الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران- هل هناك المجاعة والجوع على الأبواب؟

انضموا إلى الحركة العالمية

هل هناك المجاعة والجوع على الأبواب

إيران- هل هناك المجاعة والجوع على الأبواب؟

إيران- هل هناك المجاعة والجوع على الأبواب؟ كلما تمر الأيام، كلما يتجاوز الغلاء وهبوط قيمة العملة الوطنية حدودًا جديدة مما يبين خطورة الظروف المعيشية المتردية للمواطنين حيث يتبادر سؤال في أذهان المواطنين هل تشهد إيران المجاعة والجوع قريبًا؟ وتجاوز سعر الدولار في الوقت الراهن 27ألف تومان، بل سعر العملة الذهبية بلغ أكثر من 13ألف تومان. ولا تقتصر هذه الحالات على الدولار والذهب وإنما يلقي الأمر بظلاله على سائر السلع ولا سيما السلة الغذائية للأسر.

مواطن يتحدث عن الغلاء وضغوط العيش

يوضح مواطن من أبناء محافظة مازندران بشأن الظروف الراهنة قائلًا:

“منذ ليال عديدة أذرف الدموع من أجل هذا الوطن وشبابنا. وأفكر فيما إذا كان يمكن القيام به؟ ومن شدة الضغوط المترتبة على العيش، لا أحد يفكر في ظروف يعيشها من في حوله ولا يهتمون إلى البعض”.

وبشأن نفسه قال هذا الشاب: “وأنا صاحب مهنة. أشتري وأبيع الأسمنت. إلا أن الأسمنت غال للغاية ولا يمكن البيع والشراء من خلال النقود. دخل يكاد أن يكون مليونين ونصف مليون شهريًا ولا يكفي ذلك إلا لتوفير مصروف الجيب. وسعر الإيجار للمحل غال، لا بد لي من دفع مليون و800ألف تومان لإيجار الورشة شهريًا. لست متزوجًا ولا أواجه مشكلة إيجار البيت. ولكن رغم ذلك ونتيجة غلاء الأسعار، يصعب لي أكل كيلو لحم أكثر من مرة واحدة شهريًا. يتم إبرام كل الصفقات من خلال الصكوك، وفي حالة عدم دفع قيمة الصكوك فنتعرض للإفلاس. وهذا هو الحال بالنسبة لأصدقائي وهم بسبب عدم دفع قيمة الصكوك من جانب زبائنهم تعرضوا للإفلاس. وهناك الكثيرون أغلقت محلاتهم وأصبحوا عاطلين عن العمل قاعدين في بيوتهم.”

ظروف الشباب والإدمان

مواطن آخر من أبناء أصفهان يوضح بشأن شباب البلاد يقول:

“والشباب لم تعد تبقى لديهم هواية. ولا يملكون دوافع ومعنويات للعمل والعيش. وأصبح الكل كموتى يتحركون فقط. ولا يمكن تصور ظروف الشباب وقضية الإدمان في المجتمع. وحيثما تنظرون إليه، فتجدون شبابًا ومراهقين بأعمار تتراوح بين 16 إلى 17عامًا في الأزقة والشوارع يتعاطون المخدرات بمختلف أنواعها كالهيروين وما إلى ذلك… وتوجد هذه المخدرات بكميات وافرة في كل أرجاء المدينة بحيث أنه يمكن العثور عليها خلال 10دقائق. ويتم بيع حبوب الميثادون في المراكز القانونية تحت عنوان علاج الإدمان على المخدرات ولكنها أسوأ من كافة الحالات المذكورة.”

ظروف تعيشها الفتيات في المجتمع

وهناك حقيقة في مجتمعنا جعل الشباب لا يمكن لهم التفكير في الزواج وذلك بسبب حالات الغلاء هذه وغلاء أسعار الإيجار وتكاليف المعيشة، ولذلك لا أحد من شباب البلاد يفكرون في مسألة بعنوان الزواج، ولكن سادت ظاهرة تحت عنوان الزواج الأبيض في المجتمع وهي في الحقيقة عبارة عن عدم وجود علاقة محترمة وكريمة بين الفتيات والفتيان.

