الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الفیلم الوثائقي لقناة تاب جنل الألبانية بشأن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

انضموا إلى الحركة العالمية

الفیلم الوثائقي لقناة تاب جنل الألبانية بشأن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

الفیلم الوثائقي لقناة تاب جنل الألبانية بشأن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

الفیلم الوثائقي لقناة تاب جنل الألبانية بشأن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
 

 

 

 

الفیلم الوثائقي لقناة تاب جنل الألبانية بشأن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية – استعرضت قناة تاب جنل الألبانية تقريرًا مفصلًا عن أشرف 3 مقر مجاهدي خلق في ألبانيا وتاريخ منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وفيما يلي نص التقرير:

إنه يوم شتاء بارد من يناير. حیاة مجاهدي خلق البالغ عددهم 2500 في أشرف الثالث بالقرب من مدینة دوريس باسم مانزهادئة. إنها تقریباً مثل الحلم لأنه لم يكن هناك الكثير من الأيام الهادئة في الماضي. هؤلاء الناس هم الشهود الحقيقيون لمواجهات صعبة دامت50 عاماً.
 

https://imagear.mojahedin.org/Attachments/?id=91e409f1-9f53-4cb9-9e70-92d9f7d58857

 

هما جابري: ولكن نظراً لوجود قانون لا یسمح لأحد بالصراخ تحت التعذیب، فقد قاموا بضرب يديّ بالكابل حتى تدفّق الدم من أظافري ولم تعد يداي تشعر بشيء بعد ذلک.

محمود معیري: کانوا یقتلون الأشخاص وهم یدخلون إلی المعسكر حتى دخلوا المبنى. وأطلقوا النار مباشرة علی الرؤوس من مسافة قریبة ثم قتلوا 52 شخصاً من السكان.

أکبر صارمي: کانت أمنيتي الأكبر بعد وصولي إلى إيران هي أن يرى الشعب الإيراني السعادة والحرية بأعینه.
بسبب قمع النظام الإيراني مرّت منظمة مجاهدي خلق بتجارب مروّعة. ونحن نريد أن نستعرض ذلك في هذا الفیلم الوثائقي الخاص.

ندخل بکامیرانا معسكر أشرف تحت حماية مشدّدة بینما یدور في أذهاننا سؤال هو: كيف يتمّ الولوج إلى عالم أحد أعضاء مجاهدي خلق؟ كيف يعيش هؤلاء الناس؟ ماذا يفعلون داخل هذا المدينة؟

المبنی المهیب الذي شیّدوه عند المدخل هو أول ما يلفت انتباهنا. النصر لنا، الغد لنا. بهذه الكلمات یستقبلون زوّار المدينة. تشير أبعاد المبنی وموقعه عند مدخل المدينة إلى أنّ هؤلاء الناس فخورون بهدفهم ولم يفقدوا الأمل. بالسیر داخل هذه البلدة الصغيرة التي مضی 3 سنوات علی تشییدها، ستختبرون تاريخهم بسرعة فائقة. تمّ تخصیص المحطّة التالية لشهداء المنظمة وهم كثيرون. نتوقّف هنا ونعود بالزمان قلیلاً إلی الوراء.

على مرّ التاريخ، قامت العديد من الجماعات السياسية والدينية في البلدان الإسلامية بتسمية نفسها بـ “المجاهدين”. وقاتلوا إما للتخلّص من المحتلّين الأجانب أو للتخلّص من الأنظمة القمعية. أولئك الذين قدموا إلى ألبانيا هم منظمة مجاهدي خلق الإیرانیة التي تأسست في 6 سبتمبر 1965 علی ید ثلاثة شبان تخرّجوا من جامعة طهران، وعارضوا التطرف الإسلامي في مخططهم السياسي. وكان لديهم مفهوم ديمقراطي حديث ومتسامح عن الإسلام. وفي الوقت نفسه كانوا یحملون أفکاراً يسارية دون أن یکونوا ماركسيين.

في ذلك الوقت كانت في إيران حكومة ملكية یقودها شاه إيران بالقوة المطلقة وقمع أي معارضة سياسية. في عام 1971 شنّت شرطة الشاه السرية (السافاک) هجمات مباغتة علی مجاهدي خلق اعتقلت إثرها جميع قادتهم. بعد بضعة أشهر، تم إعدام مؤسسي المنظمة الثلاثة بالإضافة إلی إثنين آخرین من القادة. منذ ذلك الحين، تمّت قیادة نضالهم بصفتهم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بواسطة القيادي الوحید المتبقّي أي مسعود رجوي.

في سبعينيات القرن العشرين واصلت منظمة مجاهدي خلق نضالها بقوة في إیران من أجل الإطاحة بالشاه.

وفي عام 1979 جلبت تغييراً كبيراً لإيران. فقد أطاحت الثورة الوطنية العامة بالنظام الملكي. وقد عملت منظمة مجاهدي خلق الكثير للإطاحة بالشاه باعتبارها واحدة من جماعات المعارضة الرئيسية في البلاد. غادر الشاه إيران في 16 يناير 1979 باعتباره آخر ملوك إيران، وكانت هناك آمال كبيرة لإقامة الديمقراطية في إيران.

کامیار ایزد پناه: عدتُ إلى بلدي إیران مع حدوث الثورة، وكنت أحمل رؤية منفتحة بالنسبة للثورة. اعتقدت أن کل شيء سیتغير، وستتحقق كل تطلعاتي بشأن تحقیق الديمقراطية والحرية وحرية التعبير في المجتمع. کنت أتصور هکذا وضع في أحلامي.

خلقت ثورة 1979 ظروفاً سياسيةً غامضة في إيران في الأشهر القليلة الأولى. عشرات الفصائل كانت تعمل في البلاد.

کامیار ایزد پناه: كان هناك العديد من المجموعات في ذلك الوقت مثل الماركسيين ومجاهدي خلق والجماعات الدينية. حسب ما أتذكر كان هناك حوالي 80 مجموعة سياسية تعمل في إيران.

كانت ديكتاتورية الشاه دیكتاتورية سياسية معتدلة تمیل إلی الغرب مقارنة بالأنظمة الدينية. كان الناس يسعون تلقائياً لحکومة روحانية قريبة من الإسلام. كانت هوية الأمة تعتمد بشدة على المعتقدات الدينية. لهذا السبب عاد خميني إلى إيران في 1 فبراير 1979 وتمّ الترحیب به ترحیباً مجلّلاً.

عبر استفتاء قرّر خمیني إنشاء جمهورية إسلامية في إیران، وعُیّن هو زعيمها السياسي والديني لمدى الحياة. وبهذا تحوّلت إيران مرة أخرى إلی حکومة دیكتاتورية أشدّ بكثير من نظیرتها السابقة.

 

مهدي براعي: أطاح الشعب بنظام الشاه حتى يتمكّنوا من استعادة السيادة الشعبية وإرساء الحرية والديمقراطية في المجتمع. لكن نظام خميني الذي تولّى السلطة في ذلك الوقت أنشأ حکومة ولاية الفقيه الفاشية بدلاً من إرساء الحرية في المجتمع.
 

