عام من القرارات الصعبة فيما بعد كورونا إلى جانب الانتفاضة والثورة
عام من القرارات الصعبة فيما بعد كورونا إلى جانب الانتفاضة والثورة – لقد اتخذت الأزمة الاقتصادية الفادحة التي يعاني منها نظام الملالي في عام 2020 في ظل تفاقم مرض كورونا أبعادًا جديدة لدرجة أن أفق الأزمات والانتفاضات الاجتماعية الضخمة بث الرعب في قلوب قادة نظام الملالي. وترجع محاولة حسن روحاني عديمة الجدوى إلى تطبيع الأوضاع وتشغيل عجلة الاقتصاد في البلاد لدرجة التضحية بأرواح عشرات الآلاف من المواطنين المصابين بفيروس كورونا إلى الرعب الذي انتاب كبار وصغار المسؤولين في نظام الملالي من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحرج في البلاد في عام 2020. ويمكن إدراك هذا القلق بوضوح بالإضافة إلى القرارات المتناقضة للمسؤولين في الحكومة في كتابات وأحاديث العديد من المسؤولين والمنظرين في نظام الملالي. وفي مقال بعنوان “عام القرارات الصعبة” صوّر أحد من يُسموا بالباحثين في نظام الملالي الوضع المتأزم الذي عاشه هذا النظام الفاشي في عام 2019 وأفق الإطاحة في عام 2020.
وكتب قادر باستاني، الذي بدأ الكتابة كباحث في صحيفة ” شرق” في بداية مقاله حول تطلعات نظام الملالي التي تبددت: “يا له من أحلام نقية كانت لدينا لعام 2020. فهذه السنة هي السنة الأخيرة من القرن الشمسي الرابع عشر، ولم يتبق سوى خطوة واحدة على القرن الذي نتوقع فيه ازدهار شجرة تطلعاتنا”.
وفي الجلسة العلنية لمجلس شورى الملالي المنعقدة في يوم الثلاثاء الموافق 7 أبريل 2020 ، حذر العديد من الأعضاء كل بأسلوبه من تدهور الأوضاع الاقتصادية وعواقبها الوخيمة.
وقال محمد مهدي زاهدي، رئيس لجنة التعليم والبحوث بالمجلس: “إن الأوضاع فيما بعد كورونا تمثل تهديدًا اجتماعيًا وأمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا للبلاد، ولكن للأسف قد تم تجاهلها، ويحمل تجاهل الأوضاع فيما بعد كورونا في طياته عواقب وخيمة للبلاد”.
وقال عزيز أكبريان، رئيس لجنة الصناعات والتعدين بمجلس شورى الملالي: “إن الاستمرار في إغلاق الصناعات سمٌ خطير، ويجب على الحكومة ومجلس شورى الملالي أن يفكروا فيما بعد كورونا. وإذا لم يتم تفعيل عجلة الإنتاج والاقتصاد والصناعة في البلاد بمرور الوقت، فسوف تتلاشى في المستقبل”.
وقال مهرداد لاهوتي، ممثل لنكرود في مجلس شورى الملالي: “نحن نعاني الآن من ركود تضخمي. والظروف الحالية أدت إلى تفاقم الركود التضخمي، وعلى أي حال لا ينبغي لنا أن نخدع أنفسنا، فميزانية هذا العام، بنفس الموارد المتوقعة تبلغ حوالي 100 ألف مليار تومان، ولدينا عجز في الميزانية”.
وقال شادمهر كاظم زادة، ممثل دهلران في مجلس شورى الملالي: “هذه الخطة (خطة الطوارئ الملحة لإغلاق البلاد لمدة شهر) انتحار خوفًا من الموت، وإغلاق البلاد بأكمله لمدة شهر يتعارض مع مختلف المصالح”.
وكانت الجلسة العلنية لمجلس شورى الملالي المنعقدة يوم الثلاثاء الموافق 7 أبريل 2020 مرآة للمشهد الكامل لخوف وقلق جميع عناصر نظام الملالي من المستقبل المظلم لنظام الحكم في العام الجديد.
وأشار العديد من الأعضاء إلى قضية تشابك الأزمات الاجتماعية التي أدت في ذروتها إلى اندلاع انتفاضتي نوفمبر وديسمبر 2019، إلى جانب الأزمة الاقتصادية. وهذا التشابك بين الأزمات من شأنه أن يؤدي إلى انفجار اجتماعي في عام 2020.
كما قال قادر باستاني، الباحث الحكومي الذي لا يروق له أن يعترف بتأثير الانتفاضات الشعبية واستمرار المقاومة الشعبية ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه: ” الحديث حول السبب في عدم تحقيق أحلامنا وإلى أي مدى اقتربنا من تحقيقها أمر آخر”.
لقد غرست انتفاضتي شهري نوفمبر 2019 ويناير 2020 الواسعتين النطاق في جميع أنحاء البلاد والشعارات الشعبية التخريبية مثل “كل هذه السنوات من جرائم الموت مسؤولية ولاية الفقيه” الخوف والرعب في قلوب جميع المتورطين وقادة نظام الملالي. كما كتب الباحث المذكور مشيرًا إلى “عام القرارات الصعبة” : ” إن عام 2020 سيكون عامًا تاريخيًا بالنسبة لنا”. وإذا ألقينا نظرة فاحصة على العام الماضي نجد أننا قد تجاوزنا أحداثًا متوقعة. حيث وصلت العلاقة بين الحكومة والشعب إلى مرحلة حرجة. فأحداث شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي وامتداد المغامرة في المدن والقرى والشعارات التي تم ترديدها وكذلك طريقة المشاركة في انتخابات فبراير 2020 خلقت ظروفًا يستوجب الخروج منها اتخاذ قرارات صعبة وغير ذلك. ولم تعد للوعود بعلاج المشاكل تأثير كبير”.
لكن ما هي الحقيقة؟ الحقيقة هي أن المقاومة الشعبية استطاعت في عام 2019 أن تحاصر نظام الملالي جيدًا في العقوبات من الخارج وأن توجه له ضربات قاصمة من الداخل من خلال الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت البلاد. ومما لا شك فيه أن المقاومة الإيرانية سوف توجه الضربة القاضية لجسد ولاية الفقيه الهرم اعتمادًا على الإرادة القوية للشعب المضطهد وغضبه المكبوت من قمع نظام الملالي وفساده وانحطاطه؛ في عام 2020 الذي يعتبره هذا النظام الفاشي “عام القرارات الصعبة”. وسوف تحقق المقاومة الإيرانية الحرية والازدهار والعدالة والرخاء للشعب الإيراني.