الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

خامنئي، عراب مافيا الملالي

انضموا إلى الحركة العالمية

خامنئي، عراب مافيا الملالي

خامنئي، عراب مافيا الملالي

خامنئي، عراب مافيا الملالي

 

 

خامنئي، عراب مافيا الملالي- قال المعمم مجتبى ذوالنوري، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوری للنظام، في 29 یونیو 2020، عبارة ترقی إلی مستوی اعتراف رسمي یکشف كواليس محاكمة أكبر طبري وملابسات مقتل القاضي منصوري، حیث قال:

 

«فيما يتعلق بكواليس السلطة القضائیة، لا تزال أبعاد قضية مقتل القاضي منصوري غير واضحة وهناك الكثير من التکهنات في هذا الصدد، یشیر أحدها إلی وجود عصابة مخيفة نشطة في القضاء لإزالة شخص قد يحمل معلومات» (صحیفة همشهري، 30 یونیو 2020).

عصابة مخيفة نشطة!

من خلق عصابة المافيا هذه؟ وممن تتألف؟ من أين یتلقّی أعضاؤها الأوامر؟ ما الحالات والملفات التي يتابعونها؟ إلی من ینتهي أمرهم؟ منذ متى وهم “یخدمون” في القضاء!؟ ومن قتلوا حتى الآن؟

هذه هي الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن بمجرد سماع عبارة “عصابة مافیا مخیفة نشطة”.

الهيكل المافيائي للنظام

لقد سمعنا مصطلح “المافيا” في الأدب السياسي الإيراني. قد شق هذا المصطلح طريقه إلى وسائل الإعلام الحكومية وأصبح واحداً من أكثر مصطلحاتها تدوالاً بحیث یتردد الیوم في وسائل الإعلام الحکومیة بکثرة وبإریحیة تامة، حتی بات یتردد علی مسامعنا مصطلحات مثل: مافيا السكر، مافيا النفط، مافيا الأرز، مافيا كرة القدم، مافيا الورق، مافيا الذهب، مافيا السيارات، مافيا اللحوم، مافيا الزعفران، وهلم جرا.

 

تکثر المافيا في إيران لدرجة یمکن معها تسمیة هيكل الحكومة “بالمافيائي” إذا صح التعبیر. لمافیا الملالي هذه، عراب یتربع علی عرشها یُدعی “علي خامنئي” وبیته العنکبوتي المریب. یمکن تتبع الأیدي الخفیة وغیر الخفیة لهذه المافیا وعرابها من خلال عملیات القتل المتسلسلة، والتحقیق فیها من خلال النظر في الوثائق المنشورة المتعلقة بتلك العمليات.

 

إذا نظرنا إلى هيكل المافيا فسنجد أنه یتکون من رئیس واحد يسمى “العراب”، ومن مستشار ونائب يساعدانه في اتخاذ القرارات. بالإضافة لهم، هناك عدد من کبار المسؤولین هم بمثابة الأذرع من العراب یرتبط بهم عدد من العناصر المسؤولین عن ارتكاب الجرائم. اعتماداً على عدد ومهمات هيكل المافيا هذا، يمكن لهذه المنظمة العنقودية أن تضییق أو تتسع.

 

التعریف بهذه “العصابة النشطة المخيفة” والحکم علیها بعبارات قلیلة لا یفي بالغرض ولا یکون منها إلا بمثابة القطرة من البحر.

 

تشير التصريحات الدقيقة التي أدلى بها المعمم ذوالنوري إلى أن هذه “العصابة النشطة المخیفة” لها صلاحیات واسعة وأذرع طويلة يمكن أن تمتد من طهران إلى رومانيا وترمي الضحية من أعلی الدرج أو عبر نافذة فندق دوق بوخارست الروماني، دون أن یتحرك ساکناً!

 

«یکمن الدلیل حول وجود علاقة بين التيارات المحلية والأجنبية، في استحالة قتل القاضي الذي یقع تحت سیطرة ورقابة ودعم الشرطة الأجنبية. إذن السؤال هو كيف حدث هذا الاغتيال وما إذا كان هناك تنسيق وإرادة حول هذا الأمر؟

 

يشير مصطلح “التنسيق والإرادة” إلى قرارات “العراب” في خصوص البحث في أسباب موت سعيد إمامي، حیث یکمن رصد بصمة “التنسیق والإرادة” أیضاً!