خاضت منظمة مجاهدي خلق الانتخابات، لكنها کانت خاضعة للسيطرة وبالتالي لم يُسمح لأي حزب معارض بدخول المجلس.

مهدي براعي: لقد خضنا (مجاهدي خلق) الانتخابات، لكن النظام لم يسمح لنا بدخول البرلمان. لم يسمح لنا ولا لأي قوة شعبية أخری بدخول البرلمان.

بدأت الاعتقالات والإعدامات العلنية والتعذيب وسجن المعارضين السياسيين على الفور.

کامیار ایزد پناه: في ذلك الوقت کشف النظام عن وجهه الحقيقي بواسطة ممارساته الوحشية. كنت أسمع كل يوم أخباراً عمّا كان يحدث في إيران وكيف تُنفّذ مضايقات النظام على نطاق واسع.

في غضون عامين، قام النظام الإسلامي الجديد بسجن أكثر من 1000 عضو من مجاهدي خلق وأعدم الكثير منهم. ناضلت منظمة مجاهدي خلق آنذاك لإحداث تلك الثورة ولكن بعد الثورة سُلبت السلطة من قبل المتطرّفين الإسلاميين.

مهدي براعي: لكن خميني سرق ثورة الشعب الإيراني، ولهذا السبب يعتبر أكبر لص للثورة.

تتزامن هذه الأيام من شهر يناير عندما قمنا بزيارة أشرف الثالث في مانز في مدينة دوريس، مع الذكرى السنوية الأربعين للثورة الإسلامية في إيران.

لقد مرت سنوات عديدة، ولم يستسلم مجاهدو خلق، رغم أنهم دفعوا الغالي والنفيس خلال العقود الأربعة الماضية. حيث قُتل 120000 من المواطنين. هؤلاء تنقلوا من مكان إقامتهم أربع مرات، وانتشروا في جميع أنحاء العالم.

وبمجرد أن دخلنا المدينة أُعجبنا بشدة بالنظافة والانضباط والهدوء. فكل شيء مرتب ونظيف. وهذه زهرة التوليب الأحمر التي ترمز للحرية ودماء الشهداء. ويوجد في المدينة مطبخ كبير يقدم الطعام يوميًا إلى 2500 شخص. ويعد الطهاة الإيرانيون الطعام التقليدي من خبز وأرز ومشويات. وتوجد عيادة طبية كاملة في المدينة لا ينقصها شيء. ولديهم عيادة أسنان يديرها أطباء إيرانيون.

وعندما تتجول في شوارع المدينة لا تصادفك أي وجوه حزينة وقلقة، بل ترى أناس مفعمين بالحيوية والنشاط وكلهم حماس وتفاؤل. كما يوجد بالمدينة صالة ألعاب رياضية حديثة. حيث أن المحافظة على اللياقة البدنية تحظى بأهمية خاصة لدى مجاهدي خلق. ولم يأتي اهتمامهم باللياقة البدنية من فراغ لأنهم مقاتلون من أجل الحرية. وبنظرة عامة على مدينة أشرف الثالث تجد أن الرجال يركضون للحفاظ على لياقتهم البدنية. ويوجد متجر أيضًا في هذا المعسكر. وقد فوجئنا برؤية البائعين الذين يعملون في الغرف ويقبل السكان بكثرة على الشراء منهم. ويتم تنظيف الشوارع داخل المدينة بواسطة السيارات وليس الأفراد. وفي الوقت نفسه، يقوم أعضاء مجاهدي خلق ببناء مباني جديدة بأنفسهم.

ساحة زهرة التوليب الأحمر في أشرف3

 

ويقول مسؤولو المدينة إنه لا يوجد أحد في المدينة عاطل عن العمل. فكل عضو من الـ 2500 فرد له مهام محددة. وتنقسم المدينة إلى أقسام مختلفة. بدءًا من الصحافة حتى الصيانة والخدمات اللوجستية والغذائية والخدمات الطبية والإدارة والتعمير والإنتاج الموسيقي ومركز للإنترنت وأقسام أخرى. والواضح كالشمس في الأمر هو أن مجاهدي خلق ليسوا لاجئين في هذه المدينة وأنهم لم يأتوا هنا بدافع الخوف. بل إنهم يعملون في هذه المدينة ويناضلون ضد النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران، عن بعد.

ولفت نظرنا في وسط المعسكر مبنى ذو فناء كبير. هو متحف للآلام والمعاناة. متحف تتبلور فيه معاناة وآلام الشعب الإيراني على مدى أكثر من قرن من الزمان. يتم فيه عرض الأحداث التاريخية بالصور ومقاطع الفيديو. وتمت فيها محاكاة ما يحدث في زنازين السجون الإيرانية المرعبة من تعذيب للسجناء. والتقينا ببعض أعضاء مجاهدي خلق الذين تعرضوا للتعذيب الجسدي. ونقلوا على وجه التحديد شهادات مروعة صادمة لبرنامج ” توب ستوري”. ومن أجل فهم هذه الشهادات بشكل أفضل، يجب أن نكون في الوقت نفسه على دراية بما حدث بعد الثورة الإسلامية.

متحف

 

ففي عام 1981 أيضًا، أي بعد عامين من الثورة، نظمت المعارضة الإيرانية سلسلة من المظاهرات ملأت جميع شوارع طهران. وكانت منظمة مجاهدي خلق آنذاك في طور النمو والانتشار. وفي هذه المظاهرات دعا نصف مليون شخص إلى الديمقراطية والانتخابات الحرة وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان. ولم تكن هذه المظاهرات عنيفة ولم يستخدم فيها المتظاهرون أي نوع من الأسلحة، إلا أن الولي الفقيه، خميني لجأ إلى البربرية لقمع هذه المظاهرات.

مهدي براعي: ولكن بعد سنة من يونيو 1981 فصاعدا، بدأت بالفعل حملة قمع بربرية، وتم الزج بالمعتقلين في السجون وإعدامهم فورًا بدون محاكمة تلبية لأوامر خميني. وفي الحقيقة كان هدفه الرئيسي هو إبادة مجاهدي خلق إبادة جماعية لدرجة أنه أعدم 120ألف مواطن إيراني شريف من أعضاء مجاهدي خلق.

 

والتقينا بإحدى الضحايا اللائي تم اعتقالهن خلال مظاهرات عام 1981. واسم هذه المواطنة الشريفة “هما جابري”، وكانت آنذاك فتاة في عمر الـ 18. وخرجت من منزلها لتنضم لصفوف المتظاهرين للمطالبة بالحرية المسلوبة من بلادها المجيدة. وتم اعتقالها وزج بها في السجون لأكثر من 5 سنوات بدون محاكمة. ووصفت لبرنامج “توب ستوري” السلوك اللاإنساني الذي تحملته في السجون.

وتقول هما جابري: لقد تم اعتقال عدد كبير أثناء هذه المظاهرة، وتم إلقاء القبض عليّ أيضًا. وبعد ذلك، ساقوا بعض أصدقائي في نفس الليلة للإعدام، بدون ذكر أسماء.

