الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الوقود الوارد لحزب الله من إيران، يضر بالشعب اللبناني

انضموا إلى الحركة العالمية

الوقود الوارد لحزب الله من إيران، يضر بالشعب اللبناني

الوقود الوارد لحزب الله من إيران، يضر بالشعب اللبناني

الوقود الوارد لحزب الله من إيران، يضر بالشعب اللبناني- ذكرت رويترز في 16 أغسطس /آب أن حزب الله اللبناني سيبدأ في استيراد الوقود من حكومة الملالي. وقد لاقى ذلك معارضة من قبل العديد من السياسيين اللبنانيين. 

كانت البداية في منتصف يوليو/ تموز 2020 عندما أعلن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، عن استعداده لشراء واستيراد الوقود من إيران. 

في ذلك الوقت، في 10 يوليو / تموز، أعلن وزير الطاقة والمياه اللبناني، ريمون غجر، أن بيروت ليس لديها خطط للقيام بذلك. 

وكان حسن نصر الله قد صرّح في ذلك الوقت أنه بدأ محادثات مع حكومة بيروت لبحث توريد النفط ومشتقات البنزين من إيران بالليرة اللبنانية، الأمر الذي من شأنه أن يخفف ذلك الضغط على احتياطيات لبنان من النقد الأجنبي. 

وعقب هذه التصريحات، أضاف وزير الطاقة اللبناني أنه في الوقت الحالي ليس لديه أي خطط للتفاوض مع حكومة الملالي بشأن واردات الوقود وأن المفاوضات الحالية مع العراق جارية. 

بعد تصريحات حسن نصر الله، قال وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، إن مثل هذا الشيء غير مقبول وأن الحكومة الأمريكية ستفعل كل شيء لوقف بيع النفط الإيراني. 

وأضاف أنهم لن يسمحوا لحكومة الملالي، باعتبارها الراعي الأكبر للإرهاب في العالم، ببيع النفط وتسليم أموالها إلى حزب الله. 

بعد هذه التصريحات وبعد أزمة نقص البنزين في لبنان مع تصاعد الاحتجاجات، أدلى نصر الله مرة أخرى بنفس التصريحات حول استيراد البنزين من إيران. 

في 25 يونيو/ حزيران 2021، كرر نصر الله قائلًا “أريد التأكيد على أنني وعدت وما زلت أعد … إذا كان علينا الذهاب إلى إيران للحصول على البنزين والزيت، فسنفعلها، حتى لو تسبب ذلك في مشكلة”. 

وأضاف أنه تم إعداد كافة التسهيلات الفنية لهذا الاحتمال. في غضون ذلك، وافق رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب في الوقت نفسه على استيراد الوقود بالليرة اللبنانية. 

وجاءت ادعاءات نصر الله في الوقت الذي أعلن فيه أنه لن يستورد الوقود الإيراني عن طريق البنك المركزي اللبناني لتجنب العقوبات الأمريكية. 

بمعنى آخر، عملية استيراد البنزين من نظام الملالي من قبل حزب الله غير شفافة وتشمل قوانين غسيل الأموال. 

في الوقت نفسه، قالت دوروثي شيا، السفيرة الأمريكية في بيروت، في مقابلة تلفزيونية، إن الواردات من إيران ليست حلاً جيدًا لأزمة الوقود في لبنان. 

وأضافت: “ما تبحث عنه إيران هو نوع من الدولة التابعة التي يمكنهم استغلالها لمتابعة أجندتهم”. 

بعد ذلك، في 25 يونيو/ حزيران 2021، أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب موافقته على خطة خفض دعم الوقود. 

خصصت الحكومة اللبنانية مبلغ 250 مليون دولار شهرياً لتوزيع الوقود بسعر رخيص، الأمر الذي يمثل إشكالية كبيرة، نظراً للوضع الاقتصادي المضطرب للحكومة اللبنانية. 

مع خفض الحكومة اللبنانية دعم الوقود، أدى ذلك لارتفاع السعر من 1500 إلى 3900 ليرة لبنانية. 

عاد حسن نصرالله إلى الظهور يوم الأربعاء 4 أغسطس/ آب، عقب خفض الحكومة دعم الوقود، وأعلن أنه إذا لم تستطع الحكومة فعل أي شيء، فإننا سنستورد الوقود، وأننا بحاجة فقط لبعض الوقت، حيث أن عناصر حزب الله موجودون في إيران وجاهزون لاستيراد الوقود. 

في غضون ذلك، كان هناك ناقلتا نفط تحملان وقودًا غير قانوني، وتم ضبط إحداهما أثناء توزيع البنزين، بينما وقع انفجار هائل راح ضحيته قرابة 20 قتيل و79 جريح. 

وقال بعض شهود العيان إن النيران والانفجار كانا متعمدين حتى يتمكن حزب الله من تنفيذ نواياه. وأخيراً، أعلن حسن نصر الله في 6 أغسطس / آب أنه سيبدأ في استيراد البنزين والديزل من إيران. 

و في 19 أغسطس/ آب، أعلن نصرالله أن أول ناقلة وقود قد غادرت إيران متوجهة إلى الأراضي اللبنانية. كما أعلنت مصادر استخباراتية وأمنية حكومية تابعة لنظام الملالي أن الوقود المرسل إلى لبنان اشتراه رجل أعمال لبناني شيعي من حكومة الملالي. 

الوقود الوارد لحزب الله من إيران 

قال سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، إن استيراد الوقود من إيران يجعل لبنان معتمداً على بلد خاضع لعقوبات من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وأن هذه ستكون مأساة للبنان، في الوقت الذي تم فيه اشتداد العقوبات ضد فنزويلا. 

ورد الحريري أيضًا على تصريحات نصر الله بأن سفن الوقود التابعة لحكومة الملالي والقادمة إلى لبنان تعتبر أرض لبنانية، واصفًا تلك التصريحات بمعادلة عسكرية محفوفة بالمخاطر، وتساءل عما إذا أصبحت لبنان إقليمًا لإيران. 

وكشف الحريري عن قصة أخرى، مضيفاً أن حزب الله يدرك أن أزمة الوقود اللبنانية ناتجة عن تهريبه لخدمة سوريا، لذا من الأفضل وقف تهريب الوقود إلى سوريا بدلاً من لوم اللبنانيين. 

إلى جانب الحريري، تسائل سمير جعجع أثناء استجوابه للرئيس اللبناني ميشال عون نصر الله، احتجاجًا على تحرك حزب الله، عما إذا كان قد سمح لحزب الله بتولي الاقتصاد اللبناني بعد هيمنته الأمنية والعسكرية والاستراتيجية؟ 

كما صرح الرئيس الحالي لحزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أن لبنان ليس محاصرًا الآن، لكن هذا سيحدث قريبًا جدًا، وأن نصر الله سيفرض عقوبات عليهم قريبًا. 

بالنظر إلى جهود حزب الله لتهريب الوقود بمساعدة حكومة الملالي، التي تخضع مبيعاتها النفطية لعقوبات أميركية مشددة، هناك تهديد بإخضاع التجارة اللبنانية، التي تواجه أصعب تحد اقتصادي لها، للعقوبات الأمريكية. 

من ناحية أخرى، فإن أرباح واردات الوقود من إيران لا تذهب إلى جيوب الحكومة اللبنانية المفلسة، الأمر الذي قد يشفي ولو جرحًا بسيطًا، بل تذهب مباشرة إلى جيوب جماعة حزب الله التي تستخدمها لنواياها الإرهابية.