الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الإيرانيون يزدادون فقرًا، إنجازات رئيسي بعد 100 يوم من حكمه

انضموا إلى الحركة العالمية

الإيرانيون يزدادون فقرًا، إنجازات رئيسي بعد 100 يوم من حكمه

الإيرانيون يزدادون فقرًا، إنجازات رئيسي بعد 100 يوم من حكمه

الإيرانيون يزدادون فقرًا، إنجازات رئيسي بعد 100 يوم من حكمه

وعد إبراهيم رئيسي وحكومته الشعب الإيراني بأن ظروفهم المعيشية ستتغير في وقت قريب للغاية بعد توليه منصب الرئيس. ولكن الآن وبعد فترة، لم يتوقف الأمر على عدم حدوث تحسن في الظروف فحسب، بل أصبحت أسوأ وأضيف عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر.

ولا نستند هنا إلى مجرد تكهنات أو ماشابه، وإنما نتحدث من واقع إحصائيات مسؤولي النظام. وبحسب مركز إحصاءات النظام، في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، بلغت الزيادة في أسعار المواد الغذائية والمشروبات في البلاد خلال الـ 12 شهرًا التي سبقت شهر نوفمبر/ تشرين الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (التضخم السنوي) 61.4 بالمائة، وهو رقم قياسي جديد بالنسبة لتضخم الغذاء.

هذا التضخم وهذا الرقم يشبهان إلى حد كبير “التضخم الفائق” الذي تجاوز حدود التضخم الطبيعي. إن تجاوز سعر صرف الدولار لـ 28 ألف تومان يعني إنذارًا للنظام، وإن لم يسمع عنه فسيكون له عواقب اجتماعية وخيمة.

تشير تقارير مركز الإحصاء الإيراني إلى أن معدل التضخم في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بلغ 45 بالمائة. تظهر هذه الأرقام تضخمًا رهيبًا على الأوراق. لكن الجزء الأكثر إثارة للخوف من هذه الظاهرة محسوس في الحياة اليومية لملايين الناس، وخاصة في المناطق الحضرية.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، كتبت صحيفة مستقل الحكومية اليومية ” التكلفة العالية جدًا للطعام، والإيجارات الفلكية، وتكاليف السفر، والأرقام الكبيرة للرعاية الصحية، وما إلى ذلك، وضعت الطبقة الوسطى في خضمّ قرار صعب للغاية”.

يُظهر فحص مخطط الأسعار لعناصر محددة بالمقارنة مع اتجاه التغييرات بالحدود المرغوب بها، تحذيرات شديدة وحالة حرجة للغاية للأسعار.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بلغ متوسط السعر حوالي 79٪ من الأصناف المختارة بما في ذلك الأرز الإيراني من الدرجة الأولى، والأرز الأجنبي من الدرجة الأولى، والدجاج الآلي، والحليب المبستر، والزبادي المبستر، والجبن الإيراني المبستر، والبيض الآلي، والزبدة المبسترة، والزيت السائل، والموز، والتفاح، والبرتقال، والخيار، والبطاطس، والفاصوليا، والعدس، والسكر، والشاي المستورد تتجاوز النطاق السعري الحرج.

الوضع الاقتصادي مروّع للغاية لدرجة أن الحكومة مجبرة على الاعتراف بوجود ظروف “غير حرجة” في الإحصاءات الرسمية والحكومية.

كان من أهم وعود حكومة رئيسي، معالجة المشاكل الاقتصادية للضعفاء على الفور، لكن الزيادة اليومية في الأسعار خلال المائة يوم من عهد هذه الحكومة لا تظهر أي آفاق واضحة لتحسين أوضاع الفقراء.

وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، كتبت صحيفة اعتماد الحكومية اليومية “الآن بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى 4200 تومان، ترتفع الأسعار بشكل كبير، وحتى مع الزيادة في الدعم المباشر، فسيظل الفقراء هم من يشكّلون الخط الأول من الضعف.”

في الوضع الحالي، تعتبر ظروف الفقراء والفئات الضعيفة اقتصاديًا حرجة للغاية لدرجة أن جودة الطعام لم تعد مهمة بالنسبة لهم، وهم يحاولون فقط الحصول على قطعة خبز وعدم الموت من الجوع.

يشير هذا الوضع إلى أن العديد من الطبقات قد تجاوزت خط الفقر، بل تجاوزت خط الفقر المطلق ووصلت إلى خط البقاء، فهم يحاولون يوميًا عدم الموت جوعاً.

جذور هذا الوضع واضحة للغاية حتى بالنسبة للعديد من الشخصيات الحكومية والخبراء. الفساد المؤسسي والهيكلي بحيث يصبح كل مشروع اقتصادي، مهما بلغ حجمه ونوعه في هذا النظام، مكانًا ومصدرًا للبحث عن الريع ونهب الأموال من قبل عناصر الحكومة الفاسدين.

وبحسب تصريحات النائب محسن زنكنه، “تم ضخّ ما يصل إلى 55 مليار دولار بقيمة 4200 تومان في البلاد”، لكن النتيجة لم تكن تخفيض الأسعار، بل ماحدث هو مجرد خلق للعديد من حالات البحث عن الريع و جو من الفساد الاقتصادي.

وفي 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقًا لصحيفة اقتصاد أونلاين، أضاف زنكنة: “تم استخدام سعر الصرف 4200 تومان للدولار الواحد لتوريد سبعة أصناف تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار” و “منذ بداية عام 2021 وحتى الآن، أنفقت الحكومة السابقة وكذلك الحكومة الثالثة عشرة مبلغ إجمالي قيمته 8 مليار دولار للحصول على ما مجموعه 7 سلع بسعر صرف 4200 تومان للدولار الواحد”. (

لو كانت هذه الأموال قد تم إنفاقها على شراء المواد الأساسية التي يحتاجها الناس، وتم توزيعها في السوق بحيث تتناسب أسعارها مع سعر صرف الدولار بقيمة 4200 تومان، لكان وضع الأسعار مختلفًا الآن بشكل كبير. لكن الفساد الحكومي لم يكن ليسمح بحدوث مثل هذا الشيء.

وفي يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، وجّهت صحيفة اقتصاد دنيا الحكومية تحذيرات شديدة للنظام، حيث كتبت في أحد مقالاتها: “يجب ألا يغيب عن البال أنه لا توجد معجزات في الاقتصاد والمشاكل الهيكلية التي عانى منها الاقتصاد الإيراني منذ أكثر من خمسة عقود في السنوات الأخيرة بسبب التوترات والصعوبات الدولية، أصبحت أعراضها وتأثيراتها على معيشة الأمة أسوأ بكثير، ولن تتحسن بشكل كبير مع أي إجراء فوري “.