وكانت سعيدة الحظ، حيث أنها لم تُعدم في ذلك اليوم. ولم يكن هدف الديكتاتورية قتل الشباب فحسب، بل كان هدفها هو تحطيم مقاومتهم ومعنوياتهم. وظلت هما جابري في السجن لمدة 9 أشهر. ثم نقلوها إلى غرفة تُدعى المحكمة، حيث حُكم عليها بالسجن لمدة سنة ونصف. ولكن في الواقع، أمضت 5 سنوات في السجن. وكانت المحاكمات صورية بحتة. وكانت الأوضاع في السجن سيئة للغاية ولم تمت للمعايير الإنسانية بصلة. ولم تستسلم هؤلاء الفتيات الشابات ولم يتخلين عن هدفهن. وكانت السلطات تعتقد أن وضع 28 شخصًا في زنزانة واحدة من شأنه أن يكون دافعًا لهن لمواصلة المقاومة، لذلك ارتأوا ضرورة نقلهن إلى الحبس الانفرادي.

وتقول هما جابري: كان لكل فرد في الزنزانة بطانية واحدة وملعقة واحدة وطبق واحد وكوب واحد، وحتى أنهم لم يتركوا لنا سوى ما يكفي لنرتديه من الملابس ووضعوا البقية خارج متناول اليد، وقضيت عامين في الزنزانة، حيث كان الصمت يخيم على المكان، ولا وجود للأطباء ولم يقدموا لنا سوى الحد الأدنى من الطعام.

 

 

وبعد قضاء عامين في الحبس الانفرادي دون رؤية ضوء الشمس، كانت هناك أساليب تعذيب أخرى غير إنسانية معدة للسجناء. حيث كان يوجد في هذا السجن الجديد قسمان، أحدهما يسمى بالقفص، والقسم الآخر عبارة عن وحدات سكنية. وسجن القفص اختراع إيراني يهدف إلى تحطيم معنويات معارضي نظام الملالي. وكانت هذه الأقفاص عبارة عن صناديق صغيرة يبلغ حجمها متر مكعب واحد. وكانت المسافة بين كل قفص والآخر نصف متر. وتم وضع النساء المجاهدات اللائي استمرن في المقاومة بعد عامين من الحبس الانفرادي؛ في هذه الأقفاص.

وتقول هما جابري: وتم حبسهن في تلك الأقفاص لمدة 8 أشهر، وهن في وضع الجلوس معصوبات الأعين ووجوههن مواجهة للجدار حيث يخيم الصمت المطلق. وكان الوضع لا إنساني بالمرة، لدرجة أنهن عندما كن يتناولن الطعام يتعرضن للتعذيب في حالة صدور أصوات جراء اصطدام الملعقة بالطبق، وكن يتعرضن للاعتداء عدة مرات يوميًا، إذ كان برابرة الشيطان ينهالون عليهن بالضرب المبرح، ولم يكن هناك أي أدوية على الإطلاق، وكان مسموح لهن بالاستحمام مرة واحدة شهريًا، ولم يكن هناك فرش أسنان أو أي امكانية أخرى.

وبعد قضاء أيام طويلة في القفص، تم نقل هما جابري فجأة بمعية أصدقائها إلى سجن جديد مخصص لتعذيب السجناء فقط.

وتقول هما جابري: قاموا بضرب يديّ بالكابل حتى تدفّق الدم من أظافري ولم تعد يداي تشعر بشيء بعد ذلک.

ولا يمكن أن يسمى هذا المكان بالسجن. إذ كان مركزًا للتعذيب الشديد. وكان الحارس يراقبنا باستمرار. وكانت الاتصالات محظورة تمامًا. وإذا سعلت أي فتاة ينهالون عليها بالضرب المبرح والسب. وكل شيء كان يتم بالضرب والسب. وكان الضرب بالكيبل والسوط قانونيًا، ومع ذلك، فإنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك وتجاوزوا هذا القدر من التعذيب أيضًا.

وتقول هما جابري: رأيت صديقاتي اللائي قضين 14 شهرًا في هذا السجن. وقلن لي إنهم كانوا يتعاملون معهن مثل الحيوانات. إذ إنهم كانوا يجبرونهن على تقليد أصوات الحيوانات، والسير على أربع كالحيوانات، واغتصبوا بعضهن.

ونتيجة للاحتجاجات الواسعة عام 1986، أُطلق سراح هما جابري بعد 5 سنوات من السجن. ولكن آلاف الأشخاص الآخرين لم يحالفهن الحظ. فإما أنهن قتلن أو ظللن في السجن لسنوات عديدة.

وتقول هما جابري: بعد إطلاق سراحي، حددت مسؤوليتي، وألا وهي إيصال صوت من لم يتمكنوا من إطلاق سراحهم وتم إعدامهم في السجون، ومن ظلوا في السجون، واستمر في مواصلة طريقهم من أجل الحرية، طالما حييت.

ولكل شخص في أشرف الثالث، قصة من الصمود والبطولة والمجد جديرة بالنشر. فكل بطل منهم أُعدم أحد أعضاء أسرته، وبعضهم كانوا في السجون أيضًا، والبعض الآخر نجا من الموت في ظل ظروف خطيرة في ثمانينات القرن الماضي. وشن نظام الملالي حربًا على العراق. ورحب صدام حسين بأعضاء مجاهدي خلق الذين هربوا من إيران، وسمح لهم بنقل مقرهم في العراق وإنشاء قاعدتهم في الأراضي العراقية.

ولذلك، تم تأسيس معسكر أشرف الأول. وتم تسمية المعسكر باسم معسكر أشرف تكريمًا وافتخارًا لـ “أشرف رجوي”، وهي سجينة سياسية بارزة في عهد الشاه، وزوجة زعيم مجاهدي خلق مسعود رجوي. وقتلتها قوات حرس نظام الملالي عام 1982. وتم إنشاء المعسكر بأكمله بمساعدة المتطوعين. ووفر المعسكر مقرًا لكافة أعضاء مجاهدي خلق الذين غادروا إيران هربًا من الإعدام أو السجن.

 

وشاهدة العيان التالية، هي امرأة زج بها في السجن عندما كان عمرها عامين فقط.

تقول دامونا تعاوني: اسمي دامونا. كنت في السجن عندما كان عمري عامين لأن والداي كانا يدعمان مجاهدي خلق. حيث كان والدي يمولهم.

ولم يتمكن والدها من الخروج من السجن، لكنها عادت بمعية والدتها إلى المنزل. لكن بعد مرور بضع سنوات، عندما كان عمرها 6 سنوات، أُعيدت ووالدتها إلى السجن مرة أخرى بدعوى أنهما أعضاء في منظمة مجاهدي خلق.