رغم أن ذكر هذه المسآلة مؤلم ومثير للخجل ولكن الفتيات في مجتمعنا يبعن أنفسهن من جراء الفقر. والأسوأ هو أن الحكومة أسست أماكن رسمية في المحافطات يراجعها من البلدان الجارة لزواج المتعة للفتيات الإيرانيات و…

أسر وموائد فارغة

يقول والد وهو معلم متقاعد:

“الوضع بالنسبة لمعظم الأسر هو أنه كلما يحصلون على دخل، فينفقونها من أجل مجرد الغذاء فحسب ليحصلوا على رغيف خبز للموائد. والبيض واللبن والخيار هي أفضل طعام بالنسبة لمعظم الأسر التي دخلها يصل إلى حد ما، ولكن وفي هذه الأيام ارتفع سعر البيض إلى حد كبير، إلى أن وصل إلى ما يتراوح بين 38 إلى 40ألف تومان لكل كرتونة بيض. ولا أعرف ما الذي يجب فعله؟ وكيف يمكن إطعام أولادي وسد جوعهم. ولو لم تكن هناك تبرعات ومساعدات لبعض الأسر لما تمكن أفراد الأسر التي حفظت ماء وجهها أن يرفعوا عنقهم. ولا يمكن للأسر أن تتوفر على باقي السلع، حيث لا يبقى مبلغ للعلاج والملابس وما شابهها.”

صرخات لصاحب مزرعة دواجن

وقال صاحب مزرعة دواجن في همدان وهو في غاية الحزن:

“صرختنا لم تسمع. لأننا نحن أصحاب الدواجن لسنا أصحاب وسائل الإعلام، أطلقنا صرخات ولكن لم نجد آذانًا صاغية.

نحن أصحاب الدواجن مازلنا نتلقى منذ 8أعوام خسائر وأضرار. لقد تجاوزت قروضنا الحد الاعتيادي ونتجه نحو الإفلاس والدمار. الحقيقة الراهنة لصناعة البلاد لا تعكس الحقيقة. أرغمتنا ولا تزال وزارتا الجهاد و’صمت‘ والمؤسسات المعنية على الإنتاج وذلك بإطلاق الأكاذيب والوعود الفارغة على الهواء. دفعنا كل ثرواتنا وتعرضنا لكم هائل من القروض، ولكن تعرضنا للغدر والخيانة. نحن مستعدون للعمل من أجل أبناء شعبنا بأدنى نسبة من الأرباح، ولكن العصابات التي تستحوذ على هذه الصناعات وسوق اللحم والدجاج تحول دون ذلك. لقد ضقنا ذرعًا نحن قاطبة.”

آهات لوالد عاطل عن العمل

يقول والد آخر كان موظفًا في شركة وظل عاطلًا عن العمل عقب إفلاس طغى على الشركة وبينما كان يذرف الدموع ويجهش بالبكاء:

“لدي ثلاث بنات بأعمار تتراواح من 12عامًا حتى 20عامًا. أعمل شغلين منذ الفجر حتى نهاية الليل، ولكن لا أقدر على شيء سوى الحصول على مبلغ إيجار البيت والماء والكهرباء. والمائدة في بيتنا فارغة، ولا أوفر سوى الخبز وليس إلا. بلغ سعر اللحم مائة ألف تومان لكل كيلو ومنذ أشهر لم نذق طعمه. لا أعرف كيف أجيب بناتي؟ أعجز عن معالجة مشكلتهن في الملابس والعلاج والطعام. قلت لهن احصلن على تكاليفهن بأية طريقة هن قادرات عليها! أنا والد وأعرف ما الذي قلت لهن، ولكن المسألة هي مسألة حياة أو موت. ولم أعد أدري ماذا أفعل؟!

Verified by MonsterInsights