الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

جمع القمامة یصبح عملاً رسمیاً في ظل نظام الملالي الحاکم في إيران

انضموا إلى الحركة العالمية

جمع القمامة یصبح عملاً رسمیاً في ظل نظام الملالي الحاکم في إيران

جمع القمامة یصبح عملاً رسمیاً في ظل نظام الملالي الحاکم في إيران

جمع القمامة یصبح عملاً رسمیاً في ظل نظام الملالي الحاکم في إيران

 

 

 

جمع القمامة یصبح عملاً رسمیاً في ظل نظام الملالي الحاکم في إيران – هل يمكنكم أن تتخيلوا أننا نعود کل یوم من مشهد عملية إعدامنا؟ التفتوا وشاهدوا مشهد الإعدام هذا:

«الناس في عجلة من أمرهم ويمرون بسرعة من جانب طفل ینحني إلی الخصر في حاویة النفایات. هذه الصورة ليست مسرحية تراجیدیة أقیمت على خشبة مسرح فاخر. إنها مأساة حقیقیة صامتة لما یحدث في المدن الإيرانية الكبرى» (صحیفة شرق، 11 یونیو 2020).

 

فهم الشذوذ والغرائب مسؤولية

هل يمكنكم أن تتخيلوا أننا إذا اتبعنا شخصاً یجمع القمامة خطوة بخطوة، سنصل إلی علاقته المباشرة بالإعدام العلني؟ من المؤکد أنکم ستقولون إن هذا غريب جداً! إذن دعونا نطرح السؤال بشكل آخر: هل توافقون على أن جمع القمامة هو شكل من أشكال الإعدام العلني؟

 

إذا لم ننظر إلى الظواهر الغريبة التي تحیطنا من کل صوب ونراها تحدث من حولنا بشکل یومي على أنها ظواهر مجردة، فسوف نضطر لتحمل المسؤولية لفهمها. على سبيل المثال، ظاهرة “جمع القمامة“.

 

ما هي القصة حقاً؟

جمع القمامة هو نهاية القصة، لکن ما هي بدایة القصة التي اختتمت بهذه الطریقة؟

 

من المؤکد أن ظاهرة جمع القمامة في الجمهورية الإسلامية قد مرّت بخطوات عدیدة قبل أن تصبح وظیفة وعملاً رسمياً یضع له وكلاء نظام ولایة الفقیه القواعد والقوانین! ما هي القصة حقاً؟ هل نحن أمام  مسلسل من عمليات الإعدام؟ لنفکّر قليلاً…

 

تكتيكات الإعدام، استراتيجية العادة

من السمات البارزة لنظام الجمهورية الإسلامية أنه يدمر رموز الحياة واحدة تلو الأخرى ویستبدلها بالظواهر المعادية للحياة تباعاً بما یشبه صناعة یتقنها. علیکم أن تنظروا من حولکم حتی تشاهدوا ما رسّخه النظام من سلسلة البدائل العجیبة للحياة التقليدية عن طریق هذه الصناعة الإجرامیة.

 

لطالما تمثّلت صناعة الجمهورية الإسلامية المتطورة باستمرار في جهدها الدؤوب لتطبيع معاداة الکرامة الإنسانیة ومعاداة الحیاة في أعين الناس. وقد دشّنت هذه الصناعة أولاً عن طريق قتل الحرية وتطبيعها في الشوارع والصحف والمدارس والجامعات والتلفاز، أي أنها أعادت كرامة الإنسان خطوة إلی الوراء. ثم جعلت هذا العمل یبدو طبیعیاً وعادیاً من خلال تکراره، حتی یترسّخ في عقول الناس وضمائرهم أن قمع الحرية هو نمط من الحياة!

 

وبما أن الصعوبة تکمن في البدایة فقط، کانت الخطوة التالية هي جلب عمليات الإعدام المشينة إلى الشوارع ودعوة الناس لمشاهدة شخص يحتضر ویموت أمام أعینهم، فضلاً عن إحضار الأطفال إلى ساحات عملیات الإعدام لغرس نفسية الفرد الساعي إلى الموت والانتقام في دماغه وکیانه منذ الخطوات الأولی من تجربة الحیاة أو بالأحری تجربة الموت البطيء.

 

ولم تکتف الجمهورية الإسلامية بعروض الشوارع، بل إنها نفّذت عملیات الإعدام أمام جميع أطفال إيران عن طریق كتاب “الفارسية” للمرحلة الابتدائية!

 

اجتیاز هذه المرحلة بخدعة الخنّاق

یتمتّع مصنع تطبيع معاداة الکرامة الإنسانیة ومعاداة الحیاة بالتكتيكات والاستراتيجيات. لذلك يجب أن یسير خطوة بخطوة نحو الهدف، ألا وهو تطبيع الرموز المناهضة للسعادة والرفاهية والمعادية للحياة لدی الإيرانيين ممن یقعون خارج إطار الحكومة.

 

بعد تطبیع عملیات الإعدام، يأتي دور المظاهر الأخرى للحياة من أجل تحویلها إلی خنّاق في أعين الناس! وأي تكتيك یفي بهذا الغرض أفضل من الغلاء؟

 

یستحوذ خامنئي وحرسه علی الأصول والممتلکات الإيرانية التي ینفقونها علی صناعة الصواريخ والقنبلة الذریة وإنشاء السجون وتمویل مراکز القمع، وعلى سداد تکالیف الدول الشقيقة مثل سوريا والعراق ولبنان وحتی بعض الدول في القارات الأخرى! وفي المقابل یهدون الشعب الإیراني “الغلاء” و”ارتفاع الأسعار”!

 

إذن ما الذي یجب فعله إزاء الغلاء؟ هذا ما تطرح الجمهوریة الإسلامیة علی نفسها لتجیب: يجب استهداف معیشة الناس حتى لا يفكروا في أي شيء سوى توفير الملابس والطعام والبقاء علی قید الحیاة.

 

وکخطوة تالية یحین دور الأطفال العاملين. وهذا يعني الحرمان من المدرسة والتعلّم وفقدان المستقبل رداً علی الغلاء. ما یعني إعادة الحياة خطوة إلى الوراء واستبدلها بالأطفال العاملين والمتسربین من المدارس.

 

ولكن هل مصنع تطبيع معاداة کرامة الإنسان یرضی بهذه الأشیاء ویکتفي عند هذا الحد؟ لا، فضلاً عن الأطفال یجب الضغط علی آباء وأمهات الحياة (المعلمين والعمال وسائقي سيارات الأجرة والممرضات إلخ) وتحطیمهم دون هوادة من أجل أن يكونوا دائماً في حاجة إلى الماء والخبز، وأن تکون حیاتهم رهینة لدی الأیام المریرة.

 

لا ریب إنّ الخطوة التالية هي عمل آباء وأمهات الحیاة في عدة وظائف. وهذا أیضاً یعني إعادة الحیاة خطوة أخرى إلى الوراء واستبدالها بصناعة تعدد الوظائف!

 

استهداف الإنسانية!

هل دورة الحياة التي خططت لها الجمهورية الإسلامية ونفذتها علی الشعب الإيراني تقتصر فقط على الجري المستمر لحل مشاكل المعيشة؟ هل تحیا روح الشخص الحي فقط عن طريق العيش؟ أليس لدى هذا الشخص الحي روح ونفسية وعاطفة وشخصية وضمير واعٍ وغير واعٍ؟ في مثل هذه الحياة، ماذا يحدث للشخص الحي أي لشخصيته ولروحه ولكرامته وماذا حدث الآن؟

 

تخرج العديد من التنانین من مصنع الجمهورية الإسلامية لصناعة الظواهر والتلاعب بأرواح وشخصيات الناس، وتحلّ محل الحياة والكرامة الإنسانية مثل ظاهرة البطالة، ظاهرة الفقر المدمر للنفس، ظاهرة إدمان الأطفال والطلاب، ظاهرة بنات الشوارع، ظاهرة الدعارة وبائعات الهوی، ظاهرة بیع الأطفال حدیثي الولادة، ظاهرة النوم في القبور، ظاهرة المبیت في الحدائق، ظاهرة البغاء الأكثر انتشاراً في التاريخ الإیراني، ظاهرة خصخصة التعليم، ظاهرة اختلاس المليارات، ظاهرة هجرة الأدمغة إلخ.