وقالت دامونا: حدث ذلك في الصباح الباكر وكنت أريد الذهاب إلى المسرح. فجاءوا إلى منزلنا ودفعوا الباب بقوة ودخلوا وأخذوا كل شيء، ثم ساقوني ووالدتي إلى السجن. وعندما وصلنا إلى السجن، رأيت لأول مرة زهورًا حمراء في الشارع. وقالت والدتي إن هذه الورود اكتسبت اللون الأحمر من دماء أخواتنا وإخواننا الذين قتلهم أوباش الملالي.

وكان عمرها 6 سنوات فقط، ولكنها تتذكر ما رأته في السجن: صورٌ لا يمكنها أن تنساها مدى الحياة.

وتقول: كنت أرى كل شيء بأم عيني، لأن السجناء الآخرين كانوا معصوبي العينين حتى لا يروا بعضهم البعض. رأيت ما حدث وهرعت إلى والدتي لأخبرها بما رأيته. رأيت أفرادًا أقدامهم متورمة من أثر التعذيب.

وبعد عام، عندما كان عمرها 7 سنوات، أُطلق سراح والدها. وأول إجراء اتخذه هو إرسال الأسرة خارج البلاد. وحُرمت دامونا من رؤية والدها بجانبها لفترة طويلة، حيث كان عليه العودة إلى إيران لإنقاذ أشخاص آخرين.

وتقول دامونا: لقد أرسلنا والدنا إلى خارج البلاد وعاد إلى إيران مرة أخرى لإنقاذ أشخاص آخرين، لأنه كان يعرف كيف ينجز هذه المهمة التي ألقاها على عاتقه بدافع الإنسانية والشهامة والإيثار والأخلاق الإسلامية الحقيقية. وودعنا، وأتذكر كل شيء لأنها كانت آخر مرة أراه فيها. وعندما غادر كنت أشعر أنني لن أراه مرة أخرى.

وما حدث لوالدها في إيران هو أنه تم القبض عليه وإعدامه. وعاشت دامونا ووالدتها خارج البلاد، وبعد ذلك سافرت دامونا إلى السويد. وبينما كانت تدرس وتعمل، كانت تتلقى دائمًا أخبارًا سيئة عن إيران.

وتقول دامونا: بعد الذهاب إلى السويد شاهدت لأول مرة بعض الأفلام عن إيران. تبين أنهم يقطعون أيدي اللصوص، وهذا عمل لا إنساني بالمرة. فصدمت وكنت أحاول أن أنسى ما حدث لي وأسرتي في إيران، ولكن عندما شاهدت هذا الفيلم توقف لساني عن الكلام من شدة الصدمة. وهذه هي اللحظة التي حاولت فيها أن أفعل شيئًا، وقررت الانضمام إلى مجاهدي خلق، وأن أنسى حياتي وأفعل شيئًا لشعبنا الحبيب.

وتتذكر أنها عندما كانت في سيارتها في السويد قررت الانضمام إلى مجاهدي خلق.

وتقول دامونا تعاوني: في تلك اللحظة كنت في سيارتي وأنظر إلى الخارج ورأيت رجلًا راكبًا دراجة، وعندها فكرت وقلت لنفسي : ما هو المانع في أن تتمتع بلادي بهكذا حرية التي ألمسها في هذه البلاد”.

فتاة صغيرة تعيش في السويد وتكرس حياتها للنضال من أجل إيران حره ديمقراطية، وتلتحق بالمعسكر في العراق.

وأثناء المقابلة، طلبنا منها وصف الديكتاتورية في إيران بإيجاز.

 

دامونا تعاوني: اللاإنسانية. ديكتاتورية دينية مناهضة للبشرية. وأعتقد أنها أسوأ من هتلر. إنهم لا يقتلون الناس فحسب، بل يقتلون الروح البشرية.

وأدت سنوات البربرية والإرهاب إلى ملء السجون بالسجناء السياسيين. ففي عام 1988 ارتكب الملالي الأوغاد مذبحة أخرى بعد مذبحة عام 1981. صدرت الأوامر بإعدام جميع أعضاء مجاهدي خلق في السجون. فما حدث لم يكن حربًا، بل كان إبادة جماعية بحتة.

مهدي براعي: بدأت المذبحة في السجون، وكان يتم إعدام الفرد لولا يتبرأ من المنظمة. وهذا أيضًا كتاب عن المذبحة نشرت فيه أسماء أكثر من 5000 فرد دفنوا جميعًا في مقابر جماعية دون علم أسرهم.

وتظهر هذه الصورة جثة إنسان في متحف مجاهدي خلق في مانز . وهكذا، بعد سنوات عديدة، تم اكتشاف مقابر جماعية لجثث الأعضاء المقتولين من مجاهدي خلق. مهدي براعي، مسؤول بارز في مدينة أشرف في ألبانيا. هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها في ألبانيا في قناة تلفزيونية. ويقول إن الأشخاص الذين لطخت أياديهم بالدماء في مذبحة عام 1988، أسندت إليهم المناصب الحكومية العليا في نظام الملالي.

وقال مهدي براعي:إن أولئك الذين شاركوا في ارتكاب المذبحة هم أولئك الذين ما زالوا يتولون المناصب العليا في نظام الملالي، ومن بينهم مجرم يدعى رئيسي الذي تورط في ارتكاب المذبحة ويتولى الآن منصب رئاسة السلطة القضائية في النظام الإيراني.

إن ارتكاب المذابح والزج بالمواطنين الشرفاء في السجون آنذاك أسفر عن العديد من القصص المحزنة للشعب الإيراني. وتعتبر قصة بهادر كيامرزي، عضو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من أكثر القصص المحزنة التي يمكن أن تسمعها. حيث أنه ولد في السجن ونشأ فيه.

بهادر كيامرزي: لقد ولدت في سجن إيفين في طهران عام 1983 . وكان والداي من أنصار منظمة مجاهدي خلق. وقبض نظام الملالي عليهما عام 1982 . ولهذا السبب وُلدت في سجن إيفين بطهران، ونشأت فيه حتى ربيعي الرابع.

وعلى الرغم من أنه كان طفلًا صغيرًا جدًا، إلا أنه يتذكر جيدًا أعمال التعذيب الوحشية في السجن. وهذه هي ذكريات طفل عمره 4 سنوات بدأ حياته في زنزانة السجن.

وخلال السنوات الـ 4 التي قضاها في السجن، لم يكن لديه أي وسيلة لرؤية والده. حيث كانت الزيارات العائلية داخل السجن محظورة. ثم أخرجوه من السجن وعاش مع جدته وجده.

بهادور كيامرزي: أتذكر أنني ذهبت مع جدتي ذات مرة للقاء والدي لأنني لم أراه قط من قبل. فقد أخبرتني جدتي أننا سنذهب في ذلك اليوم للقاء والدي، وكنت في غاية السعادة. وكان في قسم الزيارات في السجن ممرًا طويلًا وفي نهايته ممر ذو بوابة ووقفت وجدتي في بداية الممر وأشار أحدهم إلى ذلك الباب وقال لي والدك هناك، وبدأت أهرول نحو نهاية الممر من شدة الشوق لرؤية والدي الذي لم أره قط، وبمجرد أن وصلت عند الباب دفع أحد الحراس والدي جانبًا وأغلق الباب بقوة لدرجة أنني اصطدمت بالباب وسقطت على الأرض. وفي الحقيقة، كان هذا أول وآخر لقاء مع والدي.

