الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

العظماء الفنانون- تلفیق الکذبة وتصدیقها

انضموا إلى الحركة العالمية

العظماء الفنانون- تلفیق الکذبة وتصدیقها

العظماء الفنانون- تلفیق الکذبة وتصدیقها

العظماء الفنانون- تلفیق الکذبة وتصدیقها- آخر خطاب للولي الفقیه حول “بركات وهبات” الحرب العراقیة الإیرانیة المناهضة للوطن، یعکس في الحقيقة حکایة مثل فارسي قديم بما معناه: «یلفق الکذبة ویصدقها، يا له من فنان عظیم».

على هذا الأساس، ظهرت مهنة جديدة في ديكتاتورية ولایة الفقیه تسمى “الإهداء المتسلسل لباقات الورد”، والتي تقوم على واقع يسمى “المأزق” وغياب “السياسات الاستراتيجية” داخل نظام الملالي.

أبعاد كراهية الشعب واستیائه من الحرب المناهضة للوطن التي حاول نظام الملالي، طوال العقود الماضية، تغطیة فشلها الذریع وتشویه الحقائق المروعة الناجمة عنها عبر حملات دعاية مضللة وسلسلة من الأكاذيب والحیل، قد تضاعفت الیوم بفضل عملیات الکشف والإفشاء التي قامت بها المقاومة الإيرانية والتي نشّطت الذاكرة التاريخية لشعبنا.

حرب کان من الممكن تجنبها لو لا عناد خميني الذي سعی إلی تحقيق هدفين شریرین في ظلها: الأول، قمع القوى الديمقراطية ومنع النمو والانتشار الاجتماعي لمجاهدي خلق. والثاني، تأسیس الاتحاد الإسلامي وإنشاء خلافة إسلامية من خلال دول الجوار عبر  استراتيجية كبرى تتمثل في تشکیل “إمبراطورية الملالي”.

في 17 أبريل 1979، أطلق خمیني جميع العلامات والإشارات الدالة علی الرغبة في بدء الحرب، وكان يبحث فقط عن فرصة مواتیة لخوضها. وقد وصف في كلمة ألقاها أمام قادة الحرس ، مشروع إقامة الاتحاد الإسلامي أو الخلاقة الإسلامیة على النحو التالي:

«لدينا أصحاب مناصب جيدة في العراق، يشغلون مناصب دینیة صحيحة. لینقلبوا هؤلاء. يجب أن يثوروا ضده (صدام حسین) ویقوموا بأسلمة بلادهم وحكومتهم، يجب أن تكون القواعد إسلامية أیضاً».

من المؤكد أن كل شخص واعٍ ونبیه يرى الیوم خداع وشعوذة خامنئي ویسمع قوله: «لقد حصلنا على بشائر من الحرب، وأحرزنا تقدماً»، سيدرك حقيقة السياسات التخريبية والشريرة للنظام علی صعید احتلال الدول وتصدير الإرهاب وصنع قنبلة ذرية وتطویر المشاريع الصاروخیة.

لكن عندما يتعلق الأمر بالرفاهية والتطور والازدهار الاقتصادي أو جوهر الحرية في إيران الموبوءة بالملالي، فإن الشواهد والبيانات علی أرض الواقع تعبر عن واقع آخر. الواقع هو أنه في أعقاب الحرب العراقیة الإیرانیة، لم یدمر نظام الملالي سبع محافظات مع أكثر من ألف ملیار دولار من أصول البلاد ومواردها فحسب، بل إنه أودی بحیاة ما يقارب مليون شخص أو ترکهم في عاهات مستدیمة.

لا يزال من الممكن رؤية هذه الحقيقة في العديد من المناطق المتضررة بعد ثلاثة عقود من اندلاع الحرب الخيانية. من محافظة خوزستان المتعطشة للمياه والمفتقرة للكهرباء مع بنية تحتية مدمرة إلى الهجرة القسرية لملايين المواطنين، وبالتالي الإخلال بالتوازن الاجتماعي والعرقي والثقافي للبلاد.

