الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الانتخابات الرئاسية في إيران: وعود جوفاء من مرشحي الرئاسة – مقالة رأي

انضموا إلى الحركة العالمية

الانتخابات الرئاسية في إيران: وعود جوفاء من مرشحي الرئاسة

الانتخابات الرئاسية في إيران: وعود جوفاء من مرشحي الرئاسة – مقالة رأي

الانتخابات الرئاسية في إيران: وعود جوفاء من مرشحي الرئاسة- في حين أنه لا يعتقد جميع الإيرانيين فحسب، بل جميع النقاد السياسيين في العالم أيضًا، أن الانتخابات الرئاسية في إيران، المقرر إجراؤها في 18 يونيو/ حزيران، ليست أكثر من مجرد مسرحية، فكل شيء محدد سلفًا، حتى أن بعض الفصائل وقادة النظام، مثل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أعلنوا أنهم لن يشاركوا في هذه المسرحية.

الكلمات والوعود الجوفاء من الأشخاص السبعة الذين اجتازوا مرشح مجلس صيانة الدستور لجعل المهزلة أكثر إثارة وتشويق وجذب لانتباه الناس للانتخابات، هو أمر سخيف للغاية، لدرجة أن المواطنين في إيران يأخذونها على أنها مجرد مزحة.

إن الوعود التي قطعها هؤلاء الناس غير واقعية وكاذبة لدرجة أنه إذا كان هناك من لا يعرف هؤلاء الناس ومهاراتهم في الأداء، فقد ينخدع بمثل هذه الخطابات والأحاديث اللطيفة.

لكن الحقيقة هي أن السبعة جميعًا كانوا جزءًا من نفس النظام الفاسد والقمعي، والآن يتقاسمون اللوم عن الحالة المعيشية المروعة والبائسة التي يعيشها الناس في إيران.

كان لهؤلاء المرشحين دور فعّال في كون أكثر من 80٪ من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وخلق انهيار اقتصادي أجبر أكثر من 35٪ من سكان المدن على الانتقال إلى الضواحي، نظراً لعدم القدرة على دفع الإيجارات، والآن يعيشون في الأكواخ التي لا يتوفر بها حتى الحد الأدنى من المرافق اللازمة لعائلة.

هؤلاء المرشحون هم جزء من نفس النظام الذي كان سبباً فى حدوث نسب عالية من التضخم، لدرجة أن العديد من السكان لم يتمكنوا من تذوق اللحوم والفاكهة لفترة طويلة، بل وصل الأمر إلى بيع أعضائهم الجسدية مثل الكلى والقرنيات وحتى قلوبهم حتى تتمكن أسرهم من العيش. النظام فاسد للغاية لدرجة أن الشباب الإيراني، بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، يضطرون إلى البحث داخل صناديق القمامة بحثًا عن الطعام والملابس، أو أصبحوا باعة متجولين يبيعون العلكة والسجائر ويلمعون الأحذية … لتغطية نفقاتهم.

هذا هو النظام الذي أصبح بيع الأطفال فيه بسبب الفقر أمراً مألوفاً.

في الآونة الأخيرة، ارتفع سعر الخبز، وهو المصدر الأساسي للغذاء، مرة أخرى بنسبة 50٪، مما أجبر الكثيرين على دفع ثمن مشترياتهم بالتقسيط.

الوضع سيء للغاية لدرجة أن المرشحين بدلاً من تقديم برامج وخطط اقتصادية رئيسية مهمة للبلاد يقدمون وعودًا فارغة تهدف إلى جذب هذه الشريحة الرئيسية المحرومة من السكان للتصويت.

لكن نظرة سريعة على خلفية هؤلاء المرشحين السبعة الانتخابات الرئاسية في إيران تظهر طبيعتهم الحقيقية.

على سبيل المثال، كان إبراهيم رئيسي، الذي من المرجح أن يكون الفائز في هذه المسرحية، نائباً للمدعي العام وهو يصدر أحكامًا بالإعدام على المعارضين لسنوات عديدة. كما كان أحد أعضاء لجنة الموت المسؤولة عن مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها الآلاف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، معظمهم من الشباب دون سن 25 عامًا. وفي تسجيل صوتي مسرب، قال آية الله محمد حسين منتظري، خليفة الخميني، لرئيسي أن “التاريخ سوف يذكركم كمجرمين بسبب عمليات القتل والجرائم هذه”. (بالطبع، بسبب معارضته لعمليات الإعدام هذه، تم طرد منتظري بعد فترة وجيزة من قبل الخميني).