وأُعدم والده في مذبحة عام 1988. ولم ير والده بعد طوال حياته. واليوم بهادر عضو من أعضاء مجاهدي خلق، ويقاتل من أجل شيء لن يحدث بعد على الإطلاق.

وكان مجاهدي خلق أكثر أمنًا خارج إيران ببناء أشرف الأول في العراق. ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا. ففي عام 2003، غزت أمريكا العراق وأطاحت بصدام حسين. وأثناء القصف، قصفت أمريكا أشرف الأول أيضًا.

دامونا معاوني: في المرة الأولى التي تعرضنا فيها لقصف الجيش الأمريكي ظننت أن الجميع قد ماتوا. وخرجت من المكان الذي كنت فيه، وبعد ذلك خرج الباقون واحدًا تلو الآخر. وحينها لم أستطع أن أصدق ما كنت أراه. كنت أعتقد أن الجميع قد ماتوا.

وآنذاك، أدرجت أمريكا منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الإرهابية.

الجنرال جيمزكانوي: ذهبت إلى العراق في عام 2004، أي بعد احتلال العراق في عام 2003. أول ما قيل لي هو أنني أواجه مجموعة إرهابية. لكنهم لم يكونوا إرهابيين على الإطلاق. لقد كانوا أشخاصًا مهنيين تجمعوا في هذا المعسكر، وكان كل ما يريدونه هو العودة إلى إيران عندما يتم تحرير بلادهم.

 

وفي الوقت نفسه، لم يكن لدى مجاهدي خلق أنفسهم أي سبب لمحاربة الجيش الأمريكي. لقد كانوا يحاربون مثلنا ضد نظام الملالي. وحصلوا على منزلة خاصة دوليًا عندما سيطرت أمريكا على العراق.

مهدي براعي: عندما كنا في العراق، كانت منزلتنا منزلة الأفراد المحميين من قبل الحكومة الأمريكية بعد الحرب. وكانت أمريكا مسؤولة عن حمايتنا حتى عام 2009.

وفي عام 2009، انسحب الجيش الأمريكي من العراق، وبالتالي أصبح معسكر مجاهدي خلق، أشرف الأول، تحت إدارة الحكومة العراقية. وكانت هذه مشكلة كبيرة لأن الحكومة العراقية الجديدة كانت خاضعة للقيادة المباشرة لنظام الملالي.

مهدي براعي: ثم بدأ قمع وقتل مجاهدي خلق تلبية لأوامر قاسم سليماني، الذي كان آنذاك قائدًا لقوة القدس في العراق، ونوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي آنذاك.

وقضى بعض أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية سنوات عديدة دون رؤية أسرهم في إيران. وكانت السلطات الإيرانية تقبض على أي شخص يأتي لزيارة ذويه في أشرف الأول بالعراق؛ بمجرد عودته إلى إيران. ولدى أكبر صارمي صورة له بجوار والديه تم التقاطها أثناء زيارتهما له في العراق. ولكن بمجرد عودتهما إلى إيران تم القبض عليهما. وتم إطلاق سراح والدته بعد فترة قصيرة، وأُعدم والده دون أن يعلم أحد.

أكبر صارمي: حشدت والدتي 20 شخصًا من أصدقائنا ومعارفنا، وكما قلت، ذهبوا للاعتصام أمام سجن إيفين وقالت: “إنهم كانوا يريدون رؤية أبي، وبعد مرور بضع ساعات، اتصلت بي والدتي، وأدركت أنهم أعدموا والدي بالفعل. وسألتها عما حدث، وبالكاد استطاعت والدتي أن تتوقف للحظة عن بكائها وقالت: ” لقد أعدم الأوباش والدك، “

والآن لم يعد هناك أي حماية لمجاهدي خلق في العراق.

وسقطوا مرة أخرى في مخالب نظام طهران. ففي البداية حاصر الجيش العراقي معسكر أشرف الأول ولم يسمح للزوار بدخول المعسكر. ثم أرادوا أن يخرجوهم من المعسكر بالإكراه. وكما تشاهدون في هذا الفيلم، تعرض مجاهدو خلق للضرب المبرح والسب وكانوا يدهسونهم بالسيارات، ويهاجمونهم بالأسلحة، مما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين.

مهدي براعي: في الواقع، خلال الفترة التي قضيناها هناك، قُتل منا حوالي 180 شخصًا وأصيب أكثر من 1400 شخص. إذ كان نظام الملالي يعتزم إبادة جميع مجاهدي خلق في العراق.

 

 

مهدي براعي

وأجبرت الحكومة العراقية مجاهدي خلق على مغادرة أشرف الأول والذهاب إلى معسكر ليبرتي. وكان هذا هو المعسكر الذي كان يتمركز فيه الجيش الأمريكي أثناء غزو العراق. وأطلق عليه مجاهدي خلق اسم ” أشرف الثاني” . لكنهم لم يكونوا في مأمن في أشرف الثاني “ليبرتي” أيضًا، حيث شن نظام الملالي هجومًا بالصواريخ على هذا المعسكر. وكانوا يطلقون الصواريخ طوال الليل، مما أسفر عن إحراق وتدمير كل شيء.

دامونا معاوني: إن عدونا الرئيسي في العراق لم يكن العراق، بل هو نظام الملالي بعينه. هذا هو النظام الديني الإيراني الذي جاء إلى العراق واستولى عليه. إذ كانوا يريدون نشر ديكتاتوريتهم الدينية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وكنا نحاول أن نطلب من الأميركيين والشعب العراقي والجميع القتال بجانبنا ومعرفة العدو الحقيقي في ذلك الوقت”.

وقال كانوي: إن ما حدث بعد أن غادرنا أشرف الأول ، في ليبرتي كان مرعبًا. فما فعله العراق بهؤلاء أمر لا يصدق. إذ كان دمويًا وغير مقبولًا”.

وفي مواجهتها لهذا الوضع المأساوي، أطلقت منظمة مجاهدي خلق حملة توعية. وطالبت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، المجتمع الدولي بإخراج مجاهدي خلق من العراق. ونجحت في كسب تأييد كل من مجلس الشيوخ الأمريكي والكونجرس الأمريكي لنقل مجاهدي خلق. واعتمد مجلس الشيوخ الأمريكي قرار الحكومة بنقل مجاهدي خلق. وأصبحت هذه مهمة الحكومة الأمريكية. وحينذاك بدأ دور ألبانيا في المشهد، وكانت واحدة من الدول القليلة التي أعلنت عن رغبتها في استضافة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وقال كانوي: لقد قامت ألبانيا بعمل شجاع للغاية في وقت لم يجرؤ فيه أحد على القيام بذلك. وطلبنا من الدول الأخرى، وحتى من وزارة الخارجية الأمريكية الوقوف بجانبنا، ولكن لم يوافق أحد. وبعد ذلك، فجأة تطوعت ألبانيا لاستضافتنا. في البداية استضافت ألبانيا بضعة مئات، وبعد ذلك استضافت الآلاف “.

