الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مطلب يفتح أکثر من باب على طهران

انضموا إلى الحركة العالمية

متى تلدغك الحقيقة

مطلب يفتح أکثر من باب على طهران

مطلب يفتح أکثر من باب على طهران

 

سعاد عزيز

يسعى القادة والمسٶولون الايرانيون للعب على حبال کثيرة ومتنوعة من أجل إيجاد مخرج ومنفذ

للمأزق والازمة العويصة التي إنتهوا إليها بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وبعد فرض

الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية على إيران، وتبدو محاولاتهم في خطها العام کمساعي لجس

النبض الامريکي بشکل خاص والغربي بشکل عام والتصرف في ضوء ذلك، ومع إن هناك تصريحات

متشددة صادرة من طهران وهي ذات طابع طوباوي وعبثي لکن في نفس الوقت هناك تصريحات

مغايرة لها وتسير بإتجاه مختلف، إذ وفي الوقت ينفخ المرشد الاعلى الايراني في بوق الاستعدادات

العسکرية من أجل”إرهاب العدو”، فإن مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة حماية البيئة عيسى

كلانتري يطالب بكشف مصير أكثر من 12 ناشطا أوقفوا العام الماضي، علما بأنه ومن بين الموقوفين

رئيس منظمة تراث الحياة البرية الفارسية كاووس سيد إمامي (63 عاما) الذي تفيد تقارير بأنه انتحر

في السجن في شباط/فبراير، بعد أسبوعين من توقيفه. مع إن هناك شکوك على قضية إنتحاره.

الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي والعقوبات التي تلتها والاخرى التي في الطريق، ومع کل

المحاولات والمساعي الرسمية والاعلامية الايرانية من أجل إخفاء تأثيراتها وإظهار إن الامور تسير بشکل

طبيعي، لکن لايبدو الواقع کذلك أبدا خصوصا وإن التحذيرات الرسمية المتتالية من إحتمال

إنفجار”شعبي” يکتسح ويجرف کل شئ معه تأتي کلها في ضوء تأثيرات هذه العقوبات من جهة

وتصاعد الاحتجاجات الشعبية بصورة مضطردة بعد أن صارت منظمة مجاهدي خلق MEK طرفا مهما فيها.

مايطالب به کلانتري، لو کان جادا بشأنه، يفتح الابواب لکثير من الملفات والقضايا الانسانية والسياسية

التي قامت السلطات الايرانية بلفلفتها والالتفاف عليها والتي تٶکد جميعها بأنه کانت هناك دائما

ممارسات مشبوهة تقوم بها هذه السلطات بعيدا عن الاضواء ولاسيما وإن ظاهرة تصفية السجناء

السياسيين وإختفائهم عن الانظار والاضواء والمماطلة والتسويف بشأنهم، صارت من الظواهر السائدة

في المشهد الرسمي الايراني، وبطبيعة الحال فإن ملف حقوق الانسان والانتهاکات الفظيعة التي

قامت وتقوم بها السلطات الايرانية بهذا الصدد، هو أکثر ملف يثير قلق وتحفظ طهران لکنها تعلم في

نفس الوقت إنه الملف الذي تٶکد عليه الاوساط السياسية الغربية، ولاغرو إن إثارة هذا الملف الذي

يدعو إليه کلانتري سيدعو الاوساط الحقوقية للمطالبة مثلا بإجراء تحقيقات بشأن موت 18 معتقلا في

الاحتجاجات الاخيرة وکشف ملابسات موتهم المشکوك فيه أصلا، کما إنه يدعو أيضا الى التحقيق في

مصير 5 إيرانيين معارضين تم إختطافهم من معسکر أشرف في العراق بعد الهجوم عليه في الاول من

سبتمبر/أيلول 2013 ولايزال مصيرهم مجهولا لحد الان، فهل ستدخل السلطات الايرانية نفسها بهکذا

قضية؟!