خيار العراق الوطني– لاتبدو الامور تسير بصورة طبيعية في العراق مع مضي مصطفى الکاظمي قدما في سياسته التي أعلنها بصدد فرض سيادة الدولة والحد من نشاط المجموعات المسلحة التي تنشط خارج سلطة الدولة، مع مٶشرات تدل على عزم الميليشيات وأحزاب تدور في فلك نظام الجمهورية الاسلامية على القيام بتنفيذ مخططات تسير بالضد وعلى العکس مما يريده ويبتغيه الکاظمي، ولايجب أبدا التعجب من هذه الحالة لأنه ليس من السهل على النظام الايراني وعلى أذرعه في العراق أن يتخلون عن المساحة غير العادية من النفوذ والهيمنة التي يحظون بها.
وکالات
الاحداث والتطورات التي حدثت في الفترات الاخيرة من تفجيرات وإغتيالات وماإليها الى جانب إندلاع نزاعات عشائرية، والتي تزامنت مع قيام حکومة الکاظمي بإجراءات تسير بإتجاه لجم وتحديد دور الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة، لم تکن مجدر صدف بل إنها کانت بمثابة رسائل تحد للکاظمي تٶکد له بأن هناك الاسوأ بإنتظاره لو إستمر على نهجه هذا، لکن الذي يلفت الانظار إن الکاظمي وعلى عکس سلفه حيدر العبادي، لم يخضع لتلك التهديدات ويبدو واضحا إنه يراهن على ثلاثة عوامل أساسية في عدم خضوعه وهي:
ـ إنه يعلم جيدا بأن الشعب العراقي بکافة مکوناته وشرائحه تٶيده في مساعيه ليس بلجم هذه الميليشيات وإنما حتى تحديد النفوذ المشبوه وغير المقبول للنظام الايراني في العراق.
ـ إنه يعلم جيدا بأن البلدان الغربية وبشکل خاص الولايات المتحدة الامريکية تقف الى جانبه وتدعمه بهذا الصدد وإنها تقف ضده لو سار على عکس هذا الاتجاه.
ـ إنه يعلم بأن النظام الايراني في أضعف حالاته وإن هناك رفض شعبي واسع النطاق ضد من جانب الشعب الايراني وإن ماتفعله هذه الميليشيات والاحزاب التابعة له في العراق إنما مناورات وتهديدات ذات طابع إعلامي ونفسي محض من أجل ثنيه عن الاستمرار في نهجه.
الميليشيات والاحزاب العميلة للنظام الايراني، لايبدوا إنهم ينتبهون للحقائق الثلاثة المهمة أعلاه ولاسيما الاوضاع السلبية في إيران وکون النظام الايراني يجلس على برميل بارود قد ينفجر به في أية لحظة ولاسيما بعد الاعترافات الرسمية الاخيرة بخصوص إن الاحتجاجات الشعبية خلال هذه السنة قدتضاعفت 3 مرات أکثر من العام الماضي، کما إن دور ومکانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الرئيسية في إيران)، قد تزايد على مختلف الاصعدة وصار له دور وتأثير وحضور غير مسبوق، وإن إبقاء الساحة العراقية مفتوحة أمام هذه الميليشيات والاحزاب العميلة إنما يعني جعل مصير العراق وشعبه مرتبطا بالمصير المجهول لهذا النظام، ولذلك فإن خيار العراق الوطني هو فك إرتباطه عن النظام الايراني.