إنتفاضة نوفمبر2019، إعادة الثورة الايرانية الى أصحابها– الفقر والمجاعة والحرمان صارت بمثابة ظواهر تفرض نفسها بقوة على المشهد الايراني، بل وإن الامر تعدى الحالة المعيشية وبدأ يؤثر سلبا على الاوضاع الاجتماعية فبدأت مظاهر التفکك الاسري وإنتشار الجريمة والادمان على المواد المخدرة وبيع أعضاء الجسد والاطفال والبنات تصبح موادا أساسية للتقارير الخبرية المنقولة من مصادر رسمية إيرانية، وواضح إن أي شعب يعاني من هکذا أمور وظواهر فإن ذلك يصيبه بالکثير من الاحباط وخيبة الامل خصوصا إذا ماکان يمتلك ثروات کبيرة و يقبع على بحار من النفط والغاز، لذلك فإن الشعب الايراني ومنذ 15 نوفمبر 2019، قد تبدل شعوره بالاحباط وخيبة الامل الى غضب عارم صبه ولايزال يصبه على نظام الملالي
وعندما نسمع شعار”الموت لخامنئي”، وهو الحاکم المطلق بأمره والذي کان يفترض أن يکون ذو منزلة خاصة وأبعد مايکون عن الهتاف ضده والانتقاص منه،
فإن النيل منه بهذه الطريقة دليل ومؤشر مهم على إن الشعب الايراني صار يعلم بأن مربط الفرس وأساس المشکلة في شخص الولي الفقيه الذي هو أساس النظام ولهذا فإنه يهتف بالموت له فمعنى ذلك رفض النظام ککل.
الخوف الکبير الذي شعر ويشعرالنظام
ذلك النظام الذي سرق أعظم ثورة من أصحابها الحقيقيين وحرفها عن مسارها وغير وزور وزيف مبادئها ومنطلقاتها الثورية الانسانية الى أفکار وقيم دينية متطرفة معادية للدين نفسه، ومن دون شك فإن الخوف الکبير الذي شعر ويشعر به نظام الملالي من إنتفاضة 15 نوفمبر2019، يمکن تعليلها وتفسيرها بأن الشعب صار يريد أن يعيد الثورة الايرانية الى مربعها الاول أي الى يوم الحرية الحقيقي عندما أسقط ديکتاتورية الشاه، وهو بذلك مصمم وعازم أشد العزم على إسقاط ديکتاتورية الملالي وإلحاقها بسلفهم الشاه.
من هي الجهة التي خططت لها وقادتها
الکثير من المصادر الاعلامية والخبرية تنقل مقابلات وأحاديث عابرة مع أفراد من مختلف شرائح وأطياف الشعب الايراني، تجمع کلها على إنه لم يبق للحياة من طعم ومعنى بسبب الاوضاع الوخيمة التي تسير من سئ الى أسوء وعن تصاعد مشاعر الکراهية ضد الفاشية الدينية ووصول الامر الى حد إن رجل الدين وبسبب من حکم وفساد هذا النظام وجرائمه التي لانهاية لها،
قد أصبح رمزا للظلم والفساد والشر وهذا هو سبب تزايد حالات الهجوم على رجال الدين والتعرض لهم من جانب الشعب الايراني الغاضب، ويبدو أن إنتفاضة 15 نوفمبر2019، التي کانت واحدة من أکبر الصفعات السياسية ـ الفکرية القوية التي تلقاها نظام الملالي وشخص الولي الفقيه تحديدا،
ذلك إن الجهة التي خططت لها وقادتها بإعتراف الملا خامنئي نفسه هي منظمة مجاهدي خلق، وهو مايعني أن الشعب الايراني وکما ذکرنا سلفا يريد العودة بالامور والاوضاع للمربع الاول للثورة و أعلن رفضه لمابعدها أي لنظام الملالي برمته وهو ماأکده وبصورة واضحة جدا في إنتفاضة نوفمبر.
الاستنتاج:إن أيام هذا النظام باتت قريبة من النهاية وإعادة الثورة الايرانية الى أصحابها
الاهم من ذلك عندما نجد هناك تصريحات ومواقف متوترة لقادة ومسؤولين إيرانيين تحذر الشعب الايراني من الانجراف خلف التحرکات الاحتجاجية التي تدعو إليها منظمة مجاهدي خلق لأنها وبحسب مايٶکدون قد تکون منطلقا لإنتفاضة کاسحة وعارمة ضد النظام للإطاحة به،
فإن ذلك يعني بأن هذا النظام لم يعد کما کان في سابق عهده وإن الضعف وأسباب التضعضع بدأت ليست تظهر على النظام وانما تفرض نفسها عليه فرضا خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار التصريحات الاخيرة لروحاني والتي يٶکد فيها بصعوبة الاوضاع الاقتصادية وعدم تمکن النظام من التغلب عليها من دون دعم دولي،
الى جانب إن خامنئي قد سبقه بذلك التصريح غير العادي الذي حذر فيه من إنجراف وإنجذاب الشباب الايراني خلف منظمة مجاهدي خلق ونأيهم بأنفسهم عن النظام ومن دون شك فإن النضال الذي يخوضه الشباب الايراني من أجل الحرية ضد النظام وکذلك نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، يثبت حقيقة إن مستقبل إيران وحرية الشعب الايراني ترتبط إرتباطا وثيقا بالنضال الذي يخوضه الشباب الايراني جنبا الى جنب مع معاقل الانتفاضة وإن أيام هذا النظام باتت قريبة من النهاية وإعادة الثورة الايرانية الى أصحابها الحقيقيين وإنهاء أسوأ مرحلة مرت بالشعب الايراني خلال العصر الحديث.