الإرهاب وجه آخر للقمع الداخلي وعامل بقاء نظام ولاية الفقيه
هدى مرشدي*
أربعون عامًا وحكومة ولاية الفقيه في إيران أبقت نفسها ظاهريًا على قيد الحياة من خلال اتباعها
سياسات التمسك والتسلق على الأدوات غير المشروعة.
وفي هذه الأعوام كان ومازال الإرهاب مثل القمع موجبًا لبقاء دكتاتورية ولاية الفقيه. ونظام الملالي
المتخلف كان فاقدا للقدرة التاريخية والسياسية والاجتماعية للإجابة على حاجات المجتمع الإيراني.
وتركزت أسس حكمه على ركيزتين القمع في الداخل وتصدير الرجعية والإرهاب للخارج.
الحرسي الإرهابي قاسم سليماني في فبراير ٢٠١٤ قال: “لا توجد دولة سوى إيران قادرة على قيادة
العالم الإسلامي”.
والنظام من خلال هذا الاستدلال والنظرية استمر في أعمال قوات حرسه المجرمة وصناعة المليشيات
مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
والملالي أنفقوا كل ما استطاعوا انفاقه من جيوب الأمة الإيرانية من أجل حماية بشار الأسد وشكلوا
مليشيات زينبيون وفاطميون تحت اسم الدفاع عن الحرم وقتلوا الشعب السوري الأعزل وانتهكوا كل
خصوصياته.
وقاموا بتقوية الحوثيين في اليمن وكما أعلنت وكالة أنباء فرانس برس في تقريرها: إرسال النفط
شهريا من إيران لمليشيات الحوثي يعادل ٣٠ مليون دولار. وفي هذا الصدد قالت لجنة خبراء الأمم
المتحدة في تقريرها النهائي في عام ٢٠١٨: “نجحت في الكشف والتعرف على عدد من الشركات
الصغيرة في اليمن وخارج اليمن التي كانت تعمل كشركات تغطية” وكانت تستخدم وثائق كاذبة من
أجل إخفاء عمليات نقل النفط.
هذا النظام قام بتقوية حزب الشيطان اللبناني أيضا في جميع الصعد بحيث أن حسن نصر الله متزعم
مليشات حزب الله اعترف بحصول الحزب على السلاح والصواريخ من طهران وقال:
“أقولها بكل بساطة وشفافية، منذ أعوام وجميع إمكاناتنا من حبة الدواء حتى الصاروخ كانت يتم تأمينه
من قبل الجمهورية الإسلامية ولو لم تكن لما كنا نستطيع تأمين ذلك”.
هذه التصريحات تظهر بوضوح الدور المخرب للنظام الإيراني وتورطه في الإرهاب والإخلال بالأمن
والاستقرار في الدول الأخرى. ووفقا لهذا الأساس بالضبط فإن إطلاق واختبار الصواريخ البالستية
العسكرية وتهديد دول الجوار وتصدير تكنولوجيا الصواريخ لحزب الشيطان في لبنان والحوثيين في
اليمن أو الحشد العراقي واكتشاف حمولات الصواريخ في المياه الدولية تثبت صحة ما ذكر أعلاه.
وفي هذا الخصوص قال منسق مجموعة العمل من أجل ايران في وزارة الخارجية الأمريكية في ١٧
ديسمبر ٢٠١٨: حكومة الملالي صرفت الايرادات النفطية الإيرانية وأيضا الأموال التي حصلت عليها من
اوباما بعد الاتفاق النووي على حماية الأسد في سورية والمليشيات في العراق والحوثيين في اليمن
بدلا من إنفاقها على مصلحة الشعب الإيراني.
تصدير الإرهاب من قبل النظام الإيراني لا يتوقف فقط على دول الجوار والشرق الأوسط بلد قطع
حدودا أبعد ليتوسع لدول امريكا اللاتينية وحتى أوروبا. وحول هذا الموضوع صرح مايك بومبيو وزير
الخارجية الأمريكي في مقابلة له مع سكاي نيوز:
“النظام الإيراني يسعى للتأثير بآثار مدمرة على الشعب الفنزويلي وبقية أنحاء امريكا اللاتينية. وحزب
الله يقوم بتأمين قسم من نشاطاته عن طريق تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية”.
