الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ما هو التهديد الحقيقي للديكتاتورية الحاكمة في إيران؟ جيش الجياع؟

انضموا إلى الحركة العالمية

ما هو التهديد الحقيقي للديكتاتورية الحاكمة في إيران؟ جيش الجياع؟

ما هو التهديد الحقيقي للديكتاتورية الحاكمة في إيران؟ جيش الجياع؟

 

ما هو التهديد الحقيقي للديكتاتورية الحاكمة في إيران؟ جيش الجياع؟

 

 

ما هو التهديد الحقيقي للديكتاتورية الحاكمة في إيران؟ جيش الجياع؟- جيش الجياع؟ إن الديكتاتورية التي تحكم وطننا تشعر جيدًا بهزات الإطاحة هذه الأيام. حيث أنها على علم بحجم غضب وكراهية الشعب المطحون الآن بسبب العيش لمدة 40 عامًا تحت نير نظام حكمها البغيض. ومن المؤكد أن هذا النظام الفاشي يحاول يائسًا أن يجد لنفسه مخرجًا، وهيهات أن يجد. ومن بين الموضوعات التي يتم مناقشتها هذه الأيام في الدوائر الحكومية ويشعرون بحجم خطورته هو التهديد الذي يشكله جيش الجياع. وسنحاول في هذا المقال استكشاف هذا المفهوم ودراسة سبب خوف نظام الحكم ومدى حجمه الحقيقي.

 

تعريف جيش الجياع

هو مفهوم خاص بعلم الاجتماع، أُثير لأول مرة بشكل رسمي في عام 1999 على المستوى السياسي البريطاني، وفي أقل من 10 سنوات تمت إثارته واستخدامه في معظم البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية. وهذه الترخيمة اختصار لـ “Not in Education, Employment or Training”، وتشير إلى وضع الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 24 عامًا وليسوا ملتحقين بالدراسة ولا يعملون في أي مكان ولا يتلقون أي نوع من التدريب.

 

عدد جيش الجياع في إيران

في حين أن النسبة المئوية لمعدل جيش الجياع في البلدان المتقدمة تتراوح ما بين 2 إلى 10 في المائة، فإن نسبة هذا المعدل وصلت في إيران في عام 2018 إلى ما يقرب من 30 في المائة (أي ما يعادل 3,1 مليون فردًا). 

ويجب التنوية عن أن الإحصاءات تتعلق بعام 2018، ومن المؤكد أن هذا الإحصاء أعلى بمراحل في عام 2020، نظرًا لأن نظام الحكم يواجه اختناقًا اقتصاديًا.

 

تهديدات جيش الجياع للسيادة السياسية

يرى الخبراء في نظام الملالي أن عدم انشغال 30 في المائة من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا بالتعليم أو العمل أو أي نوع من التدريب يمهد الطريق للانحراف وارتكاب الجريمة والتسبب في الأضرار الاجتماعية، ومن الممكن أن يُعتبر تهديدًا أمنيًا على المستوى الوطني في المرة المقبلة.

 

وقال الخبير الحكومي، جواد حسيني: “تواجه الجمهورية الإسلامية حركات احتجاجية في السنوات الأخيرة، وقد شهدنا اضطرابات عام 2018 واضطرابات عامي 2018 و 2019، ومن المرجح أن تندلع احتجاجات أخرى في عام 2020 أيضًا. وتقضي وجهة النظر السوسيولوجية السياسية بأن ندرس المحتجين في المجمتمع نمطيًا ونرى أي نوع من الناس هم.

 

وتضيف الدراسة الفنية لنظام الملالي: “إذا نظرنا إلى أعمار الأفراد المشاركين في تجمعات شهر يناير 2018، وكذلك في تجمعات نوفمبر 2019، على سبيل المثال، نجد أن التركيبة العمرية تميل نحو الشباب الذين هم في سن المراهقة. ومن النتائج الأخرى لهذا التقرير هي تطابق معدل جيش الجياع المرتفع مع النمط الجغرافي لانتشار الاحتجاجات على سبل العيش في انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019، فنجد أن محافظات كلستان وهرمزكان وكرمانشاه ولرستان وأذربيجان الغربية وخوزستان وكردستان وهمدان وبوشهر وخراسان رضوي من بين المحافظات التي لديها أعلى معدل من جيش الجياع، شهدت احتجاجات في الشوارع في انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019. 

