الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إیران: كذب النظام المکشوف حول عدد شهداء انتفاضة  نوفمبر

انضموا إلى الحركة العالمية

إیران: كذب النظام المکشوف حول عدد شهداء انتفاضة نوفمبر

إیران: كذب النظام المکشوف حول عدد شهداء انتفاضة  نوفمبر

إیران: كذب النظام المکشوف حول عدد شهداء انتفاضة  نوفمبر

 

 

إیران: كذب النظام المکشوف حول عدد شهداء انتفاضة  نوفمبر – في مؤتمر صحفي في التاسع من ديسمبر 2019، قال الجلاّد “علي ربیعي” المتحدّث باسم حکومة “روحاني” والملقّب بـ “عباد” رداً على المراسل الذي سأله لماذا لا تعلنون عن عدد القتلى:

«عدد جرحی قوات الشرطة یفوق عدد الجرحی من المدنیین، بطبیعة الحال قد وقع بعض الظلم  في هذه الأحداث. نحن لا یمکننا الإعلان عن إحصائیات عشوائیة وغیر واقعیة کما تفعل أمریکا».

وأشار “ربیعي” أثناء المؤتمر إلی إحدی طرق التعذیب التي یستخدمها الجلّادون أمثاله لأخذ اعترافات قسریة من المعتقلین بینما کان یحاول التشدّق بحقوق الإنسان وتمثیل دور الشخص المتفّهم والعاطفي:

«تدفّق الدم من أنف إيراني واحد یؤلمنا جمیعاً»!

الإدلاء بهکذا تصریح من قبل مجرم سفّاح إما أنه یدلّ علی قمة الکذب والنفاق أو أنه یعکس محاولة خرقاء لتقزیم وتقلیص أنهار الدماء التي سالت من  شهداء الانتفاضة  في شوارع طهران والمدن المنتفضة في کافة أرجاء إیران.

محاولة تطهیر یدي خامنئي الملطّختین بدماء الشهداء

مصطلح “إحصائیات عشوائیة” الذي ابتدعه “ربیعي” الجلّاد رداً علی العدد المعلَن من قبل أمریکا حول أعداد شهداء انتفاضة  نوفمبر، هو في الحقیقة جاء لتزویر الحقائق وتبییض وتلمیع صورة النظام المجرم الذي لم یدّخر أية طریقة لقمع المتظاهرین، من استخدام المدرعات والدبابات في ساحات الانتفاضة  إلى إطلاق الرصاص الحي علی المتظاهرین وإصابتهم مباشرة وصولاً إلی تحلیق المروحیات وحصد أرواح أهالي “ماهشهر” الأبریاء الذین فرّوا إلی الهور برشاشات “دوشکا”. استخدام هذا المصطلح الإجرامي ما هو إلا محاولة خرقاء لتطهیر یدیّ خامنئي الملطّختین بدماء الضحایا وتبرئته من حمل وزر  الدماء المراقة.

المتحدّث باسم النظام الإرهابي قد استخدم مصطلح “إحصائیات عشوایة” لیتهرّب من إعلان عدد الضحایا، وإبعاد الصحفیین عن أیة أسئلة حول هذا الموضوع.

قوله «بطبیعة الحال قد انظلم البعض في هذه الأحداث!» هو اعتراف غیر مقصود بأنّ ضحایا الانتفاضة  هم أبریاء قد قتلوا دون ذنب، علی عکس ما روّج له النظام في أولی أیام الانتفاضة  بأنهم “أشرار” و”بغاة”.

رداً علی السؤال المکرّر ذاته ودون الإجابة علیه من جدید، قال “ربیعي”:

«أنفي بشدة الإحصائیات المعلًنة مؤخراً من قبل وسائل الإعلام الأجنبیة. هذه منظمات معروفة وکاذبة تعودت علی نشر هذه الأکاذیب. هي تنظر إلی البشر بنظرة عشوائیة».