 

عندما انکشفت عمليات القتل المتسلسلة، وبغیة طمس الأدلة والقرائن التي ستؤدي إلى “التنسيق والإرادة” في “بیت القیادة العنکبوتي المریب”، اعتبر سعيد إمامي وحده المذنب الرئيسي، وسمیت تلك الاغتيالات المنهجية والمدروسة من قبل رأس الهرم الحکومي بـ “الاغتيالات التعسفية”. وفي تلك القضیة أيضاً، قتلت “المافیا المخیفة النشطة” سعيد إمامي وادعت بعد ذلك أن الجاني الرئيسي قد انتحر وانتهى الأمر.

 

 

المافيا المعممة وتفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام)

بإعادة النظر في الذاكرة التاريخية سندرك أن نظام حكم الملالي استخدم مرارًا وتكرارًا هذه “الزمرة المرعبة العدوانية” لتشويه سمعة مجاهدي خلق وإضفاء الشرعية على تعذيبهم وإبادتهم.

 

وقامت هذه ” الزمرة المرعبة العدوانية” تحديدًا في 20 يونيو 1994 تزامنًا مع عاشوراء بتفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام)، وأسفر الانفجار عن مقتل 27 شخصًا ظلمًا وعدوانًا، وإصابة ما يربو عن 300 زائر من زوار الضريح. ثم اتهموا مجاهدي خلق بهذا التفجير الإجرامي والمثير للاشمئزاز، استنادًا إلى السيناريو الخطي في وزارة الاستخبارات سيئة السمعة.

 

وبعد 5 سنوات، وتحديدًا في شهر ديسمبر 1999، تم كشف النقاب عن هذه الجريمة البشعة عندما هدأت الأوضاع، أثناء صراع الزمر داخل نظام الملالي. واعترفت العناصر والصحافة الحكومية بأن تفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام) تم على أيدي وزارة استخبارات الملالي بتوجيه من المجرم سعيد إمامي. (موقع “تابناك”، 1 يناير 2008).

 

بيت الأشباح

وخلف كواليس جريمة تفجير ضريج الإمام رضا (عليه السلام) وتورط قادة نظام الملالي، وعلى وجه التحديد علي خامنئي شخصيًا، تم تسليط الضوء على هذه الجريمة عدة مرات في صحافة هذا النظام الفاشي على لسان مختلف مسؤولي الأمن. فعلى سبيل المثال، قال أكبر كنجي، أحد مسؤولي الأمن السابقين في نظام الملالي، في مقابلة مع صحيفة “آريا” في 4 ديسمبر 1999:

” تقضي النظرية والنموذج الذي أؤمن بهما بأن هناك بيت أشباح نصب فيه أصحاب السعادة خيمة كئيبة ولا يزالون يحيكون المؤامرات. ويعد انفجار مشهد من الجرائم التي ارتكبوها، كما دمروا مسجد السنة في مشهد، ثم وقعت حادثة التفجير المروع لضريح الإمام رضا (عليه السلام) الذي ألقوا باللوم فيه على مجاهدي خلق”.

 

اعتراف غير مكتمل لبهزاد نبوي بوجود “زمرة مرعبة عدوانية” 

في 9 ديسمبر 1998، قال بهزاد نبوي، مستشار الملا خاتمي آنذاك (رئيس نظام الملالي آنذاك) وأحد قادة الزمرة المسماة بـ ” مجاهدو الثورة الإسلامية” في محاضرة بعنوان ” الهيكل السياسي والسلطة في إيران ما بعد الثورة”، المنشورة في بعض أعداد صحيفة “كاروكاركر” (العمل والعامل): ” إن أحداث ضريح الإمام رضا (عليه السلام) تنطوي على قضية أخرى أيضًا لست بصدد التطرق إليها هنا، فالقضية من حيث المبدأ قضية أخرى مختلفة (طلب الحاضرون المزيد من التوضيح). قال : لا، لقد كنا تحت العملية الجراحية لتونا، لا نريد أن يُزج بنا في السجون مرة أخرى”. (فضحك الحاضرون).

 

مثال على الجرائم المافيوزية التي ارتكبتها الزمرة المرعبة العدوانية

في المجلد الثاني من كتابه حول دور زمرة سعيد إمامي في تفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام)، يحكي عماد الدين باقي، مؤلف كتاب “مأساة الديمقراطية في إيران” أن الديكتاتورية الدينية عذبت سجينًا للاعتراف بأنه ينتمي إلى مجاهدي خلق وأنه هو من قام بتفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام).