 

مكانة إيران في العالم

تحتل إيران المرتبة 27 على مستوى العالم من حيث عدد جيش الجياع. فبموجب البيانات الإحصائية لوزارة العمل وكذلك بيانات منظمة العمل الدولية، نجد أن 29,7 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 24 في إيران خلال عام 2018 يصنفون من بين جيش الجياع. بمعنى أنه من بين الـ 10 مليون و 467 ألف شاب إيراني نجد أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 24 عامًا في إيران خلال عام 2018، أكثر من 3,1 مليون فردًا. 

 

“إن غياب الالتزام الاجتماعي في المجتمع يولّد الكثير من الأزمات من وجهة النظر السوسيولوجية السياسية، لأن المجتمع يصبح في هذه الحالة بؤرة لاندلاع الاحتجاجات”.

 

طهران مستودع البارود

وشدد جواد حسيني على أن: “بعض الإحصاءات تفيد بأننا لدينا في طهران ما يتراوح بين 450,000 إلى 600,000 من عناصر جيش الجياع، مما يعني أننا نواجه مستودعًا للبارود في طهران، ويجب الانتباه إلى ذلك، لأن هؤلاء الأشخاص يشكلون نسبة مئوية كبيرة من أعمال الشغب الاجتماعية التي تحدث”.

 

دور جيش الجياع في تصعيد أعمال العنف أثناء الاضطرابات

وأكد جواد حسيني على أن: غياب التخطيط السليم، فضلًا عن وجود فجوات اجتماعية وقضايا من هذا القبيل تحوّل جيش الجياع إلى مجموعة من الأفراد المحتجين في أماكن الاحتجاج.

 

وقال: “من ناحية أخرى، من بين القضايا الخطيرة للغاية في احتجاجات عام 2019 هي قضية تصعيد أعمال العنف. والحقيقة هي أن حجم ودرجة أعمال العنف كانت قد تصاعدت أثناء الاحتجاجات، وكون أن أعمال العنف تتصاعد إلى هذا الحد أثناء الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، فإن جزءَا منها يرجع إلى غياب التخطيط السليم، فضلًا عن وجود فجوات اجتماعية وقضايا من هذا القبيل.

 

وقال: “من الجيد أن نعرف أن حجم أعمال العنف في بعض المحافظات مثل سمنان وأصفهان وطهران وإلى حد ما قزوين أيضًا، وهي محافظات أكثر تقليدية؛ أقل من حجمه في المحافظات الأخرى، ولكنه أكثر شراسة في بعض المناطق مثل ضواحي طهران حيث تزداد الفجوات الاجتماعية ويزداد عدد جيش الجياع.

 

هل تقييم الحكومة صحيح؟

لا شك في أن عناصر جيش الجياع سيكونون مستعدين للتواجد في مشاهد الاحتجاجات في الشوارع بوصفهم أكثر الطبقات الاجتماعية استعدادًا ونشاطًا. ولا ينبغي أن نشك في أن هذه الطبقة الاجتماعية هي العدو الرئيسي للديكتاتورية الدينية الحاكمة بسبب عمرهم المناسب وأنهم ليس لديهم ارتباطات وظيفية وأسرية. بيد أن الحقيقة المرة الأخرى التي تزيد الطين بلة على رؤوس الملالي هي أن جيش الجياع ليسوا بالتهديد الوحيد لنظام الحكم الفاشي، نظرًا لأنه في ضوء سياسة هذا النظام المعادية للشعب والانهيار السريع للطبقة المتوسطة وانضمامها إلى الطبقة الفقيرة، فإن نظام الحكم يواجه الآن جيشًا ضخمًا من الجياع والعاطلين عن العمل. جيشٌ من الجياع يتجاوز عدده 45 مليون فردًا. وبناءً عليه، من الأفضل للديكتاتور ألا يبحث عن حل للحيلولة دون الإطاحة به، فقد فات الأوان. ومن الحكمة أن يبحث عن جحر الفأر لإيواء مرتزقته وتهريبهم من بطش جيش الجياع وغيرهم.