الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

“شبكة منظمة.. وثلاث ركائز”.. إيران توسع نفوذها في أميركا اللاتينية 

انضموا إلى الحركة العالمية

"شبكة منظمة.. وثلاث ركائز".. إيران توسع نفوذها في أميركا اللاتينية

“شبكة منظمة.. وثلاث ركائز”.. إيران توسع نفوذها في أميركا اللاتينية 

“شبكة منظمة.. وثلاث ركائز”.. إيران توسع نفوذها في أميركا اللاتينية 
 

 

الحرة / ترجمات – واشنطن

“شبكة منظمة.. وثلاث ركائز”.. إيران توسع نفوذها في أميركا اللاتينية  – أحد متمردي حركة فارك الكولومبية يمسك بصورة سليماني..تقرير يكشف كيفية استخدام إيران لمراكزها الثقافية لتوسيع نفوذها 

 

بنت إيران شبكة منظمة من المراكز الثقافية والمساجد في أميركا اللاتينية، عادة ما يديرها مواطنون محليون دخلوا الإسلام وتدربوا في إيران، بهدف استقطاب مواطنين آخرين من دولهم وتوسيع تأثير إيران في المنطقة.

 

وعمليات الاستقطاب يمكن أن تتم عبر طرق عدة، منها التبشير والتزاوج من المواطنين المحليين، ثم توفير تعليم مجاني للمتحولين بكافة مستلزماته من إقامة وإعاشة وترحيل. بعد ذلك يدرب المتحولون الجدد إلى الإسلام الشيعي، على القيام بالرسالة ذاتها.

 

تمويل بالكامل
إيمانويل أوتولينغي، خبير في أنشطة إيران في أميركا اللاتينية، يقول إنه “عندما يتحول الناس إلى الاسلام الشيعي، فإنهم يسافرون إلى إيران ويتم تمويل الرحلة بالكامل من قبل النظام (الإيراني). عادة ما تكون رحلة لمدة شهرين حيث يأخذون دروسا، ويرون الثقافة الإيرانية [الدينية]، والمواقع المقدسة، أو ساحات المعارك في الحرب العراقية الإيرانية”.

 

 ويضيف الرجل الذي يعمل بمؤسسة الدفاع عن الديقراطيات: “يتم تخصيص جزء من هذه العملية لتحديد الطلاب الموهوبين لأن معظمهم يعودون أو يقيمون في قم حتى لسنوات للتدرب على أن يصبحوا رجال دين”.

 

شبكة منهجية
ويبدو أن اختيار إيران المراكز الثقافية لتوسيع نفوذها بالمنطقة، لم يكن من فراغ، فهذه الطريقة تسمح لها بالتحايل على النظم من خلال تنظيم فعاليات أو نشر نصوص باللغة الإسبانية أو نشر رسالتها على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى وسائل إعلام.

وتتكامل المراكز الثقافية في شبكة منهجية تقودها منظمة تسمى إسلام أورينت.

 

 “لديهم مجموعة كاملة من المنشورات للمجتمع من أصل إسباني، وهم ينتجون بأغلبية ساحقة باللغة الإسبانية ولكنهم بدأوا أيضا في النشر باللغة البرتغالية. وهذه المنشورات مثيرة للإعجاب. لديهم مجلة ربع سنوية في التاريخ أو الفلسفة أو أصول الدين كما لديهم منشورات للأطفال تدعى Los Angelitos” يقول أوتولينغي.

 

محسن رباني
ويقع مقر المنظمة في قم ويقودها محسن رباني، أحد الأشخاص القياديين في العمليات الإيرانية في أميركا اللاتينية الذين قدموا إلى الأرجنتين في بداية الثمانينيات لنشر رسالة الثورة الإسلامية. 

 

ووفقا للسلطات القضائية الأرجنتينية، فقد تورط محسن رباني في تفجير مركز الجالية اليهودية (AMIA) في بوينس آيرس في عام 1994. واستنادا إلى التحقيقات، أصدرت الحكومة الأرجنتينية مذكرة اعتقال دولية بحق رباني، ما أجبره على مغادرة الأرجنتين والعودة إلى إيران.

 

سهيل الأسد
لكن قبل انتقاله لإيران، قام رباني بعمليات ناجحة في رسالته التبشيرية، بتوجيه العديد من المتحولين ومساعدتهم على تعزيز دينهم.

