الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الإخفاق الشامل سمة من سمات فترة الإطاحة بنظام الحكم

انضموا إلى الحركة العالمية

الإخفاق الشامل سمة من سمات فترة الإطاحة بنظام الحكم

 

الإخفاق الشامل سمة من سمات فترة الإطاحة بنظام الحكم

 

 

الإخفاق الشامل سمة من سمات فترة الإطاحة بنظام الحكم – إن سمة فترة الإطاحة بنظام الحكم في إيران المتمثلة في انخراط عمال النفط الإيرانيين في دائرة الاحتجاج والإضراب لعلامة على التغيير الجاد في إيران. وبغض النظر عن طبيعة الإضراب وديمومته، فإن ثقل إضراب عمال النفط والطاقة خطير بالنسبة لنظام حكم غارق في أزمات حادة لدرجة أنه حاول استخدام جميع عملائه للحيلولة دون استمرار هذا الإضراب، نظرًا لأن النفط والبتروكيماويات هما مصدر الحياة للديكتاتورية. وما يجعل هذا الإضراب أكثر أهمية الآن هو الإخفاق الشامل الذي يجتاح نظام الحكم.

 

صحراء قاحلة للإنتاج وبحر من السيولة النقدية

إن الوضع في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي يتحرك ويتغير بقوة وبسرعة كبيرة ضد نظام ولاية الفقيه. حتى أن روحاني الذي يتسم بالوقاحة اللامحدودة والأكثر هيمنة في قلب الحقائق رأسًا على عقب ويظهر بمظهر رجل بطنه جائع ووجهه مدهون، كلما يتحدث في الآونة الأخيرة، يتحدث عن الظروف الصعبة للغاية ويصفها بأنها أصعب من الحرب.

 

ويقول في تبريره للمعاناة الشديدة للمواطنين في ظل الضغوط الاقتصادية الساحقة: “لابد أن يكون هناك وفيات ومصابين في ساحة المعركة، والمعركة لها خصائصها الخاصة”. والجدير بالذكر أن الاختناق والجمود الاقتصادي لحكومة روحاني وصل إلى درجة أنه تم الإعلان عن أن الحكومة وإدارة التخطيط والميزانية ليسوا معنيين بوضع ميزانية البلاد بعد، وعلى عكس كل عام، لم يقدما مشروع الميزانية لمجلس شورى الملالي. ولخص قاليباف الوضع الاقتصادي في عبارة قصيرة واحدة، قائلًا: “صحراء قاحلة للإنتاج وبحر من السيولة النقدية”.

 

المجتمع على وشك الانفجار

والجدير بالذكر أن الفقر أخلّ بهيكل المجتمع الإيراني من الناحية الاجتماعية، بمعنى أن الطبقة المتوسطة قد اختفت وسقطت تحت خط الفقر. وبموجب اعتراف روحاني شخصيًا، فإن 60 مليون شخص يستحقون تلقي إعانات، وأن المجتمع على وشك الانفجار. حيث أننا نشهد هذه الأيام إضرابًا مستمرًا ومتزايدًا للعمال، ولاسيما العمال في صناعة النفط، ولم يتمكن النظام من احتواء هذا الإضراب المتواصل، على الرغم من لجوءه إلى التهديد والوعيد باستخدام كافة أساليب سياسة العصا والجزرة.

 

ويخشى نظام الملالي ما يخشاه من ألا يمتد هذا الإضراب إلى مصافي تكرير النفط ومختلف قطاعات صناعة النفط فحسب، بل يخشى أن يمتد إلى القطاعات العمالية الأخرى وطبقات المجتمع الأخرى أيضًا.

 

وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة “شرق” الحكومية، إذ كتبت: “يجب الاستماع إلى 18 مليون عامل. فإذا لم يستمع المسؤولون إلى صوت احتجاج العمال أو ينسبونه إلى تحريضات من الخارج ومن الأعداء، فإنهم سوف يواجهون تمزقات أكثر تكلفة”.

