مسعود رجوي: خامنئي یوجه صفعة لروحاني .. ويتظاهر بوضع النظام على ما يرام لتحصين نظامه أمام الانتفاضة عشية مسرحية الانتخابات الرئاسية – هنأ قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي الشعب الإيراني بمناسبة الربيع، وقال في خطاب وجهه يوم الأول من العام الإيراني الجديد 21 مارس إن خامنئي وجه صفعة لروحاني في كلمته الأخيرة، متظاهراً بأن وضع النظام على ما يرام، وذلك لتحصين نظامه أمام الانتفاضة عشية مسرحية الانتخابات الرئاسية.
وفيما يلي نص خطاب قائد المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي:
ألف تهنئة للشعب الإيراني في الربيع الأربعين، ربيع المقاومة المضرج بالدماء، مع الثبات الصارم على المواقف التي تم دفعها بثمن باهظ جدا لحرية الشعب والوطن في هذه العقود الأربعة، وهي مسألة تبعث على فخر واعتزاز كبيرين، لكن القلب يتالم للأرقام المفجعة لضحايا كورونا البالغ عددهم 250 ألفًا، ومعظمهم ضحايا ظلم نظام ولاية الفقيه.
وما تزال أمام جيل الثورة المناهضة للشاه، وجيل الثورة ضد الديكتاتورية الدينية، المهام والمسؤوليات الكبيرة، رغم أنه جيل غارق في الدماء، فليس هناك فرصة أو وقت للنوم والراحة.
مثل باقي المجاهدين وأعضاء المقاومة الصامدين، مثل معاقل الانتفاضة والسجناء المتمسكين بمواقفهم، ومثل أصحابنا المنتفضين ومناصري المقاومة في إيران وأرجاء العالم، شاء الله لأبقى حيا وأتنفس لنحوّل الوضع في وطننا المحتل والمكبل من قبل الملالي، لنحطم فلك الديكتاتورية الدينية، ونبني بناء جديدا بخوضنا نضالٌا بآضعاف مضاعفة.
والآن انظروا إلى الولي الفقيه المتخلف الذي يلمّع وجهه من الصفعات المتكررة عليه في اليوم الأول من العام الإيراني الجديد، خاصةً ما يتعلق بقضية الاتفاق النووي والعقوبات، حيث أعلن دون تورع عن سياساته في هذا الصدد، وكذلك الانتخابات الرئاسية لنظامه.
واقتناعا منه بأن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تكن في حالة حرب ووضعت الدبلوماسية نصب عينيها، فقد تجاوز الولي الفقيه الحد ولجأ دون توقف إلى ما يثير الضحك من تبجحات الملالي السخيفة، وقد تعمد تجاهل الاحتجاجات والانتفاضات في السنوات الأربع الماضية، كما تجاهل الظروف الموضوعية والوضع المتفجر للمجتمع الإيراني، وقال إنه يقبل أن الأوضاع وتوازن القوى مختلفة عن عام 2015 ولكن هذا التغيير هو لصالح النظام. لذلك إذا كان من المقرر أن يتغير الاتفاق النووي يجب أن يتغير لصالح النظام!.
خامنئي الذي يرى أنه لم ينتفع من الإدارة الأمريكية الجديدة، التي كان من المفترض أن تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015 في اليوم الأول من وصول بايدن إلى البيت الأبيض ويرفع العقوبات، ادعى في كذبة فظة أن سياسة النظام الموحدة، وتتفق عليها جميع أجنحته هي أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع جميع العقوبات، وإذا ما تم رفع العقوبات بالمعنى الحقيقي للكلمة، فسيعود النظام إلى التزاماته.
واستخف خامنئي بالرئيس الأمريكي بايدن، ووجّه صفعة شديدة لروحاني لتحصين النظام بكامل أركانه فيما يتعلق بالاتفاق النووي والعقوبات والانتخابات الرئاسية للنظام.
خامنئي يقول إنه لا عجلة من أمرنا، ويريد تأجيل القضية حتى تعيين رئيس جديد للنظام، لكن قبل أربعة أيام، في 17 آذار (مارس)، قال روحاني إن كل من أرجأ إنهاء العقوبات لمدة ساعة ارتكب خيانة كبرى.
تطاولات خامنئي حول القضايا الإقليمية، وخاصة سوريا، وشرق الفرات، واليمن والسعودية، لها مكانها الخاص أيضًا، لقد قيل منذ القدم أنك إذا فسحت المجال للمدين فيصبح دائنًا، الولي الفقيه السفاح المتعطش للدماء هو الآن أصبح مدافعا! عن الشعبين المظلومين في اليمن وسوريا المقموعة، وكذلك مدافعا عن فلسطين، بينما وفقًا للقادة الوطنيين الفلسطينيين، فإن خامنئي هو الخائن الأول.
من الواضح أن خامنئي يعتزم تحصين نظام ولاية الفقيه المهترئ من جميع النواحي لخوض الانتخابات الرئاسية واحتواء الصراع بين الذئاب في هذه الأزمة.
انتظروا قليلاً، لتبلغ الخدعة ذروتها بالاعتراف مقدمًا بركود وبرودة الانتخابات، حين يقول أن “الأمة العزيزة” يجب أن تعلم بالفعل أن كساد الانتخابات يأتي بفعل أجهزة التجسس الأمريكية والإسرائيلية!، لقد بدأوا يتهمون منذ الآن منظمي الانتخابات و”مجلس صيانة الدستور المحترم” بفبركة الأرقام، ويثبطون عزيمة الناس ويقولون إن تصويتكم ليس له أي تأثير.
إذن، وحسب خامنئي يجب علينا فرض رقابة على الفضاء الإلكتروني وإدارته!
وفيما يتعلق بممارسات النظام الفاشية، يعلم الجميع ما فعله النظام من قطع للانترنت خلال انتفاضات يناير2018 ونوفمبر 2019 وانتفاضة سراوان من هذا العام، وفرضه رقابة على الفضاء الالكتروني، بعد أن تم الكشف عن مثال آخر لإدارة الفضاء الإلكتروني في تقرير بحثي صادر عن شركة تردستون 71 للأمن السيبراني في ديسمبر الماضي عن الحملة الإلكترونية للنظام ضد الرئيسة المنتخبة في مؤتمر إيران الحرة في أشرف الثالث الذي كان على اتصال مع 30 ألف نقطة في 102 دولة.
أما الرئيسة المنتخبة للمقاومة، [السیدة مريم رجوي] التي دعت بشكل مستمر إلى مقاطعة انتخابات النظام في الأربعين سنة الماضية، وتؤكد دوما بأن النظام و”مجلس صيانة الدستور” ما فتئوا يتلاعبون بالأرقام وعمليات الفبركة، كما أن وزارة الداخلية تقوم بفبركة الأرقام والغش في غرفة تجميع الاصوات.
وهي تشير في آخر تصريح لها بمناسبة عيد النوروز مؤخراً، إلى أن: “نظام ولاية الفقيه يعيش في وضع بائس لم يسبق له مثيل في السنوات الأربعين الماضية، بينما حكومة حسن روحاني مشلولة وعاجزة”
وتفيد بأن “مهزلة الانتخابات النيابية الماضية ورغم كل التلاعب بالأرقام، سقطت إلى أدنى مستوى المشاركة خلال الأربعين سنة الماضية.
وتضيف “خامنئي وبتعيينه الحرسي قاليباف على رأس مجلس شورى النظام اتخذ الخطوة الأولى لإرساء أسس انكماش نظامه وتوحيد أركانه، في حين يحتاج إلى توحيد أركان السلطة من أجل بقائها والحفاظ علی هيمنة ولاية الفقيه، وبهذه الطريقة يضطر إلى إزالة الجناح الإصلاحي المزيف الذي كان یعمل عازلًا للحفاظ على نظامه، حيث تتجلى حقیقة وصحة النهج والحل الذي تقدّمه هذه المقاومة من خلال الانتفاضة حتى إسقاط النظام”.
وتوضح قائلةً “تلك المقاومة التي احتقرت مسرحيات انتخابات ولایة الفقیه على مدى 40 عامًا وقاطعتها، وفي كل مرة أدركت طبقات وجماعات وأحزاب جديدة أحقية هذا النهج وانضمت إلى المقاطعة”.
وتشير إلى ما يواجهه خامنئي من تناقضات بالقول: “من ناحية يريد أجواء ساخنة لمهزلة الانتخابات، لكنه من ناحية أخرى يريد تعيين مرشحه وإخراجه من الصناديق، لكن مهزلة الانتخابات الرئاسية لا شرعية لها في نظر الشعب الإيراني ولو بمقدار ذرة”.
وتؤكد بأن “مقاطعة الشعب الإيراني لهذه الانتخابات هي الوجه الثاني للانتفاضات الشعبية ورد آخر على قتلة 1500 شهيد تضرجوا بدمائهم في نوفمبر 2019”.
وتشدّد على أن “الشعب الإيراني قال وما يزال يقول لا لحكم الملالي ولا للاستبداد الديني، ولا لقمع الحرية والكبت والنهب، ونعم للحرية وصوت الجماهير الشعبية، ونعم للجمهورية الديمقراطية”.
وتضيف: من جديد، تؤكد هذه الكلمات بأن المجتمع الإيراني يمرّ بحالة ثورية، وأن الاستعداد الاجتماعي لإسقاط النظام بات حقيقة وواقعاً لا ريب فيه.
وكمحاولة منه لمواجهة هذه القوة المتفجرة الهائلة، كثف نظام الملالي أعمال القمع والاعتقالات والإعدامات، وحشدوا طاقاتهم للشيطنة ونشر المؤامرات الإرهابية، خاصة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.
كما علقوا الآمال على الانتخابات الأمريكية؛ لكن بعد مرور شهرين على تسلم الرئيس الأمريكي بايدن مهامه الرئاسية، اتضح أنه من المستحيل العودة إلى التوازن والمعادلة السابقة، وأن الوضع الراهن لن يسير على ما يروقه الملالي، فضلاً عن أن إطلاق الصواريخ في العراق والسعودية لا يعالج ألما من آلام النظام، لذا فإن الوضع کیفما يجري وما يعتريه من تحولات، فإن الانتفاضة مستمرة، والسقوط سيكون من نصيب النظام”.
ويتابع السيد مسعود رجوي، حديثه حول مستجدات الأوضاع في إيران، قائلاً:
بعد انتفاضتي نوفمبر / تشرين الثاني 2019 ويناير / كانون الثاني 2018، بات إناء خامنئي ممتلئا وتحطم مركب الولاية، وأصبحت العودة إلى عصر المهادنة والتوازن السابق سرابًا وحلمًا.
ويضيف: إن مخرجات أي نظرة ثاقبة وتحليل وتفكير عقلاني حول حالة النظام، بشرط عدم وجود نیة غير صادقة على غرار الملالي، هي عدم عودة ميزان القوى إلى ما قبل أربع سنوات، هذا هو الخط الأحمر الذي يفصل المقاومة الإيرانية وجيش التحرير عن كل المدّعين الآخرين.
يضرب الولي الفقيه المتخلف على حديد بارد…بالإضافة إلى ذلك، يعتقد خامنئي أنه بما أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا نية لديها محاربته أو مشاكسته، فيمكنه من خلال الغوغائية والمغالطة الملالية أن يمضي قدما ويزيد من سعر الفاتورة للحصول على مزيد من التنازلات، وقد أخطأ الولي الفقيه الخائب مرة أخرى كالعادة وتجاهل بركان انتفاضة الشعب وجيش الجياع.
حقاً ماذا جمع خامنئي من رصید خلف كل هذه الأكاذيب والخدع والكلمات الزائفة الفارغة؟ باختصار، ما تحصّل عليه هو فرصة ونعمة كورونا لتقييد الناس والخسائر الفادحة والدرع البشري لدرء خطر الانتفاضة، لذلك يجب ألا نستسلم لكورونا، يجب أن نبدأ يومًا جديدًا وموسمًا جديدًا في الحرب ضد فيروس كورونا وفيروس ولاية الفقيه، يجب ألا تستسلم، يجب أن ننتفض ونثور بأي ثمن، لا ينبغي السماح لتأثيرات كورونا بصد الانتفاضة وجعل المواطنين طريحين على الأرض كما تريده ولاية الفقيه البغيضة، لهذا السبب عارض خامنئي شراء اللقاحات من الولايات المتحدة وأوروبا، وحسب تعبيرهم أرسل الكادحين إلى حقول ألغام كورونا كقطيع أغنام، فلو لم يحظ النظام بدعم كورونا العام الماضي لكان الوضع مختلفا تماما، لكن في عام 1400، لم يكن من الممكن تصور مثل هذه الفرصة والدعم لخامنئي ونظامه، يجب أن يتفوق المنتفضون والثوار.
ويتابع في خطابه: لكن خلاصة كلمات خامنئي اليوم، ما يلي:
1- لا تستغربوا تدخل خامنئي وإعلانه هذا الموقف المتشدد في اليوم الأول من العام، بعد أن وجد نفسه مضطراً لدق المسمار بقوة، حتى لا ينهار نسيج النظام ويفقد سيطرته.
2- يجب أن يأخذ العصابات والفصائل وعناصر النظام والحوزة والحرس والمخابرات والباسيج كل مكانه ولا يتجاوز حده.
3 – تنفيذ عمليات الإعدام داخل إيران والأعمال الإرهابية خارج إيران، إلى جانب التشهير ضد المجاهدين والمقاومة الإيرانية، أمر ضروري للسيطرة على الوضع.
وفي المرحلة الحالية، النتيجة هي نفسها التي قلناها قبل الانتخابات الأمريكية في أكتوبر الماضي، ونكرر بأن الانتفاضة الحتمية وإسقاط الاستبداد الديني سيتم شريطة مضاعفة جهود وأشكال النضال في العام المقبل.
واختتم حديثه قائلا: النهر الهادر لدماء الشهداء ودلالة الشمس الساطعة للمقاومة، والنضال التحرري في إيران، هما الکفيلان لانتصار مؤزر لشعبنا.
مسعود رجوي
21 مارس/ آذار 2021