الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي نظام الملالي تسلط الضوء على الأزمة السياسية في إيران

انضموا إلى الحركة العالمية

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي نظام الملالي تسلط الضوء على الأزمة السياسية في إيران-

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي نظام الملالي تسلط الضوء على الأزمة السياسية في إيران

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي  نظام الملالي تسلط الضوء على الأزمة السياسية في إيران- تم تسجيل الحدث من البداية إلى النهاية، وسرعان ما انتشرت الأخبار داخل إيران وخارجها.

في يوم الأحد 23 أكتوبر/ تشرين الأول، كان الجنرال عابدين خرم، القائد السابق لقوات حرس نظام الملالي، على وشك أن يبدأ خطابه بصفته الحاكم الجديد لمحافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية، بينما صعد رجل آخر إلى المنصة وصفعه على وجهه.

الشجار بين المعتدى عليه و المعتدى عليه

تم فك الشجار بين المعتدى و المعتدى عليه بسرعة من قبل قوات الأمن والمنظمين الذين رافقوا الأخير من المنصة. تم تسجيل الحدث من بدايته إلى نهايته، وسرعان ما انتشرت الأخبار في داخل إيران وخارجها.

على عكس التعليقات التي أدلى بها عابدين خرم ونقلتها وسائل الإعلام الحكومية، لم تكن هذه هي المشكلة الأولى من نوعها بين الطرفين. حيث ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن المعتدي هو المقدم جعفر علي زاده، من قوات حرس نظام الملالي، وهو عضو في فيلق الشورى التابع لقوات الحرس، الذي كان عابدين خرم قائدًا له.

كان علي زاده في قوات غرب تبريز قبل أن يتولى خرم رئاستها، وفقًا لمجموعة التليغرام  كان الجنرال عابدين خرم قد قام في وقت سابق بإذلال علي زاده، من خلال إطلاق النار عليه وإهانته أمام مرؤوسيه ثم استبداله بملازم مجنّد حديثًا. ووفقًا للتقارير، أقسم علي زاده، الذي كان يشغل رتبة مقدم في قوات حرس نظام الملالي أن يرد على تلك الإهانة، وها هو قد فعلها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي  نظام الملالي -جنرال محقر في قوات حرس نظام الملالي

كان عابدين خرم من الأنصار المتحمسين للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بحسب مجموعة التلغرام ” بهار نيوز”، التي يديرها مكتب أحمدي نجاد. تم اختطافه واحتجازه من قبل داعش في سوريا وطلبوا فدية قدرها 57 مليون دولار للإفراج عنه. وحكم مجلس الأمن القومي الأعلى للنظام بعدم المبادلة، لكن أحمدي نجاد تدخل شخصياً وعرض دفع الفدية. وعندما حاول وزير خارجية النظام تسليم الشيك لأمير قطر، رفض الأخير قبوله، زاعمًا أنه ساعده كبادرة طيبة.

بعد ذلك الحدث، كتب المقدم جعفر علي زاده ، أحد ضباط قوات حرس نظام الملالي، خطابًا مفتوحًا، يصف نفسه بأنه “جنرال متواضع في قوات حرس النظام”، وأن من دواعي سروره توجيه تلك الصفعة على وجه عابدين خرم “المنافق الأسود”. كما إدّعى أنه على استعداد لأن يُحاكم علنًا لإثبات الحقائق عن سبب اعتباره لخرم خائنًا بينما يستشهد بالمرشد الأعلى.

أصبحت الصفعة أحد أشهر الأحداث في جميع أنحاء إيران

أصبحت الصفعة أحد أشهر الأحداث على الساحة السياسية الإيرانية بأكملها. وأصدرت قوات حرس نظام الملالي بيانًا أدانته ووقفوا في صف عابدين خرم، كما طالب القضاء بالتعامل مع المعتدي ومنع مثل هذه “الوقائع المؤسفة”.

في تقرير صادر عن صحيفة “أفتاب يزد” الحكومية، قالت ليريزا شريفي يزدي، عالمة الاجتماع والأستاذة الجامعية “”لقد انخفض مستوى ثقة الجمهور في المسؤولين والمديرين في البلاد بشكل كبير على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، كما زادت حالة الغضب العام.” وفي عامي 2017 و 2019، تجلى هذا الغضب في شكل عنف وأعمال شغب، وكذلك رفض المشاركة في الانتخابات والترحيب بمثل هذه الأحداث، مما يدل على حالة من الغضب العام “.

التوترات المتصاعدة بين مسؤولي  نظام الملالي الاعتداء على عابدين خرم نتيجة لفساده

بينما يدّعي المسؤولون السابقون في قوات حرس نظام الملالي أنهم موالون للمرشد الأعلى ويتهمون بعضهم البعض بالنفاق – وهو مصطلح يستخدمه مسؤولو الدولة لوصف عدوهم اللدود، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية – قام علي زاده علانية بإهانة عابدين خرم بسبب فساده رغم معرفته أنه سيذهب إلى المحكمة. لم يكن يخشى التعرض للمقاضاة لأنه اختار مهاجمة المحافظ، الذي تربطه علاقات وثيقة بالإدارة. كان يدرك جيدًا كيف يمكنه استغلال السخط العام ضد قوات حرس نظام الملالي والإدارة لكي يتجنب الأذى.

تمزقت أعصاب ومعنويات قوات حرس نظام الملالي في السنوات الأخيرة نتيجة الاضطرابات الشعبية والعقوبات المفروضة من الحكومة الأمريكية. إن ووسائل الإعلام الحكومية محقة في تحذيراتها من التداعيات الاجتماعية. لقد سئم الإيرانيون من البنية التحتية الفاسدة والسلطوية التي تساعد على بقاء الملالي في السلطة. إن الواقع في شوارع إيران، جنبًا إلى جنب مع الأزمات السياسية التي تمر بها البلاد، لم يترك للمرشد الأعلى أي خيار سوى القضاء على العديد من الزملاء السابقين الذين اعتادوا الاختلاف على القرارات الاستراتيجية.