أندري هايد: لقد استقبلت ألبانيا أكثر من 3000 عضو من مجاهدي خلق الذين تعرضت حياتهم للخطر من قبل نظام الملالي في المعسكرات العراقية. حيث شن نظام الملالي عدة هجمات عليهم. وهم يمثلون المعارضة الوحيدة للنظام الإيراني، على أرض الواقع.

وهذه هي أول مجموعة من أعضاء مجاهدي خلق تهبط في ريناس. وفي ألبانيا، لم يكن أحد يعلم شيئًا عن حجم جهنم التي أتوا منها.

ايلونا جبريا: إن ألبانيا دائمًا ما ترحب باستضافة الجماعات الخاصة التي تعرضت للتهديد. فمجاهدي خلق، المعارضين لنظام الملالي ودخلوا تحت حماية الحكومة الألبانية، كانوا يتعرضون بشكل مستمر للتهديد في معسكر ليبرتي في العراق. وتفتخر ألبانيا باستضافة الأعضاء المعارضين الذين تعرضت حياتهم للخطر. وما فعلناه عملية إنسانية وليست عملية سياسية .

وعندما وصل بعض مجاهدي خلق إلى ألبانيا، كانت المذابح ما زالت ترتكب في حق الآخرين في العراق. حيث تبقى في معسكر أشرف الأول 100 شخص من أعضاء مجاهدي خلق، وفي الساعة الـ 5 صباحًا، اقتحم المعسكر عناصر يرتدون ملابس عراقية وقتلوا كل من وجدوه في المعسكر.

ويقول محمود معيري، أحد الناجين من تلك المذبحة : كانوا يرتدون الزي الرسمي لوزارة الداخلية العراقية ويحملون أسلحة كاتمة للصوت، وذهبت لرؤية ما يحدث ورأيت اثنين من أصدقائي ساقطين على الأرض بالقرب من البوابة نتيجة لإطلاق النار على رأسيهما، وعندما اقتحموا المعسكر كانوا يطلقون النار على أي شخص يرونه حتى وصلوا إلى المبنى وبدأوا في إطلاق النار على السكان من مسافة قريبة، مما أسفر في آخر الأمر عن مقتل 52 شخصًا.

وهذه بعض المشاهد التي التقطها سكان المعسكر بأنفسهم. وفي هذه الأثناء قتل أحدهم. ولم يكن لديهم حيلة للنجاة ولا تواصل مع أحد، ولم يتمكنوا من فهم ما كان يحدث.

 

معيري: كان السكان يعتقدون في بداية الأمر أن هؤلاء الأوباش جاءوا لنقلهم بالإكراه إلى معسكر ليبرتي بمقتضى اتفاق مسبق، لكنهم كبلوهم ووضعوهم في صف وأطلقوا النار على رؤوسهم واحدًا تلو الآخر. وبالإضافة إلى كونهم جنود يرتدون ملابس عراقية، كان يُعتقد فيما بعد أنهم عناصر من كتائب خاصة تلقت تدريبها على يد المجرم الهالك قاسم سليماني. لقد أمر قاسم سليماني بارتكاب هذه المذبحة. ولم يتم نشر هذا الخبر إلا عندما وصل مبعوث الأمم المتحدة للموقع والتقط صورًا للضحايا، صدمت العالم أجمع.

ومن هذا المنطلق، كان انتقال مجاهدي خلق الأبطال إلى ألبانيا أمرًا ملحًا. وبمرور عدة سنوات منذ عام 2013، كان قد وصل إلى ألبانيا الآلاف من مجاهدي خلق. ويقول بعضهم إنهم كانوا يعرفون القليل عن ألبانيا، لكن عندما جاءوا هنا، يصفون ألبانيا بأنها هدية من الله.

دامونا معاوني: عندما جئت إلى هنا لأول مرة، لم يكن لدي أي معلومات عن هذا البلد، ولكني دائمًا ما أقول لأصدقائي أن هذا قدرنا.

في البداية، تم إيواء مجاهدي خلق في بعض المباني الصغيرة في ضواحي مدينة تيرانا. وفي ذلك الوقت كثر الحديث عن العواقب التي ستواجهها بلادنا جراء الترحيب بمجاهدي خلق . والقرار الذي تبنته حكومتنا تم اعتباره دعمًا لحليفتنا أمريكا.

وكانت هناك شائعات بأن هذا الاتفاق جاء حتى لخدمة المصالح الاقتصادية لألبانيا، ولكن لم يتم التصديق عليه. وكانت السيدة جبريا، التي كانت آنذاك مساعدة لوزير الداخلية تنفي ما تدور حوله الشائعات.

 

ايلونا جبريا: لم يحصل أي نقاش حول المصالح الاقتصادية أبداً، لكنهم بلا شك حلفائنا وشركائنا، وهذه العملیات حظیت بدعم من حلفائنا.

في البداية عندما استقرّ مجاهدو خلق في ألبانيا، کان يُنظر إليهم على أنهم منفيون من قبل نظام سياسي صارم. وعندما استقرّوا لأول مرة في بعض المنشآت والمباني، عكسوا عن أنفسهم صورة تشبه صورة طالبي اللجوء الناجین لكن هذا لم يكن صحيحاً على الإطلاق.

كان لديهم سبب سامٍ أهمّ من حرصهم علی إنقاذ أنفسهم من الصواريخ الإيرانية. كانوا يحلمون في أن تصبح لدیهم مدينتهم الخاصة حتى هنا في ألبانيا: معسكر أشرف3.

عندما تمّ بناء مدينتهم في غضون ثمانية عشر شهراً فقط، فوجئ الجميع للغایة، فالمدینة لم تکن صغیرة ولا عادية؛ كل شيء من المباني إلی المساحات المحیطة بها صُنع بمعاییر عالیة. هکذا إنجاز عظیم لا یقوم به الجیاع.

أظهر مجاهدو خلق أنّ لديهم إمكانات اقتصادية عالیة. حتى أسعار الأراضي التي بُني عليها المعسکر دُفعت نقداً للسكّان المحليين. هذا العمل المبهر أصبح واقعاً بفضل تمويل المنظمة.

اشرف3

 

الآن دعونا نناقش السؤال الذي يطرحه الكثيرون: من أين وجد مجاهدو خلق التمویلات اللازمة لبناء مثل هذه المدينة؟

قد سألنا ممثل منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا هذا السؤال.

مهدي براعي: سألت سؤالاً رائعاً. نحن حركة مستقلة ولطالما کنا مستقلين. ولقد تمّ تمويلنا دائماً من قبل شعبنا. كما تعلمون نحن حركة واسعة النطاق سواء داخل إيران أو خارجها. كما شرحت فإنّ في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وفي جميع البلدان الأوروبية يتمّ تمویلنا من قبل أنصارنا ومن قبل الشعب الإيراني، لأن الشعب الإيراني لديه ثقة كبيرة جداً في مجاهدي خلق ويعرف أنهم يناضلون فقط من أجل تحریر الشعب الإيراني.

