الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران.. نظام ولایة الفقیه بأكمله في طريقه للسقوط

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران.. نظام ولایة الفقیه بأكمله في طريقه للسقوط

إيران.. نظام ولایة الفقیه بأكمله في طريقه للسقوط

إيران.. نظام ولایة الفقیه بأكمله في طريقه للسقوط
 


کاتب:الدكتور سنابرق زاهدي

 

إيران.. نظام ولایة الفقیه بأكمله في طريقه للسقوط – منذ تاریخ 20 يونيو 1981 وبعد استکمال حجة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه، كانت “الإطاحة” بالنظام، هي الخيار الثوري والشعبي والشرعي الوحيد والأمثل للتحرير من نیر حکم الدیکتاتوریة الدینیة.

في 27 سبتمبر 1981، أطلق مجاهدو خلق شعار “الموت لشاه- السلطان خميني” بین الشعب، في حین لم يتم إطلاق شعار الموت لأي مسؤول حکومي رفیع المستوی مثل خميني قبل ذلك باستثناء الهتاف بموت الشاه قبل اغتصاب الحکم في إیران علی ید خمیني ومرتزقته.

إطلاق هکذا شعار حساس من قبل مجاهدي خلق، کان یتطلّب منهم شجاعة فذة وقدرة سياسية مثبتة للجمیع بالإضافة إلی المصداقیة والشرعیة.

في الحقیقة تعود جذور الشعارات الحالیة التي یتمّ تردیدها في المجتمع الإيراني والتي تصل إلی حد الهتاف بـ “الموت لخامنئي” بسرعة فائقة، إلی ذلك الشعار الرئيسي الذي أطلقه مجاهدو خلق آنذاك.

 

انطلاقاً من تلك النقطة المصیریة، ترکّزت جمیع أفعال وردود أفعال الفاشیة الدينية الحاکمة في إیران، علی محاولات الالتفاف حول خطة “الإطاحة” بالنظام أو إجهاضها وتهميشها وإفشالها بکل السبل الشرعیة وغیر الشرعیة منها اللجوء إلی لعبة “الإصلاح” والإصلاحیین في 23 مایو 1997، التي لم تکن تهدف إلّا إلی القضاء علی المقاومة الإیرانیة المنظمة وکسب المزید من الوقت بغیة إطالة عمر نظام الملالي.
 

لکنّ المقاومة الإيرانية صمدت بحزم وثبات علی مواقفها ومبادئها النضالیة ضد الفاشیة الدینية الحاکمة في إیران ولم تنحرف عنها قطّ، على الرغم مما شهدته الساحة السیاسیة من هزّات واضطرابات وصراعات أحدثت شروخاً وانقسامات داخلیة في بعض التیارات الهشة المطالبة بتغییر النظام والتي انخدعت إلی حد ما بمزاعم الإصلاح والاعتدال المزیّفة.

وقد کشف قائد المقاومة الإیرانیة، مسعود رجوي ، عن خدعة الإصلاح التي أطلقها الملالي المخادعون، وأثبت فشلها وعقمها واستحالتها بالمرة، بقوله “الأفعى لا تلد حمامة أبداً”. لأنّ نظاماً یعتمد علی القمع والاستبداد لا یمکنه أبداً أن یمنح الاعتدال والإصلاح، وبالتالي فإنّ المقاومة الإیرانیة هي نموذج فرید منقطع النظیر للنضال السياسي في تاريخ إيران المعاصر.
 

مجاهدو خلق سبب تشکیل “الثنائية القطبیة الخطيرة” للنظام

نتیجةً لهذا الصمود والثبات المبهر علی استراتيجية النضال والمبادئ الراسخة، والإصرار الأحادي على هدف “الإطاحة” بجميع تیارات وعصابات الديكتاتورية الدينية، نزلت حشود الشعب إلی الشوارع في عام 2009 أي بعد 11 عاماً من ظهور التیار الإصلاحي المزيف، وتشكلت “ثنائية قطبیة خطيرة” ضد الديكتاتورية الملالي، یقف الشعب والمقاومة الإيرانية على طرف هذه القطبیة، بینما یقف النظام بکافة عصاباته علی الطرف الآخر.

