ضغط داخلي وخارجي غير مسبوق على طهران- لاتبدو هناك من أية بارقة أمل تبدو في الافق لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل سياق الاحداث والتطورات الداخلية والخارجية والتي تسير کلها بإتجاه التضييق عليه أکثر من أي وقت آخر، ولاسيما بعد أن توضح الطابع العدواني لهذا النظام وعدم إمکانية التعايش السلمي معه ومايضمره من نوايا شريرة مشبوهة، بل وإن الشعب الايراني قبل شعوب المنطقة والعالم قد يأس من هذا النظام ولم يعد يقبل به والدليل العملي الملوس على ذلك هو تصاعد الاحتجاجات بوتائر غير عادية بحيث صار القادة والمسٶولون في النظام أنفسهم يحذرون من ذلك، مع ملاحظة إن إنتفاضة أواخر عام 2017 بشکل خاص قد إندلعت بعد تصاعد الاحتجاجات بصورة غير عادية وتمخضها عن تلك الانتفاضة.
النقطة المهمة جدا والتي يجب ملاحظتها وأخذها بنظر الاعتبار، هي إن مواقف المقاومة الايرانية ومايصدر صار يٶخذ بنظر الاعتبار من جانب العالم بصور وأشکال مختلفة ولعل تبني العديد من الامور والطروحات والمطالب التي طرحتها المقاومة الايرانية أو دعت إليها أو طالبت بها بصورة رسمية من جانب العديد من الدول، يثبت ذلك بصورة عملية، ولعل ماقد طالبت ودعت إليه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في المٶتمر الدولي الاخير الذي إنعقد عشية انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 18 من الشهر الجاري حيث قالت:” حقوق الإنسان لجميع أبناء الشعب الإيراني، وفرض عقوبات شاملة على الدكتاتورية الدينية والاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني وکفاح المنتفضين من أجل الحرية”وأضافت:” يجب أن يحال ملف مجزرة عام 1988 ومجزرة نوفمبر 2019 إلى مجلس الأمن الدولي. كفى استمرار الحصانة لخامنئي وقادة هذا النظام. يجب تقديمهم إلى العدالة”، وإن رفع سقف مطالب المقاومة الايرانية ووصولها الى حد المطالبة الصريحة برفع الحصانة عن الولي الفقيه وقادة النظام وتقديمهم للمحاکمة على ماإرتکبوه من جرائم وإنتهاکات بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم، يعني بأن الامور والاوضاع فيما يتعلق بالقضية الايرانية في تطور غير عادي، إذ إن النظام وبعد أن وصل الى طريق مسدود مع الشعب الايراني ولامجال للمناورة والمساومة بهذا الصدد، فإن النظام وفي ظل المطالب الاساسية التي يريدها ويطالب بها المجتمع الدولي منه فإن إتفاقه أو عدم إتفاقه سيان، ذلك إن المطالب المطروحة لم تعد کما کان الحال أبان عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما حيث ليس هناك من مجال لکي يناور ويساوم بل إن مايطلب منه هذه المرة يختلف عن المرات السابقة تماما، ولأنه يعلم بأن إنصياعه لتلك المطالب يعني إستسلام وخضوع غير مباشر.
کاتب:محمد حسين المياحي
المصدر:موقع بحزاني نت