الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

عدم توازن نظام الملالي في إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين

انضموا إلى الحركة العالمية

عدم توازن نظام الملالي في إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين ودور انتفاضة الشعب

عدم توازن نظام الملالي في إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين

عدم توازن نظام الملالي في إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين

ودور انتفاضة الشعب

 

نظرة عامة على إطلاق نظام الملالي للصواريخ على الطائرة المدينة والقواعد الأمريكية في العراق

بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*

عدم توازن نظام الملالي في إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين – على الرغم من أن نظام الملالي يشهد أضعف مرحلة له بهلاك الجلاد قاسم سليماني، إلا أن هذا الأمر اتضح عندما قام هذا النظام بعد خمسة أيام من هلاك الجلاد المشار إليه بإطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين بهدف “الانتقام الشديد”. أحدهما إطلاق الصواريخ على الطائرة المدنية الأوكرانية في طهران والآخر أطلاق الصواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق.

إن إطلاق الصواريخ في اتجاهين مختلفين كشف بوضوح عن عدم توازن النظام الحاكم في إيران وكلاهما أصبح وبالًا على نظام الملالي وزاد الطين بلة. فقصف الطائرة المدنية بالصواريخ أودى بحياة 176 راكبًا، وفي قصف القواعد الأمريكية لم يقتل أحد. لأن كل منهما رواية كافية للدلالة على الجريمة والفضيحة.

ففي الرواية الأولى: نفى نظام الملالي في البداية أي هجوم صاروخي على الطائرة وأعلن أن تحطمها ناجم عن خلل فني، وبعد ذلك أعلن أن الأمر مجرد حرب نفسيه ضده. إلا أن رؤية الخبراء تدل على أن الخلل الفني في السماء بعد وقت قصير من بدء الرحلة (بمقدار 4 دقائق) لا يمكن أن يتسبب في تحطم الطائرة في السماء قطعًا قطعًا على الإطلاق، خاصة وأنه لم يُجرى أي حوار بين الطيار وبرج المراقبة في هذا الحادث، ووقع الحادث بكل ملابساته فجأة . والشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أن وزير الطرق والتنمية الحضرية في نظام الملالي أعلن عن أنه لن يتم تسليم الصندوق الأسود للطائرة للشركة المصنعه أو أي دولة أخرى، وبالإضافة إلى ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا لم يؤجل نظام الملالي رحلات الطيران المدني في المطارات بعد قصف القواعد الأمريكية في العراق؟

وورد في الرواية الثانية: في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 8 يناير 2020، شن نظام الملالي هجومًا على موقع استقرار القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد بالقرب من بغداد بإطلاق العديد من الصواريخ. وأعلنت قوات حرس نظام الملالي في بعض البيانات عن قتل 80 أمريكيا وإصابة 200 شخص خلال هذا الهجوم. ولكن الواقع شيء آخر. حيث تقول مختلف المصادر أنه لم يُقتل أحد خلال هذا القصف.

ومن المثير للسخرية هو أن الملالي ونظامهم ووليهم الفقيه المسمى بالقوي أبلغوا عميلهم في العراق رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي قبل إطلاق الصواريخ لكي يقوم بدوره بإخطار الأمريكيين بوقوع الهجوم حتى يتوخي الأمريكيون الحذر ولا يُصب منهم أحد بأذى. ويهدف نظام الملالي من وراء إطلاق الصواريخ إلى أن يرفع الروح المعنوية المحبطة التي أصابت قواته داخل إيران بالادعاء بأنه انتقم بشدة من أمريكا. بعد ذلك، أعلن وزير خارجية الملالي، محمد جواد ظريف، أنه قدم تم اتخاذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم”.

النتيجة الأولى: يعتبر استهداف أمريكا لقاسم سليماني، الرجل الثاني في نظام الملالي الذي يحافظ على العمق الاستراتيجي لهذا النظام، ضربة قاصمة لوجود النظام الفاشي وتطورًا كبيرًا في مسار الإطاحة بهذا النظام. وهي خطوة يرجع الفضل فيها إلى انتفاضة الشعب الإيراني والدور الفريد للمقاومة الإيرانية ليس إلا.

النتيجة الثانية: إن اتخاذ موقف حاسم ضد نظام الملالي هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا النظام الدموي المرتعش وغير الشرعي، وفي ضوء هذا النهج، نجد هذا النظام أكثر جبنًا وهشاشةً عما قد يكون قد تشكل في الأذهان، على عكس استعراض العضلات المزيف لنظام الملالي وجعجعته وتبجحاته الدعائية.

النتيجة الثالثة: إن ارتكاب المذابح في حق الشعب وإطلاق الصواريخ على الطائرة المدنية، وإخطار الولي الفقيه القوات الأمريكية قبل إطلاق الصواريخ على القواعد الأمريكية في عين الأسد في بغداد لا يدل سوى على ضعف وخوف وجبن الملالي، وهما وجهان لعملة واحدة. وبمعنى آخر، إذا كان نظام الملالي يتقن التصريحات والحديث، إلا أنه ضعيف وجبان للغاية على أرض الواقع.

النتيجة الرابعة: إن حقائق انتفاضة الشعب الإيراني في اتحادها بالمقاومة الإيرانية وتأثيرها الذي لا يمكن إنكاره على التطورات العالمية قد تفوقت على سياسات الملالي الكاذبة وابتزازهم واستعراضهم المزيف للعضلات، وألقت بهذا النظام الفاشي في منحدر الإطاحة والزوال من على وجه الأرض.

لقد أظهر الشعب الإيراني في تصعيد آخر من انتفاضته للإطاحة بنظام الملالي في شهر نوفمبر 2019 أنه لم يكن مرهقًا ومحبطًا فحسب، بل إنه قد عقد العزم على الإطاحة بهذا النظام الفاشي، وأصبح الآن السبب الرئيسي في تسريع التطورات الإقليمية والدولية ضد نظام الملالي الديكتاتوري الإرهابي؛ وكان دويه على الولي الفقيه قويًا لدرجة أنه أربك جميع سيناريوهات على خامنئي لإطالة عمر نظامه وباتت جميع طرق خروج هذا النظام من أزمة الإطاحة به مغلقة تمامًا.

وإذا نظرنا إلى سرعة فضح أكاذيب هذا النظام في تزييف الحقائق المتعلقة بالتحطيم المتعمد للطائرة الأوكرانية، وكذلك للمغامرات السرية المتعلقة بإطلاق الصواريخ على القواعد الأمريكية، نجد أن ذلك نتيجة للسبب المشار إليه أعلاه، وهو انتفاضة الشعب الإيراني والدور الفريد الذي يقوم به البديل الديمقراطي الوحيد لنظام الملالي، أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذا ولم يعلن من فراغ على خامنئي وغيره من زعماء هذا النظام بشكل مستمر أن المقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة التابعة لها داخل إيران هي التهديد الرئيسي له. وفي ساحة أخرى خارج إيران، نجد أن جماعات الضغط التابعة لنظام الملالي في الغرب والبدلاء المزيفين يقومون في تشكيل منسق بالتعتيم على دور المقاومة الإيرانية. وبهذه الطريقة، يبقون على نظام الملالي تحت ألقاب مختلفة. ولكن هيهات أن تُحجب الشمس بالغربال.

منذ سنوات عديدة قال قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي: ” إذ صمدت المقاومة الإيرانية في نضالها ضد نظام الملالي، فإن العالم سوف يقف بجانبها ضد الملالي. ونشهد جميعًا هذه الحقيقة الآن.

@m_abdorrahman

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.