 

حرب المصالح

على ما يبدو أن مجلس الشورى المنكمش أصبح بذاته أحد مراكز الأزمة، حيث تصاعدت الحرب بينه وبين حكومة روحاني، فضلًا عن أنه يشهد بداخله حروب وصراعات حادة. فعلى سبيل المثال، بعد أن رفض هذا المجلس وزير الصناعة والتعدين والتجارة الذي اقترحه روحاني، استدعى ستة وزراء من حكومة روحاني. وهناك حديث عن محاكمة بعض الوزراء السابقين والحاليين وحتى عن استجواب روحاني شخصيًا.

 

فيما تصاعد الصراع داخل هذا المجلس أيضًا بين ميرسليم وقاليباف. فبعد إصرار ميرسليم على متابعة مقاضاة قاليباف بتهمة الفساد وتقاضي الرشوة، رفع قاليباف دعوى قضائية ضد ميرسليم بتهمة التشهير. ووجه مدير العلاقات العامة بالمجلس المذكور رسالة للسلطة القضائية، جاء فيها: “نأمل ألا يكون هناك مماطلة في الإجراءات القانونية هذه المرة”.

 

لبنان ساحة لهزيمة أخرى

إذا نظرنا إلى ما حدث بعد الانفجار المروع في لبنان. نجد أن من يشكّون في أن العاصفة التي أعقبت الانفجار وترمي إلى الإطاحة بالهيمنة الشريرة لحزب الشيطان اللبناني، القوة الرئيسية بالوكالة للولي الفقيه، وأن الإطاحة بنظام الملالي في نهاية المطاف تسير على قدم الوساق؛ هم قلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات في العراق وسوريا أيضًا تسير على حساب نظام الملالي، كما أن العقوبات الأمريكية المتزايدة والإجماع في الرأي الذي يتشكل في المنطقة والعالم ضد هذا النظام الفاشي زاد من تضييق نافذة التنفس السياسي لنظام الملالي مثل تنفسه الصعداء اقتصاديًا. 

 

وباء كورونا يجتاح رئتي النظام الحاكم أيضًا

والجدير بالذكر أن تفشي وباء كورونا هو ما يضاعف هذه الأزمات الشاملة. ولا يزال الولي الفقيه يحاول استغلال وباء كورونا وأجواء الحزن والإحباط التي ترافق تساقط ضحايا وباء كورونا مثل تساقط أوراق الشجر في فصل الخريف؛ من أجل أن يشل المجتمع ويعرقل اندلاع الانتفاضة. ولهذا السبب يصر على إقامة مراسم العزاء في محرم مهما كان الثمن. وهو ثمنٌ باهظ بإفراط ومروع تقشعر له الأبدان، ولكن هل سيستطيع الولي الفقيه أن ينجو من موجة الموت المحققة هذه؟

ويبدو أنه رغم كل هذه الجهود إلا أن وباء كورونا يجتاح رئتي النظام الحاكم ونافذة التنفس تنغلق.

 

تحذيرات عديمة الفائدة

في مثل هذه الأجواء تبدأ تحذيرات خبراء الحكومة، في مثل هذه الأجواء وفي مثل هذا الوضع تستمر الدعاية والحرب النفسية ضد مجاهدي خلق، من ناحية، وتتصاعد التحذيرات من الأخطار التي يطلقها العناصر ووسائل الإعلام الحكومية من الظروف المتفجرة، من ناحية أخرى. بيد أن أولئك الذين يطلقون التحذيرات يعربون بشكل عام عن إحباطهم من إيجاد أي حل. فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة “سياست” المنتمية لزمرة خامنئي في 13 أغسطس 2020، معترفةً بعدم وجود أي حل في الهيكل الاقتصادي الحالي لتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب وتهدئة المناخ المتفجر: “إذا رفعت كل العقوبات الاقتصادية والسياسية على إيران صباح الغد، فلن يحدث أي تغيير وانفتاح في اقتصاد البلاد وحياة الناس مرة أخرى”.

 

وبناءً عليه، ليس هناك أي شيء آخر من شأنه أن يصنع المعجزات للديكتاتورية الآيلة للسقوط. فقد أثبت التاريخ أن السقوط الحتمي هو المصير الوحيد المتوقع في مثل هذا الوضع.