الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

كورونا ومشهد انتفاضة الجماهير الحتمية

انضموا إلى الحركة العالمية

كورونا ومشهد انتفاضة الجماهير الحتمية

كورونا ومشهد انتفاضة الجماهير الحتمية

كورونا ومشهد انتفاضة الجماهير الحتمية

 

 

كورونا ومشهد انتفاضة الجماهير الحتمية – ما يحدث في إيران اليوم هو صراع من ظاهرتين متناقضتين إلى حد بعيد، هما محاولة الشعب للبقاء ومحاولة الحكومة للبقاء. وهو المفارقة المدهشة التي تؤدي إلى تشكيل مستقبل إيران. واضطرت الحكومة إلى الاعتراف بأنها تفضل بقاءها على حساب أرواح أبناء الوطن. وأدرك الناس بشكل يدعو للأسف الشديد أن بقائهم الفيزيائي مرهون بالإطاحة بنظام الحكم.

 

حجم تفشي وباء كورونا في البلاد

أعلنت وزارة الصحة معترفة بتسجيل خسائر بشرية فادحة تقدر بوفاة 200 فرد في اليوم الواحد؛ أن ٢٠ محافظة في البلاد تعيش في وضع منذر بالخطر من وصول تفشي وباء كورونا إلى الذروة، حيث ارتفع عدد الوفيات بين الشباب المصابين بالفيروس في أصفهان، وتضاعف عدد المرضى في المستشفيات بمقدار 3 أضعاف، واستنادًا إلى ما قاله محافظ كرمانشاه، يتوفى أحد أهالي المحافظة كل 3 ساعات ونصف جراء الإصابة بفيروس كورونا. هذا ويشغل المرضى المصابون بفيروس كورونا ربع أسرة المستشفيات في طهران، ودعا قائد مقر مكافحة كورونا في طهران إلى استئناف تطبيق القيود في العاصمة. وأعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، المعارضة الرئيسية للحكومة الإيرانية، في أحدث إحصاء للخسائر البشرية أن عدد الوفيات يبلغ 67,000 شخصًا، كما أن مصلحة السجل المدني الإيرانية نشرت بعد فترة طويلة على موقعها يوم الأربعاء الموافق 8 يوليو 2020 إحصاءً بعدد الوفيات في الربع الثاني من العام الحالي 2020 يفيد أن عدد الوفيات في الفترة المذكورة لا يقل عن 20,000 شخصًا، أي ما يربو عن متوسط الوفيات خلال السنوات الخمس الماضية، وبوضع تراجع عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث في الفترة المشار إليها في الاعتبار، فإن الخسائر البشرية الحقيقية بسبب وباء كورونا تبلغ ضعف الإحصاء الرسمي.

 

الاعتراف بالفشل

قال نمكي، وزير الصحة في حكومة روحاني، في الاجتماع الطارئ لمقر قيادة إدارة وباء كورونا المنعقد في 8 يوليو 2020 في العاصمة طهران: “لم أقف أمام الكاميرا لفترة طويلة، لأنني كنت منزعجًا ومكتئبًا وعصبيًا”. وقال معترفًا بأنهم كانوا يدركون في حكومة روحاني حجم الكارثة التي سيسفر عنها استئناف العودة إلى العمل:  ” إن تعرضنا للخسائر بسبب وباء كورونا لا يرجع إلى عدم علمنا بأن استئناف العودة إلى العمل سيزيد من الخسائر ولا يرجع إلى قدرنا، بل يرجع إلى ضعفنا وخضوعنا لاقتصاد لا رجاء فيه أكثر من ذلك. وبذلك يكون قد اعترف بأن المنحى الذي تمضي فيه الحكومة قدمًا لإلحاق خسائر بشرية فادحة بأبناء الشعب الإيراني تلبية لأوامر خامنئي لم يكن قضاءً وقدرًا، بل يرجع إلى رفض نظام الملالي دفع تكاليف حجر أبناء الوطن صحيًا أسوة بالبلدان الأخرى. 

 

وفي وقت سابق وصف الحجر الصحي في تبريره لرفض الولي الفقيه توفير سبل العيش للشعب بأنه أسلوب من أساليب القرون الوسطى. واعترف هذه المرة بمنح 30 في المائة فقط لوزارة الصحة والعلاج من المليار يورو التي يُزعم أن خامنئي خصصها لمكافحة وباء كورونا، مستشهدًا بأمثلة عن البلدان الأخرى التي خصصت كل منها عشرات ومئات المليارات من الدولارات لضمان صحة الناس وسبل عيشهم.

 

الانتفاضة المتوقعة

وفي حين أن نمكي يلقي باللوم على الفقراء والمحتاجين كشف النقاب عن السبب الرئيسي وراء هذه الاحتجاجات وقال مشيرًا إلى تقرير الأجهزة الأمنية: ” إن اتجاه الناس نحو الانتفاضة بسبب الفقر والعوز لأمر خطير جدًا”، وحث القوات الأمنية والعسكرية والشرطية على التفكير في الحيلولة دون اندلاع الانتفاضة.

 

والجدير بالذكر أن نمكي ليس الوحيد الذي تنتابه الهواجس من مشهد انتفاضة الجماهير المطحونة بسبب تفشي وباء كورونا والفقر والفساد والدمار، ومن تحرك جيش العاطلين عن العمل والجياع الضخم. إذ نجد أن حناجي، رئيس بلدية طهران أيضًا يحذر في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الفرنسية من الاستياء الشديد للشعب من نظام الحكم. 

 

وكتبت صحيفة “اقتصاد سرآمد” في 5 يوليو 2020: ” إن البلاد تمر بأيام غريبة في الوقت الراهن، حيث توجد انفجارات غريبة في كل شيء وفي كل مجالات الحياة لدرجة أن العقول الأكثر تفتقًا أيضًا تهلوس في بعض الأحيان وتتساءل: ماذا يحدث؟ وما هو الأمر؟ ولماذا باتت الأوضاع في البلاد كما لو أننا فقدنا زمام الأمور في كل شيء؟

 

كما كتبت صحيفة “مستقل” في 5 يوليو 2020: ” إن ما يقلق إيران في صيف عام 2020 هو الانتفاضات الحضرية. ويجب أن نكون قلقين بسبب الفقر المتفشي على نطاق واسع وتفشي وباء كورونا والفقراء المغلوبين على أمرهم الذين لم نجد حلًا لهم حتى الآن”. 

 

وبناءً عليه، فإن ما يحدث الآن في كل ركن من أركان إيران هو الانتفاضة الحتمية التي كانت متوقعه، وقد نضجت الآن بشكل أكثر وضوحًا وسوف تكتب مصير هذا الوطن مرة أخرى.