الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

بناء ضيعة “باستي هيلز” والتمادي في التهميش هو سجل خامنئي وخميني

انضموا إلى الحركة العالمية

بناء ضيعة "باستي هيلز" والتمادي في التهميش هو سجل خامنئي وخميني

بناء ضيعة “باستي هيلز” والتمادي في التهميش هو سجل خامنئي وخميني

بناء ضيعة “باستي هيلز” والتمادي في التهميش هو سجل خامنئي وخميني

 

 

 

بناء ضيعة “باستي هيلز” والتمادي في التهميش هو سجل خامنئي وخميني – ربما لم يسمع جميع الإيرانيين عن ضيعة “باستي هيلز”، وإذا سمعوا عنها لأول مرة، يعتقدون أنه اسم لمدينة في أمريكا أو أوروبا. لكن الأمر ليس كذلك، فــ “باستي هيلز”  اسم لمكان سكني في منطقة لواسان في طهران.  وتُعرف هذه البلدة بأنها أفخم ضيعة بنيت فيها فيلات فخمة للغاية لدرجة أن قصور الملك السابق تبدو أمامها وكأنها مبان عادية. ومن ناحية أخرى، نجد زيادة في عدد سكان العشوائيات حول المدن، حيث لجأ الملايين من أبناء الوطن إلى السكن في الضواحي نتيجة للفقر. وبنظرة عامة، يمكن اعتبار هاتين الصورتين سجلًا لنظام الملالي من خميني حتى خامنئي.

 

وعندما كانت السيدة الكرمانشاهية آسيه بناهي البالغة من العمر 55 عامًا خالدة إلى النوم اقتحم عناصر بلدية محافظة كرمانشاه منزلها، وبادئ ذي بدء رشوا رذاذ الفلفل داخل المنزل ثم قاموا بتدمير المنزل مستخدمين الشفل. وأثناء تدمير المنزل تم تدمير جميع ممتلكات هذه الأسرة ورحلت السيدة آسيه عن عالمنا البربري.   

 

ولاشك في أن ظاهرة السكن في العشوائيات في البلاد ليست قضية جديدة، إذ كانت موجودة في ظل ديكتاتورية الشاه، وازدادت بشكل مجحف، لاسيما في أعقاب الثورة البيضاء، نظرًا لأن اقتصاد البلاد حتى ذلك الوقت كان قائمًا على الزراعة وإدارة المخاتير. وبموجب تغيير السياسة العامة للبلاد والانفتاح على النظام الرأسمالي التابع، تم توجيه الضربات إلى القرى والعمل في الزراعة وتربية الحيوانات في البلاد، ولجأ القرويون المضطهدون إلى النزوح من القرى إلى ضواحي المدن، لأنهم استطاعوا على أقل تقدير أن يجدوا وسيلة لتأمين معيشتهم في الضاحية اعتمادًا على الإنتاج الصناعي. ونشأت في ضواحي المدن الكبرى، ولاسيما طهران العديد من المستوطنات المبنية من الصفيح والأكواخ المكشوفة، وفي السنوات الأولى بعد الثورة، تم تجميع هذه المستوطنات.

 

ولكن مع مرور الوقت، هاجر القرويون الفقراء خلال العقود الأربعة الماضية، ولاسيما في السنوات الأخيرة، من القرى والمدن الصغيرة إلى المدن الكبرى وضواحيها بسبب الفقر والبطالة وندرة المياه. وعانى هؤلاء الناس من أزمات فرضها نظام حكم الملالي على المجتمع بالإضافة إلى الفقر والبؤس وضيق اليد. واستنادًا إلى إحصاء وزارة العمل في حكومة روحاني في عام 2018، فإن حوالي 711 ألف شخصًا هاجروا داخل البلاد والسبب الرئيسي وراء نزوحهم هو البحث عن العمل والحصول على وظيفة، إلا أن مشهد الهجرة كان معكوسًا، حيث هاجر سكان المدن الكبرى إلى مسقط رأسهم في القرى بسبب الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصة تكاليف السكن.

 

واستنادًا إلى تقرير مركز الإحصاء، فإن حالة الفقر والفاقة في المدن شديدة لدرجة أن ثلث مراكز المحافظات تشهد حالة من الهجرة السلبية البحتة. وكتبت صحيفة “جهان صنعت” في 17 أغسطس 2019: “إضطرت العديد من طبقات المجتمع في الأشهر الأخيرة، إلى الهجرة إلى مدن تابعة بسبب الفجوة في الأسعار بين المساكن في المدن الكبرى مثل طهران وكرج والمدن المحيطة بها.