في هذا الصدد، قال المعمّم “علم الهدى” في 30 ديسمبر 2009: «إنّ مجاهدي خلق هم من قادوا حركة يوم عاشوراء». ربما لم يعي هذا المعمّم ما قاله في ذلك الوقت جیّداً، لكنه أيّد دون وعي الدور التاريخي لمجاهدي خلق.

 

ومن الإنجازات التي حقّقتها انتفاضة الشعب الإیراني في عام 2009، هو انتشار شعار “الموت لمبدأ ولاية الفقيه”.
انتفاضة ینایر 2017، نهاية لعبة الأصوليین/الإصلاحيین المخادعة

عمّت انتفاضة ینایر 2017 الناریة، بطبیعتها المتمیّزة علی صعید سرعة الاندلاع والاتساع، 30 مدينة إیرانیة في الیوم الأول و144 مدينة في الیوم الثاني. ووضعت 40 عاماً من حکم نظام ولاية الفقيه علی محك خطیر راسمةً حدوداً واضحة بين الشعب الإیراني وبین نظام ولایة الفقیه المناهض للشعب من خلال تردید شعار «إصلاحي، أصولي، لقد انتهت اللعبة» الذهبي.

 

كانت هذه الانتفاضة نتاج لدماء شهداء المقاومة الإيرانية الأبرار ومعاناة أعضائها، وقد استطاعت خلق منظور اجتماعي وسیاسي جدید في إيران.

کما شدّدت علی حقيقة أنّ مزاعم الإصلاح والاعتدال، لیست سوی نبتة جافة مصفرّة نمت علی حین غرة في المزبلة العسکریة لنظام ولایة الفقیه الفاشي، وأثبتت صحة ما قالته قيادة منظمة مجاهدي خلق علی مرّ السنوات حیث بات یتردّد علی مسامعنا من قبل الأوساط السیاسیة والإعلامیة الدخلیة والخارجیة بتعابیر مختلفة بعد واحد وعشرين عاماً.
 

اعتراف بانتهاء موعد استعمال العجل السامري

في 12 أبريل 2018 أي بعد ثلاثة أشهر من انتفاضة يناير 2017، كتبت صحيفة “جهان صنعت” الحکومیة في مقال بعنوان «لم تعد بقرة الإصلاح تحلب»:

«الإصلاح ليس حركة سياسية كلاسيكية بطبيعته. هو يستند إلى حد كبير على الأذواق السياسية لأقارب آية الله خميني، وعلی قراءة أكثر حداثة نسبياً للإسلام السياسي والإسلام الليبرالي».

مضیفة:

«لقد استند التیار الإصلاحي على مدى العقود القليلة الماضية إلى الصداقات والروابط الأسرية والشعر والتصوف وبالطبع الجاذبیة السياسية. ولكنه من الناحية العملية الفارغة، یشتمل علی دائرة مکوّنة من التكنوقراطیین المدافعين عن اقتصاد السوق الحرّ في ظاهر الأمر وعلی اليساريین والشيوعيین المسلمین و الأيديولوجيین المطالبین بالعدالة».

 

هذه السطور القلیلة أفضل دلیل لفهم كيف أن انتفاضة ینایر 2017 المنبثقة من رحم المقاومة الإیرانیة المستدامة ضد ديكتاتورية الملالي، أنهت حیاة جاثوم ولایة الفقیه وعجله الذهبي (الإصلاحیین) وجعلته عديم الجدوى.

الإصلاحات ماتت!

