استقرار الشرق الأوسط يتحقق بإسقاط نظام الملالي
حوار: أسامة المصري (الیوم )
استقرار الشرق الأوسط يتحقق بإسقاط نظام الملالي – أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس المقاومة الإيرانية موسى أفشار، أن العقوبات وقطع الدعم الذي كانت تقدمه الدول العظمى للنظام الإيراني تمهد الأرضية لإسقاطه على يد الشعب وهذا أمر تغتنمه المقاومة.
وأوضح أفشار في حوار مع «اليوم» أن تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية محسوبة على نظام الملالي يضعف النظام بشدة ويسرع من عملية رحيله.
وشدد على أن الملالي حكام إيران يعارضون السلام في الشرق الأوسط ويمنعون تقدمه لصالح الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، مبينا أن الشعارات التي يطلقها النظام كاذبة وأن حديثهم عن دعم فلسطين والقدس ما هو إلا مجرد إدعا فارغ، قائلا: إن النظام هو من وجه أكبر الضربات للوحدة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني… فإلى نص الحوار..
مضى على الانتفاضة الشعبية أكثر من عام بين مد وجذر، وحتى الآن لم يتحرك الشارع الإيراني.. برأيك كيف يمكن إسقاط هذا النظام؟ وهل تراهنون على الخلافات بين أجنحته؟
– تواصلت احتجاجات الشعب الإيراني وخلال العام الماضي تم تسجيل أكثر من ألف حركة احتجاجية في جميع أنحاء إيران، وكان لمناصري «مجاهدي خلق» دور مهم في إشعال العديد منها.
وفي إيران لا يمكن توقع حدوث مظاهرات واسعة جدا مثل الجزائر والسودان؛ لأن قمع النظام الشديد يمنع تشكل المظاهرات الكبيرة، وهذا لا يعني انطفاء شعلة الانتفاضة، بل بالعكس يشير ذلك لازدياد شدتها وحدتها بشكل أكبر، وهذا النظام سيسقط على يد الشعب والمقاومة الإيرانية من خلال إستراتيجية جيش التحرير الوطني ومعاقل الانتفاضة والمدن المنتفضة.
أما فيما يتعلق بالرهان على الخلافات داخل النظام، فالمقاومة الإيرانية لم تعلق أبدا آمالها على صراعات عصابات النظام، وسبق للمجاهدين أن أعلنوا ذلك صراحة قبل عقدين بأن الأفعى لن تلد حمامة، ويجب إسقاط هذا النظام بجميع عصاباته ومجموعاته.
والشعب الإيراني رفع شعار (أيها الإصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهى الأمر) نهاية لعبة خلافات وصراعات العصابات الداخلية للنظام.
ألا تعتقد أن هناك قوى دولية وإقليمية لا ترغب في سقوط نظام طهران، وأن هذا النظام وجد لإثارة الصراعات، وما يفعله الغرب لا يتعدى هذه الحلقة التي تؤمن استمرار ذلك؟
– الشعب الإيراني يريد إسقاط هذا النظام ولا يوجد أي دعم دولي يمكنه إنقاذ النظام من الأزمات المستعصية الناجمة عن 40 عاما من النهب والفساد والحروب.
وطبعا على مدى المائتي عام الماضية، لم يحظ نظام في إيران بهذا القدر من الدعم الغربي الذي حظي به نظام الملالي.
سياسات الاسترضاء كانت سببا في إطالة عمر النظام والملالي الذين ينشرون الفوضى والدمار في المنطقة. ولكن هذه السياسات فشلت وتحول النظام الثيوقراطي لمشكلة أساسية في المنطقة وإحدى المشاكل العالمية الحقيقية، وبدون سقوط هذا النظام لن يتحقق السلام والأمن في الشرق الأوسط.
لقد أكد وزير الخارجية الأمريكي مؤخرا أن بلاده لم تعد مثل السابق تتماشى مع الملالي، وبالنسبة لأوروبا فباعتراف خامنئي لا يمكن لأوروبا أن تقدم مساعدة حقيقية لإنقاذ النظام، الآن النظام يعيش في حالة عزلة مطلقة إقليميا ودوليا، كما أن أزماته الداخلية خانقة، وبلا شك فإن الشعب والمقاومة الإيرانية يسيران في درب إسقاط النظام، وهما من يقرر مصيره وإسقاطه.
