الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ما السرّ وراء التفشّي السریع لفیروس کورونا في إیران؟

انضموا إلى الحركة العالمية

ما السرّ وراء التفشّي السریع لفیروس کورونا في إیران؟

ما السرّ وراء التفشّي السریع لفیروس کورونا في إیران؟

ما السرّ وراء التفشّي السریع لفیروس کورونا في إیران؟
 

 

ما السرّ وراء التفشّي السریع لفیروس کورونا في إیران؟ -کورونا مرآة للماهیات والأولویات

عند متابعة الأحداث المتعلّقة بفيروس كورونا بشکل یومي منذ ظهوره أول مرة حتی تحوّله إلی جائحة عالمیة، يمكننا أن نستنتج بأنّ هذا الحدث الجلل الذي غیّر حياة الإنسان وقلبها رأساً علی عقب، يکشف بکل تأکید عن ماهیة صناع القرار وهویاتهم وأولویاتهم الحقیقیة في مواجهتم للأزمة الراهنة.

وستقودنا هذه النتيجة المستخلصة إلى حقيقة أنّ أولوية أي نظام -مثلاً الحکومات- هي أفضل حجة تبرهن عن ماهیته وهويته الأصیلة في کیفیة تعامله مع جائحة کورونا المستجد.

علی ضوء هذه النتیجة یمکن الکشف عن ماهیة النظام الإیراني وهویته الحقیقیة وفهم ما هو أولویة بالنسبة له.

 

وبالطبع قد تمّ الكشف عن جوانب عدیدة من ماهیة هذا النظام منذ أکثر من ثلاثة عقود شهدت فصول مختلفة من نضال الشعب الإیراني والمقاومة الإيرانیة ضد حكم ولایة الفقیه. لكن بالرغم من ذلك هناك بعض الأحداث المصیریة التي تعمل کالمفجّرات وهي تقوم بتفجیر أعمق النقاط واستخراج خبایاها وإظهارها للعیان.
 

لفهم المقصود من هکذا أحداث یمکن أن نشیر إلی نموذجین قد کشفا عن ماهیة نظام الملالي أمام الشعب الإیراني والعالم بأسره إلی حد بعید: الأول هو الحصیلة المرتفعة لوفیات انتفاضة نوفمبر 2019 للشعب الإیراني والثاني هو حادث إسقاط طائرة الرکاب الأوكرانية بصواریخ الدفاعات الجویة لقوات الحرس.

في كلا الحدثین، شهد الشعب الإيراني والعديد من دول العالم دعاية بغيضة وغیر إنسانية یروّج لها نظام الملالي منذ 41 عاماً، لکنهما في الحقیقة تسبّبا في أخطر وأشدّ انقسامات وتصدّعات داخلیة تشهدها ديكتاتورية ولایة الفقيه.

وقد ظهرت ذروة هذه الانقسامات في رأس هرم ولایة الفقیه بحرب العصابتين المتناحرتین علی السلطة، وإقصاء زمرة الإصلاحيين واستبعادها من مسرحیة الانتخابات التشریعیة في 21 فبرایر من قبل العصابة المسیطرة، وفشل الانتخابات المزیّفة من أساسها بواسطة حملة المقاطعة الشعبیة الصارمة.

 

سرّ التفشّي السريع لفيروس كورونا في إيران

الانتشار السريع لفيروس کورونا وحصده المستمر للأرواح في البلاد من جهة، وسياسة الحکومة الإیرانیة وأدواتها وخططها في التعامل مع الفیروس من جهة أخرى، هي المحاور التي تكشف عن ماهیة هذه الحکومة وأولوياتها

والتي تزداد وضوحاً مع مرور الیوم.
على سبيل المثال، بعد حوالي 40 یومًا من الإعلان الرسمي عن انتشار وباء کورونا في إيران، کشف حسن روحاني عن ماهیة النظام وأولویته من خلال الاعتراف القسري الذي أدلی به في 28 مارس 2020، عندما تحدّث عن “أمن النظام وحمایته” مستبدلاً هذه العبارة بعبارة أخری هي “أمن المجتمع”. الأمر الذي یفسّر سبب سرعة تفشّي الوباء وارتفاع حصیلة وفیاته في إیران.

فقد قال المعمّم روحاني إنّ:

«جمیع قواتنا المسلحة وحرس الحدود والشرطة حاضرة في الساحة من الحدود إلی المدن، واذا كان لا بد من اختراق الأمن فلا معنى لذلك على الاطلاق».
یمکن أنّ نستشفّ معنيين أساسیین من هذا التصریح، یكشفان عن ماهیة نظام الملالي وأولویاته الحقیقیة في ظل أزمة الوباء وسرّ انتشاره السریع في البلاد:

