«الثورة الإیرانیة المقبلة قادمة»
«الثورة الإیرانیة المقبلة قادمة» – على الرغم من کافة محاولات أجهزة دعایة النظام علی صعید الرقابة والتستّر علی الحقائق الداخلیة وتلفیق الحیل والأكاذيب، فإنّ واقع المجتمع الإيراني لم يعد خافیاً عن أعین العالم، وبات الجمیع یدرك أنّ الحاجة إلى تغيير الحکم في إیران ضرورية للغایة ولا مناص منها.
وقد تطرّقت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في عددها الأخير إلی هذه الحقیقة وکتبت: «التغيير قادم، ويجب على واشنطن دعم سياسة تغيير النظام في إيران».
استمرت سياسة الاسترضاء والمساومة مع النظام من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة قرابة أربعة عقود. خلال هذه الفترة الطويلة، أنفق نظام الملالي مليارات الدولارات المنهوبة من أصول الشعب الإیراني وخیراته علی سیاسة التماشي مع الدول الغربية من أجل تمدید عمر النظام.
ولكن في هذه الأثناء، لم یتوقف المجتمع الإيراني والمقاومة الإیرانیة النابعة من صمیم هذا المجتمع، عن النضال من أجل تغيير نظام ولایة الفقیه الإجرامي والإطاحة به.
ولم یستطع استشهاد أكثر من 120.000 شهيد واعتقال مئات الآلاف من السجناء وتعذیبهم، وعملیات التهجیر والتشرید والتفجیر والإرهاب الهمجي والقتل والمجازر المتسلسلة، ثني إرادة الشعب والمقاومة أو إقصائهما عن الساحة.
دقَّت انتفاضتا يناير 2017 ونوفمبر 2019 ناقوس الإطاحة بالنظام برمته، وأخبرتا المجتمع الدولي بأنّ النظام الحاکم في إیران هو نظام معادٍ للإنسانیة وللوطن ویبنغي القضاء علیه بأسرع وقت ممکن.
وقد ثبت هذا الأمر للجمیع حتی في قضیة کورونا؛ فرغم أن تفشي فيروس کورنا ثمّ تحوله إلی جائحة عالمیة، قد أبعد الأنظار عن نظام الملالي لفترة وجیزة، إلی أنه قد کشف حقیقة النظام الإجرامیة أکثر من قبل وأظهر للعالم بأسره أنّ النظام الحاکم في طهران قد نشر الفیروس في أکثر من 27 دولة في المنطقة وحول العالم بسياساته المعادية للشعب وبتکتّمه الممنهج علی الحقائق والمعلومات المتعلّقة بالفیروس.
وفي خضم الحرب العالمیة ضد جائحة کورونا، واصل خامنئي مشاریعه التوسّعیة والتدخل في شؤون دول المنطقة وصناعة الصواريخ وتطویر المشروع النووي، ولم یقدّم أیة مساعدات للناس في حين أنهم يحترقون بالآلاف في أتون كورونا، بل على العكس من ذلك، عمل علی إصابة أعداد کبیرة من المواطنین بالوباء وزجّ الحشود إلی مذبحة الموت بکورونا انطلاقاً من سياساته الإجرامیة المناهضة للشعب.
في تقريرها المعنون بـ «الثورة الإيرانية المقبلة»، ناقشت الصحیفة الأمریکیة آنفة الذکر، سبب ضرورة تغيير النظام في إيران بما یلي:
«لن تتحوّل الجمهورية الإسلامية إلی دولة مسؤولة في المنطقة أبداً. في إيران، لن تسمح الجمهورية الإسلامية للقوى والتیارات المختلفة بالمنافسة السياسية الحقيقية، ولن يتمّ تشكيل معارضة منظمة في البلاد. لن تتخلى هذه الحكومة عن طموحاتها النووية ولن تضفي الشرعية على المصالح الأمريكية في المنطقة. لن یتخلّی الثوار عن ثورتهم أبداً.
يجب على واشنطن أن تحدّد تلك القوى الواعدة وأن تسمح لها بأن تقرّر بنفسها. في جميع الاحتجاجات التي شهدتها السنوات الأخيرة في إيران، لم يحتجّ الشعب على الولايات المتحدة قطّ. بل هتف العديد من المتظاهرين بـ: “أوباما أوباما، أنت معنا أو معهم” خلال احتجاجات عام 2009.
قد يجادل بعض النقاد بأنّ الدعم الأمريكي العلني لتغيير النظام في إيران سوف يدمّر كل الآمال المعقودة علی التفاوض للحدّ من برنامج إيران النووي. تستند هذه النظریة الخاطئة إلى فكرة مفادها إمكانية عقد صفقة أسلحة ذات مصداقية مع النظام الإيراني. بينما لا يوجد شيء من هذا القبيل».