استقبال مجاهدي خلق في ألبانيا وضع هذه الدولة في موقف صعب أمام السفارة الإيرانية في تيرانا. وأدّى ذلك إلى توتر العلاقات بين ألبانيا وإيران لسنوات عديدة. وصل التوتر إلى ذروته عندما طرد رئيس وزراء راما السفير الإيراني عام 2018. وازدادت الأمور سوءاً عندما قتلت القوات الأمريكية الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير المنصرم. وكان سلیماني قائد فیلق القدس القوات الخاصة للنظام الإيراني.

 

وقد هدّد خامنئي الولایات المتحدة بالثأر منها. لكنه وللمرة الأولى قام بتهدید ألبانيا علانية قائلاً:

 

في بلد أوروبي شرير وصغيرة یتعاون الأمريكيون مع الخونة الإيرانيين ويخططون ضد الجمهورية الإسلامية، خطة تجلّت بوضوح في الاحتجاجات التي حدثت في إيران عندما جاء بعض هؤلاء الخونة إلی إیران للاحتجاج.

لا أعتقد أنّ ألبانيا وبسبب موقفها من الولايات المتحدة أعني تحالفها مع الولایات المتحدة، تستحق أن تُنعت بـ “دولة شريرة”. ألبانیا بدورها ردّت بقوة علی تصریحات خامنئي وقامت بطرد دبلوماسيين إيرانيين اثنین من أراضیها بتهمة قیامهما بأنشطة تتعارض مع منصبیهما.

منذ فترة طويلة وخبراء العلاقات الدولية یعلّقون على مثل هذه التصريحات لكننا في هذا الصدد نودّ سماع رأي مجاهدي خلق المتواجدین في ألبانیا.

 

مهدي براعي: الدبلوماسيان المطرودان من ألبانیا المدعوان أحمد حسیني الست ومحمد علي أرض بیما هما عنصران إرهابیان. الخطوة التي اتّخذتها حکومة ألبانیا في هذا الخصوص هي خطوة شجاعة ودقیقة ووضعت الحكومة الألبانية عملیاً في مقدمة الحرب ضد إرهاب النظام الإيراني.

قد يكون صحيحاً أن ما فعلته ألبانيا کان عملاً شجاعاً، لكن من ناحية أخرى يجب أن تكون لديها الشجاعة اللازمة لتحمّل العواقب.

يشعر الرأي العام بالقلق إزاء الهجمات المحتملة من قبل إيران.

أندري هاید: الخطر الذي قد يهدّدنا يتعلّق بمحاولات التفجير أو أي هجوم بالقنابل، وبالمرحلة الثانیة یتعلّق بخطر استهدافنا من خلال الهجوم إلكتروني، وثالثًا باستخدام وسائل إعلام وأخبار مزيفة أو وسائط إنترنتیة وغیر إنترنتیة.

 

کرشنیك عثماني: نحن في وضع حرج بسبب تواجدهم (مجاهدي خلق)، لكنني لا أحكم على أن هذا قد يعرّض ألبانيا للخطر، لأن ألبانيا جزء من حلف الناتو.

ايلونا جبريا: أؤكد أنّ ألبانيا لا تتعرّض حالياً لمثل هذه التهديدات، لكن لا شك في أنّ هناك حاجة إلى اتخاذ الحیطة. نحن في الحقيقة نعمل مع حلفائنا ولا شك أننا محميون من قبلهم.

سؤال: هل هناك أي سبب یجعل الألبانيين يخشون دیكتاتورية إيران؟ كيف يمكن التصدّي لهذا المخاوف؟

مهدي براعي: الحل أولاً وكما قلت یکمن في أنّ هذه الخطوة جاءت لمحاربة الإرهاب. من الآن فصاعداً سیمنع النظام الإیراني من الإرهاب. بالمناسبة كلما زادت هکذا خطوات كلما انخفضت تهدیدات النظام وتراجعت.

يتمتّع السيد براعي بخبرة طويلة مع منظمة مجاهدي خلق. كان مسؤولاً عن معسكر أشرف 1 وأشرف 2 في العراق. إنه يعرف مناورات وتكتيكات ديكتاتورية إيران للإطاحة بمجاهدي خلق بشكل جيد. لهذا السبب لن يتردّد خامنئي في استخدام سفاراته.

مهدي براعي: كما تعلمون فإنّ السفارات الإيرانية في كل بلد هي مركز للإرهاب. حتی دبلوماسييها ليسوا مثل دبلوماسيي البلدان الأخرى، هم في الواقع دبلوماسيون إرهابيون.

 

الآن دعونا نعود إلى معسكر أشرف 3 في مانز دوریس. ما یصدمنا هو عدم وجود الأطفال فیه. لا توجد أیة روضة أطفال ومدارس في أشرف، لا يمكنكم رؤية أي طفل.

 

مهدي براعي: حسنًا في البدایة عندما كنا في العراق كانت هناك حرب ولم یکن من الممکن بقاء الأطفال لذا تمّ إرسالهم إلى بلدان مختلفة في الخارج، لأن المشهد كان مشهد حرب، الآن قد کبروا وأصبحوا شبّاناً.

من ناحية أخرى، لا توجد أي حياة أسرية في المدينة، ولا يوجد متزوجين أو أسر كبيرة تضم الوالدين والأبناء الكبار. ونظرًا لعدم وجود أي أسرة داخل المدينة، فليست هناك شقق أو منازل خاصة.

ويعيش أعضاء مجاهدي خلق في غرف تسع لشخصين أو ثلاثة أشخاص على نحو يشبه بيت الطلبة. والشيء الآخر الذي لاحظناه داخل المدينة هو أنه غير مسموح لمجاهدي خلق بالعمل في ألبانيا والحصول على رواتب. كما يحظر عليهم ممارسة الأعمال التجارية. وقد أجرينا حوارات مع بعضهم ممن ضحوا كثيرًا في الحياة.

 

بهادر كيامرزي:إن قضيتنا هي تحرير شعبنا، ولهذا فإن الحياة التي نعيشها وما نبذله من كفاح أكثر متعة بالنسبة لنا عما يتخيله أي إنسان، لأنك لديك القدرة على أن تنسى نفسك وتؤثر شعبك على نفسك وتكرس حياتك لخدمة شعبك وتقوم بعمل يحقق لهم الحرية.

إن الشغل الشاغل للناس هنا في أشرف الثالث ليس السعي وراء شؤونهم الخاصة وأسرهم ومنازلهم وحساباتهم المصرفية والحياة الفاخرة والإجازات الصيفية، وما إلى ذلك، بل إن هدفهم الأول والأخير هو تحرير إيران والعودة إلى وطنهم.

أكبر صارمي: إن غاية تمنياتي بعد الوصول إلى إيران هي أن أرى المواطنين في بلادي يتمتعون بالحرية والسعادة.

 

ولم يذرف أكبر صارمي دمعة واحدة عندما كان يتحدث لنا عن مقتل والده على يد نظام الملالي، إلا أن عيناه تزرف الدموع الآن وهو يتحدث عن حرية إيران.

