القصة المشتركة للانتفاضة الإيرانية والعراقية، يفقد ”محمد“ حياته في انتفاضة نوفمبر 2019 – بعد مرور عام على انتفاضة نوفمبر 2019، التي قتل فيها مئات الأبرياء بسبب القمع التعسفي من جانب قوات الأمن أثناء الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين في نوفمبر؛ لم تستطع الأسر المتقاضية الثكلى أن تجد إجابة محددة حول ما حدث لأحبائها فحسب، بل تلقت تهديدات من الأجهزة الأمنية بعدم متابعة هذه القضية وتعرضت للمضايقات.
هذا ولم تكشف الحكومة الإيرانية حتى الآن النقاب عن هوية الآمرين بارتكاب المذابح ضد أبناء الوطن المشاركين في احتجاجات نوفمبر الشاملة ومرتكبيها. وبدلًا من ذلك، أطلقوا على العديد من الضحايا لقب “مثيري الشغب” ومن ثم اعتبروا إطلاق النار العشوائي دون اعتبار للعواقب وقتلهم أمرًا مشروعًا. ومن جهة أخرى، حاولوا من خلال ممارسة الضغط والتهديد تسجيل بعض الضحايا على أنهم “شهداء” وأنهم قتلوا على أيدي عملاء أجانب”.
وهذا الأمر يتكرر بعينه في العراق أيضًا. فقد تم اعتقال سجاد عراقي وآلاف المتظاهرين أو اغتيالهم، ولم يُجر أي تحقيق حتى الآن ولم يتلقوا أي إجابة سوى الوعد بفتح التحقيق.
ويصفون المتظاهرين بالمتسللين والجواسيس ويعتقلونهم.
وتبحث الأمهات الثكلى عن أبنائهن أو يدعون الجميع للتظاهر في الساحة مثلما تفعل والدة الشهيد مهند القيسي.
لمراهقون في عمر الـ 15 عامًا يتعرضون للضرب بالرصاص
أصيب ”محمد داستان خواه “ المراهق البالغ من العمر 15 عامًا بالرصاص في قلبه يوم السبت 16 نوفمبر 2019 في مدينة صدرا أثناء عودته من المدرسة متجهًا إلى المنزل، وفارق الحياة. وبعد مرور عام، قال والده عبدالرضا داستان خواه إن ما قاموا به من ملاحقات قضائية حتى الآن لمعرفة قاتل نجلهم لم تسفر عن شيء ولم يتلقوا إي رد على مطالبهم.
“وعندما ذهبت والدته لمراجعة المحكمة، قالوا لها يجب أن تودع في حساب المحكمة 500,000 تومان، وقمنا بإيداع المبلغ في الحساب. وكان آخر إجابة قدموها لوالدته هي أنها يمكنها أن تحصل على ديَّه، وأنهم ليس لديهم أي إجابة أخرى. فهل يعتقد المسؤولون أنهم كانوا سيوافقوا على أخذ الدية إذا ما حدث نفس الشيء لإبنائهم، ويغادرون في حال سبيلهم؟ إذا حدث شيء كهذا لشخص مثلهم، فمن المؤكد أنهم ما كانوا ليقبلوا بهذا الحل ولأوصلوا أصواتهم في كل مكان”.
الآثار المدمرة للحادث على الأسرة
ويذكر والد محمد بعض الآثار المدمرة لوفاة نجله على أسرتهم، قائلًا: “المنزل مدمر بالكامل، والدتها عصبية دائمًا وتعاني من مشاكل في القلب قلبها، ويجب علينا مراجعة الطبيب كل ساعة، ولم يعد لدي الصبر والقدرة على تحمل أي شيء. فلم أعد أذهب إلى العمل، ولا أي شيء، وهلم جرا. فهذا الحادث صعب علينا فوق ما يتصور البشر، وغياب محمد صعب للغاية وليست لدينا القدرة على تصديق الأمر واستيعابه، فقد جن جنوننا، ولم يعد للحياة قيمة تحت وطأة فقدان فلذة أكبادنا.
وفضلًا عن انعدام المحاكمة العادلة والاستجابة لمطالب عائلة داستان خواه، بادرت الأجهزة الأمنية في هذه الفترة بتهديدهم واستجوابهم بسبب الصفحة التي نشروا فيها صور ”محمد“ على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالوا لهم لماذا لديكم صفحة على الإنترنت، وطالبوهم بسرعة حذفها. وقالوا إذا كنتم خائفين على حياة ابنكم الثاني فاذهبوا والتزموا البقاء في المنزل، محمد مات وانتهى الأمر، فعلام تبحثون؟
وحول ما حدث لهم تقول شقيفة محمد
قالت ”غزل“، الشقيقة الكبرى لمحمد: ” إن حياتنا بعد محمد ليست كما كانت عليه في الماضي. فعندما نرى طفلًا يحمل جنطة المدرسة في الشارع يذكرنا بمحمد. وعندما أرى قوام المراهقين في الشارع أقول في نفسي لوكان محمد ما زال على قيد الحياة كم سيكون طوله الآن . في الحقيقة لم أعلم حجم الكوارث التي سببها الملالي سفاكي الدماء على رؤوس الأسر. أليس لدى الملالي ذرة واحدة من عذاب الضمير؟ فقد مر عام على وفاة محمد مثل البرق والرياح، لكن هذه الفترة بالنسبة للأسر الثكلي تحت وطأة نظام ولاية الفقيه وأفعالهم الشيطانية مثل 100 عام من عذاب الحنين والشوق”.
وتقول الأخت غزل إن رغبة أسرتها الوحيدة هي معرفة لماذا وبأي حق وبأي ذنب قتلوا أخاها ومن قتله؟
نهج السلطات هو غياب الإرادة لتحقيق العدالة
نظرًا لنهج مسؤولي نظام الملالي تجاه متظاهري انتفاضة نوفمبر 2019، سواء من قُتلوا من الأفراد أو أسرهم، وكذلك إصدار أحكام تعسفية في حق آلاف المعتقلين أثناء هذه الاحتجاجات، يتضح أنه ليست لدى الملالي المتأسلمين إي نية لتحقيق العدالة التي طالبنا بها الله، تحت وطأة نظام الحكم الفاشي هذا مثلما حدث تجاه العديد من الأحداث من قبيل انتفاضة يناير 2018 وتحطيم الطائرة المدنية الأوكرانية.
وفي نهاية قصة وفاة محمد داستان خواه أثناء انتفاضة نوفمبر 2019، يجب القول إن الحل الوحيد لتقاضي الناجين من هذه الجريمة لكشف النقاب عن الحقيقة وتنفيذ العدالة سيكون ممكنًا من خلال اندلاع انتفاضة أخرى تسفر عن الإطاحة الكاملة بهذا النظام اللاإنساني.
وكذلك الحال في العراق، ستكون الثورة التي تسفر عن القضاء على الأحزاب الفاسدة المرتزقة المجرمة المنتمية لنظام الملالي ممكنة بالاستمرار في الانتفاضة.