 

وقال أمير طوسي نجاد، رئيس رابطة مستشاري العقارات إن : “معاملات الإيجار في طهران انخفضت بنسبة 19 في المائة، واضطر سكان طهران إلى الهجرة إلى ضواحي المدن والمدن المحيطة بسبب ارتفاع الإيجارات في طهران”.

 

وتكمن أهمية هذه القضية في أنه عندما ننظر إلى الهرم السكاني للبلاد. نجد أنه يدل بشكل مروع على أن الطبقة المتوسطة في المجتمع قد انقرضت تمامًا خلال العقد الماضي، وأن المجتمع الإيراني الحالي أصبح ثنائي القطب بشكل مروع. فمن ناحية، نجد أن هناك الملايين من المضطهدين ذوي الدخل المتدني يعيشون تحت خط الفقر، وحوالي 70 مليون شخص يعيشون على خط الفقر، ومن ناحية أخرى، نجد طبقة عليا محدودة ذات دخل فلكي. ومن ناحية، نجد انتشار ظاهرة عمالة الأطفال وجمع القمامة والاتجار بالأطفال وبيع الأعضاء، ومن ناحية أخرى نجد الحفلات الساهرة والاحتفالات السوبر فاخرة في القصور في ضواحي المدينة.

والجدير بالذكر أن ضيعة “باستي هيلز” ليست الضيعة الفاخرة الوحيدة في إيران. فبلدة “دريا” في محمود آباد بمحافظة مازندران أيضًا من بين الضيعات الفاخرة التي تم بناؤها على بعد كيلومترين من الشاطئ ويديرها المالكون أنفسهم، ولا يحق لأحد الدخول فيها. كما أن بلدة  “سروستان” المعروفة باسم “باستي هيلز” في مشهد من بين الضيعات الفاخرة أيضًا وتم بناؤها تحت إشراف بلدية مشهد.

 

ووفقًا لقول أحد المسؤولين في الحكومة، فإن ضيعة “باستي هيلز” في لواسان بالإضافة إلى كونها رمزًا للأرستقراطية فهي مخالفة للقانون، لأن هذه الأرض تقع من حيث المبدأ خارج حدود المدينة. ولكن نتيجة للتواطؤ والتحالف مع مسؤولي البلدية، أصبحت هذه الأرض واحدة من أفخم الضيعات حول العاصمة. وعلى الرغم من الاعتراضات على انتهاك القانون في هذا الصدد ومتابعة هيئة التفتيش في البلاد لهذه القضية، إلا أنه في نهاية المطاف صدر الحكم بقانونية هذا النوع من المعمار بسبب الرشاوى والتربح الريعي الضخم المدفوع. 

 

وقال محمد رضا مرتضوي، الأمين العام لوزارة الصناعة والتعدين والتجارة، في برنامج وجهًا لوجه على شاشة التلفزة الحكومية: “أرى أشياءً في هذا البلد لم أرها من قبل في أي مكان حول العالم. وهذه الأشياء ستؤدي إلى ثورة في المستقبل. فمنذ عهد محمود أحمدي نجاد، أصبحت السرقات علنية واستمرت على هذا الحال أيضًا. ومهما سرقوا لم ينته الأمر عند حد معين، ولكن في المقابل يجلدون العامل، ولم يدفع أصحاب المصانع والرأسماليون في هذا البلد ريالًا واحدًا للضرائب، بيد أن الممرضات والعمال الفقراء هم الذين يتعين عليهم دفع الضرائب. والجدير بالذكر أنه لا يوجد مكان في العالم تقوم فيه مجموعة مطلقة العنان بهذا الشكل بنهب ثروات الشعب. فما يحدث في هذا البلد لا مثيل له في أي مكان في العالم. لذا يجب علينا أن نشعر بالفزع من غضب المواطنين الجياع والمعترضين على الفساد والبغاء والفقر، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع الانتفاضة والثورة الشعبية. فالفقر في المجتمع جاء نتيجة للتوزيع غير العادل للثروة في البلاد. وسوف نشهد يومًا يحرق فيه الفقراء القصور المبنية بأموال الشعب. وسوف يحرق الشعب ضيعات “باستي هيلز” .