وبعد ذلك، واصل رئيسي دوره في قمع الناس ونهب ممتلكاتهم لسنوات عديدة بألقاب مختلفة مثل رئيس الروضة الرضوية (أستان قدس رضوى) في محافظة خرسان وأخيراً كرئيس للسلطة القضائية. جرائم رئيسي واضحة لدرجة أنه قبل 4 سنوات، خلال السباق الرئاسي، قال له حسن روحاني في إحدى خطاباته الانتخابية في مدينة همدان: “خلال هذه السنوات، لم تفعل شيئًا للناس سوى إصدار أحكام بالإعدام والسجن“.

لكن رئيسي، الذي يبدو أنه يعتقد أن الناس قد نسوا هذه الحقائق، يعد الآن بحرية التعبير والشفافية والصدق مع الناس، وبينما لا يعرف شيئًا عن الاقتصاد، وفي وضع تجاوز فيه التضخم الآن 50٪ والطبقة الوسطى تم القضاء عليها، وعودًا بنسبة تضخم من رقم واحد في السنة الأولى.

أو محسن رضائي الذي كان أحد حراس الخميني الشخصيين في بداية الثورة وعينه الخميني قائداً لقوات حرس نظام الملالي عام 1981 وعمل في هذا المنصب لمدة 16 عاماً، مشاركاً في قمع الشعب الإيراني خاصة في محافظة كردستان. وخلال السنوات الثماني من الحرب ضد العراق، استخدم تكتيكات الهجوم بالموجات البشرية وإرسال أطفال المدارس كجنود يمكن التخلص منهم لتطهير حقول الألغام، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الشباب الإيرانيين في الحرب.

بعد الحرب العراقية الإيرانية، عيّنه خامنئي أمينًا لمجمع تشخيص مصلحة النظام. لأكثر من عقدين من الزمن، شارك في جميع القرارات الهامة والآن، يعد بدفع 450.000 تومان شهريًا إلى أربعين مليونًا من ذوي الدخل المنخفض.

وعده جعل الناس يضحكون! لأن النظام في الوقت الحاضر غير قادر حتى على دفع الرواتب الشهرية لموظفيه، ولجمع الأموال لميزانيته الحالية، فإنه يلجأ إلى خداع الناس بطرق مختلفة، مثل جرهم إلى البورصة ثم تخفيض قيمة الأسهم أو تأسيس بنوك ومؤسسات مالية وهمية مثل كاسبين والإيرانيين وأفضل توس أرمان وحدت …. وهذه مجرد أمثلة من هذه المؤسسات الوهمية. بعد اجتذاب رؤوس الأموال لهذه المؤسسات الوهمية، أعلنت معظمها الإفلاس، وتسببت عمليًا في خسارة أموال الناس ومكاسب حياتهم.

وكان الآلاف ممن فقدوا استثماراتهم ينظمون تجمعات ومظاهرات يومية وأسبوعية للمطالبة بإعادة أموالهم والمحاسبة على مدار العامين الماضيين.

محسن رضائي الذي كان أحد المذنبين الرئيسيين في قمع الإيرانيين، يعد الآن بإزالة الرقابة والقيود المفروضة على الإنترنت!

وشأن باقي المرشحين السبعة هو شأن هذين الاثنين، حيث إنهم يملكون جميعاً نفس أوراق الاعتماد الفاسدة. لهذا أعلنت غالبية الشعب الإيراني أنها لن تشارك في هذه الانتخابات.عبر الوقفات الاحتجاجية وحملات وسائل التواصل الاجتماعي، لدى الشعب الإيراني رسالة فريدة واحدة، “لن نصوت بعد الآن!” و “تصويتنا هو إسقاط النظام”. الوضع حرج للغاية لدرجة أن العديد من المحللين يعتقدون أن هذه ستكون على الأرجح آخر مايمكن أن نسميه انتخابات في إيران.هذا الفهم تردده سلطات النظام، بما في ذلك أحمدي نجاد، الذي حذر في خطاباته من حدوث تغيير مثل الذي حدث عام 1979.