 

وكتب: “بموجب الفرضية القريبة إلى حقيقة الزج بمهدي نحوي في السجن، يمكن لنا القول بأنه تعرض خلال هذه الفترة للضغط والتعذيب للاعتراف بتفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام). ومن البديهي أن الشخص الذي لا يعرف ما يجري من أحداث لا يقبل بمثل هذا الاعتراف بسهولة، خاصة إذا كان متدينًا، هذا من ناحية. ويعلم أنه يوقّع على الحكم بالإعدام على نفسه بمثل هذا الاعتراف، من ناحية أخرى. وفي النهاية، كان يجب تنفيذ السيناريو بطريقة مختلفة بعد خيبة الأمل في الحصول على الاعتراف، يتم فيها إحضار مهدي نحوي بسيارة الأفراد التابعين لسعيد إمامي إلى طهران بارس، وهي واحدة من أكثر محطات المسافرين ازدحامًا بحيث يمكن للعديد من الناس في طهران مشاهدة هذا المشهد. وأعطوه بندقية خالية من الرصاص وخدعوه بأنهم يريدون تهريبه. وكان مهدي نحوي، شاب عديم الخبرة لدرجة أنه كان يعتقد أن ملاك الخلاص قد أتى إليه، وخرج بفكره الساذج من السيارة كما طلبوا منه، وظل يجري مسرعًا مثل المجرم الهارب نحو مصير مجهول على أمل النجاة دون علمه بالسيناريو المخطط له. وبعد عدة لحظات، انطلق الضباط من السيارة خلفه وأمروه بالتوقف. وظل مهدي نحوي يجري مسرعًا، إلا أن الرصاص أصابه وسقط على الأرض، وشاهده العديد من الناس وهو يهرب بسرعة والضباط يلاحقونه ويأمرونه بالتوقف، إلا أنه لم يستسلم وفي حيازته أسلحة وتم ضربه بالرصاص. وأُذيع في مساء نفس اليوم في أخبار الإذاعة والتلفزيون أن عددًا كبيرًا من الناس شاهدوا هذا الاشتباك. وكان ما حدث قد تم بشكل طبيعي لدرجة أن لا أحد يشك في تلفيق سيناريو قتل مهدي نحوي”.

 

وفي الختام، يوجه المقال أصابع الاتهام لرأس نظام الملالي، حيث جاء فيه: يجب على من أصدر الأمر بتفجير ضريح الإمام رضا (عليه السلام) لقمع معارضيه أن يكون سعيدًا بإثارة الخلاف حول خديعة المؤامرة التي قام بها موظفوه. ويجب على كل من يعزز سلطته من خلال انقلاب أن يعلم أن الأمريكيين أنفسهم هم الذين افتعلوا أحداث 11 سبتمبر. ولا يمكن لمن يجلس على كرسي السلطة بالتزوير والكذب أن يكون لديه نظرة سوى هذه النظرة عن العالم وشؤونه.

 

الأب الروحي

وهكذا، يتضح أن “الزمرة المرعبة العدوانية” أو في الواقع المافيا الحكومية هي تنظيم سري في نظام حكم الملالي يتلقى أوامره مباشرة من بيت الأشباح (مقر خامنئي) والأب الروحي (عراب الإرهاب)، وتلبي ما يطلبه. ويتضح من تصريحات المعمم ذو النوري أن الأفراد المهمين في نظام الملالي لديهم علم بوجود “الزمرة المرعبة العدوانية” و “الأب الروحي”، ولكن لا أحد داخل النظام الفاشي يجرؤ على الحديث عنها؛ لأنه قد يتم اغتياله بموجب سيناريو ملفق، أو يجبروه بادئ ذي بدء في فندق دوك في بوخارست على إظهار ولائه للأب الروحي ويقتلوه ثم الاعلان عن أنه قد انتحر. وكم من قضايا الجرائم والفساد الممنهج التي تم التستر عليها ولن يتم إعادة فتحها سوى بالإطاحة بالمافيا المعممة.

 

إن موت القاضي منصوري المكتنف بالغموض أو سعيد إمامي هو مجرد شرارات خافتة من وجود هذه المافيا المتجذرة في نسيج حكم القلة في إيران.