نظام الملالي وإسرائيل.. ألا ترون أن كلا النظامين ضروري للآخر وأن ما ينفذه الملالي في المنطقة يصب في مصلحة إسرائيل؟
– الملالي حكام إيران يعارضون السلام في الشرق الأوسط ويمنعون تقدمه لصالح الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، والشعارات التي يطلقها النظام كاذبة وحديثهم عن دعم فلسطين والقدس ادعاء ومحض كذب، والنظام هو من وجه أكبر الضربات للوحدة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني.
كيف تنظرون لموقف أوروبا من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.. ولماذا تتمسك أوروبا العلمانية بنظام ثيوقراطي فاسد؟
– لقد أوجدت أوروبا آلية «اينستكس» للنظام من أجل الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وحتى تتمكن من التعامل تجاريا مع الملالي وخامنئي وسياسيي النظام، وقالوا مرات عديدة إن هذه الآلية لا تحل أي مشكلة للنظام.
الشركات الأوروبية لها أيضا مصالحها الخاصة ولا تخضع لسياسات حكوماتها.
وأيضا سياسات الاسترضاء الأوروبية جعلت النظام يتجرأ على محاولات تنفيذ اغتيالات للمعارضين في أوروبا، ومحاولة النظام تنفيذ عمل إرهابي في التجمع السنوي الضخم للمقاومة الإيرانية عام 2018 يمثل دليلا على ذلك، لكن تم إفشال المحاولة، كما أن النظام لديه محاولات وسجل أسود حافل بالعمليات الإرهابية في بلدان أوروبية أخرى.
وما يجري في أوروبا سيجبرها على التخلي عن سياسة الاسترضاء وتبني سياسة حاسمة ضد النظام.
هل من الممكن أن تتحالفوا مع زعماء الحركة الخضراء لإسقاط نظام خامنئي كما فعلتم وتحالفتم مع خميني لإسقاط الشاه؟
– المقاومة الإيرانية ستتحالف فقط مع قوات جمهورية تطالب بإسقاط النظام بجميع عصاباته أو النظام الاستبدادي السابق.
«مجاهدي خلق» لم تتحالف أبدا مع «خميني» لإسقاط الشاه، وهذه كذبة كبيرة من «خميني»، و«مجاهدي خلق» كانت الحركة الإسلامية المسلحة الوحيدة التي حاربت النظام الاستبدادي، وخميني كان «ملا» يسكن في حوزة النجف، ولم يكن له علاقة بمحاربة النظام السابق، ولأن نظام الشاه اعتقل قادة «مجاهدي خلق» خلال الثورة، استفاد «خميني» واستطاع سرقة الثورة.
وحول ما كان يسمى قادة الحركة الخضراء فيجب القول هنا إنهم كانوا جزءا من هذا النظام، فالأول كان رئيس وزراء «خميني» بينما الآخر رئيس برلمانه، وهم لم يطالبوا بإسقاط النظام، في حين أن الشعب والمقاومة الإيرانية يطالبون بإسقاط نفس هذا النظام الذي يريدون الحفاظ عليه.
أمضيتم أنتم المعارضة والمقاومة الإيرانية عقودا في المنفى، وتتلقون وعودا من هنا وهناك بالدعم.. ماذا تفعلون في الداخل وأين أنتم من قيادة حركة تطيح بالنظام؟
– المقاومة الإيرانية منذ 5 عقود وحتى الآن متمسكة بمبدأها الأساسي أي الاستقلال ولم تكن تعتمد على أي قوة خارجية وهي مستقلة وتعتمد على الشعب الإيراني. تصريحات مسؤولي النظام من علي خامنئي إلى حسن روحاني وبقية قادة ومسؤولي النظام يشيرون جميعهم إلى الدور القيادي لمنظمة مجاهدي خلق داخل البلاد ضد النظام. واعترف خامنئي صراحة خلال انتفاضة عام 2017 بأن مجاهدي خلق كانوا مسؤولين عن قيادة الانتفاضات في الداخل، كرر نفس هذا الكلام عام 2018. وسبق لروحاني أن طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء الانتفاضة تقييد نشاطات «مجاهدي خلق» في فرنسا؛ لدورهم المهم في التطورات داخل إيران، وقبل أيام أعرب جواد ظريف مجددا عن قلقه من مجاهدي خلق.