أكبر صارمي: أمنيتي الأكبر بعد وصولي إلى إيران هي أن يرى الشعب الإيراني السعادة والحرية بأعینه.

 

وهذا الأمر يوضح جيدًا كيف ينظر مجاهدو خلق إلى الحياة. وبمعنى آخر، فإن مجاهدي خلق هم السبب في التحريض على المعارضة في إيران.

ويقاتل مجاهدي خلق اليوم من خلال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

مهدي براعي: عندما نقول إن المعارضة هي صوت الشعب الإيراني، فإن صوت الشعب الإيراني يعني توصيل صوت الانتفاضة والاحتجاجات إلى المحافل الدولية، لأن هناك مناخ من الكبت في إيران لا يسمح بنشر أي خبر عن حدث يقع في أي مدينة إلى المدن الأخرى. ويجب علينا أن نسعى إلى توصيل الأخبار للمجتمع الإيراني كافة وإلى المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات، وبهذه الطريقة نكون داعمين أقوياء للشعب الإيراني.

 

إن مجاهدى خلق، على الأقل أولئك الذين يعيشون هنا ليسوا قوة مسلحة، على الرغم من عدم إزالة المطرقة رمز العمل والنجم رمز الثورة والبندقية رمز الحرب من عَلَمهم. نوجه سؤالًا للمسؤول عنهم هنا في ألبانيا حول استعدادهم للدخول في حرب مسلحة في إيران من عدمه.

 

مهدي براعي: إن مجاهدي خلق هنا في ألبانيا. والقوات الموجودة داخل إيران هم قوات مجاهدي خلق، ومنهمكين في النضال الآن ويبلون بلاءًا حسنًا ويوسعون من أنشطتهم.

 

وخلاصة القول، من مهام القوات التي تعيش في إيران توفير الأسلحة في حالة الضرورة. والسبب الرئيسي في تواجد مجاهدي خلق في ألبانيا هو تشجيع الشعب الإيراني في احتجاجاته والإعلاء من شأنه. وهم في الوقت الراهن ليسوا بحاجة إلى استخدام السلاح. فسلاحهم في الوقت الراهن هو المعلومات والموسيقى والأغاني المحفزة لأبناء الوطن على مواصلة النضال. وفي الواقع، يوجد في معسكر أشرف الثالث استوديو للموسيقى جميل للغاية. وهم يتلقون رسائل مناهضة لنظام الملالي ومن ثم يحولونها إلى أغاني ويرسلونها إلى إيران ليسمعها الشباب. بمعنى أن هذه هي مرحلة التنوير ونشر الوعي بحقيقة النظام الفاشي ورفع الروحية المعنوية لأبناء الوطن، وليست مرحلة حمل السلاح إلا عند الضرورة.

 

كاميار ايزد بناه: لقد ألف الشاعر الغنائي هذه الأغاني لأولئك الذين يضحون بأرواحهم من أجل الحرية، والاسم الذي أترجمه لكم هو من دماء الشهداء وزهرة الحرية وهي في حالة النمو. وكل ما أعزفه أو أعده مع أصدقائي، هي الأفكار التي لا يستطيع الأحرار في إيران التعبير عنها بسبب الكبت وحظر حرية التعبير، وإذا عبروا عنها سيكون مصيرهم الإعدام. لذلك أشعر بالسعادة الغامرة من أنني أصبحت صوتهم.

 

مهدي براعي: وعلى مدي هذه السنوات العديدة ونحن في المنظمة، علاقتنا بالناس هنا حميمية للغاية، خاصة وأننا نحظى بحب هذا الشعب المضياف. وأحيانًا نعتقد أننا نعيش بين أبناء شعبنا في إيران. ونحن نعتبر ألبانيا بلدنا الثاني، على الرغم من أننا نأمل في العودة إلى وطننا في أقرب وقت.

 

دامونا: لقد زرت العديد من البلدان، لكن الألبانيين أناس طيبون للغاية. وفي الحقيقة لم أر أناسًا بهذه الدرجة من الطيبة في حياتي.

وعندما تأتي إلى مانز، تجد أن السكان المحليين عادة ما يذهبون إلى مدينة أشرف. لدرجة أن الفتيات والنساء كوّنوا صداقات مع نساء مجاهدي خلق. فحديثهم ودود للغاية ويبدو أن الثقافة متشابهة كثيرًا. والفرق الوحيد هو أن الإيرانيين لا يشربون القهوة بل يشربون الشاي. وفي وقت ما كان عدد سكان مانز 12000 نسمة، ولكن وصل عددهم الآن إلى 15000 نسمة. إنهم أناس مسالمون وودودون للغاية. فعندما يقيمون احتفالاتهم الدينية المختلفة يدعوون ما يتراوح بين 300 و 400 شخص من السكان المحيطين بهم. إنني وأسرتي نأتي هنا في كل مناسبة. وقد تعلمت بعض نساء مجاهدي خلق التحدث باللغة الألبانية، وهذا الأمر سهّل عليهن زيارة جميع الأسر في هذه القرية.

 

نسرين عبدي: كل شخص هنا مهذب للغاية. وعلينا أن نزور بعضنا البعض. لأنهم يفهموننا جيدًا. كنا نعلم أن بلدكم كان يحكمها ديكتاتورًا ذات يوم، ولهذا السبب يفهمون مشاعرنا جيدًا وأشعر بتقديرهم واحترامهم الكبير لنا.

 

وعلى الرغم من أن الحياة في المدينة مستمرة بشكل سلمي، إلا أنهم لن ينسوا أبدًا أنهم يقاتلون نظام متعطش للدماء. فالمعارضة تواصل العمل بلا توقف. إذ انتفض الشعب الإيراني في هذه الأيام من شهر يناير. إنهم يريدون تغيير النظام. وهذا الأمر مبشر لمجاهدي خلق خارج البلاد. فهم يعتقدون أنهم سيعودون إلى منازلهم في يوم من الأيام، وهم متفائلون بأن هذا سيحدث هذا العام.

 

مهدي براعي: إن شاء الله سيحقق كفاح الشعب الإيراني ومجاهدي خلق وهذه المقاومة الشجاعة هذا العام 2020، النتيجة المرجوة ويحقق الشعب الإيراني أمله القديم في الحصول على الحرية التي يبحث عنها منذ 120 عامًا، وتكون السلطة في يد الشعب. ومن المؤسف أن الملوك والملالي دائمًا ما كانوا يسرقون سيادة الشعب على مدى سنوات عديدة . وإن شاء الله يستطيع الشعب من الآن فصاعدا أن يحدد مصيره بنفسه من خلال انتخابات حرة.

 

دامونا: أعتقد أننا نستطيع في إيران المستقبل أن ندعوكم جميعًا لزيارة إيران حره ديمقراطية. وفي الحقيقة، أنا متأكد من أننا سنساعد ألبانيا عندما نحرر إيران. وستكون هناك صداقة جيدة وعلاقة وطيدة بين البلدين في كل المجالات.