ماذا يجري في وطني إيران؟
الفيضان في إيران
ماذا يجري في وطني إيران؟ – ” نشاهد في هذا العصر على وجه التحديد الزمان مدبِرا بكل مكان. وكأن الغدر أصبح مستيقظًا وأصبح الوفاء نائمًا، وكأَن العدل أصبح ذابلًا والشر نضيًرا، وكأن العلم أصبح مستورًا، وأصبح الجهل منشورًا، وكأن الغي أقبل ضاحكًا، وأدبر الرشد باكيًا، وكأن الكرامةَ قد سُلِبت من الصالحين وتوخي بها الأشرار، وكأن الحق ولى عاثرًا وأصبح العدوان قد جرى سبيله، والإنصاف بائسًا والباطل مستعليًا، والهوى بالحكام موَكلًا، والمظلوم بالخسف مقِرًا، والظالم لنفسه فيه مستطيلًا، والطريق مشروع والعالم غادر بهذه المعاني المبهجة وتحقيق السعادة “.
(كليلة ودمينة، باب برزويه الطبيب)
فالفيضانات، ودمار القرى المنكوبة بالزلزال والغلاء والبطالة والعديد من المشارح المكتظة بجثث ضحايا طريق الحرية، وفيروس كورونا، والضحايا والعزل، وغيرهم. نقلًا عن سعيد سلطانبور “ماذا يحدث لوطني”!
في خضم فوضى وقوع الشعب الإيراني في قبضة وباء كورونا، راح أهالي محافظتى لرستان وإيلام و 14 محافظة أخرى ضحايا الفيضان المدمر عشية عيد النوروز.
ماذا يحدث لوطني؟
بنظرة متفحصة للأحداث الكارثية التي تحدث متلاحقة في إيران، دائمًا ما يطرح هذا السؤال نفسه: لماذا تحدث كل هذه الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية المدمرة لإيران والشعب الإيراني؟ وهل من الممكن تجنب كل هذه الآلام والمحن والمرارة التي تهطل كالمطر على رؤوس أبناء الوطن الأعزاء، ومصيرها الحتمي المحفور على جبهة بلادنا وشعبنا؟ ماذا يحدث لوطني؟
هذا وتعاني إيران من أكثر التشوهات والانحرافات السياسية والاجتماعية والجغرافية والبيئية بين جيرانها الخمسة. والآن أيضًا، أصبحت إيران من الدول الخطرة من ناحية تفشي وباء كورونا، وفقًا لتحذير منظمة الصحة العالمية. فبالله عليكم، قولوا لنا، لماذا هذا الوضع المزري؟
لماذا يهدد الفيضان المدمر حياة ووجود عدة محافظات إيرانية أو يدمرها كل عام؟ إذا كان الأمر ناتج عن التغيرات الإقليمية والطبيعية، فلماذا لم تعاني باكستان وجورجيا وتركيا المتاخمتين لإيران ومشتركين معها في السماء والأنهار من سوء الطالع هذا كل عام، وهم لم يعانوا أصلًا من هذا الأمر؟
لماذا لا يجتاح فيروس كورونا، ومصدره الأصلي الصين، في البداية البلدان المجاورة للصين مثل منغوليا وروسيا وكازاخستان وتايوان ونيبال والهند وباكستان وأفغانستان ويعبر كل هذه البلدان ويهبط في إيران، ثم ينتشر من إيران إلى هذه البلدان، وحتى لبنان وكندا؟
الاستراتيجيات المنظمة لكورونا السياسية
كل هذه الأسئلة لها إجابات علمية وسياسية واقعية ومحددة. وهذه الإجابات تدل على أن طبيعة وبيئة إيران والمواطن الإيراني معرضين لمحرقة الهولوكوست، وأن حياة أبناء الوطن الأعزاء محاصرة في مناخ الفاشية الدينية والسياسية المتصفة بالفرعنة والاحتكار والنهب.
وكان من الممكن تجنب كل هذه الكوارث المدمرة، وما زال الأمر ممكنًا. وهذا هو السبب في أن الكوارث التي تنزل متلاحقة على إيران والشعب ناجمة عن نظام حكم توأم لوباء كورونا بسياساته النازية واستراتيجياته التنظيمية.
وباء كورونا المغير على الطبيعة الإيرانية
أكدت جميع تقديرات الخبراء أن الفيضانات التي اجتاحت إيران على مدار العامين الماضيين والتي يتعذر مواجهتها حتى الآن ناجمة عن قيام وباء كرونا الحاكم في البلاد بتدمير المجاري المائية والغابات والأنواع النباتية. كما أن شهادة الخبراء تؤكد أن تجفيف الأنهار الكبيرة والتاريخية وبعض البحيرات والبرك في إيران جاء نتيجة للسدود والحواجز غير العلمية وغير المدروسة التي قامت بها قوات حرس نظام الملالي بشكل أرعن.
لقد قام نظام الملالي ببيع جزء كبير من غابات إيران وأنفق ثمنها في إشعال الحروب والاعتداءات والإرهاب في العراق وسوريا ولبنان واليمن. هذا وتسيطر قوات حرس نظام الملالي على طبيعة إيران ومواردها الحيوية لتكون مصادر لإيراداتها للقيام بالاعتداءات الخارجية والقمع الداخلي.
موسم تراكم الأزمات والتطور الحتمي
لقد حان فصل تراكم الفيروسات الفكرية والسياسية القديمة لنظام الحكم الناتجة عن نازيتهم ضد الشعب والبيئة والطبيعة الإيرانية. فمن ناحية، أصبحت إيران الآن النقطة المحورية لتراكم القنابل القديمة للغضب والانتفاضة والتمرد على النازيين في الحكومة. ومن ناحية أخرى، يتضح من الآثار الاجتماعية للجرائم الحكومية المنظمة أثناء انتفاضة نوفمبر وتحطم الطائرة المدنية الأوكرانية وإدخال فيروس كورونا وتفشيه في إيران، أن المجتمع الإيراني على أبواب حدوث تطور كبير لا مفر منه. وفي هذا الصدد، يجب النظر إلى المقاطعة الحاسمة لمسرحية الانتخابات على أنها تمهيد لاندلاع معركة اجتماعية ضد الديكتاتورية الفقهية التي ستؤدي آثارها بالتضافر مع أزمة كورونا إلى جعل هذا التطور أمر حتمي.
الإجابة : يجب البحث عما يحدث في وطني في ضوء مثل هذه المتناظرات.