الحقيقة هي أن فنزويلا كانت خلال الأعوام الماضية جزءا من البلاد التي سعى النظام الإيراني عن
طريقها التحايل على العقوبات وللوصول لهذا الهدف قام بصرف تكاليف ضخمة فيها بهدف إيجاد
الموقع والداعم في هذا البلد ودخل في مثل هذه المشاريع:
● تأسيس ١٨ معملا للألبان في هذا البلد
● تأسيس معامل توليد الحبيبات وصناعة البلاستيك من أجل فنزويلا.
● تخصيص ٥ حتى ١٠ مليون دولار من قبل البنك المركزي الإيراني- الفنزويلي من أجل مشروع بناء
معامل الأدوية.
● كل هذه المصاريف كانت لهدف واحد في الأعوام الأخيرة وهو: تحضير اليورانيوم.
مواجهة عقوبات الأمم المتحدة وقراراتها ضد الأنشطة المدمرة والتهديدية لهذا النظام في مجال
الصواريخ والأسلحة النووية.
وفي هذا الصدد يتحدث تحقيق استمر لـ ١٢ شهرا قام به فريق من خبراء المواد النووية الحساسة في
امريكا بأن النظلام الإيراني سعى منذ عام ٢٠٠٩ بإجراء غير قانوني لتحضير اليورانيوم من أجل التقدم
في مشروعه النووي المخفي.
وهذا النظام قام بالعمل المذكور أعلاه عن طريق عمل غير قانوني آخر تحت اسم “مساعدة البرنامج
النووي الفنزويلي”.
والحقيقة هي أنه بنظرة للمشهد الدولي والدور المخرب للنظام الإيراني من خلال تصدير الإرهاب
والأصولية وأيضا تدخلاته المميتة في دول المنطقة والعالم يمكن أن تدلنا من جهة على المسبب
الرئيسي للموت والحرب وإراقة الدماء في العالم اليوم ومن جهة أخرى يبين دور المقاومة العظيمة
التي واجهت بشكل شجاع وتصميم هذا النظام وعقد العزم في خطها الأساسي على فضحه في
الأربعين عاما الماضية.
من فضح الإرهاب والأهداف النووية لهذا النظام حتى تدخلاته الخطيرة والمميتة في المنطقة والعالم
التي كانت تسعى لايجاد التوترات في المنطقة من أجل الحفاظ على بقائه المشين.
وقد تم الإعلان للعدو والصديق عن عدد من المطالب الأساسية ومواقف هذه المقاومة في الأيام
الماضية بشكل واضح وفي ظل البديل الأساسي لهذا النظام في باريس وبولندا وألمانيا من قبل
السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وهذه المطالب هي:
● وضع جميع قوات الحرس ووزارة مخابرات الملالي على قوائم الإرهاب الخاصة بوزارة الخارجية
الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
● طرد مرتزقة المخابرات وقوات القدس الإرهابية من أمريكا واوروبا.
● طرد نظام الملالي اللامشروع من الأمم المتحدة والاعتراف رسميا بممثلية المقاومة العادلة للشعب
الإيراني.
● طرد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وقواتها بشكل قاطع من سورية والعراق واليمن ولبنان
وافغانستان.
وفي نفس الوقت تؤكد المقاومة الإيرانية على حفط الوعي والثبات أمام الأطماع التوسعية لهذا
النظام وتؤكد على طرد ومعاقبة هذا النظام في جميع المؤسسات والمحافل الدولية وصرحت إيران لا
يمثلها هذا النظام بل مقاومتها وشعبها.
ايران الحرة والمحبة للسلام التي تواجه الوجه العدواني و الناشر للحروب الذي عرضه الملالي عن إيران.
*كاتبة إيرانية