كلمة “الأمن” هي أداة تستخدم في سبیل الحفاظ على النظام، ولا تمتّ هذه المفردة لسلامة الشعب الإيراني بصلة علی الإطلاق سواء قبل أزمة کورونا أو بعدها. تباهي روحاني بحضور “القوات المسلحة في الساحة” یثبت هذه الحقيقة. وإلّا فما علاقة “أمن المجتمع” بحضور القوات المسلحة والشرطة علی الحدود والمدن في ظل أزمة کورونا؟
یدلّ کلام روحاني الذي استبدل عبارة “أمن النظام وحمايته” بعبارة “أمن المجتمع”، علی أنّ أزمة کورونا قد تحوّلت إلی غضب اجتماعي متفجّر وتحدٍ جسیم یواجهه النظام ویضع استمراره في الحکم علی المحك منذراً إیاه بقرب اندلاع أعظم انتفاضة شعبیة علی الإطلاق جراء خيانة الحكومة للشعب وعدم إعلانها المبکر عن انتشار الفیروس في البلاد واتباعها سیاسة الکذب والتضلیل فیما یخصّ إحصائیات الوفیات والمصابین. لهذا السبب فإنّ الجزء الثاني فقط من تصريح روحاني أي قوله “القوات المسلحة حاضرة في الساحة من الحدود إلى المدن” صحيح وواقعي، وهو ما یسلب الشعب الإیراني الإحساس بـ “أمن المجتمع” في خضم أزمة كورونا.
أفقان جدیدان للجریمة: كورونا فرصة للمساومة وأداة لإثارة المشاعر

کما نلاحظ فأنّ فیروس کورونا، قد کشف بوضوح تام عن ماهیة نظام الملالي المناهضة للإنسانیة وهویته القروسطائیة وأولویته الرئیسیة المتمثّلة بالحفاظ علی النظام بأي ثمن کان.

على هذا الأساس، من المهم أیضاً أن نشیر إلی أنّ فیروس كورونا قد تحوّل إلی ورقة مساومة یستخدمها نظام الملالي “لإثارة المشاعر الدولية” بغرض استعادة سياسة الاسترضاء الدولیة و”رفع العقوبات “، وهو ما یفضح ماهیة النظام وهویته وأولویاته الأساسیة بشکل متزاید في تعامله مع أزمة الوباء.
الأزمة التي وضعت حياة الشعب الإيراني على حافة الهاوية، لكن نظام الملالي لا یبالي بها ولا یعتبرها أولویة من أولویاته. فهو یری انتشار الفیروس “فرصة ثمینة” وذریعة ناجعة یجب استخدامها بأفضل شکل ممکن في سبیل تحقیق أولویته الرئیسیة الحالیة المتمثّلة في “الحدّ من العقوبات الأمريكية وإعادة بناء العلاقة بین البلدین”.

فـ «البعض فکّر في استخدام “الأزمة الصحیة في إيران” من أجل “الحدّ من العقوبات الأمريكية”، وبالتالي ترك صحة المجتمع الإيراني لمدة ثلاثين يوماً لإعادة بناء فكرة التعامل مع أمريكا من خلال الأزمة والتفاوض» وفقاً لما نقله موقع “مشرق نیوز” الحکومي بتاریخ 29 مارس 2020.
لذا یجب أن لا یساورنا التردید في أنّ معادلة كورونا الصعبة قد كشفت ولا تزال تکشف عن ماهیة الحكومات الديكتاتورية وأولویاتها، وعلى رأسها دیکتاتوریة ولایة الفقیه التي اختارت التلاعب المتعمّد بأرواح الشعب الإیراني باعتباره “أفضل فرصة لحل مسألة العقوبات”.

وقد تجلّی النفور الواسع من خطة النظام الشریرة هذه حتی داخل النظام نفسه لدرجة دفعت أحد المسؤولين الحکومیین علی کتابة ما یلي:

«يعتقد رئيس الدولة أنّ الآن هو أفضل فرصة لحل مسألة العقوبات وبدء المفاوضات. يبدو أنّ بعض الوسطاء قدموا وعوداً في هذا الشأن وتمّ تداول مجموعة من الأخبار حوله، على الرغم من أنّ أياً منها لم ينجح حتى الآن. لذلك، من غير الواضح أنّ السيطرة على الوباء في إيران سيساعد في تحقيق هذا الهدف. إنّ الإصرار المتكرر على رفع العقوبات وإثارة المشاعر الدولية في هذا الصدد دليل على هذا الادعاء» (موقع فرارو بقلم عباس عبدي 28 مارس 2020).

كورونا ومعنی “حضور القوات المسلحة من الحدود إلى المدن”

يشير كلا المثالين المذكورين أعلاه المنقولین إلى أفقین جديدين للجريمة الممارسة ضد الشعب الإيراني من قبل نظام ولایة الفقیه.

وهما مثالان مثیران للدهشة يمكن من خلالهما الوقوف علی ما قصده روحاني من عبارة “الأمن” وحضور “القوات المسلحة من الحدود إلی المدن” بشکل أدّق.

لا بدّ من أنّ خامنئي وروحاني قد تلقّيا صدی جرائمهما المتعلّقة بأزمة کورونا، وتردّدت عواقبها علی مسامعها مراراً وتکراراً حتی رکبا موجة أزمة الوباء واندفعا بسرعة فائقة نحو المساومة مع الغرب بغیة رفع العقوبات، فضلاً عن قیامها بنشر “القوات المسلحة من الحدود إلی المدن” لإحکام قبضتهما علی الشعب الغاضب!