بلومبرج: العقوبات الأمريكية قلمت أظافر إيران وأذرعها بالمنطقة
بلومبرج: العقوبات الأمريكية قلمت أظافر إيران وأذرعها بالمنطقة قالت وكالة بلومبرج إن العقوبات الأمريكية حجمت من الاستفزازات الإيرانية بشكل كبير ولولاها لكانت تصرفات طهران أكثر خطورة.
وقال الوكالة إنه في الوقت الذي ينتقد فيه البعض سياسة الرئيس دونالد ترامب بشأن إيران، حول فشل حملة “الضغط الأقصى” في كبح نزعة الاستفزازية النظام الإيراني، “تخيلوا كم كانت لتصبح تصرفات طهران أكثر خطورة واستفزازية في غيابها”.
وأوضحت أنه بدون العقوبات الاقتصادية، لوصل حكام إيران الآن إلى عشرات مليارات الدولارات في شكل أصول وعائدات من التجارة مع دول العالم، والمكاسب الاقتصادية التي وُعِدَت بها مقابل تقليص برنامجها النووي الموقع مع القوى العظمى عام 2015.
وأشار إلى أنه بالنظر إلى طموح إيران طويل الأمد في الهيمنة بالشرق الأوسط- فضلًا عن ذعرها بشأن الوجود الغربي هناك – لذهبت معظم تلك الأرباح إلى الإنفاق العسكري.
وقال الكاتب في مقاله إن هذا ليس مجرد افتراض، فخلال العام الأول لتوقيع الاتفاق النووي، ارتفعت الميزانية العسكرية لإيران – بما يتراوح ما بين 30% و90% – إذ يخفي النظام إنفاقه الحقيقي.
وبحسب جوش، ازدادت الميزانية مجددًا في العالم التالي، قبل إعادة العقوبات، وفرض بعض القيود، مشيرًا إلى تقديرات الإدارة الأمريكية بشأن خفض الميزانية الإيرانية بنسبة 28% ربما يكون مبالغ فيها، وكذلك هو الحال مع مزاعم طهران بأنها لم تنفذ أية اقتطاعات على الإطلاق.
وبالعودة إلى أرباح الاتفاق النووي، لا حاجة للذهاب بعيدًا بالخيال لتخمين أين كانت لتذهب أكبر حصة من ميزانية الدفاع الكبيرة، بحسب جوش.
وأشار التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يهيمن على المؤسسة العسكرية في البلاد، ويتمتع بنفوذ اقتصادي كبير، ويمارس سلطات هائلة على النخبة السياسية والدينية، فضلًا عن أنه دائمًا ما يحصل على القطعة الأكبر من الكعكة.
وقال التقرير إن استعرض القوة دائمًا ما كان أولوية للحرس الثوري، لذا كان سينفق مبالغ مالية ضخمة على تعزيز قدرة إيران على تعريض جيرانها للخطر، وتهديد النقل البحري الدولي في الخليج العربي لولا العقوبات.
وأضاف أن هذا بالضبط السبب وراء تخصيص إيران مواردها المحدودة لبرنامجها الصاروخي؛ فالأسبوع الماضي فقط، زعمت أنها عززت مدى صواريخها البحرية.
وتساءل “تخيلو كيف كانت لتصبح الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري أكثر عدوانية إذا دعمت بأسلحة نارية أشد فتكًا؟”.
وأشار إلى أنه “من جانب، كانت التهديدات الإيرانية لإغلاق مضيق هرمز، أهم ممر مائي في إمدادات الطاقة العالمية لتتمتع بمصداقية أكبر. ومن جانب آخر، كان ليتعين على الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بين الدول العربية، تكثيف جهود الردع”.
واختتم: إن كل هذا يجب أن يدور في أذهان قادة أوروبا، الذين التزموا الصمت بشكل مخز عن استفزازت إيران المتهورة، في الوقت الذي لم يتوانوا فيه عن اتهام الولايات المتحدة بقيادة الشرق الأوسط نحو الحرب.
ومطلع مايو/أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية ومالية ونفطية على طهران، اعتباراً من أغسطس/آب 2018، وتوسعت في نوفمبر/تشرين الثاني.