الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الفقر والجوع وجمع القمامة في ظل نظام الملالي الکهنوتي

انضموا إلى الحركة العالمية

الفقر والجوع وجمع القمامة في ظل نظام الملالي الکهنوتي

الفقر والجوع وجمع القمامة في ظل نظام الملالي الکهنوتي

الفقر والجوع وجمع القمامة في ظل نظام الملالي الکهنوتي
 

 

کاتب:عبدالرحمن كوركي مهابادي

 

الفقر والجوع وجمع القمامة في ظل نظام الملالي الکهنوتي – مأساة أطفال القمامة تتزايد في ظل نظام الملالي
نظرة سريعة على حالة الفقر في إيران وآفاق انتفاضة جیش الجیاع

عمّم نظام الملالي الفقر والحرمان على الشعب الإيراني برمته من خلال نهب الثروات الوطنية وتدمير اقتصاد البلاد، حيث يعيش الیوم معظم الشعب في حالة من الفقر المدقع وسط الانقسامات الطبقية المستشریة في البلاد.

 

أدت سياسات نظام ولایة الفقیه المناهضة للشعب، إلى زيادة كبيرة في التكلفة المعيشة وفي تفريغ موائد الشعب لدرجة أن الجوع وسوء التغذیة يهددان صحة العديد من الناس في إیران حالیاً. هذا وتعدّ ظاهرة “جمع القمامة” المنتشرة في المدن الإيرانية من أهم تبعات الفقر.

 

وقد كتبت صحيفة “آفتاب يزد” الحكومية في العاشر من مایو 2020، في مقال لها بعنوان “نحن نشهد کورونا ارتفاع الأسعار”: «في الآونة الأخيرة، شهدنا کورونا ارتفاع الأسعار في المجال الاقتصادي علاوة علی فیروس کورونا» في إشارة إلى سياسة روحاني التي سمحت للوسطاء الحکومیین بإدارة اقتصاد البلاد.

 

في هذا السیاق، كتبت صحيفة “آرمان” الحکومیة في 10 مایو 2020 مشیرةً إلی نمو التضخم تبعاً لارتفاع الأسعار: «تشهد الأسواق المختلفة نمواً سريعاً في الأسعار».

 

وقال تقرير موقع “همشهري أونلاين” حول ارتفاع أسعار الحبوب وتأثيرها على سلة معيشة الناس: «واجهت العديد من السلع الأساسية للناس الكثير من تقلبات الأسعار» (10 مایو 2020).

 

من جانبها، تحدّثت صحيفة “كيهان” الناطقة باسم خامنئي، في 10 مایو 2020، عن ارتفاع الأسعار وارتفاع التضخم الجامحین وکتبت: «يبدو أن ارتفاع الأسعار لن يهدأ».

 

الفقراء الذين لا يرون أي نافذة ولا أمل في توفير سبل عيشهم في خضم ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة والجوع وتفشّي فیروس کورونا، هم من یشکّلون جيش الجياع الذي یخاف الناهبون الحکومیون من انتفاضته.

 

الفقراء والمحرومون الذین یحتاج 63 مليون شخص منهم إلى الإعانة الحکومیة الضئیلة البالغة 50 ألف تومان (ما یعادل ثلاثة إلى أربعة دولارات) والتي لا تغطي نفقات العائلة لیوم واحد وفقاً لاعترافات خبیر حکومي.

 

وقد اعترف مسؤول حکومي یُدعی “محمد رضا محبوب فر” بحقیقة أنه «تمّ الإعلان عن خط الفقر في مايو 2019 بثمانية ملايين تومان، ولكن للأسف اليوم، یقترب خط الفقر لأسرة مكونة من أربعة أفراد من حاجز 9 ملايين تومان مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي» (موقع رکنا، 8 مایو 2020).

 

وضع الأطفال في إيران في ظل حكم الملالي

یعیش أطفال القمامة وضعاً مأساویاً ومؤلماً یصفه الخبراء الحكوميون ووسائل الإعلام بعبارات وعناوين مثل: «البحث عن القمامة عبودية جديدة، أطفال القمامة، المشردون الذين يقاتلون في الشوارع من أجل البقاء، والأطفال الذین یرمون مستقبلهم في حاویات النفایة بحثاً عن لقمة خبز».

 

في طهران مثلاً، یوجد حوالي 15000 ممن يجمعون القمامة، بینهم 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، 40 في المائة منهم هم المعيلون الوحیدون للأسرة.

 

هذه الظاهرة مثيرة للاشمئزاز لدرجة دفعت حتی التلفزيون الرسمي للنظام إلی التحدّث عنها في اعتراف صادم له حول وضع الأطفال العاملين، حیث نقل عن مسؤول حکومي قوله إن «العديد من هؤلاء الأطفال ممن ترونهم في الشوارع هم معيلو الأسرة، أي الأطفال الذين يجب عليهم العمل، الأطفال الذين يكون والدهم معاقاً بالفعل أو عاجزاً عن العمل أو مدمناً. أستطيع القول إن أكثر من 80-90 في المائة من أطفالنا العاملين هم معيلو الأسرة». (القناة الثانیة لتلفزیون النظام، 16 مایو 2020).