يكفينا أن نلقي نظرة خاطفة على المدن والمناطق المحروقة والمدمرة في إیران لفهم أبعاد دجل ووهم حاكم متعطش للدماء والحرب.

إذا كانت الحرب “نعمة” لخميني وخامنئي، فإنها الفقر والبؤس والبطالة والرکود الاقتصادي وقمع الحریات بالنسبة للشعب الإيراني. إذا كانت الحرب “هبة” للولي الفقیه، فإنها نقمة جلبها نظام الملالي إلی الشعب الإیراني من أجل الحفاظ على سلطته.

في ظل هذه الحرب الخیانیة، أرسل نظام الملالي الأطفال أفواجاً أفواجاً إلى حقول الألغام وعمّر المقابر بجثثهم الطاهرة.

في ظل هذه الحرب المنحوسة، سلّمت الحكومة السجناء السياسيين وسجناء الرأي والمجاهدين والمناضلین إلى “فرق الموت” التي عذبتهم وأعدمتهم وأقامت لهم أكثر من 120 مقبرة جماعية في مناطق متفرقة من إيران.

في ظل هذه الحرب الجائرة، أطفأ النظام آخر منارة للحرية وأدمی المجتمع بقمع دموي لم یسبق له مثیل.

لم تنس الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني هذه الحقائق. خميني اللعين هو الذي أصر على استمرار الحرب حتى آخر منزل وآخر لبنة بينما كان السلام متاحاً أمام الطرفین، وبذلك بدّد مصالحنا الوطنية من أجل احتکار السلطة المطلقة.

في ذلك الخضم، كانت هناك معارضة وطنية، بقیادة السيد رجوي، أكدت على الصلح والسلام وحسن الجوار في ظل الحفاظ على المصالح الوطنية حتى آخر لبنة.

مبادرة السلام التي اقترحها المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة واعترافات قادة النظام، منهم الحرسي شمخاني، بعدم قیام أي حركة أو جماعة بالدعوة إلی إنهاء الحرب في اليوم التالي لتحرير خرمشهر سوی حرکة مجاهدي خلق، من شأنها أن تكون رداً مفحماً على أولئك الذين یحاولون متعمدین ربط جهود ونضال مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني لتحقيق الديمقراطية والحرية باستمرار الحرب المناهضة للوطن والشعب.

الحدیث هنا عن مبادرة سلام اقترحها المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة بقیادة الأمم المتحدة تقوم علی “وقف إطلاق النار والاحترام الكامل للسيادة والاستقلال الوطني والحفاظ علی وحدة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر وحسن الجوار وحماية الحدود من الاعتداء”، وقد وقع الجانب العراقي علی الخطة وتم التأكيد عليها دولياً على نطاق واسع من قبل الأحزاب والشخصيات وبعض الحكومات، لکن خمیني ضرب جهود الوساطة عرض الحائط.

علی حد تعبیر السيد رجوي: «لم ینتفض في وجه الحرب الجائرة التي خدمت بقاء الاستبداد الديني، سوی المقاومة الإيرانیة التي قامت بمنتهی الوطنية والدفاع عن المصالح الوطنية بحماية أرواح وممتلكات الشعب الإيراني، وفي سبیل ذلك تحملت العديد من الوصمات والإهانات إلی أن أخمد جيش التحرير الوطني أتون الحرب الخمينية».

هذا هو جوهر العرق الوطني والقومي لمجاهدي خلق، الذي يتم الآن محاولات تشويهه بكم هائل من الدعاية المتعمدة التي تطلقها معارضة المقاومة الإيرانية وخاصة فلول نظام الشاه المقبور بالإضافة إلی الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ونظام الملالي.

لذا لا بد من صقل مضمون وجوهر هذه الخطوة الوطنية بقدر الإمكان، وإعادة تکرارها على مسامع الجيل الشاب المتعطش للحرية والباحث عن الحقيقة.