الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نحو استراتيجية خليجية عربية لمواجهة التهديد الإيراني بقلم: د. عبدالإله بن سعود السعدون

انضموا إلى الحركة العالمية

الانعكاسات المتوقعة لأسوأ أزمة اقتصادية في إيران منذ أربعين عامًا

نحو استراتيجية خليجية عربية لمواجهة التهديد الإيراني بقلم: د. عبدالإله بن سعود السعدون

نحو استراتيجية خليجية عربية لمواجهة التهديد الإيراني
بقلم: د. عبدالإله بن سعود السعدون

الكل يتفق على حرج المرحلة الحالية التي تمر بها منطقتنا العربية والخليجية بصورة خاصة بعد التمرد الإيراني على مقررات المجتمع الدولي وإجماعه إلا مجموعة صغيرة من المنتفعين لوجود استثمارات كبيرة لهم نتيجة تأييدهم للملف النووي وتمريره عن طريق بعض دول الاتحاد الأوروبي والذين وجدوا أنفسهم متورطين في اختيار القرار السياسي ليخرجهم من هذه الورطة التي أوقعهم بها قرار ترامب برفض اتفاقية الملف الإيراني واعتبره أغبى قرار اتخذه سلفه الرئيس أوباما.. ومع تداعيات الحظر الأمريكي اقتصاديا على النظام الإيراني والذي انعكس على بازار طهران المالي فقد ارتفع صرف الريال الإيراني من 45 ألف ريال للدولار الواحد الى رقم خيالي فأصبح الدولار الأمريكي يساوي مائة ألف ريال واشتعلت السوق السوداء داخل الحركة المالية للبازار الإيراني، وهبّ سماسرة مزاد بيع الدولار في البنك المركزي العراقي لتهريب الدولار الى السوق المالي الإيراني بالعديد من ملايين الدولارات يومياً لسدّ الحاجة الى العملة الصعبة في التداولات التجارية الخارجية لتجارة إيران، ونشطت أيضاً عمليات تهريب السبائك الذهبية لبيعها في دور الصرافة في الجوار الإقليمي الصديق في العراق وتركيا واستبدالها بالعملات الصعبة لنفس الغرض.

وتحول المواطنون لشراء المسكوكات الذهبية لحفظ قيم مدخراتهم وتحاشي الانهيار المستمر في صرف الريال أمام العملات الأجنبية، وقد انعكس هذا الارتباك الاقتصادي على الشارع السياسي في طهران وكبرى المدن الاقتصادية في إيران، فقد أغلق تجار البازار المالي والتجاري في طهران متاجرهم ودور الصرافة احتجاجا على هذه الهزة في سعر الصرف للعملة الإيرانية، وتسببت تداعيات الحظر الأمريكي وفرض عقوبات اقتصادية على الاقتصاد وبالأخص تجارة البترول التي أصيبت بالشلل التام في منافذ التصدير بموانئ الخليج العربي وهناك جهود حثيثة يبذلها سماسرة إيران لاستخدام المنافذ العراقية لتهريبه الى الدول الآسيوية حسب العقود معها سابقاً، ومن أهمها سوق الصين وكوريا الشمالية.

إن السوق المالي والتجاري الإيراني في أسوأ حالات التدهور والتضخم مما يهدد بالإفلاس والاختناق الاقتصادي، وما تهديد روحاني بغلق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية أثناء جولة الاستغاثة الأوروبية إلا مؤشر حي على اختناق اقتصاد ايران بحبل الحظر الأمريكي المحكم وتداعياته السريعة على داخل الاقتصاد الإيراني مما سبب التظاهرات والتمرد الاعتصامي في معظم المدن الإيرانية لسوء الخدمات العامة وتأخير صرف رواتب العمال وشمول كل مؤسسات الحكومة لأصناف الفساد الإداري والمالي.

أمام كل هذه المتغيرات المتسارعة والمنعكسة على أمواج خليجنا المتلاطمة الآن بفعل الحركة المتواصلة لحاملات الطائرات الأمريكية وقطع سريعة من الأسطول السادس لمواجهة أي جنون إيراني يعبث في أمن خليجنا العربي، آن الأوان لاتباع استراتيجية حكيمة تضمن مصالحنا الخليجية العليا وأمننا القومي من مضيق هرمز حتى آخر نقطة عربية في خليجنا الذي يتعرض لتحريض إيران وتهديدها الدائم.. وما نتمناه أن يحرك الملالي آخر حجرة عقل في أدمغتهم المتحجرة لإنقاذ شعوب إيران من هذا الخطر الذي أصبح قريباً جدا من مياههم الإقليمية.