*هل تسارعت خطواتكم الساعية لإسقاط النظام من الداخل؟
– أنصار مجاهدي خلق في معاقل الانتفاضة لهم دور هام في إشعال وتنظيم الاحتجاجات.
محمود علوي وزير المخابرات في إيران أعلن في 9 أبريل أنه خلال (21 مارس 2018 وحتى 20 مارس 2019) فككت أجهزته 116 خلية مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق، في حين أن الإحصائيات الحقيقية أكثر بكثير؛ لأنه لم يذكر متعمدا الاعتقالات التي تمت على يد الأجهزة القمعية الأخرى مثل منظمة استخبارات الحرس، ومنظمة حماية استخبارات الحرس، وقوات الشرطة، ومكتب المدعي العام.
وعلى الرغم من هذه الاعتقالات فإن نشاطات أنصار المقاومة مستمرة وهذا خير دليل على دور أنصار مجاهدي خلق داخل إيران.
لقد استمرت حملة الشيطنة التي قادها النظام ضد مجاهدي خلق لسنوات، وهذا الأمر يبين مدى الدور الهام والقيادي لمجاهدي خلق ومدى خوف وخشية النظام منهم ودورهم القيادي لدرجة أن النظام كان مستعدا لتنفيذ عمل إرهابي خلال تجمع المنظمة في باريس عام 2018.
والقوة الوحيدة التي يخشاها النظام هي منظمة مجاهدي خلق، وأظهرت التطورات مدى شعبيتها الواسعة داخل البلاد.
*العقوبات الأمريكية على حكام طهران دخلت حيز التنفيذ..هل من الممكن أن تشكل تهديدا جديا للنظام، حتى لو وقفت روسيا والصين إلى جانبه؟
– الواقع أن العقوبات لا تؤدي وحدها إلى تغيير النظام وسقوطه، هذه مهمة الشعب والمقاومة الإيرانية فقط، ولكن العقوبات وقطع الدعم الذي كانت تقدمه حتى الآن الدول العظمى للنظام، يمهد الأرضية لإسقاطه على يد الشعب وهذا أمر تغتنمه المقاومة. لم يستطع خامنئي إخفاء قلق النظام من تأثير العقوبات، وأكد أن «توقف اعتماد اقتصاد البلاد على عوائد النفط من هواجسه الدائمة» وهواجس الاقتصاديين الحكوميين.
وهذا اعتراف بحقيقة أن العقوبات تؤثر بشكل كبير على النظام.
ويعرف خامنئي أن النفط يشكل شريان الاقتصاد الحيوي، وقطعه يعني حرمانه من هذا الشريان. والعقوبات ضرورية لكنها غير كافية، والاعتراف رسميا بحق الشعب والمقاومة الإيرانية في إسقاط النظام والاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية هو الشرط اللازم من أجل أن تكون العقوبات مؤثرة بشكل أكبر على طريق إسقاط النظام.
ما مدى تأثير تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية على نظام الملالي؟
– قوات الحرس هي العمود الفقري للنظام، فهي تحفظه وتمارس القمع الداخلي وتصدير الإرهاب، وهي أيضا تسيطر على قسم هام من الاقتصاد الإيراني، لذلك فإن إدراجها على قوائم الإرهاب يضعف النظام بشدة ويسرع من عملية سقوطه.
وداخليا يتشجع الشعب أكثر في نضاله ضد النظام، ومن جهة أخرى فقد بدأ الانهيار في صفوف قوات الحرس أوله تنحية الحرسي محمد علي جعفري قائد قوات الحرس من منصبه، ودوليا فإن إدراج قوات الحرس هو إشارة لنهاية عصر الاسترضاء مع النظام وسيؤدي حتما لقطع أيدي النظام المتدخلة في شؤون المنطقة.
