خامنئي في الفخ النووي-دعمًا لموقف أمريكا لتمرير قرارٍ في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد نظام حكم الملالي في إيران، قدَّمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مسودة هذا القرار لممثلي الـ 35 دولة الأعضاء في هذا المجلس.
وأعربت القوى الأوربية في هذا القرار الذي سلطت كل من وكالتي الأنباء الفرنسية ورويترز الضوء عليه؛ عن قلقها العميق من عدم تقديم طهران تفسيرًا منطقيًا بشأن جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في الموقعين النوويين الإيرانيين.
وطالبت الدول الأوروبية الثلاث في مسودة القرار التي قدموها دعمًا للمواقف الأمريكية؛ نظام الحكم في إيران بالكف عن انتهاك الاتفاق النووي.
وبهذا يكون قد تم اتخاذ الخطوة الأولى في الاتجاه نحو المزيد من تعقيد ملف خامنئي النووي. وكان ظريف، وزير خارجية حكومة ولاية الفقيه قد قال قبل تقديم هذا القرار: “إن الأوروبيين قد بدأوا تحركًا خاطئًا بدعم أمريكا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأعتقد أن هذا التحرك سيؤدي إلى إرباك الجو العام”.
ويفيد تقرير وكالة “إيرنا” للأنباء أن ظريف ادعى أن: ” الملالي شرحوا لجميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إرباك الجو العام في الوضع الراهن من خلال السفير الإيراني في فيينا، وقال: نأمل أن يسود صوت العقل، وإذا لم يحدث ذلك، فلدينا بعض الحلول”.
وعلى الرغم من أن ظريف لم يقدم تفسيرًا لإجراء طهران المحتمل، بيد أنه هدد في رسالة في وقت سابق بانسحاب الحكومة الإيرانية من الاتفاق الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ في حالة تمرير القرار.
يرجى قراءة المزيد
بايدن للنظام الإيراني: انتبه! المقاومة الإيرانية: الرد اللائق لخامنئي هو سياسة العزم ولغة القوة
الفخ النووي الذي وقع فيه خامنئي
إن إجمالي التطورات التي حدثت في الملف النووي للحكومة الإيرانية بتولي بايدن مقاليد الحكم في أمريكا فسَّرت إلى حد كبير مفهوم المصيدة النووية، ونسردها فيما يلي:
1. استنادا إلى التوهم بأن بايدن ليس ترامبًا وليس من دعاة الحرب، تبنى خامنئي مبدأ الحصول على تنازلات من بايدن في أسرع وقت ممكن فيما يتعلق بتقليص العقوبات. وارتأي خامنئي أن توصيل نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة وإنتاج معدن اليورانيوم خطوتين أساسيتين في ممارسة الضغط على أمريكا.
۲. على عكس توهم خامنئي وروحاني، لم تكن إدارة بايدن بالإدارة التي في عجلة من أمرها حتى تقدم تنازلات لحكومة طهران الواقعة في المصيدة، نظرًا لأن توازن القوى لعام 2015 قد ذهب إلى غير رجعة، وساد توازن قوى جديد في المشهد السياسي الإيراني.
3. نتيجة لسياسات بايدن الاحترازية، اقتربت الحكومات الأوروبية من المواقف الأمريكية.
4. لم تجدي مهلتي طهران في 21 فبراير و 23 فبراير 2021 نفعًا، وهنا اضطر خامنئي في إطار تراجع فاضح إلى تنفيذ روح البروتوكول الإضافي على أرض الواقع.
5. والآن، إذا كان خامنئي يسعى في الخطوة التالية إلى استعراض عضلاته أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويرفض في رد فعله على قرار هذا المجلس البيان المشترك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فسوف يورط نفسه في مشكلة أكبر لا يحمد عقباها، نظرًا لأن القضية قد تأخذ مسارًا مختلفًا في مجلس الأمن.
مأزق خامنئي وتورطه التاريخي
من هذا المنطلق، لابد من القول إن خامنئي متورط حاليًا في مأزق حتمي. وإذا أراد الاستمرار في قرع طبول القنبلة الذرية، فقد يتم وضع القضية النووية لحكومته أسفل الفصل الـ 7 من ميثاق الأمم المتحدة. ومن الواضح له أنه إذا تراجع فسوف يتعين عليه أن يقدم تنازلات أكبر، وهذا أمر ليس ضمن سلطة ونطاق ديكتاتورية غير شرعية.
فسرت الصحف الحكومية هذا المأزق على النحو التالي:
كتبت صحيفة “وطن إمروز” أن : “الإستراتيجية الأمريكية لم تشهد أي تغيير مقارنة بالإدارة السابقة. ويبدو أن الإستراتيجية الأمريكية هي نفسها كما هو الحال دائمًا، أي ممارسة أقصى قدر من الضغط. وفي نهاية المطاف يتم ضم قضيتي الصواريخ والتدخلات الإقليمية في فرن الاتفاق النووي الساخن”.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “آفتاب يزد” أيضًا أن : “السلوك الأمريكي لبايدن هو في الأساس امتداد للسلوك الأمريكي لترامب. وستواصل أمريكا على الدوام الاستفادة من بعض نقاط الارتكاز، من قبيل العقوبات ومجلس الأمن الدولي والضربات العسكرية.