بسخریة واستهجان کبیرین، اعترف “صادق زيبا كلام”، أحد منظري عصابة روحاني المسحوقة، في 2 مايو 2019 وبعد تأخیر لعامين، بموت جاثوم النظام المسمّی بـ ” التیار الإصلاحي” قائلاً:

 

«الإصلاحات انتهت. في 21 فبرایر 2020، انتهى كل شيء. انتهت الإصلاحات. لم یکن من الممکن إقامة مراسم عزاء بسبب کورونا، لم یکن من الممکن حجز مسجد الجواد لیأمّه الناس مساء للمشارکة في مراسم العزاء. لقد أظهر الناس في هذا التاريخ أنهم تجاوزوا الإصلاحیین».
 

وباعترافات غیر مباشرة بالذنب أضاف:

«أعتقد أنه لا یتمّ تطویر الاقتصاد أولاً لیأتي دور التطوّر السیاسي بعده. بل إني أعتقد اعتقاداً راسخاً أنّ التطور السياسي یأتي في المرتبة الأولی والثانية والثالثة والأخیرة.

أروني بلداً استطاع الخروج من دائرة التخلّف على مدى الأربعين سنة الماضية، لکنه أبقی نظام حکمه دیکتاتوریاً مطلقاً في الوقت نفسه. لا وجود لهکذا بلد في أي مكان» (موقع خبرآنلاین، 1 مایو 2020).

 

الأصولية ماتت!

بعد أسبوع واحد من اعتراف “صادق زیبا کلام” بموت التیار الإصلاحي والإصلاحیین، اعترف أحد عملاء عصابة خامنئي يدعى “إبراهيم فياض” بعبارات مماثلة بموت “الأصولية” قائلاً:

«الأصولية ماتت!

لا أحد من المرشحين الأصوليين على استعداد للتنحي. هذا يعني أن الأصولية ماتت. لو كانت الأصولية حیّة، لما كان هذا هو الحال. ولأنّ الإصلاحيين فشلوا في البرلمان العاشر، نشأ فراغ. والآن حصل هولاء علی الأصوات، وإلا لما كان لهم ما یقولونه» (موقع نامه نیوز، 7 مایو 2020).

وذهب خطوة أبعد في الاعتراف مضیفاً:

«إذا ترشّح رئیسي للانتخابات، سوف يخسر» (المصدر نفسه).

انتهاء موعد نظام ولاية الفقيه بأکمله

هذه الاعترافات المتتالية بموت عصابات النظام وتیاراته السیاسیة، وانتهاء لعبة “الإصلاحیین/الأصولیین” المخادعة، تمثل حقيقة أعلى مفادها أنّ تاريخ استخدام الديكتاتورية الدینیة بكاملها وبکافة عصاباتها وفصائلها، قد انتهی ولم تعد صالحة للاستعمال.

 

هذا هو الهدف الذي طالما سعت إليه المقاومة الإيرانية تحت شعار “الموت لمبدأ ولاية الفقيه”. أما الآن فقد حان موعد الانتفاضات الكبرى للإطاحة بالنظام وتحقيق تطلعات الشعب الإيراني القدیمة المتجدّدة. وقد تنبّأ بذلك مسؤولو النظام وعملاؤه.

«أنا قلق من العواقب الاجتماعية والأمنية للمستقبل القريب. هناك انتفاضات أكبر من انتفاضتي 2017 و 2019 وأكبر من انتفاضة التسعینیات بالتأكيد!» (أحمد نادري، صحیفة رسالت، 7 مایو 2020).

 

طوبى للمقاومة الإيرانية التي أکّدت على طبيعة نظام ولایة الفقیه -بکل عصاباته وفصائله- المناهضة للشعب، وأصرّت على الإطاحة الكاملة به مقابل دفع ثمن باهظ لتحقیق ذلك.
بلا شك، سيتحدث التاريخ يوماً ما عن ثبات المقاومة الإیرانیة الخالدة علی مبادئها، وسیذکرها للأجيال القادمة بأجمل الأوصاف والعبارات.