 

هذه التنانين لا ترضی بمجرد حياة وروح ونفسية البشر، بل تعدّ البدائل للمدن الإیرانیة وطبيعتها خطوة بخطوة، حیث نری ظاهرة العشوائیات، وظاهرة التدهور البيئي، وظاهرة التدمير المتسلسل للغابات، وظاهرة بناء السدود وتجفيف الأنهار التاريخية في إیران، وما إلى ذلك من الکوارث الطبیعیة.

 

ابتكار مصنع مربح!

هذه هي المنتجات المزدهرة لمثل هذا المصنع الذي یقوده الولي الفقیه برأسمال ضخم، والذي استبدل أعظم قيمة لحقوق الإنسان أي الحیاة بمعاداة الحياة ومعاداة كرامة الإنسان خطوة بخطوة.

 

ألا تعتقدون أننا شهدنا إعدام حیاة وکرامة الإنسان في كل خطوة من تلك الخطوات؟ أما الیوم فإننا نشهد ظاهرة أخرى لإعدام الحياة امتداداً لسلسلة الإعدامات طیلة 41 عاماً، تمثلت في ظاهرة جمع القمامة التي تعدّ بديلاً آخر لكرامة الإنسان!

 

علی هذا الصعید، يكفي للجمهورية الإسلامية أن تمد هذه الصناعة وتطیلها أکثر ولا تضع لها حداً وألا تستجيب لأحد، حتى تمسي هذه الصناعة عادة اجتماعیة طبیعیة مثل جميع عملیات إعدام الحیاة والقضاء علیها!

 

اختيار عظيم!

عندما تفتقر الحكومة إلی الکرامة الاجتماعية والوطنية ولا تتمتع بالشرف والغیرة الإنسانیة، وعندما تصبح البلدية مركزاً لـ “الأرباح الضخمة الناجمة عن النفایات”، تتطوّر ظاهرة جمع القمامة بسرعة فائقة بحيث تصبح “تجارة ضخمة” و”دورة مافيا”! أمعنوا النظر فيما اعترفت به صحیفة “شرق” الحکومیة في 11 یونیو 2020:

 

«تذهب الأرباح الهائلة التي تصل إلى 400 مليار دولار الناجمة عن جمع النفايات الجافة سنویاً أولاً إلى جيوب المقاولين ثم إلى البلديات. يجمع كل شخص یقوم بجمع القمامة ما يصل إلى 150 كيلوغراماً من القمامة يومياً، لكن حصته من هذه التجارة الضخمة تبلغ 18 في المائة فقط. بینما یحصل أطفال القمامة علی ستة بالمائة فقط من هذه التجارة».

 

لقد نظمت الجمهورية الإسلامية مثل هذه الخطوات لتطبيع الجريمة حتى تشهد كل مدينة إعدامها في كل صباح، کما تشهد استبدال حیاتها المعتادة بمثل هذه الظواهر الغریبة!

 

هذه هي الطریقة التي يصبح فيها ملائكة إيران مدمنین ویلجأون إلی جمع القمامة وهم بعد في سنّ الثامنة أو العاشرة أو الثانیة عشرة، وتعتاد الجمهورية الإسلامية، من خلال نشر هذه “الظواهر” في المجتمع والاعتراف بها رسمیاً، على الافتقار إلى الشرف الاجتماعي والوطني، ويختار خامنئي وعملائه انعدام الشرف والغیرة  كاستراتيجية كبرى لتطبیع إعدام الحياة وجعله أمراً عادياً!