وأمام هذا الوضع المأساوي الذي ينتظر شعوب إيران يغط رجال النظام الحاكم في طهران في نوم مكابرتهم وجهلهم بالمتغيرات الإقليمية والدولية وليس لهم إلا ادعاء القوة العسكرية التي لا تختلف عن عصا دون كيشوت المخبول، بعد أن أغرقوا إيران بالفساد الإداري والمالي.. ولم نستغرب أبداً ما أصاب أشقاءنا في بغداد الرشيد من سماسرة وتلاميذ ملالي طهران من صنوف الفساد وسرقة المال العام، وأصبحت العلاقة مشتركة بين عصابة الأربعين حرامي في بغداد وطهران.. وقد بين الأستاذ مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقامة الإيرانية مشتركات ثقافات الفساد المالي بين ملالي طهران وسماسرة نظامهم في المنطقة الخضراء في بغداد الجريحة.. (ان ظاهرة الفساد المالي متغلغلة في جسم نظام الملالي في إيران وطريقة إجرامية لسلب ونهب المال العام وخيانة الأمانة الأخلاقية لثروات الشعوب الإيرانية).

وقد أكد محمود بهمني المقرب من المرشد خامئني والذي كان يشغل منصب الرئيس العام للبنك المركزي في طهران في تصريح سابق لوكالة فارس الرسمية أن هناك الآلاف من أبناء المتنفذين في حكومة إيران يتلقون تعليمهم في الدول الأوروبية ولهم حسابات سرية تقدر بمائة وثمانية وأربعين مليار دولار وتعدى هذا الرقم الموجودات الفعلية للعملة الاحتياطية في خزينة البنك المركزي.. وطالب الأستاذ عقبائي حكومات الدول الغربية بتجميد حسابات الطلبة من أبناء ملالي طهران لأن هذه الأموال ملك الشعوب الإيرانية.

من جهة أخرى بشرت السيدة مريم رجوي زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمتها في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية المنعقد في الثلاثين من شهر يونيو الماضي في باريس بالثورة الشعبية داخل إيران بقولها ان التوترات والتناقضات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وتفشي البطالة بين الشباب ومظاهر الفقر في المجتمع في الريف والمدينة وعدم المساواة في الحقوق والواجبات وتحول حال الشارع السياسي لمرحلة الانفجار الشعبي، ومن جهة أخرى فإن الملالي في صمت العاجز ولا يستطيعون حل أي مشكلة، وإدارة المرشد خامئني عاجزة عن أي مناورة تخلص نظامهم المتهالك.

وتشكلت انتفاضة أهالي بازرجان للاحتجاج على قطع مياه الشرب عن المدينة أكثر من أربعة أيام بحجة إجراء أعمال الصيانة في محطات التحلية وقد عانى أهالي المدينة من العطش وكان شعار التظاهرات الشعبية «الموت للدكتاتور خامئني» وبصرخة واحدة نموت ولا نقبل الذل.. وحاول ممثل المرشد خامئني تهدئة المتظاهرين بوعود فارغة وجاء رد المتظاهرين مخيفاً له وبصوت واحد «كذاب لا نصدق وعودكم» وأمام أمواج المتظاهرين فرّ ممثل خامئني سالماً بجلده.

وامتدت موجة التظاهر والاحتجاج على سوء الإدارة والرشوة المتفشية في كل مراكز السلطة في حكومة روحاني، وأصبح تسرب التظاهر تماما مثل تدحرج كرة الثلج حتى شمل في اتساعه الجغرافي مناطق أصفهان وكرمان وخراسان وسيستان وبلوشستان، وتحرك النظام بتوجيه أفواج من عملائه في منظمة أطلاعات والحرس الثوري في محاولة يائسة لإسكات الشعوب الإيرانية المنتفضة حتى تحقيق أهداف الثورة الشعبية في الحرية والكرامة وإسقاط نظام ملالي طهران.

الأيام القادمة حبلى بالأحداث والمفاجآت الساخنة إذا لم يثب النظام المتسلط في مؤسسة ولي الفقيه الى رشده ويوقف التدخل والتحريض في جواره العربي ويترك اليمن لأهله الشرعيين ويرفع يده عن الحوثيين وجرائمهم ويترك مشاريع تصدير ثورتهم الطائفية ويمد جسور الثقة والاحترام بين ضفتي خليجنا العربي وينه تبذير ثروات الشعوب الإيرانية ويهتم بالمواطن الإيراني بدلاً من الشروع في قتل أبناء العراق وسوريا ومملكة البحرين وأبناء اليمن الذي كان سعيداً قبل تآمرهم على سيادته وتخريبه.. إنها نصائح مجانية قد يكون وقت إيصالها الى آذان الملالي قد فات لأن أقدامهم بدأت تسخن من نار التسونامي الثائر في الداخل والممتد حتى الساحل الشرقي لخليجنا العربي السليب.

‭{‬ عضو هيئة أمناء منتدى الفكر العربي

– عضو جمعية الصحفيين السعوديين

[email protected]

نقلا عن الخليج السعودية