاعات في ما بينهم والتي سببت انقسامات وأضعفت الحشد الشعبي.

 

وقال مصدران رفيعان في بيروت للغارديان إن نصر الله وافق على ملء الفجوة التي خلفها مقتل سليماني والمهندس. لكن كانت هناك قيود على ما يستطيع القيام به، فقد عاش حياة في الظل أكثر من تلك التي قادها سليماني في السنوات الـ14 الماضية.

لذلك، سفره إلى العراق أو سوريا أمر لن يحدث، بل سيقوم وكلاء إيران على التوجه إلى بيروت.

 

وبالفعل بدا الأمين العام لحزب الله أنه يتبنى نظرة إقليمية أوسع خلال خطاب ألقاه بعد أربعة أيام على مقتل سليماني. وقال فيه “الجيش الأميركي هو الذي قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وثمانية من رفاقهما في العراق، وهو الذي “سيدفع الثمن”.

 

وقال أيضا “القصاص العادل هو (من) الوجود العسكري الأميركي في المنطقة: القواعد العسكرية الأميركية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي في المنطقة”.

 

وتحدث عن الحشد الشعبي قائلا “الحفاظ على الحشد الشعبي. كلنا يعرف أن أميركا تريد إلغاء هذا الحشد لأنه من ضمانات وعوامل القوة في العراق. الوفاء لسليماني وأبو المهدي هو بالتمسك بهذا الحشد والحفاظ عليه وتقويته”.

 

وفي سوريا، ينظر إلى التقدم الذي حققته القوات التي تحارب لصالح النظام في شمال غرب سوريا، بشكل جزئي، على أنه رد على اغتيال سليماني.

 

وقال لبيب النحاس وهو مسؤول في المعارضة السورية، إن إيران طلبت من وكلائها التحرك في الأسابيع القليلة، مضيفا أنها “بعد مقتل سليماني أكثر هوسا بإعادة تأكيد هيمنتها الإقليمية بشكل عام، وخصوصا في سوريا وقررت أن تعتمد على نفسها فقط وتأثيرها المباشر بدل أي شراكة هشة”.

 

وتابع أن “حزب الله البناني وميليشية النجباء العراقية، إلى جانب جماعات صغيرة تضم مقاتلين شيعة وسوريين، تتولى زمام المبادرة على جبهات حلب”.

 

وتابع أن الدور الإيراني المباشر في شمال سوريا ساهم جزئيا في تهدئة مخاوف من أن “قيادة وسيطرة فيلق القدس دمرتا بشكل لا يمكن إصلاحه، وأن سليماني حمل معه قائمة من الأسرار إلى القبر”.

 

وبعد أسابيع على دفنه، اتصلت قريبة لسليماني بمكتب المرشد الأعلى لإبلاغه بأنها ترغب في تسليم مجموعة كبيرة من الصناديق والحقائب تحتوي على مذكرات وتدوينات قائد فيلق القدس السابق.

 

وقال مسؤول في المكتب إن سليماني “كتب كل شيء وفي حالات ترك تسجيلات صوتية في أشرطة كاسيت”.

 

ويذكر أن سليماني، الذي كان مصنفا على قوائم الإرهاب الأميركية،​ لعب دورا بارزا في تأجيج الحرب في سوريا وقدم فيلق القدس بزعامته الدعم للأسد عندما بدا أنه على وشك أن يُهزم في الحرب الدائرة منذ عام 2011.