الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

عندما يكون مسؤول تحويل مسارات القطارات ثملاً والقطار محمل بالديناميت 

انضموا إلى الحركة العالمية

عندما يكون مسؤول تحويل مسارات القطارات ثملاً والقطار محمل بالديناميت / ثمالة مسؤول تحویل مسارات القطار الحامل للديناميت صنع المعجزات بأسالیب الدجل والشعوذة

عندما يكون مسؤول تحويل مسارات القطارات ثملاً والقطار محمل بالديناميت 

عندما يكون مسؤول تحويل مسارات القطارات ثملاً والقطار محمل بالديناميت 

ثمالة مسؤول تحویل مسارات القطار الحامل للديناميت

عندما يكون مسؤول تحويل مسارات القطارات ثملاً والقطار محمل بالديناميت  – صنع المعجزات بأسالیب الدجل والشعوذة

واحدة من الظواهر الغریبة في نظام ولایة الفقیه، هي ظهور صانعي المعجزات ممن كما لو کان قد أوحي لهم أنه بإمکانهم تحویل نظام یُشهد له بسجل حافل من الفساد والإجرام المنهجي طیلة 40 عاماً إلى قديس عفیف أو طفل طاهر نقي.

یعتقد هولاء، من باب المقارنة والتشبیه، أنهم یشبهون السحرة الذین استدعاهم فرعون من مختلف المدن والقری لمواجهة سیدنا موسی علیه السلام لإبطال معجزاته بأسالیبهم المعهودة من الإفك والبهتان. ولكن عندما ألقى موسی عصاه فإذا هي ثعبان ضخم یلقف حبالهم وعصیهم في رمشة عین.

 

مجربو الحظ الجدد

يبدو أنه بعدما احترقت ورقة الإصلاحیین المزیفین في نیران انتفاضة ینایر 2018، وصل الأمر إلی آخر مراحله بالنسبة لنظام ولایة الفقیه لدرجة أن بعض الخبراء الحكوميين باتوا یجربون حظهم في إمکانیة انتشال النظام والولي الفقیه من مستنقع الأزمات وإنقاذهما من منحدر السقوط الحتمي، بدلاً من بعض الشخصیات السياسية أمثال “رجل الأزمات”، “قائد الإعمار”، “صاحب الرداء الأحمر”، “آية الله صبور”، “السيد الضاحك”، “الشيخ الدبلوماسي”، “الرجل صاحب الرداء الشوكولاتي”، “شيخ الإصلاح” و”شيخ البنفسجي”.

 

أحد هولاء مجربي الحظ الجدد یُدعی “محسن رناني” الذي قدم في سلسلة من المقالات التحليلية اقتراحات لمخاطبه المفترض، علي خامنئي، تهدف إلی “فتح أفق جدیدة” أمامه تساعد جسده الموبوء والمحتضر علی البقاء لوقت أطول.

 

القطار العابر للآفاق

في مقال بعنوان “مسؤول تحویل سكك التفاوض والزلازل” کتب المدعو “رناني”، الذي یبحث عن أفق جدیدة لنجاة النظام:

 

«لقد وصل قطار الاقتصاد والسياسة في إيران إلى نهاية خط سكة الحديد، ويجب على المسؤول أیاً کان تحویل سكة القطار، وإلا فسوف يخرج القطار عن السکة ویفضي إلی ما لا یحمد عقباه» (صحیفة شرق، 28 یونیو 2020).

 

من المؤکد أن هذه العبارات تدل علی أن الحكومة التي وصلت إلی نهاية الخط، هي قطار سیخرج من خط سکة الحدید في نهایة المطاف.

بعیداً عن الدجل في هذا التعبیر، لقد مرت أعوام علی خروج قطار النظام عن مساره وبدأ السقوط في وادي الموت. الحقیقة التي یعلمها جیداً مسؤول تحویل سكة القطار کما یعلمها الرکاب الخائفین، بحیث یمکننا رسم منحنی سقوطه بحركة بطيئة. ومع ذلك، فإن النقطة المهمة في هذا المقال هي السطور التالیة:

 

«لذا فإن كل من يأتي يحوّل السكة، أي “أنه لا یجرؤ على عدم تحویلها”، لأنه يعرف ما سیحصل للقطار إذا لم یحوّل السكة.  ستدار السكة ویغير القطار اتجاهه، سواء أکان من یفعل ذلك جندياً أو مفكراً أو سیاسیاً» (المصدر نفسه).

 

ماذا إذا لم یحوّل المسؤول السكة ؟

خبير الکشف عن آفاق جدیدة لدیه الجواب فعلیاً:

«بعد فتح الأفق، لا يوجد شيء، ولا يوجد مكان نذهب إليه، إنما هناك انهیار ودمار. لذلك عندما يدخل نظام ما مرحلة فتح الأفق، لن یکون أمامه غیر خيار واحد فقط، وهو استكمال الأفق وتطويره، وإلا سيتعين عليه قبول الانهیار والدمار».

 

وما “الانهیار والدمار” إلا اسمان مستعاران لسقوط ديكتاتورية الملالي علی ید الشعب الإيراني المستعد لدفع أي ثمن مقابل ضمان مستقبل إیران عن طریق الإطاحة بالملالي ودعس عمائمهم تحت الأقدام.

 

یذکر مقال الخبیر الحکومي، علي خامنئي بأنه لا یملك سوی خیار واحد من خلال تذکیره بقوة سيف دیموقليس الانتفاضة المعلق فوق رأس الولي الفقیه، وإن لم یخضع لهذا الخيار الوحيد، سیتوجب عليه تردید قصيدة الوداع في وقت قریب:

 

«عليك تغيير أولويات حياتك وهواجسك، وتغيير نظامك الغذائي والحرکي والكلامي والمهني، إلی جانب بعض التغییرات الأخری التي إذا لم تقم بها، سوف تخسر قلبك وكليتیك وكبدك، وفجأة سیتشنج جسمك وینتهي کل شيء تحت وطأة ضغط جسدي أو عقلي مفاجئ» (المصدر نفسه).

 

التفاوض الذاتي!

اختتم الخبیر مقاله الوعظي بنسخة کتبها لمعالجة جسد النظام الموبوء وإنقاذ خامنئي المحتضر کما یکتب الطبیب نسخة لمریضه، دعاه فیها إلی “التفاوض الذاتي”.

 

الجانب الآخر من الدجل والشعوذة في المقال، هو إقامة مقارنة –عمداً أو سهواً- بین الوضع الحالي لنظام ولایة الفقیه وبین فترة فتح مدینة خرمشهر في الحرب الإيرانية العراقية، في حین أنهما أمران متناقضان للغایة.

 

يعرف خامنئي، أفضل من أي شخص آخر في نظامه، أن التفاوض مع الولايات المتحدة يعني الجثو أمام طاولة التسلیم بركبتين دامیتین. هذا وقد أصبحت الطاولة أبعد مع مرور الأیام ما یضطر دیکتاتوریة الملالي على الزحف أکثر علی رکبتیها الدامیتین للوصول إلى الطاولة، هذا ما یؤکده المقال:

 

«طالما أن الولايات المتحدة برئاسة ترامب متورطة في مشاكل كورونا واحتجاجات السود، وطالما أن ترامب الآن یتعرّض للضغط من کل الجهات، فإن هذه هي أفضل فرصة للتفاوض. یجب أن لا نفترض بأن ترامب سيفشل في الانتخابات المقبلة ونؤجل المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية وبالتالي نربط مصير مجتمع بأکمله باحتمال وهمي. دعونا لا نشك في أن التفاوض الیوم مع ترامب الضعيف سیكون أفضل من التفاوض غداً مع جو بايدن المنتصر» (المصدر نفسه).

 

جیش الشباب العاطل عن العمل والمتأهب للانفجار

اللجوء إلی أسالیب الدجل والشعوذة، “التفاوض الذاتي” و”الفرصة الذهبية” إلخ، لن تخفف الآلام المبرحة في جسد النظام الموبوء، کما لم تحل “المرونة البطولية” مشکلة من مشاکل النظام المستعصیة، ولو کانت کذلكلإ لکان الولي الفقیه نفسه أحرص علی الأخذ بها أکثر من أي شخص آخر.

 

هذه النصائح غیر مسموعة عند شخص ثمل مسؤول عن تحویل سكة القطار (محوّل جي)، هو لا یعقل من الأمر شیئاً ولا یستطیع تغییر الواقع. القطار الذي یسیر بسرعة فائقة وبمفرامل معطلة حاملاً حمولة هائلة من الديناميت، یحتاج إلی ما یؤخر موعد سقوطه في وادي الموت أکثر من حاجته إلی مسؤول متردد.

 

لو کان بالإمکان تهدئة “الجیش الجرار وعلی أهبة الانفجار من الشباب العاطلین عن العمل” وثنیه عن فکرة الحراك والانتفاضة عبر تقدیم النصح والخطب الوعظیة له وإقناعه بأسالیب الترغیب والمماطلة، لکان الملالي المتمعنون بالخداع والمواربة أکثر قدرة علی فعل ذلك من غیرهم خاصة من ذلك الرجل المتملق المتشدق بفتح آفاق جدیدة.

 

الحقیقة أن الانتفاضة المتربصة والمتغلغلة في نسیج المجتمع وخلایاه العصبیة المتحفزة، هي بمثابة عصا موسی وستبتلع کل تلك الحلول والوصفات العلاجیة المراوغة بمجرد أن تلقی في أرض الواقع.