الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

رسالتان متعارضتان من أجل إيران

انضموا إلى الحركة العالمية

رسالتان متعارضتان من أجل إيران

رسالتان متعارضتان من أجل إيران

رسالتان متعارضتان من أجل إيرانفي 7 مايو/ أيار 1945، بثت شبكة إذاعية نازية رسالة نهائية مشفرة إلى جنرالاتها العسكريين، تنبيء بالهزيمة في الحرب العالمية الثانية.وتم فك رموزها من قبل البريطانيين، وقالت الرسالة: “إغلاق إلى الأبد – كل الخير – وداعا.” بعد ذلك بيوم استسلمت ألمانيا وتم إعلان يوم النصر في أوروبا.

ومن نواحٍ عديدة، يبدوهذا وكأنه رسالة يائسة يبعث بها نظام الملالي من خلال تعيين “إبراهيم رئيسي” رئيساً له. ومع تصاعد الاحتجاجات الحاشدة في إيران مرة أخرى، فإن الشعب الإيراني يبعث برسالة التحدي الخاصة به. ويجب أن تنتبه واشنطن وأن تقف على الجانب الصحيح من التاريخ.

إن النظام في أضعف حالاته خلال تاريخه، كما ظهر ذلك جليًا في الاضطرابات العامة التي لا تتوقف. وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، على سبيل المثال، انتفضت عشرات المدن في محافظة خوزستان الجنوبية الغربية احتجاجًا على فساد النظام وسوء إدارته. وقُتل عدد من المتظاهرين الشباب على أيدي القوات القمعية.

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، بما في ذلك العاصمة طهران، حيث جاءت المسيرات الحاشدة في أعقاب إضراب غير مسبوق لعمال قطاع الطاقة.

كما أعرب المدرسون والطلاب والمتقاعدون والممرضات والمزارعون منتجي الألبان والمستثمرون والتجار والعمال في جميع أنحاء إيران مؤخرًا عن مطالبهم بالتغيير الديمقراطي. وكانت هناك أربع جولات من الانتفاضات الكبرى على مستوى البلاد منذ عام 2017، والتي هزت أركان النظام.

في مثل هذه الاضطرابات، فإن رئاسة قاتل جماعي مثل “رئيسي” تبعث برسالة مفادها أن النظام لديه نية كبيرة لقمع المطالب الشعبية بوحشية. ولكن تعيينه اليائس سيؤدي في الواقع إلى اضطرابات ستعيق النظام. وكان هذا في أحسن الأحوال انتصارًا عظيمًا للمرشد الأعلى لنظام الملالي علي خامنئي وتلميذه إبراهيم رئيسي.

يعرف الكثير من الإيرانيين رئيسي باسم “سفّاح 1988“. وإنه يمثل أسوأ جرائم النظام الاستبدادي. كما صرّحت مجموعات حقوقية رائدة، لقد لعب رئيسي دورًا رئيسيًا في المذبحة التى راح ضحيتها الآلاف من السجناء السياسيين في إيران عام 1988.

وخلال صيف عام 1988، تم إعدام حوالي 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أنصار حركة المقاومة الرئيسية “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”، لأنهم رفضوا التنديد بانتمائهم إلى المنظمة.

وفي عام 2019، بصفته رئيسًا للسلطة القضائية، لعب رئيسي أيضًا دورًا أساسيًا في قمع الانتفاضة الوطنية ضد النظام في أكثر من 200 مدينة. وقد وثقت منظمة العفو الدولية ما لا يقل عن 7000 حالة سجن وتعذيب على أيدي قوات النظام القمعية. كما تم قتل ما لا يقل عن 1500 متظاهر بوحشية، بما فيهم المراهقون صغار السن. وهناك إحصائية جديدة تقدّر عدد القتلى بــ4500 قتيل.

وتعود أسباب هذه الانتفاضات، إلى ذلك الدمار الاقتصادي والفساد الهائل داخل الدولة، الذي تفاقم الآن أكثر مما كان عليه في عام 2019. ولا يمكن لآلة النظام القمعية أن تسحق إلى الأبد الأصوات التي تردد المطالب المشروعة والأساسية، مثل الوصول إلى مياه الشرب والهواء النقي والكهرباء. وبالتالي ستتطور إلى انتفاضات أكثر شراسة تدعو إلى تغيير النظام.

ويحتاج خامنئي اليائس وبدون خيارات إلى تشديد القبضة القمعية. ويرى أنه في حاجة ماسّة إلى إعادة تجميع قواته، وتقريب الصفوف، وإنهاء التناحر بين الفصائل، وتشكيل خطوط دفاع جديدة ضد الانتفاضات الشعبية التي تلوح في الأفق.

ولكن مشكلة النظام هي أنه حتى بعد مجازر 1988 و2019 التي ارتكبها أمثال رئيسي، لم يتم القضاء على المعارضة، بل ازدادت قوتها. وتلقى خامنئي أخطر ضربة سياسية منذ عقود، وهي المقاطعة الواسعة النطاق للانتخابات الرئاسية الوهمية التي نظمها نظام الملالي الشهر الماضي، والتي دعت إليها ونظمتها المعارضة.

كما أشارت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمعارضة الديمقراطية الرائدة (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) “من خلال المقاطعة، يمكن للمرء أن يسمع خطى الانتفاضات التي تلوح في الأفق”.

ورفض الشعب الإيراني كل فصائل النظام في المقاطعة الأخيرة. لم ينخدعوا بالثنائي “الإصلاحي مقابل المتشدد” للنظام. إنهم يسعون إلى تغيير ديمقراطي حقيقي باعتباره الوسيلة الأهم لاستيعاب مطالبهم وحرياتهم الأساسية.

لقد بزغ فجر حقبة جديدة في السياسة الإيرانية. من خلال نبذ المنظمة الإجرامية الحاكمة واعتبارها غير شرعية تمامًا، وسينجذب الناس إلى بديل قابل للتطبيق للنظام بأكمله. وبالفعل، ينضم الشباب المتحمسون للتغيير إلى وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران، والتي تنظم أعمال المواجهات والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

ومن الواضح أن رئيسي ليس حلاً مستداماً للنظام. إنه، بالأحرى، تجسيد لنظام يلفظ أنفاسه الأخيرة. فلماذا يلقي أي شخص في المجتمع الدولي بشريان حياة لهؤلاء المجرمين من خلال استرضائهم أو التفاوض معهم؟

ويجب على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بدلاً من ذلك، الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، وإدانة النظام علنًا باعتباره غير شرعي، ووصف رئيسي بأنه قاتل جماعي، وتبني سياسة حازمة تجاه نظام الملالي. ويجب أيضًا فتح تحقيق دولي فوري في جرائم “رئيسي” الماضية، خاصة فيما يتعلق بمذبحة عام 1988. وهذه هي الرسالة التي بعث بها عشرات الآلاف من الإيرانيين وداعميهم الدوليين خلال الملتقى العالمي ” لإيران الحرة 2021″ التي استمرت ثلاثة أيام.

ومن خلال رئيسي، لقد أرسل طغيان الملالي الفاشي في إيران رسالته الأخيرة – “أغلقوا إلى الأبد، وداعًا”. لا شك أن الشعب الإيراني سيحتفل قريباً بيوم النصر – ونأمل أن يهتف به بقية العالم.

علي صفوي، عضو في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس.