“حزب الله” ينوب عن طهران في تسمية أعضاء الحكومة العراقية
المصدر: بغداد بوست
“حزب الله” ينوب عن طهران في تسمية أعضاء الحكومة العراقية – تكشف كواليس مفاوضات تكليف رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد توفيق علاوي عن تراجع الدور الإيراني مقابل صعود التأثير اللبناني، في تحول يرتبط بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.
يمثل طرح اسم علاوي على طاولة المفاوضات في بغداد، دليلاً واضحاً على الدور الكبير الذي بدأ “حزب الله” اللبناني لعبه في الملف العراقي بعد مقتل سليماني.
يرتبط علاوي بعلاقات وثيقة مع قيادات “حزب الله” اللبناني، تعود إلى زمن استيزاره في حكومة عام 2006 برئاسة نوري المالكي، إذ شغل فيها حقيبة الاتصالات.
تقول مصادر مطلعة إن “حزب الله” استخدم علاقته الوثيقة بعلاوي منذ ذلك الحين، لفتح المجال أمام شركات يملكها كي تحصل على امتيازات استثمارية وتشغيلية في العراق، مشيرة إلى أن بعض هذه الاستثمارات ما زالت قائمة.
وتوضح المصادر أن وجود علاوي في هذا الموقع، سيفتح الباب مشرعاً أمام “حزب الله” اللبناني لتعزيز نفوذه في العراق، وقيادة مرحلة ما بعد مقتل سليماني.
الفراغ بعد سليماني
أحدث مقتل سليماني فراغاً إيرانياً كبيراً على مستوى التوجيه السياسي في العراق، إذ أشرف “الحاج قاسم”، وهي الكنية المفضلة للجنرال الإيراني، خلال الأعوام الماضية على ضبط الوضع السياسي في بغداد، بما يضمن توزيع الأدوار على اللاعبين، وتسوية أي خلافات بينهم.
لم يكن ملء الفراغ الذي تركه مقتل سليماني عملية روتينية، تنتهي بمجرد تسمية خليفة له، كما فعلت طهران، إذ إن سليماني نسج شبكة من العلاقات المصلحية مع أطراف عراقية شيعية وسنية وكردية، فتحت أمامه الأبواب المغلقة ليكون الآمر الناهي في الملف العراقي.
عند مقتله، لم ينتظر “حزب الله” اللبناني كثيراً ليقتحم الملف العراقي، في انتظار أن تستعيد إيران توازنها بعد صفعة سليماني القاسية.
بمجرد تقديم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته على خلفية التظاهرات، طرح اسم علاوي لخلافته في المرحلة الانتقالية، وسط إشارات إلى أنه لم يكن مرشح إيران، وهو ما ترك أسئلة في شأن الأطراف الداعمة له.
طهران تفسح لبيروت
شيئاً فشيئاً، تبين أن الإيرانيين فسحوا المجال أمام “حزب الله” هذه المرة، ليتولى ترتيب أوراق الملف العراقي، بما يضمن استمراره في السير على سكته التي وضعتها طهران.
تقول مصادر مطلعة إن محمد كوثراني القيادي البارز في “حزب الله”، الذي يمثل وسيلة الاتصال غير الرسمية بين بيروت وبغداد، أمضى كثيراً من الوقت في العراق بعد مقتل سليماني، لتمهيد الأجواء أمام علاوي، كي يتولى منصب رئيس الوزراء، وهي جهود تكللت بالنجاح.
لكنه لم يكن نجاحاً سهلاً، إذ كان على علاوي التوقيع على عشرات التعهدات الملزمة، التي يتصل بعضها بقادة الميليشيات العراقية الموالية لطهران، بوساطة كوثراني. وهو ما مثل بديلاً من التنصيب الإيراني المباشر له.
وتعود علاقة علاوي بلبنان إلى عام 1977، عندما فر من بغداد إلى بيروت، هارباً من ملاحقة نظام البعث حينذاك، حيث استقر في العاصمة اللبنانية، وحصل على شهادة من الجامعة الأميركية هناك.
تنقل علاوي بين مدن عدة، لكن بيروت بقيت محطة مميزة بالنسبة إليه، لكنه غادرها منذ نحو أسبوعين، متجهاً إلى بغداد، ليقيم في فندق الرشيد، الذي يعرف بأنه محل السكن المؤقت لكبار المسؤولين والزوار، قبل أن يكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة العراقية الثامنة، منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003.