الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إنني أصرخ الآن من الجحيم

انضموا إلى الحركة العالمية

إنني أصرخ الآن من الجحيم

إنني أصرخ الآن من الجحيم

إنني أصرخ الآن من الجحيم تقرير مرير من سجن أرومية. وهو سجنٌ تم إنشاؤه ليكون جحيمًا من البربرية والقسوة لآلاف السجناء، ويمكن اعتباره مذبحة للإنسان أو القضاء على إنسانيته وطريق اللاعودة للكثيرين من البشر.

وهو سجن نشهد فيه التواطؤ الصارخ بين السلطة القضائية وهيئة السجون، وهو منظومة مرعبة ومفترسة تشكلت ليُقتل فيها الإنسان أو للقضاء على إنسانيته.

تكدس 4000 سجين في مكان يسع لـ 700 فرد فقط

والجدير بالذكر أن سجن أرومية المركزي يقع في الكيلو 5 من طريق أورمية، عاصمة محافظة أذربيجان الغربية. وبدأ العمل في هذا السجن في عام 1969. والاسم الآخر لهذا السجن هو “سجن دريا”. وتقدر الطاقة الاستيعابية لهذا السجن بـ 700 شخص، بيد أن العدد الإجمالي للسجناء في هذا السجن في الوقت الراهن يربو عن 4000 شخص.

هذا ويعتبر تعذيب السجناء في هذا السجن وفرض قيود مختلفة عليهم بشكل منهجي أمر معروف للجميع. ويتم في هذا السجن تنفيذ أحكام الإعدام من العديد من السجون في محافظة أذربيجان الغربية وحتى من محافظة كردستان. وتكدس السجناء في هذا السجن يفوق الخيال لدرجة أنهم ينامون في الممرات وفي الطريق المؤدي إلى المراحيض وحتى بجوار المغاسل.

لا وجود لأماكن يجلس فيها السجناء

تقول عائلات السجناء إن مسؤولي السجن يسجنون أكثر من 450 شخصًا في العنبر الذي يسع لـ 120 شخصًا فقط. والجدير بالذكر أن السجناء مضطرون إلى قضاء الليل في الممرات والمداخل وبجوار دورات المياه حتى الصباح، ويقول البعض إنهم لا يجدون أي مكان حتى للجلوس. وهذه هي صورة الجحيم الذي أنشأوه للسجناء . لذا، فإنني الآن أصرخ من جهنم.

وتفيد التقارير أن الوضع في هذا السجن لم يشهد أي تغيير حتى بعد تفشي وباء كورونا أيضًا. فالسجناء محبوسون في عنابر متعددة في ظروف مزرية سكانيًا وصحيًا ومعيشيًا. 

هذا وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي المرافق الصحية في جميع العنابر في سجن أورمية المركزي الذي يضم أكثر من 4000 سجين، يبلغ 93 مرفقا فقط و 82 حمامًا للسجناء. لذا، فإن السجناء يصارعون كافة أنواع الأمراض الجلدية والتنفسية.

ونظرًا لأن عدد الحمامات غير كافٍ، ولاسيما في البرد القارس في شتاء أرومية، فإذا كان كل سجين يحتاج إلى 5 دقائق فقط للاستحمام يجب أن يكون هناك ماء ساخن لمدة 7 ساعات على الأقل على مدار الساعة. بيد أن هذا الأمر لم يحدث مطلقًا، وفي أفضل الأحوال، يتوفر الماء الساخن لمدة ساعتين فقط على مدار الساعة، ولا يمكن أن يستفيد منه سوى 26 سجينًا.

الطابور المستمر على مدار الساعة

في الصباح، بعد الاستيقاظ، يصطف السجناء في طابور طويل لا نهاية له على الإطلاق، ويستمر هذا الطابور على مدار الساعة.

وينام أكثر من 2000 سجين في هذا السجن على الأرض، مما يعني أنه ليس لديهم أسرة للنوم عليها. ويختلط السجناء معًا في جميع الممرات والمداخل والمراحيض والمناطق الملوثة، ولم يتوفر لهم أي مكان آخر للراحة.

والآن، يمكننا الإشارة إلى تفشي وباء كورونا في هذا السجن، فضلًا عن أنه مكان مغلق غير صحي لا يُطاق. إذ أودى وباء كورونا بحياة العديد من الأشخاص في هذا السجن حتى الآن. والمدمنون والمصابون بأمراض جلدية وأمراض تنفسية غير معروفة. وكل هذا حوَّل هذا المكان إلى جحيم مؤلم وقاس. وهذه هي جهنم التي أصرخ منها الآن.إنني أصرخ الآن من الجحيم