كما طور علاقة قوية بشكل خاص مع السليل اللبناني الأرجنتيني المولد، سهيل الأسد، الذي أصبح لاحقا أحد أبرز الشخصيات في حملة الدعاية الإيرانية، ليس في الأرجنتين فحسب بل في أميركا اللاتينية.

 

لقد أصبح الأسد وجه الدعاية الإيرانية في المنطقة من خلال استضافة العديد من البرامج الدينية التي تم بثها على HispanTV، واستضاف سلسلة وثائقية حول المتحولين المسلمين في العديد من البلدان في القارة اللاتينية.

 

ووفقا لمصادر مفتوحة، فقد وضع الأسد الأسس لأكثر من 20 مركزا إسلاميا في أميركا اللاتينية، وزار أكثر من 80 جامعة، محاضرا عن الثورة الإسلامية في إيران أو عن الإسلام الشيعي.

 

وبهذه الطريقة، أصبح الأسد حلقة وصل مهمة بين المراكز الثقافية المحلية والمنظمة الراعية في قم (إسلام أورينت). 

ويتم تعزيز هذا الاتصال أيضا من خلال مركز التبادل الثقافي الإيراني الأميركي اللاتيني، الذي أنشأته إسلام أورينت في  كاراكاس عاصمة فنزويلا.

 

وبسبب الدور الذي يلعبه الأسد، فهو موضوع على قوائم مراقبة الإرهاب الدولية، وقد منع من دخول بعض الدول، من بينها المكسيك.

والأسد هو أيضا صهر عبد الكريم باز، رجل الدين الأرجنتيني الذي خلف رباني في مسجد التوحيد في بوينس آيرس. 

وبحسب إيمانويل أوتولينغي “يُقال إنه (باز) مسؤول عن مرافقة الأسد سرا من أميركا اللاتينية إلى إيران”.

وقد ساعد في إنشاء العديد من المراكز الثقافية في تشيلي وبوليفيا. 

 

ما وراء الإسبانية
ومع ذلك، تمتد العملية الإيرانية في أميركا اللاتينية إلى ما وراء العالم الناطق بالإسبانية. 

 

في العاصمة البرازيلية ساو باولو، من الممكن العثور على العديد من المراكز الثقافية الإيرانية، بينها منظمة دينية إسلامية خيرية، ومركز أريسالا، ويديرهما رجل دين عراقي يسمى الشيخ طالب حسين الخزرجي.

 

ويقول أوتولينغي إن “الخزرجي متورط في شبكة إيران منذ أوائل الثمانينيات. قبل مجيئه إلى ساو باولو عام 1989، كان في تنزانيا”. 

 

وقد ورد اسم الخزرجي  أيضا في وثائق التحقيق الخاصة بهجوم 1994 في بوينس آيرس باعتباره “موظفا في الحكومة الإيرانية قام بتجنيد المؤمنين لتقريبهم من طهران”، حسب أوتولينغي.

 

بلال محسن وهبي، هو شخصية أخرى كانت تعمل إلى جانب الخزرجي، وقد فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات قبل عشر سنوات، بصفته “الممثل الرئيسي لحزب الله في أميركا اللاتينية”.

 

ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية “فقد نقل المعلومات والتوجيهات بين قادة حزب الله في لبنان وعناصر حزب الله في أميركا الجنوبية”.

 

استراتيجية منظمة
تمتلك إيران استراتيجية مفصلة ومنظمة للغاية لتوسيع نفوذها. ويقوم النظام الثقافي على ثلاث ركائز مرتبطة ببعض التسلسل الهرمي. 

 

من قم، تقود إسلام أورينت الشبكة في أميركا اللاتينية عبر مركزها التشغيلي للتبادل الثقافي بين إيران وأميركا اللاتينية ومقره كاراكاس. ترتبط هاتان المنظمتان بالمراكز الثقافية المحلية ويقودهما عادة السكان المحليون الذين تم تجنيدهم من قبل أحد المبشرين أو رجال الدين مثل محسن رباني أو سهيل الأسد أو طالب الخزرجي.

 

وفقًا لإيمانويل أوتولينغي، فإنهم ناجحون في عملياتهم، فهم “لا يستقطبون الجميع. عملية الاستقطاب بطيئة للغاية، فهم يقومون بفحص الأشخاص بعناية فائقة قبل أن ينضموا إليهم. لذا، فإنهم لا يجندون عشرات الآلاف من الناس، لكنهم على الأرجح بالمئات. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يستقطبونهم، يميلون إلى أن يكونوا مؤمنين حقيقيين، فهم يحتاجون إليهم مدى الحياة لكسب المجتمع المدني ببطء”.