 

في هذا السیاق، كتبت صحيفة “إیران” الحكومیة في 26 فبرایر 2019 في وصف حالة أطفال القمامة:

 

«عملية جمع القمامة خطيرة بشكل عام، لكن الجزء الأكثر بؤساً في هذه العملیة هو حياة هؤلاء الأطفال. حیث يعيشون حول المرائب والحفر داخل الأکواخ والمقصورات الملوثة والتي تعاني من وضع صحي سيء للغاية.

 

لا تحتوي العديد من هذه الحفر على مرحاض، ونادراً ما يمكنك العثور على حمام.. معظم هؤلاء الأطفال أميّون ولم یمرّوا بتجربة دراسیة. معظم هذه الحفر والمرائب تقع في الأراضي الزراعية والأفران، وهي بعيدة جداً عن المدن».

 

یشکّل نقص الفيتامينات، نقص الحديد، التهابات الجلد والأذن، سوء التغذية الحاد، وأمراض مثل التهاب الكبد A والإيدز، جزء من الأمراض التي یصاب بها أطفال القمامة.

 

في هذا الخضم، تعدّ الفتيات العاملات بشکل عام واللواتي یعملن في جمع القمامة بشکل خاص، أكثر عرضة للمخاطر والأمراض من الفتيان.

 

یوجد من بين الأطفال العاملين، أطفال تتراوح أعمارهم بین 12 و14 عاماً يعيشون في أنقاض مصنوعة من القمامة. يقضي هؤلاء الأطفال ما لا يقلّ عن 5 إلى 10 ساعات أو أکثر في العمل.

 

لکن مأساة أطفال القمامة لا تنتهي عند هذا الحد، بل لها وجه آخر أشدّ بؤساً وأکثر حزازة في النفس، یتمثّل في المافيات الحكومية التي تستولي علی عرق جبین هولاء الأطفال وتستنزف طاقاتهم ودمائهم دون رحمة.

 

یصبح هذا الأمر أكثر بؤساً عندما نعلم أن كل شخص یجمع القمامة يجمع ما يصل إلى 150 كيلوغراماً من القمامة في اليوم الواحد، لكن حصته من هذه التجارة الضخمة تبلغ 18 في المائة فقط، بینما یحصل أطفال القمامة علی 6 في المائة فقط من الأرباح.

 

لقد أدّت الصعوبات الاقتصادية إلی انضمام الأسر والأطفال الإيرانيين إلى دورة جمع القمامة. هؤلاء الأطفال وأسرهم فقراء لدرجة أنهم اضطروا لجمع القمامة حتی خلال أزمة كورونا.

 

ملخص التقرير

في وضع يضطر فیه أطفال القمامة إلى البحث عن قوتهم وقوت أسرهم داخل حاویات القمامة، یتم إنشاء المدارس الفاخرة بتکلفة باهظة ورسوم دراسیة ضخمة في الأحياء الحكومية حیث الطبقة الأرستقراطیة، لکي یتعلم فیها أبناء الملالي والمسؤولین، ویحصلوا علی شهادة الدبلوم ومن ثم یقصدون الجامعات الأوروبية والأمريكية بأفضل المرافق المعيشية لتکملة تعلیمهم.

 

إن وجود أطفال القمامة وأطفال العمل هو مظهر واضح للانقسام الطبقي الفادح في المجتمع، تتمتع فيه أقلية محدودة بأعلى مستويات المعيشة الراقیة، بینما يقع أطفال الطبقة المحرومة والکادحة -بصفتهم أطفال القمامة- ضحیة للمافیا الحکومیة.

 

الحقیقة أن عمل الأطفال العاملين والذین یجمعون القمامة ما هو إلا استمرار لدورة استغلال قادة النظام وعملائه للفقراء الذين يضطرهم الفقر المدقع إلى إرسال أطفالهم إلى الشوارع وورش فصل النفایات بحثاً عن القمامة.

 

أطفال کتب لهم الشقاء والشظف وضنك العیش داخل دورة الاستغلال هذه کما هو الحال بالنسبة لآبائهم الفقراء، وفقدوا طفولتهم وأملهم في المستقبل.

 

استنتاج

الحقيقة هي أن النظام الديكتاتوري الحاکم في إيران لا يزال يواصل تدخلاته في شؤون الدول من خلال تمویل المیلیشیات الإرهابية. ولا يزال يحتجز الشعب الإيراني في سجن کبیر بمساحة إیران علی أمل أن ینجو بنفسه من عذاب فیروس کورونا وتبعاته.

 

لكن كما قال قائد المقاومة الإیرانیة، “مسعود رجوي”: «لن ينجو نظام ولایة الفقیه هذه المرة. الآن يعيش الكثير من الناس على فتات الخبز والماء فقط. یا جیش الجیاع إلى الأمام للعصیان والانتفاضة. سوف يثور برکان الغضب الشعبي».

 

نعم، هي نار الانتفاضة التي ظلت تستعر تحت رماد النظام، وهو جيش الجياع الذي سیُرغم نظام الملالي -المناهض لإيران وللإنسانیة- وإله الفقر والجوع في إيران علی الرکوع.

النهاية