الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ما الذي یمیّز انتفاضة الشعب الإيراني نوفمبر2019 عن انتفاضة  ینایر2018

انضموا إلى الحركة العالمية

ما الذي یمیّز انتفاضة الشعب الإيراني نوفمبر2019 عن انتفاضة ینایر2018

ما الذي یمیّز انتفاضة الشعب الإيراني نوفمبر2019 عن انتفاضة  ینایر2018

ما الذي یمیّز انتفاضة الشعب الإيراني نوفمبر2019 عن انتفاضة  ینایر2018

 

 

ما الذي یمیّز انتفاضة الشعب الإيراني نوفمبر2019 عن انتفاضة  ینایر2018 -انتفاضة نوفمبر 2019 في إیران تذکرنا بالحراك الشعبي الواسع في ینایر 2018 والذي سرعان ما امتدّ إلی 140 مدینة إیرانیة. لفهم أهمیة انتفاضة ینایر الباسلة یکفي أن نتذکر کیف أنها هزّت أركان النظام الإیراني وقضت مضاجع الملالي من خلال فرضها على النظام لتتجاوز الخط الأحمر الذي وضع النظام لنفسه.  

 

لکن لا یمکن التغاضي عن حقیقة وجود اختلافات كمية ونوعية بين هاتين الانتفاضتين (نوفمبر2019 وینایر2018). أوّلها ردة فعل الولي الفقیه خامنئي المصحوبة بالرعب والفزع علی خلفیة انتفاضة نوفمبر، فهو أول من اشتم رائحة السقوط والانهیار وانتفض مذعوراً، خامنئي المذعور والعاجز بشدة  سارع هذه المرة إلی الظهور عبر التلفزیون الرسمي بعد یومین فقط من  اندلاع انتفاضة  نوفمبر لیعلن عن دعمه لقرار رفع أسعار البنزین وفي الوقت نفسه أمر  بوأد الانتفاضة، خلافاً لما حدث في انتفاضة  ینایر 2018، حیث تأخر خروجه إلی الساحة مدة أسبوعین.

 

كدأبه على امتهان الخداع والكذب علّق علی قرار زیادة أسعار الوقود قائلاً: «لست خبیراً في هکذا أمور، وآراء الخبراء مختلفة، لکني قلت اذا ما اتخذ رؤساء السلطات الثلاث قراراً فإنني أؤیده» (صحیفة سازندگي 18نوفمبر).

 

 وقد أمر بقمع الانتفاضة وقتل المتظاهرین الذین وصفهم بـ “الأشرار” و”قطاع الطرق” و”مثیري الشغب” دون أدنى إحساس بالخجل مشیراً إلی أن «انعدام الأمان هو أکبر مصیبة لأي بلد. لا تساعدوا هؤلاء الأشرار» (المصدر نفسه).

 

اشتعال الانتفاضة السريع وغير المسبوق في انتفاضة  نوفمبر

 

خلال انتفاضة ینایر تحوّلت الشعارات من “لا للغلاء والتضخّم” إلی “الموت لخامنئي” في غضون عدة أیام، لکن الأمر لم یستغرق وقتاً في انتفاضة  نوفمبر، فمنذ الیوم الأول من الانتفاضة  استهدفت الشعارات رأس النظام أي الولي الفقیه خامنئي وهتفت بموته، عقبتها هجمات المتظاهرین الشجاعة وغیر المسبوقة علی المراکز الحکومیة والأمنیة القمعیة وإضرام النیران فیها.

 

بناء علی ما ورد في التقاریر فإنّ عدد الهجمات التي تعرّضت لها هذه المراكز من قبل المتظاهرین الغاضبین في الیوم الأول من انتفاضة  نوفمبر یفوق معدل جمیع الهجمات التي شهدتها انتفاضة  ینایر خلال عدة أسابیع.

 

ما ذکرته إحصائیات وکالة أنباء قوات الحرس في الیوم الأول من اندلاع الانتفاضة  والموافق 17 نوفمبر وإن کان بتوجیهات أمنیة ویفتقر إلی الصحة والدقة، یؤید بوضوح ما سبق ذکره. ذکرت الوکالة أنه: «حتی الآن تم اعتقال 1000 شخص في  جمیع أنحاء البلاد التي تشهد اضطرابات، وتم إضرام النار في أکثر من 100 مصرف و57 مجمعا تجاريا ضخما و نهبها في محافظة واحدة».

 

وفقاً لوکالة الأنباء الحکومیة هذه فإنّ أعلی مستوی من إلحاق الضرر بالممتلکات العامة قد شهدته کل من محافظة خوزستان، طهران، فارس وکرمان.

 

اللافت هو اعتراف وکالة أنباء قوات الحرس بهجوم الناس علی “مستودعات النفط والقواعد العسکریة”. كما اعترفت أنّ: “الأرقام الدقيقة عن أعداد الضحایا غير متوفرة، لكن معظم الخسائر نجمت عن الهجمات على مستودعات النفط والقواعد العسكرية».

 

إحصائیات النظام تعترف بالحراك الشعبي العام

 

وکالة أنباء قوات الحرس للنظام القمعي قد أعلنت مرغمة عن بعض الإحصائیات وإن کانت خاطئة وبتوجیهات أمنیة صارمة.  فقد تحدّثت عن أعداد المتظاهرین “مثیري الشغب” علی حد تعبیرها البالغ عددهم 87400 منذ یوم الجمعة حسب ما أوردته الوکالة مضیفة: «بینهم 82200 رجل و 5200 إمرأة» (وکالة أنباء قوات الحرس 17نوفمبر2019).

