اعتقال الشباب وعلاقتهم باحتجاجات نوفمبر- فيما يتعلق باعتقال الشباب وعلاقتهم باحتجاجات نوفمبر، أعلن قائد شرطة أذربيجان الشرقية في 14 أكتوبر 2020 عن اعتقال 176 شابًا بوصفهم بلطجية، وعلى حد قوله، فإن هذا الاعتقالات تمت بمناسبة الاحتفال بأسبوع الوحدات العسكرية الخاصة التابعة لقوات الشرطة الإيرانية. بيد أن الموضوع لا يتعلق بأسبوع الوحدات المذكورة أو أي مناسبة أخرى يفبركها نظام الحكم، بل إن القمع البربري السافر للشباب بوصفهم بلطجية يأتي بسبب الرعب من الشباب الثائر عشية الاحتفال بالذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر النارية في 2019.
والجدير بالذكر أنه كلما اقتربنا من الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر النارية، كلما ازداد نظام الملالي الحاكم في إيران حاجة إلى تصعيد القمع وتضييق الخناق على أبناء الوطن.
اعتقال الشباب في طهران
أعلن حسين رحيمي،، قائد الشرطة في طهران الكبرى في 28 سبتمبر 2020، عن اعتقال 389 شخصًا، واصفًا المعتقلين بالبلطجية.
اعتقال الشباب في كيلان
صرح عزيزالله ملكي، قائد الشرطة في كيلان في 1 أكتوبر 2020 بأنه تم اعتقال 26 شخصًا ممن قاموا بالإخلال بالنظام والأمن في مدن رشت ولنكرود وأنزلي وسياهكل. كما وصف هو الآخر المعتقلين بالبلطجية.
قوات الأمن القمعية تجوب الشوارع لترويع المواطنين
في استعراض لتعذيب المتهمين، قامت قوات نظام الملالي القمعية بعمل لاإنساني آخر في 12 أكتوبر 2020 بغية المزيد من ترويع الشباب، حيث جابت شوارع المدينة مصطحبة عددًا من الشباب في السيارات وانهالت عليهم بالضرب المبرح والإهانات.
وسرعان ما انتشر هذا الاستعراض المنتهك لكرامة الإنسان في الفضاء الإلكتروني، وأسفر عن موجة من الاشمئزاز الداخلي والخارجي. وأثارت هذه التحركات الهمجية البغيضة الكثير من الاحتجاجات، وسلطت الضوء على الوجه اللاإنساني القبيح للملالي الحاكمين؛ على الصعيد الدولي.
مغزى الأمن
فرض قادة الشرطة في نظام الملالي حظر التجول ليلًا في كل محافظة بحجة رغبتهم في إستتباب الأمن. وهنا يجب أن نسأل: ما معنى الأمن في ثقافة الملالي؟
وخلاصة القول هو أن معنى الأمن في ثقافة الحكام الحاليين هو الحفاظ على بقاء هذا النظام الفاشي. حيث أنهم يفسرون أي حركة ضد بقائهم بأنها تستهدف أمن البلاد، ويعتبرون المضطلعين بها منتهكين لنظامهم واستقرارهم، وبناءً عليه يجب اعتقالهم ومعاقبتهم.
اعتقلت قوات الملالي ما يربو عن 12,000 شابًا من المنتفضین في الساحة أثناء انتفاضة نوفمبر 2019، واعتقلت عددًا كبيرًا من الثوار خلال الأيام التي تلتها، مستعينين بالصور ومقاطع الفيديو التي تم التقاطها للساحة أو بالاستعانة بكاميرات الدوائر المغلقة. ويرى الملالي الحاكمون وعملائهم القمعيون من وجهة نظرهم أن كل هؤلاء الشباب ضد أمن البلاد، وهم من عرضوا أمن نظام الملالي للخطر.
والجدير بالذكر أن موجة المعارضة والاستياء الشعبي قد تصاعدت بوضوح ووصلت إلى ذروتها خلال الأشهر الماضية. ولم لا وقد جرَّت البطالة والفقر ووباء كورونا حياتهم برمتها إلى الدمار؛ مثل الوباء المتعدد الرؤوس. وظلت هذه الكوارث التي حلت بالمجتمع دون حل؛ ودفعت شباب بلادنا المجيدة إلى الثورة على الظلم. وفي كل فرصة، يُظهر أبطال معاقل الانتفاضة الأشاوس والطلاب والعمال المطحونين بشتى الطرق أنهم سئموا وأُنهكوا من نظام الحكم الفاشي هذا، ويطالبون بالإطاحة به في أقرب وقت ممكن.
معاقل الانتفاضة رمز تمرد الشباب الإيراني
ويعد إضرام النيران في مراكز القمع وحوزات الجهل والجريمة ومراكز الباسيج المناهضة للشعب من بين الأهداف التي يهاجمها أبطال معاقل الانتفاضة يوميًا. ويتم الآن كتابة شعار “الموت للديكتاتور” وغيره من الشعارات التي تشير إلى عدم شرعية النظام الحاكم على جدران المدن بكثرة. كما يتم الآن تمزيق أو إحراق صور ولافتات المجرم الجلاد الهالك قاسم سليماني وخامنئي في كل زقاق وحي. وهذه هي الممارسات التي يعتبرها الملالي إخلالًا بأمن النظام الفاشي، ويرى نظام حكم الملالي من وجهة نظره ضرورة اعتقال منفذيها ومعاقبتهم.
لهذه الأسباب، كلما اقتربنا من الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر الدموية والنارية، كلما بذل الملالي الحاكمون المزيد من الجهود للحيلولة دون اندلاع أي انتفاضة أخرى.
واتضح في قصة وفاة شجريان، الفنان الشعبي الإيراني الشهير، أن أي تجمع شعبي، سرعان ما يتحول إلى حركة مناهضة لنظام الحكم لأي سبب وفي أي مناسبة. ففي الليلة الأولى لوفاة شجريان، عندما كان جسده لا يزال في المستشفى، هتف المحتشدون أمام مستشفى “جم” بملء فيهم “الموت للديكتاتور”، فضلًا عن تكريم هذا الفنان الوطني الشعبي العظيم والاحتفاء به. ومن المؤكد أن ترديد مثل هذه الشعارات يدق ناقوس خطر الموت للحكام وزعزعة أمن نظام الملالي.