وفي هذا الصدد قالت السيدة مريم رجوي: إن هذه المبادرة أمر ضروري للأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وخطوة ملحة وضرورية لوضع حد للحروب والإرهاب في المنطقة والعالم أجمع.
هذه الخطوة التي كان من المفروض أن تُتخذ قبل ذلك بكثير، يجب استكمالها الآن بإدراج وزارة مخابرات نظام الإرهاب في قائمة الإرهاب.
هل تلاشت الانتفاضة في إيران بسبب غياب قادة محليين لها خاصة أننا شاهدنا تحركات شعبية غالبها كان عفويا ولم تنتقل الانتفاضة إلى مرحلة التنظيم ومركزية القيادة؟
– الحركات الاحتجاجية كانت منظمة والمظاهرات الشعبية في المدن الإيرانية المختلفة من الشمال وحتى الجنوب ومن الغرب حتى الشرق كانت تعقد في وقت واحد وبشعارات واحدة من قبل المعلمين وسائقي الشاحنات والمزارعين والعمال، فكيف يمكن اعتبار هذه المظاهرات عفوية وبدون أي تنظيم؟!.
وكما أوضحنا سابقا فإن لمعاقل الانتفاضة من أنصار مجاهدي خلق دورا مهما في إشعال الاحتجاجات، كما يجب الانتباه لأن توقع ظهور بعض منظمي الاحتجاجات بشكل علني هو توقع معدوم بالنظر للقمع الشديد الذي يمارسه النظام، فإيران ليست دولة أوروبية يظهر فيها منظمو الاحتجاجات بشكل علني؛ لأن هذا العمل في إيران يعني سجنهم وقتلهم. الجدير بالذكر أن أكثر من 50 متظاهرا صفاهم النظام في انتفاضة عام 2017 واعتقل أكثر من 8 آلاف شخص آخر.
مضى على رئاسة دونالد ترامب أكثر من نصف الفترة الرئاسية ولم يتخلخل النظام.. ماذا لو عاد الديموقراطيون إلى البيت الأبيض؟
– إن إسقاط النظام هو عمل وواجب الشعب والمقاومة الإيرانية ولا يتعلق بأي بلد أو قوة أخرى.
أيضا لقد وصل النظام لمأزق مسدود في حل ومعالجة الأزمات المختلفة من البطالة وحتى الفقر والسيول والكوارث الطبيعية والاجتماعية.
خبراء النظام أنفسهم يعترفون علنا بأنه لا سبيل لهذا النظام للخروج من هذه الأزمات، إن سقوط النظام أمر حتمي بغض النظر عن أي حكومة تأتي في الولايات المتحدة.
هل الاعتراف الدولي بكم كبديل لنظام الملالي يعطي زخما للشارع الإيراني ويسرع بإسقاط النظام؟
– إن الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية من قبل الدول المختلفة له تأثير كبير جدا في تسريع عملية سقوط النظام، ونحن قلناها عدة مرات بأن أي إجراء حقيقي ضد النظام يستوجب الاعتراف رسميا بحق وشرعية المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني في إسقاط هذا النظام.
إلى متى يمكن لهذا النظام أن يستمر وهل هناك دول تقف معكم بشكل جدي لإسقاط النظام؟
– هذا النظام يدخل مرحلة السقوط فعليا، ويمر بمأزق كبير وبات عاجزا عن حل أصغر أزماته بعد 40 عاما من الحكم، وحتى القمع وصل إلى طريق مسدود، بالإضافة لذلك فإن سياسات الاسترضاء من وجهة نظر دولية وتعرض موقف النظام لضربات قاسية جدا، ولهذا فإن توقعات سقوط هذا النظام أصبحت قريبة جدا.
بالمقابل فإن المقاومة الإيرانية تتمتع بدعم دولي كبير جدا، وعلى جميع الأشخاص الذين يطالبون بوقف تدخلات النظام والسلام والاستقرار والتقدم في هذه المنطقة من العالم الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية.