غاب عن اللقاء السنوي مع خامنئي.. ما مهمة إسماعيل قاآني في العراق؟
المصدر: الحرة
إسماعيل قاآني القائد الجديد لفيلق القدس للحرس الثوري
غاب عن اللقاء السنوي مع خامنئي.. ما مهمة إسماعيل قاآني في العراق؟ – لاحظت وسائل الإعلام الإيرانية، غياب إسماعيل قاآني القائد الجديد لفيلق القدس للحرس الثوري، عن احتفال “الفاطمية” السنوي الذي يعقده المرشد الأعلى علي خامنئي.
وهذا الاحتفال، يقام في ذكرى وفاة السيدة فاطمة بنت النبي محمد، ويستمر لمدة 4 ليال، ويحضر كبار المسؤولين وكبار القادة العسكريين في إيران، إحدى هذه الليالي الأربع.
وكان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، الذي قٌتل في غارة أميركية في العراق في 3 يناير الماضي، دائم الحضور لهذه الاحتفالات.
ووفقاً لموقع “iranwire” فإن غياب قاآني يعني أنه في مهمة غير معلنة، ربما يكون في سوريا أو العراق أو أفغانستان.
وكان المرشد الأعلى الإيرانيعلي خامنئي قد أمر قاآني في بيان تعيينه، أن يتبع بدقة جميع سياسات وخطط سليماني.
وأشار الموقع الإيراني المعارض إلى أنه في عهد سليماني، قاد قاآني الميلشيات المدعومة من إيران في اليمن وأفغانستان ولبنان وفلسطين وأجزاء من أفريقيا، وأضاف أنه لم يُسمع سوى القليل عن دوره في النزاعات المسلحة في العراق أو سوريا، لأن القائد في هذه البلدان كان في البداية الجنرال حسين حمداني الذي قتل في أكتوبر 2015 في حلب، ثم بعد ذلك في يد سليماني نفسه.
مهمة قاآني
وذكر الموقع أن مهمة قاآني الأساسية هي تهديد القوات الأميركية في كل من العراق وأفغانستان، ومحاولة إجبار الولايات المتحدة على سحب قواتها من هذين البلدين، وهي نفس المهمة التي عُهد بها إلى سليماني من قبل ولكن فشل في تنفيذها.
أما عن خبرة قاني في العراق وسوريا، فقد أكد الموقع إلى أنه خلال حرب 1980-1988 بين إيران والعراق، اكتسب قاآني بعض الخبرة في الحرب خارج الحدود الإقليمية داخل الأراضي العراقية، ولكن في السنوات اللاحقة، تم تعيينه في أفغانستان واليمن، وبالتالي، فهو يفتقر إلى الخبرة اللازمة لمواجهة تحديات تحقيق أهداف طهران في العراق.
تحديات قاآني
والتحدي الأول الذي يواجه القائد الجديد لفيلق القدس، في العراق هو بناء علاقات وثيقة مع ما لا يقل عن 50 ميليشيا شيعية عراقية، وكان سليماني قد لعب دوراً بارزاً في تأسيسها وتنظيمها، لكنه فشل في توحيدها.
أما التحدي الثاني فهو إنشاء خطوط اتصال مع هذه الجماعات، وتعزيز موقعه كقائد لهذه الميلشيات، بحسب الموقع.
مهدي بختياري، المحلل العسكري المقرب من الحرس الثوري، بدوره أكد ضمنيًا على هذه التحديات، مشيراً إلى أنه بسبب مهامهم خارج الحدود الإقليمية، يجب أن يتمتع أعضاء فيلق القدس بمزاج دبلوماسي وقدرة عاطفية على بناء علاقات مع الآخرين، وأضاف أن قاآني شخصية مختلفة عن سليماني، ومن الممكن أن يغير في استراتيجية طهران خارج الحدود.
وبالنسبة للتحدي الثالث لقاآني، فهو التنسيق والعمل مع فريق سليماني في العراق وفي فيلق القدس، فبالإضافة إلى أعضاء الحرس الثوري في العراق، يوجد أكثر من 100 شركة إيرانية تجارية، وقد تم تكليف عدد منها بتجاوز العقوبات الدولية المفروضة على طهران تحت إشراف الحرس الثوري.
كما سيواجه قاآني تحديات كبيرة أخرى لأنه يفتقر إلى الكاريزما والشخصية التي يتمتع بها سليماني، وأمامه طريق طويل لتوطيد موقفه داخل فيلق القدس وغيرها من الجماعات التي تدعمها إيران في المنطقة.
قائد الظل
وفي إيران، يُعرف قاآني بأنه القائد الذي يعمل في الخفاء، لذا أُطلق عليه لقب “قائد الظل”.
من جانبه، قال أفشون أوستوفار، أستاذ مساعد في شؤون الأمن القومي بالمدرسة الأميركية للدراسات البحرية العليا: “إنه لن يكون قاآني مركز الاهتمام، ولم يرغب الحرس الثوري في لفت الانتباه إليه”.
وأشار أوستوفار إلى أنه يعتقد أن مكانة سليماني ربما كانت سبباً وراء اغتياله، وقال “ينبغي لنا أن نتوقع أن يصبح قاآني هو قائد الظل الحقيقي في إيران”.
بدوره، توقع العميد علي فدوي، نائب منسق الحرس الثوري، تغييرات في طريقة عمل فيلق القدس، بعد تولي قاآني.