تقارير عن تفشي فيروس كورونا في معتقلات السجناء السياسيين في إيران
تقارير عن تفشي فيروس كورونا في معتقلات السجناء السياسيين في إيران – حتى أيام قليلة، لم تسجل أي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في السجون الإيرانية، حيث يقبع كثيرون من معتقلي الرأي، والأجانب الغربيين على وجه التحديد، المتهمين بـ “التجسس”.
لكن وسائل إعلام معارضة، كشفت أن تقارير جديدة تشير إلى إصابة العديد من السجناء السياسيين بفيروس كورونا المستجد، وبخاصة في سجن “إيفين”، وسجن طهران الكبير (الفاشفويه) وسجن “كراج” المركزي و”غزل هيصار” و”أوروميه” ومعتقل “شيبان الأهواز” وكذا سجن “كاشان”
.
نقل سجناء الرأي إلى أماكن غير معروفة
التقارير ذاتها ذكرت أن السياسات القمعية للنظام الإيراني، وغياب الصرف الصحي المناسب داخل الزنزانات، والعدد الكبير للسجناء، من المحركات الرئيسية لانتشار الفيروس على نطاق واسع وسريع في تلك السجون “ما يهدد الآن حياة آلاف من السجناء”، على حد وصف صحيفة “إيران فوكس”.
الصحيفة قالت إن مسؤولي السجون أنفسهم “يعترفون بأن مرافق الاعتقال تستوعب عددا أكثر من سعتها بأضعاف”.
فالكثير من السجناء يفترشون الأرض بجوار المراحيض، تقول تلك التقارير، “لأن النظام لم يزودهم بأية مرافق صحية، لا توجد أقنعة أو مطهرات، كما يُحرم السجناء من الصابون والمنظفات”.
وفي سجن “فاشفويه” تم عزل المساجين بسبب وجود فيروسات تاجية. ومن بين هؤلاء، الأمير حسين مرادي، وهو سجين سياسي حُكم عليه بالإعدام مع اثنين آخرين بسبب مشاركتهم في انتفاضات نوفمبر 2019.
التقرير يشير إلى أن حسين مرادي كان من بين المصابين بالفيروس التاجي، ونُقل إلى المستشفى، ليعود بعد ذلك بيوم واحد وينقل إلى موقع غير معروف.
كما تم نقل سجينين سياسيين آخرين إلى سجن الحجر الصحي في سجن شيبان الأهواز، ولكن لا تتوفر معلومات عنهما، يشير ذات التقرير.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “إيران فوكس” أن سجينا واحدا على الأقل توفي إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد في سجن أورومية وتم نقل أربعة آخرين من زملائه في الحبس إلى مرافق طبية.
يذكر أن تقارير سابقة أشارت أن النظام الإيراني تجاهل عددًا كبيرًا من السجناء المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة في سجن إيفين وغزل هيصار وكاشان، ووضعهم بين السجناء الآخرين.
وكالة هارانا للأنباء (تابعة لمنظمة مستقلة لحقوق الإنسان) ذكرت في 11 مارس الجاري أن عددا من السجناء السياسيين أصيبوا فعلا بفيروس كورونا نتيجة الإهمال الذي تعيشه سجون إيران.
إضراب مساجين عن الطعام بسب كورونا.. والدولة تدير ظهرها
وكانت الوكالة قد أبلغت في وقت سابق عن نقل 20 سجينًا بحجة أن أحدهم كان لديه اختبار إيجابي لفيروس التاجي وأنه تم الاشتباه في وجود آخرين وإرسالهم إلى مستشفى يافت آباد ثم نقلهم إلى الجناح 11 في سجن الفاشفوية
.
وأشارت هارانا في تقريرها، إلى أن بيئة السجون المغلقة، والتغذية غير الملائمة، والمرافق الصحية غير الكافية، والكثافة العالية،
وراء إصابة العديد من المعارضين الذين هددوا بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم يتم اتخاذ تدابير تقيهم من العدوى.
الوكالة خصت بالذكر 30 سجينا من السجن المركزي بالكراج، حيث سجلت إصابات مؤكدة عديدة بفيروس كورونا المستجد.
يذكر أن وسائل إعلام أشارت إلى أن عددا من نزلاء سجن كراج المركزي مضربون عن الطعام منذ 11 مارس، احتجاجا على رفض النظام توفير المرافق الصحية والحماية في أعقاب تفشي الفيروس التاجي القاتل.
هذا الوضع، اضطر بعض المسؤولين لتحذير النظام لتجنب “الفضيحة” على حد وصف صحيفة “إيران فوكس”.
صحيفة اعتماء أونلاين، قالت إن رئيس قسم حقوق المواطنة، عبد الكريم حسين زاده، كتب رسالة إلى وزير الصحة طالبه فيها بإخلاء سبيل بعض السجناء “حتى لا يضطر النظام إلى تحمل التكاليف السياسية والاجتماعية”.
واعترف العضو في البرلمان الإيراني بروانه صلاحشوري قائلا إن “جميع السجناء في وضع خطير بسبب تفشي الفيروس التاجي في إيران” لكنه قال إن “بيئة السجن في إيران مقبولة”.
بومبيو: إيران تفكر في إطلاق سراح بعض الأميركيين
وبسبب الوضع الحرج في إيران، وخاصة السجون، أعلن إبراهيم ريسي، كبير قضاة النظام الإيراني، في 9 مارس الماضي أن إيران ستمنح السجناء إجازة، لكن ذلك يقتصر على السجناء الذين تقل مدتهم عن خمس سنوات، واستبعاد السجناء السياسيين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء، إن إيران تفكر في إطلاق سراح بعض الأميركيين الذين احتجزتهم، في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، وقالت إنها مستعدة لمساعدة الجمهورية الإسلامية على التعامل مع الفيروس التاجي.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء تصريح بومبيو خلال مؤتمر صحفي أوضح فيه أن الولايات المتحدة تخطط لمواصلة حملتها القصوى للضغط لحرمان إيران من الإيرادات عن طريق خنق قدرتها على بيع نفطها في الخارج.
وقال إن وزارة الخارجية تضع في القائمة السوداء تسعة كيانات مقرها في جنوب إفريقيا وهونغ كونغ والصين، بالإضافة إلى ثلاثة أفراد إيرانيين، لتورطهم في “معاملات مهمة” لشراء وبيع ونقل وتسويق مواد بتروكيماوية لإيران