النظرة العشوائیة إلی البشر!

الاختلاف الوحید في إجابة أحد أقدم جلّادي النظام هو أنه قد تطوّر من “إحصائیات عشوائیة” إلی “النظرة العشوائیة إلی البشر”!

لنأخذ بعین الاعتبار أنّ هذا الکلام جاء علی لسان شخص قد تمرّس منذ أمد بعید وبمنتهی الدناءة علی أخذ الاعترافات القسریة من السجناء السیاسیین داخل الزنزانات ومراکز التعذیب لدی سجون النظام وهو یحاول اختبار قوة الأسلاك الصلبة علی أجسادهم.

من هذه المفارقة الصارخة یمکن أن نصل إلی جوهر فلسفة النظام، حيث لا تساوي فيها أرواح البشر فلساً واحداً. وفقاً للمتحدث الرسمي باسم الحكومة، فإنّ هذه الفلسفة تنظر إلى البشر بشكل عشوائي غیر واقعي.

بمحض الصدفة أو بمنهجیة منظّمة، جاءت مجزرة نوفمبر 2019 نتاجًا لهذه الرؤية والفلسفة. توضح مقاطع الفيديو والصور كيف يطلق رجال  قوات الحرس النار على الحشود بمنتهی الهمجیة وبغض النظر عما إذا کانوا نساءً أو رجالاً أو أطفالاً أو شیوخاً ويقتلونهم جمیعاً بـ “عشوائیة” تامة وبأعداد هائلة.

«واجب علینا قتل المسلمین وغیر المسلمین»

تنشأ هذه الرؤیة العشوائیة للناس وقتلهم بعشوائیة وبشکل جماعي من أیدیولوجیة ولایة الفقیه أساساً.

ها هو خميني الملعون یوصي الحرس بعدم القلق بشأن قتل مجموعة من الأبرياء حتى لو کانوا مسلمين. سماع هکذا عبارات هو أمر عادي للغایة بالنسبة لجزّاري النظام الذین اعتادوا القتل، لكنه یخدش ویثیر عواطف أي إنسان سويّ. قال خمیني:

«إذا استخدم الکفار مجموعة من المسلمين کدروع بشریة یحتمون خلفها، مثلاً  العراق الفاسد قد احتمى خلف مجموعة من المسلمين الأبرياء للاستيلاء على إيران، حینها يجب علينا قتل المسلمين وغير المسلمين علی السواء. المسلمون منهم شهداء وسیدخلون الجنة والكفار منهم سیذهبون إلی الجحيم. الدفاع واجب» (صحفیة خمیني المجلد 15 الصفحة 118).

القتل العشوائي

في الوقت الراهن، قام “خامنئي” -أفضل من تتلمذ علی ید خمیني أکبر دجّالي القرن الحدیث- بتوظیف أقوال وتعاليم خمیني.

 خامنئي المجرم قتل الأبریاء بمنتهی “العشوائية” دون التفریق بین رجل أو إمرأة وبین طفل أو عجوز، إطلاق النار العشوائي في الشوارع أرضاً وجواً ومن أعلی سطوح المراکز الحکومیة، وعلی المتظاهرین العزّل الذین لجأوا إلی الهور و جميع  الأبریاء الذین قتلوا أو جرحوا أو اعتقلوا بتهمة نزولهم إلی الشوارع للاحتجاج،إنها أکبر عملية  قتل جماعي “عشوائي” عرفتها البشریة في القرن الواحد والعشرین، وقد تمّ بأمرٍ من الولي الفقیه.

خامنئي المجرم قد ارتکب هذه الجرائم الشنعاء لأنه قد أحسّ بزلازل السقوط و هي تهزّ دعائم نظامه، ورأی من الضروري أن یتحرّك بسرعة ویقتل المتظاهرین بعشوائیة تامة لینقذ نفسه ونظامه المتهالك من الانهیار، لقد تمادى حتى أنّ قواته لم ترحم فتاة مراهقة بریئة تدعی “نیکتا اسفنداني” وقتلتها بوحشیتها المعهودة.

الآن یقف الجلاد بیدیه الملطّختین بالدماء أمام الشعب الغاضب إلی حد الانفجار والذي یطالبه بالإفصاح عن عدد الشهداء بإلحاح.

عدد القتلی لا یزید عن 200 شخص!

في الوقت الذي یحدّق فیه العالم مذهولاً إلی رقم 1500 شهید الذي قلما یشهد له العالم المعاصر مثیلاً، قال أحد البرلمانيين یُدعی “غلامعلي جعفر زاده إيمن آبادي” في بيان مثير للسخرية:

«قُتل البعض في الأيام القليلة الماضية التي شهدت حوادث البنزین المریرة، ما لا یزید  عن 200 قتيل  سواء فیما أعلنت عنه قوات الأمن والشرطة أو ما أعلن عنه المدنیون».

وأقرّ بأنّ عدد قتلی الانتفاضة  متوفّرة لدی السلطات الحکومیة والبرلمانيين ولكن لا يُسمح لهم بالإعلان عنها:

«لقد حصلنا على هذه المعلومات والإحصائيات في اجتماعاتنا، لكن لا يُسمح لنا بالإعلان عنها. يجب أن يكون الإعلان من خلال السلطات الرسمية» (موقع مدآرا 10 دیسمبر 2019).

السؤال الذي یطرح نفسه هو إذا كان عدد القتلى لا يزيد عن200 شخص لماذا تخاف الحکومة من الإعلان الرسمي عنه إلی هذا الحد؟

بغض النظر عن إدعاء وزیر النظام وبعض المسؤولين الحکومیین بأنّ عدد القتلی بین قوات الأمن یفوق عدد القتلی من المدنیین بضعفین، قام “جواد لاریجاني” برفع  مستوی الکذب عالیاً حین قال:

«85 في المائة من القتلى كانوا من قوات الأمن أو  من المدنیین الذین كانوا يدافعون عن منازلهم»!

إذا کان 85 في المائة من القتلی هم من قوات الأمن فلماذا لا یتمّ الإعلان عن أسمائهم وهویتهم بشکل دقیق عبر الإذاعة والتلفزیون الرسمي خاصة وأنّ 85 في المائة من عدد القتلی الذي لا یزید عن 200 شخص هم من قوات الأمن وبالتالي عدد الضحایا المدنیین لا یتجاوز 30 شخص؟ ما المشکلة في الإعلان عن أسماء هولاء الثلاثین بعد مرور أربعین یوم علی مقتلهم؟ 

بالفعل الکلمات تعجز عن وصف هذا الکم الهائل من النفاق والوقاحة.

غلیان دم الشهداء

من المثير للاهتمام أنّ المندوب الذي ادّعى بأنّ عدد القتلی لا یتجاوز 200 شخص هو نفسه مستغرب من عدم الإعلان عن إحصائیات ضحایا الانتفاضة  من قبل النظام ویتسائل قائلاً:

«لماذا لم نتمكن من الوصول إلى نتيجة نهائیة خلال شهر کامل؟ ما المشکلة في الإعلان عن إحصائیة؟ ما الذي یعیق الإعلان عن أعداد القتلی وقد وصفهم المرشد الأعلی للثورة بمثيري الشغب؟» (المصدر نفسه).

هذا التناقض الكبير، قد أحاط بخامنئي أکثر من أي شخص آخر. دماء الشهداء في اليوم الأربعين للانتفاضة   تغلي لدرجة أنه لم يعد من الممكن إخفائها بالإنكار والكذب والنفاق والتستّر، إن هذه الدماء قد أحاطت بخامنئي نفسه قبل أي شخص آخر، ولن تتوقف عن الغلیان حتى الإطاحة به وبالنظام برمته.