إيران: احتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي تكشف تلاشي قوة النظام- تسبب انقطاع التيار الكهربائي في طهران ومدن إيرانية أخرى في احتجاجات حاشدة في الأيام القليلة الماضية. انتقدت المظاهرات الليلية، يومي الأحد والاثنين، النظام الإيراني لسياساته التخريبية. وطالب المتظاهرون في عدة مناطق بإسقاط نظام الملالي ومرشده الأعلى علي خامنئي.
وتقام الاحتجاجات الليلية بينما تكون قوات الأمن التابعة للنظام في حالة تأهب قصوى لمنع الاحتجاجات المحتملة بعد الانتخابات الرئاسية الزائفة. المجتمع الإيراني على وشك الانفجار والنظام يحشد كل قوته لمنع الانتفاضات على مستوى البلاد مثل تلك التي حدثت في عامي 2018 و 2019.
رد النظام الوحيد على الغضب الاجتماعي هو تصعيد القمع، وينعكس هذا في الغالب في تعيينه الرجل الجديد للرئاسة، إبراهيم رئيسي، مجرم وقاتل جماعي قضى حياته المهنية بأكملها في محاكمة المعارضين وأعضاء المعارضة وإعدامهم.
لكن النظام يفقد سيطرته على الوضع وينضم المزيد من المواطنين والمجتمعات إلى الاحتجاجات اليومية التي تجري في مدن إيرانية مختلفة. ومساء الاثنين، اندلعت احتجاجات بشأن انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من 20 مدينة في أنحاء إيران. في فشافوية، أغلق الأهالي الطرق احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي. في طهران، كان الناس يهتفون “الموت لخامنئي”. ويطالب الاهالي في بعض المدن باستقالة وزير الكهرباء.
لقد تجاوز الناس حد الخوف من قوى النظام القمعية. إنهم يواجهون في نفس الوقت الفقر والبطالة والتضخم المتصاعد وتكاليف المعيشة المتزايدة باستمرار والمشاكل البيئية والفساد الحكومي والقمع وانقطاع التيار الكهربائي.
تحدث احتجاجات الكهرباء جنبًا إلى جنب مع احتجاجات عمال النفط والمزارعين والمتقاعدين والخاسرين المخدوعين والعديد من الشرائح الأخرى. والوضع ينزلق تدريجياً من قبضة النظام.
يقارن مسؤولو النظام الظروف الحالية بالوضع الذي أدى إلى ثورة 1979. في العقود الأربعة الماضية، تمكن الملالي فقط من الحفاظ على قبضتهم على السلطة من خلال العنف والخداع. لا شك في أن النظام لا يملك القدرة على احتواء الحالة المتفجرة للمجتمع. السؤال الحقيقي هو، متى ستحدث الانتفاضة القادمة في جميع أنحاء البلاد. لا شك أنها ستحقق.