 

على الرغم من أن تقدیرات هذه الوکالة الکاذبة لأعداد المحتجیّن تشیر إلی أن «عددهم یتراوح بین 50 إلی 1500»، إلّا أنها قد أقرّت بأنها «قد اندلعت احتجاجات واعتصامات صغیرة وواسعة النطاق في 100 منطقة من بین 1080 مدینة ومقاطعة في البلاد». وأقرّت كذلك بأن «نطاق العنف وحجم التدمير من قبل مثيري الشغب كانا أوسع نطاقاً وأكثر تدميراً من أعمال الشغب في تظاهرات ینایر2018، مما أدى إلى زيادة الإصابات والخسائر المالية» (المصدر نفسه).

 

مرحلة جديدة من انتفاضة الشعب للإطاحة بالملالي الحاکمین فی إيران

 

تحطمّ مفاصل ولایة الفقیه

 

بالرغم من دعم خامنئي الصریح لقرار “رؤساء السلطات الثلاث” إلّا أن بعض أعضاء مجلس الشورى للنظام قد أعلنوا عن مخالفتهم ورفضهم قرار زیادة أسعار البنزین و عکس ما صّرح به الولي الفقیه خامنئي.

 

“بارسایي” مندوب مدینة شیراز في مجلس الشورى قد توّجه إلی روحاني بالسؤال قائلاً: «من هم خبرائك في التخطيط والتقنین لقرار رفع أسعار البنزين؟ کما ينبغي على رئیس البرلمان أن يشرح من هم الخبراء إذا لم يكن نواب الشعب هم الخبراء وقد تم اختیارهم بتصویت الشعب وهم علی درایة بالقضایا الاجتماعیة؟».

 

ومضى يقول إنه قد تمّ  استبيان أعضاء البرلمان ثلاث مرات حول قرار زیادة أسعار البنزین وکانت النتیجة معارضة القرار نظراً إلی الأوضاع الراهنة، وتابع قائلاً: “إذن السؤال ما هو دور مجلس الشورى، لأنه علی ما یبدو من هذا الوصف لا دخل للبرلمان بالأمور علی الإطلاق. المؤسف والحزین أنني تلقيت أکثر من 400 مكالمة هاتفية من مدینة شيراز ومناطق أخرى من البلاد لكنني لا أعرف كيف أخبرهم بصفتي ممثلهم ومندوبهم في البرلمان، أنني لم أکن علی علم بهذا القرار وکیفیة تنفییذه» (وکالة خانه ملت 18نوفمبر2019).

 

وصرّح مندوب آخر في مجلس الشورى للنظام یدعی “حسیني کیا” قائلاً: «كان على الحكومة إبلاغ الشعب بفوائد هذا القرار المهم قبل تنفيذه، كان على مسؤولي الدولة أن یقنعوا الناس أولاً ليفهموا فوائد القرار ثم ينفذونه» (المصدر نفسه).

 

تُظهر هذه التصريحات من جهة تراجع شعبية خامنئي لدى  مسؤولي النظام وأزلامه، بل و حتی بین أنصاره، ومن جهة  أخرى تظهر ردود الأفعال المذعورة الصادرة عن کوادر النظام والتي تذكرنا بتصریحات البرلمانيين خلال نهاية حُکم الشاه.

 

 کما تعکس حقیقة أنهم یدرکون جیداً أکثر من أي شخص آخر أنّ نظامهم الفاسد بات علی حافة الانهیار والسقوط وأنّ موعد الإنصات  إلی الناس والاستجابة لهم قد حان، ولا مناص من ذلك الآن، وهم یحاولون التملّص من مسؤولیة هکذا قرارات وإن کانت مدعومة من قبل خامنئي نفسه، حتی أن بعضهم قد أثار مسألة الاستقالة لیلوذ بالفرار.

 

هذه الخطوات علاوة علی أنها تبرهن عن مدی الرعب الذي ألقته الانتفاضة  الباسلة في قلوب  أرکان النظام المناهض للإنسانیة،فهي تسلط الضوء علی حقیقة أخری وهي أن مکانة وقدسیة وهیمنة “القائد الأعلی” قد تحطمت تماماً بین أتباعه وعملائه.

رش البنزين على الوضع المتفجر في المجتمع وعواقبه الحتمية على نظام الملالي

مواصلة الانتفاضة  حتی الإطاحة بالنظام

 

الاختلافات الكمية والنوعية لانتفاضة نوفمبر عن شقيقتها في يناير هي حقيقة عمیقة يجب التعمق بها وبكل التفاصيل لاحقاً، لكنها في مجملها تشير بوضوح إلى الزخم الكبير في انتفاضة  نوفمبر العظيمة.

 

لقد أظهرت الحشود المسحوقة في وطننا حتى الآن إرادتها وعزیمتها الثابتة لتدمير هذا النظام القمعي، وأثبتت أنها قد وجدت الطريق الصحيح لإنهاء أربعة عقود من الظلم والقمع والنهب والقتل.

 

بالإضافة إلى ذلك فإنّ صلة انتفاضة  نوفمبر الإیرانیة بإنتفاضتي الشعبین العراقي واللبناني المطالبتین بمنع تدخّل مرتزقة الولي الفقیه خامنئي في بلدیهما، هي علامة أخرى مهمة تؤكد صحة بیان رقم 15 لقيادة المقاومة الإیرانیة ،الذي جاء فيه : أنّ هزيمة الولي الفقيه خامنئي في العراق ستكون بمثابة نهايته داخل إيران، وقد فهم الولي الفقیه أولاً ثم مرتزقته ووکلائه ثانیاً، ما جاء في البیان بوضوح و جلاء.

 

نعم انتفاضة  نوفمبر 2019 کما أشرنا هي انتفاضة الإطاحة بالنظام ولن تخمد حتی تحقیق هذه الغایة. هذه المرة المتظاهرون مصرّون علی اقتلاع النظام من جذوره.