نظام الملالي متمسك بـ”التحالف” مع كورونا بدلًا عن السيطرة عليه -لم تتحقق وعود إيرج حريرجي، مساعد وزير الصحة، التي أطلقها في 21 فبراير 2021، بتطعيم 1,300,000 شخص بحلول نهاية الثلث الثاني من شهر مارس 2021. (بحسب وكالة “إيرنا” للأنباء، في 21 فبراير 2021).
يؤكد هذه الحقيقة كيانوش جهانبور، المتحدث باسم منظمة الغذاء والدواء، الذي قال: “تم حتى الأمس تلقيح 124,000 جرعة من اللقاح في البلاد، وكان الموظفون في خط المواجهة ضد هذا الوباء هم المتلقون الرئيسيون للقاح”. (وكالة “إيرنا” للأنباء، 19 مارس 2021).
وفي تصريح آخر له، قال جهانبور: “إن التخطيط لتطعيم ما لا يقل عن الـ 1,300,000 شخص الذين يشملهم التطعيم في المرحلة الأولى بحلول نهاية الثلث الثاني من شهر مارس 2021، لم يتحقق على أرض الواقع نظرًا للعديد من القيود المتوقعة”. (موقع “انتخاب”، 25 مارس 2021).
في سياق ذلك، تتباطأ الحكومة في سلوك يظهر عداءها للشعب، في تطعيم الفئات المعرضة للخطر، من قبيل الأطباء والممرضات، حيث قال رئيس مستشفى ”سينا“، في هذا الصدد: “يوجد في الوقت الراهن 500 شخص من العاملين في المستشفى البالغ عددهم 1500 شخص يعتبرون من بين المجموعة المعرضة لخطر كبير، وتم حتى الآن تطعيم 380 جرعة من اللقاح في المستشفى، أي أن تطعيم هذه المجموعة لم يكتمل بعد”. (وكالة “إيلنا” للأنباء، 22 مارس 2021).
والجدير بالذكر أنه لم يتم حتى الآن استيراد اللقاح بالكميات اللازمة ولم يتم تطعيم المواطنين، على الرغم من أن سلالة فيروس كورونا البريطاني المتحور تفشي في 31 محافظة في البلاد؛ استنادًا إلى تصريح علي رضا رئيسي، المتحدث باسم مقر مكافحة وباء كورونا. (وكالة “إيرنا” للأنباء، 24 مارس 2021).
ويتم استيراد اللقاح بالتقطير وتطعيم عدد قليل جدًا من المواطنين والطاقم الطبي، في حين أن بلدانًا بخلاف الدول الأوروبية الكبرى قامت بتطعيم أعداد كبيرة من مواطنيها، من قبيل بلدان المنطقة.
ويفيد تقرير وكالة “رويترز” للأنباء، أن رئيس هيئة التطعيم في فرنسا يتوقع عودة الأوضاع في بلاده إلى طبيعتها في صيف العام الحالي بسبب الإسراع في التطعيم. (وكالة “رويترز” للأنباء، 23 مارس 2021).
وقال العالِم المؤسس لشركة بيونتيك الألمانية للأدوية، وهي أول شركة تنتج لقاحاً مضاداً لكورونا: “ستعود الحياة إلى طبيعتها في ألمانيا اعتبارًا من الخريف المقبل، وهناك احتمال كبير ألا تحتاج العديد من الدول الأوروبية والأمريكية إلى التدابير والقواعد المتعلقة بكورونا بحلول نهاية الصيف”. (موقع “دويتشه فيله”، 21 مارس 2021).
إلا أن طريقة نظام الملالي في التعامل مع الجائحة كان في تبني سياسة التقطير في استيراد اللقاح وتطعيم أبناء الوطن، كما قطع النظام على نفسه وعدًا أجوفًا بأنه سيتم انتاج اللقاح الإيراني بكميات كبيرة في منتصف الربيع وعندئذ سيبدأ التطعيم العام للمواطنين، وهو أمر مشكوك فيه أيضًا.
وعلى افتراض أن اللقاح المحلي سيكون متاحًا لدى المراكز الطبية، إلا أن مدى تأثيره وفعاليته غير معروف، بينما تم إثبات فعالية اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية في الممارسة العملية.
ومن الواضح أن سياسة نظام الملالي هذه فيما يتعلق بتوفير اللقاحات والتطعيم المحدود للمواطنين تتماشى مع سياسة هذا النظام الفاشي المناهضة للشعب وعلى رأسهم خامنئي، في إيقاع المواطنين وأسرهم في فخ كورونا، وبهذه الطريقة يحول دون اندلاع الانتفاضة.
والحقيقة هي أن الإسراع في شراء لقاح كورونا هو مطلب عام، وتحديدًا في ظل الظروف التي كشر فيها فيروس كورونا عن أنيابه وأصبح أكثر شراسةً، وبسبب طفرته تضاعفت قدرته على التفشي بمقدار 70 مرة.
ولا شك في أن غضب المواطنين وكراهيتهم المتراكمة للأداء اللاإنساني الذي تتبناه “كورونا” ولاية الفقيه بالزج بأبناء الوطن في مذبحة الوباء، أصبحت حقيقة وواقعاً تحذر منه وسائل الإعلام وعناصر نظام الملالي باستمرار، غضبٌ وسخط تراكمي بدأت دقات انفجاره.