أصوت للإطاحة بنظام ولاية الفقيه في انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران–خامنئي يدعو المواطنين عجزًا للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران
جاءت تصريحات خامنئي حول انتخابات 2021 خلافًا للعبارات التي حاول فيها خلق مناخ من الوحدة بين الزمر الحاكمة، وأدت إلى تعميق الصدع وتصاعد المواجهة وتكثيف المحاولات للحصول على نصيب في السلطة. وهذا أمر لا مفر منه بالنظر إلى تعميق الصدع داخل نظام الملالي، وتحديدًا في قمة هذا النظام الفاشي.
وتدل تصريحات خامنئي في جوهرها على أن إثارة قضية الانتخابات تعد بمثابة طوق النجاة لنظام الملالي من الوضع الحالي. وحاول خامنئي في العبارة المعدَّة مسبقًا أن يصف حكومة روحاني وخروجها المناسب من صناديق الاقتراع بالسم لنظام الملالي، وأن يأمر عناصر زمرته بانتخاب المرشح الذي يروق لهم وفبركة الانتخابات كما يشاؤون.
وفي الختام، أكد على ضرورة المشاركة في الانتخابات إلى أقصى حد بغية إضفاء الشرعية على نظام الملالي. لذلك فإن خامنئي يدعو فقط للمشاركة في الانتخابات ويلقن عناصر زمرته خط سير العمل. وأعلنت صحيفة “وطن امروز” المحسوبة على قوات حرس نظام الملالي عن استلام دعوة خامنئي، وكتبت في 18 فبراير 2021:
اقرا المزيد
اعتراف خامنئي بالانهيار والتفكك
” إن الظروف الإدارية المضطربة في البلاد ضاعفت من أهمية هذه الانتخابات. وقال الولي الفقيه في جزء من ترويجاته مشيرًا إلى أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات: “إذا كانت المشاركة في الانتخابات حماسية مصحوبة باختيار المرشح المناسب، أي اختيار المرشح الكفء المؤمن المتحمس المهتم المجتهد، فإنهم سيكونون قد أحسنوا صنعًا وقد ضمنوا مستقبلًا زاهرًا للبلاد”.
ومن بين الجوانب التي ركز عليها تصريح خامنئي فيما يتعلق بانتخابات 2021، هو المحاولة المتعمدة لعدم استخدام “الحكومة الفتية” التي وعد بها مرارًا وتكرارًا من قبل. والجدير بالذكر أن خامنئي استأصل الزمرة المنافسة علانيةً في انتخابات مجلس شورى الملالي التي أجريت في 21 فبراير 2020، ووعد بتكرار نفس السياسة في مسرحية انتخابات 2021، بيد أنه الآن نظرًا لاتضاح وجهة نظر الشعب له مسبقًا أخطر الباسيجيين بضرورة الاستجداء وتسول الأصوات تحت ستار ضرورة “اختيار المرشح الكفء”.
بيد أنه كما أشرنا من قبل، فإنه حتى لو أمر خامنئي بالكف عن صراع الزمر من أجل تحقيق أقصى قدر من المشاركة، بيد أنه لم يعد قادرًا على الحيلولة دون تصعيدها، نظرًا لأن جوهر رسالته وتصريحاته ينطوي على استئصال الزمرة المنافسة. وكشفت حاشية زمرته عن هذه الحقيقة على الهواء، وهددوا الزمرة المغلوبة على أمرها علانيةً باستخدام بعض التعبيرات، من قبيل “الخيار الأكثر شمولية” و«الخيار لشق الطريق» و “هزيمة المستغربين”:
وفي الختام، كتبت صحيفة “وطن إمروز”: يمكن اعتبار نوايا الولي الفقيه بمثابة ضربة تنبيهية للقوى الثورية لإيجاد الخيار الأكثر شمولية. ضربةٌ تنبيهية إذا أوليناها اهتمامًا جادًا يمكننا أن نجد الطريق الصحيح للمضي قدمًا كوسيلة للخروج من الوضع الحالي ونهزم المستغربين”.
ويبدو أن كلتا زمرتي نظام الملالي يشمان رائحة الصراع والاستئصال من تصريحات خامنئي بشكل غير مسبوق بحلول “الانتخابات الحماسية”. وينطوي جوهر هذا التقييم من قبل الزمرتين على خلفية حقيقية، ألا وهي مقاطعة الشعب الإيراني ورفضه لمسرحية نظام الحكم. والسبب من حيث المبدأ يكمن في أن إيران الحالية مختلفة تمامًا عن إيران خلال مسرحية انتخابات عام 2017. وقد شهد نظام الملالي بارقة من المقاطعة العامة لنظام الحكم في 21 فبراير 2020. والأرض التي تهتز الآن تحت أقدام خامنئي وزمر نظامه هي امتداد لاهتزازات الأرض التي ستنجم عن المقاطعة التي ستكون أكثر حيوية وقوة في مسرحية انتخابات 2021.